عادت تشكيلة إتحاد البليدة بنقطة ثمينة من تنقلها إلى باتنة، حيث واجهت “الكاب” أول أمس... ورغم صعوبة اللقاء وقوة المنافس على ميدانه إلاّ أن الحرارة التي ظهر بها اللاعبون وصمودهم طيلة التسعين دقيقة مكنهم من إجبار المحليين على اقتسام نقاط اللقاء، وبالتالي طرد نحس النتائج السلبية الذي طاردهم منذ 8 جولات لم يسجل فيها أشبال المدرب مواسة أي نتيجة إيجابية. وقد أجمع اللاعبون والطاقم الفني على أن هذا التعادل سيكون بمثابة عودة البليدة إلى السكة الصحيحة، في انتظار التأكيد في المواجهة الصعبة التي تنتظرهم أمام شبيبة بجاية. البليدة دخلت دون عقدة وضيّعت الفوز في الشوط الأول قدم المدرب مواسة نصائح للاعبيه قبل اللقاء، حيث طالبهم بضرورة الضغط على المنافس في منطقته ووسط الميدان، وطلب من عابد وجمعوني عدم العودة إلى الخلف لإجبار مدافعي “الكاب” على البقاء في منطقتهم، وهي الطريقة التي أتت بثمارها حيث فرضت البليدة منطقها على المنافس في المرحلة الأولى، ولعبت دون عقدة رغم الضغط الشديد المفروض من الأنصار، والأكثر من ذلك أن أشبال مواسة ضيّعوا الفوز في هذه المرحلة بعدما أتيحت لهم ثلاث فرص سانحة للتهديف بواسطة جمعوني على مرتين، وحرباش الذي كاد يُباغت الحارس عويطي بمخالفة مباشرة. وعادت إلى الخلف في الشوط الثاني وبعد نهاية المرحلة الأولى مثلما كان يتمناه البليدية بعدم تلقيهم أي هدف، لم تُغامر التشكيلة كثيرا في المرحلة الثانية حيث عادت إلى الخلف ولعبت بأكبر عدد من اللاعبين في وسط الميدان والدفاع من أجل الحفاظ على النتيجة المسجلة، معتمدة في ذلك على الهجمات المعاكسة بقيادة جمعوني وعابد. ورغم السيطرة التي فرضها أشبال المدرب بوعراطة إلا أن البليدة صمدت إلى غاية صافرة الحكم النهائية، حيث أكد لنا بعض اللاعبين الذين تحدثنا معهم أنهم غامروا في المرحلة الأولى من أجل الوصول إلى شباك المنافس، لكن في الشوط الثاني تراجعوا لأن نقطة التعادل أحسن من تضييع النقاط كلها. تغييرات مواسة في الدفاع أتت ثمارها المشكل الأكبر الذي عانت منه التشكيلة البليدية في المباريات الفارطة كان في الدفاع الذي استقبل هدفين في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع أمام جمعية الخروب ومولودية الجزائر، ما جعل الطاقم الفني يجري تغييرات جذرية على هذا الخط... وهي التغييرات التي أتت ثمارها حيث وقف دفنون ورفقاؤه في وجه مهاجمي المنافس وحرموهم من الوصول إلى الشباك. شعواو، شبيرة، بلّحول ودفنون كانوا في يومهم كان الدفاع في يومه طيلة اللقاء ولم يرتكب أخطاء كثيرة ماعدا خطأ وحيدا في الشوط الثاني، كاد يكلف البليدة هدفا بواسطة المهاجم مساعدية لولا تألق الحارس غالم. وقد ساهمت عودة شبيرة ودفنون إلى الدفاع في تحسين أداء الدفاع الذي كان في يومه ولعب بتركيز كبير، وبالتالي لم يتكرر سيناريو الخروب والمولودية. المردود لم يكن جيّدا والسبب مفهوم رغم التعادل الذي عادت به البليدة من باتنة إلا أن مردود اللاعبين لم يكن في المستوى، والسبب معروف وهو أن التشكيلة كانت تبحث هذه المرة عن النتيجة قبل الأداء، خاصة أن وضعية الفريق في سلم الترتيب جعلت المدرب مواسة يؤكد لنا قبل اللقاء أن ما يهمهم في هذه المباراة هي النتيجة، بعدما سبق لهم أن لعبوا مباريات كبيرة غير أنهم خسروا النقاط في