نشرت : المصدر جريدة "الشروق" الجزائرية الاثنين 04 يونيو 2018 12:27 حذر رئيس الجمعية الوطنية للوكالات السياحية والأسفار، إلياس سنوسي، من الانخفاض الحاد الذي تشهده قيمة الدينار أمام العملات الأجنبية في السوق الدولية، وذلك وراء انخفاض نسبة السفر للخارج يقول المتحدث، كما أعلن عن ارتفاع حجم الإنفاق للمسافرين الجزائريين بالخارج، فالجزائري المسجل للسفر في عطلة 2018، يحتاج يوميا إلى ما لا يقل عن 150 أورو أو 3 ملايين سنتيم، وهو مبلغ معتبر لا يمتلكه إلا ميسورو الحال. وأضاف سنوسي في تصريح ل"الشروق" أمس أن 2200 وكالة سياحية ضبطت برنامجها على موسم الاصطياف محضرة الوجهات الاعتيادية التي يختارها الجزائريون كل موسم، إضافة إلى روسيا التي ستشهد إقبالا هذه السنة، بحكم أن المونديال ستحتضنه هذه الدولة، إلا أنه بالمقابل اعتبر أن أكبر مشكل يجابه المصطافين الجزائريين بالخارج والحاجزين للسفر هذه السنة، هو انخفاض قيمة الدينار التي تدهورت بشكل حاد، ما يجعل نفقات المواطنين كأدنى حد لا تقل عن 30 ألف دينار يوميا، ولمدة 10 أيام، 30 مليون سنتيم، ويشمل ذلك كافة العواصم الأوروبية والعربية، على حد سواء. وبالنسبة لأهم وجهات الجزائريين خلال السنوات الماضية بقيت نفسها الوجهات الكلاسيكية، حسب سنوسي، وهي فرنسا وإسبانيا وإيطاليا ومصر وتونس والمغرب وتركيا، وكذا المالديف وماليزيا ودبي للميسورين ماليا، مشددا على أن ذوي الدخل المتوسط لم يعودوا قادرين بداية من سنة 2015 على التوجه للاصطياف في الخارج، في ظل انهيار مستوى المعيشة جراء استمرار أزمة النفط وتراجع مداخيل الخزينة، وما انعكس عنها من ارتفاع لأسعار المواد الاستهلاكية، الأمر الذي جعل المواطن الجزائري يبحث عن الضروريات ويكتفي بها ويتنازل عن الكماليات. وبالرغم من ذلك اعتبر رئيس جمعية الوكالات السياحية أن إقبال الجزائريين على الاصطياف داخل التراب الوطني ضعيف جدا من خلال قراءة سريعة في أرقام الوكالات السياحية، فكافة الحاجزين يختارون الوجهات الخارجية، في حين يتم تسجيل عزوف كبير بالنسبة للولايات الداخلية. وأعلن سنوسي عن ارتفاع حاد في عدد الوكالات السياحية الناشطة في السوق الوطنية خلال 3 سنوات، حيث تضاعف عددها وارتفع من 900 وكالة سنة 2015 إلى 2200 وكالة، وأرجع ذلك إلى تهاوي نسبة التوظيف في القطاعين العمومي والخاص، واستمرار تجميد المسابقات، وارتفاع نسبة الشباب الجامعي وحاملي الشهادات المتخرجين سنويا من المعاهد الوطنية والجامعات الجزائرية، وهو ما جعل هؤلاء جميعهم يتوجهون إلى فتح وكالات سياحية كخيار جديد وموضة للاستثمار، بالرغم من أن رقم أعمال أصحاب الوكالات السياحية تضاءل جدا.