يقال إن معرفة الداء هي أول سبب للشفاء، هذا ما ينطبق على مدرب “الخضر” الجديد الذي وفي غمرة أزمة من النتائج السلبية التي يتخبط فيها المنتخب الوطني منذ أزيد عام ونصف، شرع في بحث معمق لمعرفة ماذا أصاب “الخضر” وقادهم إلى انحدار رهيب في الأداء والنتائج، إذ بدأ أولا وفقا لما كشف عنه في تصريحاته أمس ل “الهداف” بإعادة مشاهدة المباريات الأخيرة للمنتخب الوطني، كما ظهر حسب ما قاله يوم أمس ليومية “ليكيب” الفرنسية أنه فهم شيئا من أزمة “الخضر” خاصة أنه ركز على بعض الأمور في تصريحاته يمكن من خلال إعادة النظر فيها أن يترك لمسته ويغير شيئا من واقع التشكيلة الوطنية. اختياره بجنسيته، ديانته وتجربته في بيئة عربية فيه اختصار للوقت والحقيقة أن تعيين مدرب يعرف لاعبي المنتخب الوطني بحكم أنه فرنسي الجنسية، وواجه بعضهم في تجاربه هناك، متابع جيد للبطولة الفرنسية، وحتى للمنتخب الجزائري لعدة اعتبارات من شأنه أن يختصر الوقت، ويجعله لا يجد مشاكل كبيرة في بداية عمله، كما أن ديانته كمسلم وعمله من قبل في بيئة عربية (في السعودية والمغرب) كلها عوامل من شأنها أن تيسر له المهمة، وتجعله يربح الوقت ويتطلع إلى أمور أهم، عوض لو تم تعيين مدرب لا يعرف اللاعبين، ويبدأ معهم من الصفر. يعد بقانون داخلي صارم ولا مكان لمن يختارون المباريات يعرف حليلوزيتش أن هناك خللا على مستوى الانضباط وسط مجموعة المنتخب مثلما يحصل في كل منتخبات إفريقيا، وهو الأمر الذي جعله يؤكد من الآن أنه سيضع عند قدومه قانونا داخليا صارما على الجميع الالتزام به: “ومن لا يتبعه يغادر، هذا واضح” على حد قوله معتبرا في تصريحاته ليومية “ليكيب” أن كل اللاعبين سواسية ومن يظلم نفسه سيلقى نفسه مبعدا، كما قال إن الانضباط مشكلة كبيرة في إفريقيا وهناك لاعبون يختارون المباريات التي تناسبهم للعبها ويغيبون عن أخرى و”هذا ما لن يحصل معي” قال المدرب السابق لدينامو زغرب، قبل أن يستطرد: “هناك لاعبون جيدون، ولكن بدنيا ومعنويا هي مجموعة يجب الوقوف عندها لإعطاء حكم دقيق”. يعد بتغييرات وإشعال المنافسة بين الكل... حتى الكوادر ويمتلك حليلوزيتش فكرة عن اللاعبين، ويعرف العديد منهم ولا يعرف إن كان سيحافظ عليهم أم سيجدد التركيبة لكنه قال: “على كل ستكون هناك تغييرات”، وأضاف أن الحل لإعادة رفع مستوى المنتخب وضخ دماء جديدة في العروق لن يتحقق إلا بخلق منافسة قوية وشرسة على المناصب، وهنا قال: “الحل في المنافسة الحقيقية حتى بالنسبة للكوادر”. وقد بدأ حليلوزيتش وفق ملاحظين بفهم ما يحصل فالمنتخب الوطني مشكلته الحالية أن هناك لاعبين أساسيين فيه منذ عدة سنوات مهما كان مستواهم، أو نسبة جاهزيتهم وكأن مناصبهم محجوزة وهو الأمر الذي أثر في الروح المعنوية وحتى على المنتخب لأن مستويات هؤلاء عادة ما كانت عبئا على زملائهم. في كوت ديفوار كان يُحيل دروڤبا على الإحتياط ولا ينسى حليلوزيتش أنه لم يكن يعترف بالأسماء