أكدت مباراة أول أمس أن العديد من اللاعبين في المنتخب لم يعد لهم مكان، ولا بد من دماء جديدة في المستقبل القريب لإعطاء الحيوية اللازمة، ولمساعدة المدرب الجديد على تحقيق الأهداف المستقبلية. فقبل عام واحد كان المنتخب الوطني أحد المشاركين في المونديال، واليوم لن يحضر حتى المنافسة الإفريقية ولن يكون أحد أقطابها أو من بين أقوى 16 منتخبا في القارة، وهو أمر يدعو للتوقف وعدم تجاوزه بسهولة للعودة بقوة في المستقبل القريب. بعض لاعبي المونديال استهلكوا كل فرصهم لا اختلاف في أن هذا الجيل أدخل الفرحة إلى قلوب الملايين من الجزائريين، الذين تعلقوا باللاعبين الذين تحوّلوا إلى ملهمين وأبطال شعبيين، إلا أن هذا لم يستمر وانتهى الحلم الجميل بسرعة كبيرة توالت فيها النتائج السلبية، ليصل المنتخب إلى إقصاء شبه مؤكد في الجولة الرابعة من التصفيات (وهو أمر لم يسبق أن حدث) وبهزيمة مذلة في المغرب. ورغم الفرص الكثيرة التي أخذها عدد من هؤلاء اللاعبين إلا أنها بقيت من دون تجسيد، وظل مستواهم في تراجع ومن دون إقناع وعوض التخلي عنهم بقوا دائمي التواجد مع نتيجة واحدة في النهاية وهي "أداء باهت ومستوى متواضع". حليلوزيتش لجأ إليهم لأنه لا يملك خيارات لكنه يملك فكرة الآن وكان المدرب حليلوزيتش في وضع صعب في تحضيره للقاء، وحتى خلال الفترة القصيرة التي قضاها على رأس المنتخب إذ لم يتح له الوقت الكافي لتغيير بعض الوجوه، لكنه من خلال أول مباراة له من الواضح أنه يملك فكرة جيدة الآن، وسيكون أمامه متسع من الوقت لإيجاد بدلاء لبعض العناصر. خاصة أن هذا المدرب "ما يستعرف بحتى واحد" ويمكنه تغيير أي لاعب أو يقصيه تماما من الاستدعاء من دون أن يفكر في رد فعله، وهو ما سيحصل لأن الأصداء التي وصلتنا أشارت إلى أن حليلوزيتش كان مستاء من مردود لاعبين اثنين وغير راض تماما. اللاعب الغائب منذ 18 شهر سجل وهذا درس وحتى التغيير بات ضرورة يشهد بها الجميع، لأن بعض العناصر وصلت إلى مستوى لم تعد بإمكانها أن تفيد به المنتخب، في وقت أن تركها المكان للاعبين آخرين قد يكون أفضل بكثير من شغلها مناصبا دون فائدة، بل سيقلل أيضا من عبئها على "الخضر"، فالتغيير بات ضرورة والعبرة من المهاجم بوعزة الذي يعتبر في شبه وضعية لاعب جديد. حيث أن هامر بوعزة غاب عن المنتخب منذ 18 شهرا وفي أول لقاء له بعد هذه الفترة سجل وترك انطباعا جيدا لم يتركه أي مهاجم مر على "الخضر" منذ أشهر طويلة، كما أنه مثلما جلب حليلوزيتش نفسا جديدا ل "المنتخب" يمكن أن يجلبه أيضا اللاعبون الجدد. كان لا بد من "ضربة مؤلمة" لإحداث التغيير مثلما للإقصاء سلبيات فإن له بالمقابل إيجابيات، لأنه يضع الجميع أمام مسؤولياتهم عن هذه النتائج ويجعل كل لاعب "يعرف قدرو"، كما أن "ضربة مؤلمة" كالتي تلقاها المنتخب تجعل من إيجاد حلول مستعجلة ضروري، وخاصة إحداث التغييرات التي ينادي بها الجميع من خلال إلحاق بعض الشبان بحيويتهم بالمجموعة، خاصة أن التحديات القادمة تتطلب لاعبين جاهزين مع المنتخب وفي فرقهم، وليس لاعبين يشاركون باسم الشرعية الثورية أهلوا "الخضر"، فالمونديال طوي وحتى كأس إفريقيا و"الصح" في ما هو قادم، كما أن من لا يتجدد يتبدد وهكذا عودتنا التجارب. ------------------------------ رباعي قطر غادر تانزانيا منتصف نهار أمس لم يغادر جميع لاعبي المنتخب الوطني في نفس الرحلة صبيحة أمس إلى الجزائر، بحيث بقي في دار السلام كل من مغني، بوڤرة، زياني وبلحاج الذين شدوا الرحال في منتصف النهار على متن طائرة مباشرة إلى العاصمة القطرية الدوحة وكان بصحبتهم أعضاء الطاقم الطبي التابع لمستشفى "أسبيطار"، وقد غادر الرباعي الدولي أراضي تانزانيا ومعه العديد من