وقع اتفاق غير معلن بين الجزائريين ملاحظين وفنيين وحتى مناصرين على أن المنتخب الوطني بحاجة إلى دماء جديدة في المرحلة المقبلة مع المدرب الجديد الفرانكو بوسني حليلوزيتش للعودة إلى الواجهة بعد أشهر طويلة ومتواصلة من العثرات والنتائج السلبية أدت إلى إقصاء شبه أكيد من التأهل إلى كأس إفريقيا 2012، لكن لا أحد فكر فعليا في مصدر هذه الدماء الجديدة، وأين سيجد حليلوزيتش هؤلاء اللاعبين الذين يدعم بهم “الخضر” ويعطون المنتخب دفعا قويا بمستواهم وقدرتهم على تعويض بقية اللاعبين المبعدين لأسباب فنية. وحتى يجلب القادمون ما ينتظر منهم، فالمطلوب أن يكونوا في قمة مستواهم وأفضل من اللاعبين الذين سيأخذون مناصبهم، لكن وضعية أغلب العناصر الفرانكو - جزائرية التي لعبت لمنتخبات فرنسا في الفئات السنية ليست على ما يرام، ولا أساسي منهم إلا براهيمي (حمومة ليس جزائريا باعترافه) وهي وضعية غير مساعدة، في وقت أن المدرب الجديد بحاجة إلى هذه العناصر على جناح السرعة من أجل تحضيرها في اللقاءين المقبلين أو المباريات الثلاث (في حال كانت هناك مباراة ودية بعد تونس) قبل موعد ديسمبر الذي يبحث فيه الناخب الوطني أن تكون ملامح التعداد الذي سيلعب به التحديات المستقبلية واضحة، وفي هذه الفكرة دائما فإن الناخب الوطني من المدربين الذين يشترطون لاعبين جاهزين 100 من المائة بدنيا، وهو ما صرّح به في الندوة الصحفية بعد مباراة تنزانيا، وإلا فإنه لن يقتنع بالتغيير لأجل التغيير. البقية مثل فغولي، طافر وبلفوضيل ليسوا أساسيين وبخصوص أول لاعب يمكن أن يلتحق ويتعلق الأمر بسفيان فغولي فإنه لن يكون في تشكيلة فالنسيا الأساسية بداية الموسم وسيكون في أفضل الحالات مع ال18 بوجود مهاجمين أفضل منه كبيدرو ليون القادم من الريال واللاعب الدولي لمنتخب إسبانيا هيرنانديز وغيرهم، وهو اللاعب الذي رفض الجزائر لما انفجر في ڤرونوبل الفرنسي قبل 3 سنوات، وحتى طافر مصاب حاليا ولو كان جاهزا لما فرض نفسه وكذلك بلفوضيل الذي فشل في المباراة الثانية التي لعبها في مشواره كأساسي مع ليون في مواجهة براست، وغيرهم من اللاعبين على غرار مجخوف الذي يوجد خارج الحسابات في ناديه سيدان. شبان المنتخب الأولمبي تنقصهم القوة والخبرة لتحمل ظروف إفريقيا وحتى اللاعبين الأولمبيين في تشكيلة آيت جودي الذين يطالب البعض بمنحهم الفرصة يبقون صغار السن، وأكثر من ذلك أنهم لا يملكون معدل مشاركات كبير في فرقهم، فشلالي الموسم الماضي لم يلعب إلا نادرا في فريقه اليوناني عسى أن تتغير وضعيته بالتحاقه بأبردين الاسكتلندي، وسعيود نفس الأمر، ولا وجود لعناصر تلفت الانتباه وتملك القوة والحيلة بل هناك بعض اللاعبين لا يلعبون حتى في فرقهم في البطولة الوطنية، ولا زال أمامهم الكثير من الوقت للاحتكاك والتعلم حتى يمكنهم الصمود في الأدغال الإفريقية التي تبقى صعبة للغاية بظروفها المعروفة. حليلوزيتش لن يكتشف من البطولة “لاعبين منسيين” ومن جهتهم، فإن لاعبي البطولة يبقون بعيدين عن المستوى المأمول، فالعيفاوي لم يكن في يومه خلال مباراة تنزانيا وهو اللاعب المحلي الوحيد الذي شارك، وحتى مشاركات البقية خلال التصفيات الحالية ككل كانت محتسبة بالدقائق ولم يحفظ ماء الوجه إلا لموشية كلاعب محلي رغم أنه تكوّن في فرنسا، وحتى متابعة حليلوزيتش للاعبي البطولة لا يتوقع كثيرون أن تجعله يخرج بلاعبين نسيهم سعدان أو بن شيخة فمستوى كل لاعب معروف للجميع، وحتى نتائج الأندية الممثلة للجزائر في المنافسات القارية من شأنها أن تجيب وتؤكد أنه من الصعب الوقوف في وجه الأندية الإفريقية حتى لا نقول المنتخبات، بشكل يجعل صنع الدماء الجديدة بلاعبي البطولة أمرا صعبا أن يحصل على الأقل في الوقت الحالي. حليلوزيتش دون خيارات كثيرة لكن الجميل أنه يجرّب دائما وتوجد بعض الاستثناءات القليلة مثل براهيمي الذي يمكن أن يكون بمثابة دفع كبير ل “الخضر” في وسط الميدان في حال موافقته على الالتحاق، ومعلوم أنه في آخر تصريحاته أكد أنه لم يتلق أي اتصال من الاتحادية منذ عدة أشهر، وإضافة إليه يوجد غلام فوزي لاعب سانت إتيان الذي يبقى رغم ظفره بمكانة أساسية لاعبا صغيرا وناشئا ينتظره المزيد من الوقت للتعلم، لتبقى الحلول قليلة للغاية في يد حليلوزيتش من أجل جلب الانتعاشة التي ينتظرها “الخضر” ولكن الجميل في هذا المدرب الذي استدعى لتربص ماركوسيس ومباراة تنزانيا 35 لاعبا أنه يجرّب ويواصل إلى أن يجد الحلول التي يتمناها الجميع أن تكون على يديه خاصة مع بدايته الموفقة في أول خرجة رسمية.