لقد تميز أول تربص للناخب الجديد ل”الخضر” بعدة تغييرات وجديد في أمور تسيير المنتخب، حيث كانت الفرصة ل حليلوزيتش ليباشر عمله ويفرض طريقة عمله التي شرحها في التربص الذي برمجه في مركز “ماركوسيس” بباريس ويكون زملاء بوڤرة قد اكتشفوها خلال التربص الإعدادي لمباراة تانزانيا والذي جرى أول مرة في مركز سيدي موسى.. حيث تغيرت العديد من العادات والسلوكات التي كانت تميز المنتخب الوطني في عهد المدربين سعدان وبن شيخة، وأجمع المقربون من المنتخب أن الانضباط والصرامة عادا إلى المجموعة، فيما غابت الفوضى التي كانت تميز “الخضر” في الأشهر الفارطة. وقد وضع الناخب حليلوزيتش في هذا الشأن استرتيجية، لكسر نجومية لاعبينا التي اكتشفها في الجزائر، رغم أن أغلبهم ينشطون في فرق صغيرة ويملكون مستوى متوسطا بعد معاينته اللمباريات الأخيرة ل”الخضر”. لهذا السبب أصر على مركز سيدي موسى أول خطوة في خطة حليلوزيتش تمثلت في تغيير مكان إجراء التربص في الجزائر، حيث كشف حليلوزيتش لمسؤولي الإتحادية أنه يرفض الإقامة في الفنادق الفخمة كما كان الحال في التربصات الفارطة، وقرر برمجة كل تربصات “الخضر” في مركز سيدي موسى بالجزائر، بدلا من مركز الجيش في بني مسوس أو في أكبر المراكز في أوربا. منع الاستقبال بالقاعة الشرفية للمطار كما قرر حليلوزيتش منع تخصيص القاعة الشرفية في مطار هواري بومدين الدولي، لاستقبال اللاعبين المحترفين كما كان الشأن في السابق، حيث أصبح رفقاء بوڤرة يغادرون المطار على غرار بقية المسافرين، فيما استغرب لاستقبال لاعب كرة القدم في القاعة الشرفية كأنهم شخصيات مهمة، ما زاد إحساس اللاعبين بالنجومية لا يجدونها في الفرق التي ينشطون فيها. الزيارات ممنوعة على العائلات كما رفض حليلوزيتش على القائمين على شؤون “الخضر”، فتح الأبواب لعائلات اللاعبين أو السماح للغرباء بدخول مركز سيدي موسى، كما أصر على أن تكون المعاملة بين اللاعبين بالتساوي ودون تفرقة، من أجل خلق روح جماعية بين اللاعبين لاسيما في مواعيد الأكل والنوم والتدريبات، وهي التقاليد الجديدة التي يريد البوسني فرضها على المنتخب. لا يفرق بين الركائز والجدد في تعامله كما يصر حيلوزيتش على أن يتواصل في التربصات مع كل اللاعبين، ولا يكتفي بالحديث مع الركائز كما كان يحدث في السابق، حيث يرفض الناخب الوطني التفريق بين لاعبيه مهما كانت مكانتهم وأقدميتهم في المنتخب، لأنه يعترف فقط بالأفضل ويرفض حتى تسمية الركائز كما جاء على لسانه في عدة مناسبات. “ليس بينكم دروڤبا” حجته مام اللاعبين وقد استغل حليلوزيتش تربص سيدي موسى ليرسل مجموعة من الرسائل للاعبيه، يهدف من خلالها إلى تقليل نجوميتهم ووضع أرجلهم على الأرض، حيث غالبا ما كان يوجه حليلوزيتش عبارة: “ليس بينكم دروڤبا حتى تعتبروا منتخبكم منتخب نجوم”، من أجل تذكيرهم بأنه لم يعترف حتى بدروڤبا ونجوم كوت ديفوار، وأنه أجلسه على مقعد البدلاء رغم أنه من بين أبرز المهاجمين في العالم. نظم علاقتهم بالصحفيين كما لم يستثن المدرب الجديد في مخططه علاقة لاعبيه بوسائل الإعلام، حيث فرض على ممثلي اللاعبين حضور الندوات الصحفية في التربصات، كما نظم إجراء الحوارات مع اللاعب مهما كان وزنه من خلال الاتصال بخلية الإعلام التي تفرض عليه الرد على اتصال الصحفيين، لإجراء حوار على مدار السنة بهدف تحسين التواصل بين لاعبيه ورجال الإعلام ودون أي تمييز أو تفضيل. كل لاعب مهدد بالإبعاد وقد وصل الأمر بالناخب حليلوزيتش في إطار تحسيس لاعبيه بأنه لا يعترف بنجومية أي لاعب ولا يفرق بين أي لاعب، إلى تهديد أشباله في كل مناسبة بأنه سيتخلى عن أي عنصر يتراجع مستواه في القائمة الحالية أو لا يلعب بانتظام، من المنتخب مباشرة بعد مواجهة إفريقيا الوسطى وهي المهلة التي حددها للعناصر الحالية، قبل أن يجري ثورة على التشكيلة تحسبا للرهانات التي تنتظر “الخضر” في السنة القادمة. اللاعبون استوعبوا رسائله وقد كشفت مصادر مقربة من اللاعبين أن زملاء زياني فهموا رسائل مدربهم، وأدركوا أن عهد اللعب في المنتخب بفضل السيرة المهنية لأي لاعب قد ولى، ويتخوف محترفونا من تضييع مكانتهم في المنتخب بعدما أبلغهم المدرب السابق للفيلة، أن تلقي دعوة المنتخب يمر أولا عبر فرض اللاعب مكانته في ناديه وليس العكس كما كان يحصل في السابق.