في كوت ديفوار حيث أقصى العديد من اللاعبين خاصة المدافعين من المشاركة في كأس إفريقيا ولم يكن يؤمن إلا بالجاهزية يوم اللقاء، وقد أحال النجم العالمي هداف تشيلزي ديديي دروڤبا على كرسي الاحتياط في عدة مناسبات، وعن هذا الأمر قال: “عندما كنت مدربا في كوت ديفوار دروڤبا كان ينافس على منصبه، وفي بعض المرات وضعته على كرسي الاحتياط، وهذا ما سيحصل في الجزائر، كل لاعب ستكون له فرصته”. الفرصة لمن يستحقها والمحليون قد تتغيّر أوضاعهم ووعد الناخب الوطني الجديد بتعميم مبدأ “تكافؤ الفرص” ومنح كل واحد حظه بصرف النظر عن مستواه وقيمته أو المستوى الذي يلعب فيه، وهو ما يعتبر بارقة أمل للمحليين الذين أصبحوا خارج كل الحسابات منذ عدة أشهر، ما جعل بعضهم يصرخ منددا ب “الحڤرة” كما فعلها مترف بعد إعلان قائمة مباراة المغرب، كما أن تواضع مستوى بعض اللاعبين المحترفين في فرقهم قد يعطي فرصة للمحليين أو لعناصر أخرى جديدة للالتحاق، ليكون بالتالي وفق ما يريده هذا المدرب قميص المنتخب للأجدر فقط، وهو أمر صعب نوعا ما لكن يمكن أن يحصل بتطبيق “المنافسة الشريفة”. يعتبر الهدف الأول هو وقف النزيف وإخراج الجميع من الإحباط وفي حوار آخر في موقع “سوفوت”، قال حليلوزيش إنه لا يملك فكرة موسعة عن كل اللاعبين حتى يسمي العناصر التي سيواصل العمل معها، غير أنه قال: “الأمر الوحيد الذي أعرفه أنه لا توجد بصورة واضحة عناصر بارزة جدا من الناحية التقنية، مثلما هو الحال في كوت ديفوار، الكاميرون وغانا، الفريق حقق نتائج جيدة، ولكن الآن الوضعية مقلقة جدا، يجب أن نوقف النزيف، الخسارة الأخيرة أمام المغرب أثرت كثيرا في الأنصار واللاعبين ولكن علينا أن ننظر ونتطلع إلى الأمام” في إشارة إلى ضرورة إخراج الجميع من حال الإحباط التي تسببت فيها الهزيمة الثقيلة في مراكش. حليلوزيتش: “قد ألغي مباراة تونس الودية” وفقا لتصريحاته لذات الموقع (سو فوت) وحتى في مواقع أخرى فإن وحيد يريد إلغاء المباراة الودية أمام تونس لأجل ترتيب البيت وربح الوقت، حيث قال: “أنا سأحضر يوم 1 جويلية لأجل تنصيب طاقم فني، طبي ولوجيتسيكي، كما أن هناك مباراة ودية سأحاول أن ألغيها لأنه يجب أولا أن نفكر في إعادة المياه إلى مجاريها ووضع كل شيء قبل ذلك في مكانه الطبيعي” قال المدرب الوطني الجديد الذي يبدو أنه يريد أن تكون أول مباراة في مشواره هي مواجهة تنزانيا الرسمية التي يعتبرها تحضيرية مع لقاء إفريقيا الوسطى للمواعيد اللاحقة على اعتبار أنه صرح ل “الهداف” أن الإقصاء من التأهل إلى كأس إفريقيا 2012 قد حصل وأن على الجميع أن ينسى هذا الحلم. سيريل موان قد يكون المحضّر البدني القادم ل “الخضر“ حسب الموقع الرسمي لنادي “ران” الفرنسي، وقع اختيار حليلوزيتش على “سيريل موان” المحضر البدني السابق لنادي “ران” ليكون بجانبه في مهمته القادمة مع “الخضر” خلفا ل بيسكوتي ومحمدي اللذين أشرفا على تحضير رفقاء زياني من قبل.