تعرف الحجوزات لقضاء عطلة الصيف خارج الوطن، تراجعا مقارنة بما كان عليه الحال السنة الماضية، بفعل الأزمة المالية التي تمر بها البلاد وانهيار أسعار الدينار، وكذا توجّه آلاف الجزائريين نحو تخصيص أموالهم ومدخراتهم لدفع الأشطر المتعلقة ببرامج السكن . سجلت العديد من وكالات السياحة والأسفار في الآونة الأخيرة تراجعا رهيبا في مدة الطلبات للتوجه لأداء مناسك العمرة آو السفريات السياحية في إطار موسم الاصطياف مقارنة بالسنوات الماضية، حيث ترى السيدة أمال صاحبة وكالة سياحية بأنها لاحظت خلال الأشهر الأخيرة تراجعا معتبرا من ناحية الطلبات على التوجه نحو الخارج سواء تعلق الأمر بالسفريات السياحية التي كانت إلى وقت قريب الشغل الشاغل لكافة الجزائريين، حيث لا تمر سنة إلا وتسجل الوكالات خلال فترة الصيف خاصة إقبالا من طرف السواح نمن اجل التوجه نحو مختلف المناطق السياحية عبر العالم على غرار تركيا ومصر والمغرب وتونس ودبي. إلا أن الملاحظ هذه السنة - حسب المصدر - هو التراجع اللافت في الطلبات، كما هو الشأن برحلات العمرة، التي تراجعت بدورها جراء ارتفاع التكاليف من جهة وتراجع قيمة الدينار، وأرجعت محدثتنا ذلك حسب قراءتها إلى أن ذلك مرده ايلاء الجزائريين الاهتمام لمشاريع أخرى على غرار دفع تكاليف السكنات في مختلف الصيغ وأولويات أخرى بدل التفكير في السفر. من جهته، اعتبر إسلام عميمور صاحب وكالة سياحية بالعاصمة، إن مستوى الطلبات لا يزال يشهد مستويات مرتفعة على الرغم من الأزمة المالية التي عصفت بالبلاد، خاصة نحو الوجهات التقليدية على غرار تركيا التي سجلت الطلبات عليها مستويات كبرى، في ظل استقرار الوضع بهذا البلد والذي حرم السنة الماضية مئات العائلات الجزائرية من زيارة هذا البلد، ناهيك عن الوجهات الأخرى كمصر والمغرب وتونس وغيرها. ويرى المكلف بالإعلام على مستوى النقابة الوطنية لوكالات السياحة والأسفار إلياس سنوسي، في تصريح ل الشروق"، أن الأزمة المالية التي تمر بها البلاد منذ سنوات بداعي تراجع أسعار النفط، أثر كثيرا على مدى إقبال الجزائريين على التوجه نحو الخارج سواء تعلق الأمر بأداء مناسك العمرة وهو ما اتضح جليا خلال شهر رمضان المنقضي، وحتى نسبة الطلبات على عطلة الصيف بالخارج، مقدرا نسبة التراجع ب 40 بالمائة. واعتبر المتحدث أن السبب الرئيسي وراء التراجع، هو تركيز الكثير من الجزائريين على الانشغال بأزمة السكن، وكذا انخفاض القدرة الشرائية، التي جعلت السفر حكرا للفئات الميسورة مقابل تراجع الرحلات بالنسبة للطبقة المتوسطة.