علامات الاستفهام ماعدا مغني الذي لم يشارك ويبقى الاستثناء حتى عندما اختار اللعب لأم صلال القطري بالنظر إلى إصابته البليغة. "الخضر" يسجلون أول هدف خارج القواعد منذ 18 شهرا صحيح أن المنتخب الوطني أقصي في مباراة أول أمس أمام تانزانيا بعد التعادل الذي عاد به من دار السلام، لكننا سجلنا بعض النقاط الإيجابية على غرار أن بوعزة تمكن من معانقة الشباك في أول مناسبة عاد فيها إلى المنتخب الوطني وهدفه يعتبر الأول خارج الديار ل "الخضر" بعد 18 شهرا كاملا وبالضبط منذ الهدف الذي وقعه في شباك كوت ديفوار، ومن حينها لم يتمكن المنتخب من تسجيل أي هدف في مبارياته الرسمية التي لعبت خارج الجزائر. زياية تنقل إلى ڤالمة لظروف خاصة عندما عاد زياية إلى أرض الوطن، لم يتنقل مثل بقية رفاقه إلى أنديتهم بل شد الرحال إلى مدينة ڤالمة مسقط رأسه أين يكون قد تنقل إلى هناك لأجل قضاء بعض الحاجيات وهو الذي أكدت لنا مصادرنا المقربة منه أن لديه ظروفا خاصة وتلقى الإذن من طرف مسيري نادي اتحاد جدة السعودي، فيما سيتنقل اليوم إلى العاصمة السعودية لأجل استئناف العمل مع فريقه. ترحاب كبير ب "الخضر" في تانزانيا خلال تواجدنا في تانزانيا، لم نسجل أي تجاوزات من طرف التنزانيين الذين خصوا منتخبنا الوطني بترحاب كبير داخل أو خارج الميدان، قبل اللقاء، أثناءه وبعده، وما اندهشنا له أكثر هو أنه أثناء عزف النشيد الوطني لم تكن هناك صافرات استهجان بل احترمت الجماهير التانزانية نشيدنا الوطني في لقطة يجب على جماهيرنا في أرض الوطن أن تقتدي بها. التنزانيون يعرفون لاعبينا لم يكتف التنزانيون باحترام نشيدنا الوطني، فعلى الرغم من أن "الخضر" قضوا على أحلام منتخب تانزانيا في بلوغ كأس إفريقيا القادمة، إلا أن الجماهير حيّت لاعبينا بعد انتهاء اللقاء والتف العشرات حول حافلة "الخضر" لأجل أخذ بعض الصور التذكارية مع زياني ورفاقه، حيث اتضح لنا بأن الجماهير تعرف البعض من لاعبينا حتى بأسمائهم وبالخصوص زياني الذي يعتبر أشهر لاعب جزائري هناك. الأمن كان قليلا في الملعب من بين النقاط التي كانت في صالح "الخضر" خلال مباراتهم أمام تانزانيا، أن الضغط لم يكن شديدا في ملعب "بنجامين"، بدليل أن رجال الأمن لم يكونوا بكثرة ناهيك عن أننا لم نسجل أي تجاوزات من طرف الجماهير التنزانية التي بدت مسالمة إلى أبعد الحدود وتحلّت بالروح الرياضية ووصل بها الأمر حتى إلى مناصرة منتخبنا في بعض الأحيان، وهي الصورة التي من النادر أن نشاهدها في مختلف الملاعب. حليلوزيتش هنأ اللاعبين في الغرف مباشرة بعد انتهاء اللقاء، توجه اللاعبون إلى غرف حفظ الملابس ومعنوياتهم منهارة بعد التعادل المخيّب للآمال والإقصاء من السباق المؤهل إلى نهائيات كأس إفريقيا القادمة، ورغم كل ذلك وفور دخوله إلى غرف حفظ الملابس أبى المدرب حليلوزيتش إلا أن يصافح لاعبيه واحدا بواحد حتى أولئك الذين لم يشاركوا وهنأهم على المردود الذي قدموه في المباراة والوجه الذي أبانوا عنه وطالبهم برفع رؤوسهم لأنهم لم ينهزموا بل تعادلوا خارج الديار والإقصاء لم يكن بسبب تعادل تانزانيا بل بسبب النتائج المسجلة من قبل. حليلوزيتش: "أنتم مشكورون لأنكم قمتم بواجبكم" وقد حاول حليلوزيتش رفع معنويات لاعبيه قدر المستطاع في غرف حفظ الملابس، وهو المعروف باتصاله الجيد مع اللاعبين، فرغم أن الأجواء كانت حزينة في غرف "الخضر" إلا أن حليلوزيتش وجه بعض الكلمات للاعبيه وهو يصافحهم حين قال لهم: "أنتم مشكورون لأنكم قمتم بواجبكم"، كما طالبهم برفع رؤوسهم لأن ما ينتظرهم في المستقبل أصعب بكثير ويجب عليهم أن يكونوا أكثر صلابة كي يصمدوا ويطوروا أداءهم، وهي الكلمات التي رفعت معنويات رفقاء مغني بعض الشيء.