النهاية. وقد بدا اللاعبون راضين عن نقطة التعادل، ولم يندموا على المردود الذي قدموه. المهم أن البليدة عاد إلى السكة بعد 8 جولات يبقى المهم في لقاء أول أمس مثلما أكده العديد من اللاعبين أن التشكيلة تمكنت من طرد شبح النتائج السلبية، الذي ظل يلاحقها 8 جولات متتالية (آخر نتيجة إيجابية للتشكيلة كانت التعادل في تلمسان خلال مرحلة الذهاب)، لأن هزيمة أخرى كانت ستزيد الضغط على اللاعبين، لكنه جعل قطار الفريق يعود إلى السكة الصحيحة على حد تعبير وسط الميدان حريزي. التأكيد ضروري أمام بجاية يبقى الآن على اللاعبين التأكيد أن التعادل التي عادوا به من باتنة سيكون بمثابة عودة النتائج الإيجابية إلى الواجهة، في اللقاء الهام الذي ينتظرهم في الجولة القادمة أمام شبيبة بجاية، لأن الفوز ضروري من أجل تحسين مرتبة التشكيلة لأن هذه النقطة لن يكون لها أي معني في حال تضييع النقاط أمام بجاية، حيث سيكون أشبال المدرب مواسة مطالبين بصنع اللعب والوصول إلى شباك المنافس وليس الإكتفاء بتشتيت الكرات مثلما حدث في لقاء باتنة. تألق الدفاع قابله تواضع الهجوم قبل اللقاء كان التخوف من مردود الدفاع الذي تلقى هدفين في آخر دقيقة أمام جمعية الخروب ومولودية الجزائر، غير أن تألق الدفاع قابله تواضع مردود الهجومى الذي لم يفرض ضغطا شديدا على دفاع “الكاب”، خاصة في المرحلة الثانية التي أتيحت فيها فرصة وحيدة للمهاجم جمعوني لم يتمكن من تجسيدها، بعدما تماطل في التسديد داخل منطقة العمليات، وعلى الطاقم الفني أن يجد الحلول قبل لقاء الجولة القادمة. بلوزداد وطوّال يُقدمان خدمة إلى البليدة قدم شباب بلوزداد خدمة كبيرة لإتحاد البليدة عندما فرض أشبال المدرب حنكوش التعادل على جمعية الخروب بميدانها، لأن هذا التعادل جعل الخروب تبتعد عن البليدة بفارق نقطتين في الترتيب العام. ومن جهة أخرى قدم الحارس السابق لإتحاد البليدة طوال خدمة إلى فريقه السابق ولو بطريقة غير مباشرة، عندما قاد فريقه الجديد مولودية باتنة إلى الفوز في العلمة أمام “البابية” حيث أدى لقاء في القمّة أكد أن تسريحه من البليدة كان خطأ، وكان له الفضل في هذه النتيجة التي جعلت مولودية العلمة لا تبتعد كثيرا عن البليدة في الترتيب، حيث يبقى الفارق بينهما 4 نقاط فقط. زموشي لأول مرة إحتياطيا مع مواسة لأول مرة وجد المدافع زموشي نفسه في قائمة الإحتياط منذ مجيء المدرب كمال مواسة على رأس العارضة الفنية، حيث لعب زموشي كل المباريات أساسيا، ماعدا التي كان فيها معاقبا، غير أن الخطأ الذي تسبّب فيه اللاعب أمام المولودية في الجولة ما قبل الفارطة وجعل البليدة تُضيّع النقاط الثلاث جعل المدرب مواسة يُبقيه إحتياطيا قبل أن يقحمه في الدقائق الأخيرة مكان عابد من أجل الحفاظ على النتيجة المسجلة. مواسة يستغني عن سباعي بسبب الإصابة لم يُشارك المدافع الأيمن سباعي في هذه المواجهة بسبب عدم الشفاء من الإصابة التي كان يعاني منها في الكاحل، وقد تنقل اللاعب مع التشكيلة إلى باتنة وخضع إلى علاج مكثف ليلة اللقاء لكنه لم يتعاف، ما جعل الطاقم الفني يعفيه ويقحم بدلا منه شعواو، الذي أدى مباراة في المستوى ترشحه لأن يبقى أساسيا أمام شبيبة بجاية. البليدة تثني على التحكيم هذه المرة أثنى البليدية على الحكم بومعزة الذي أدار اللقاء بامتياز، ورغم أنه وزع 5 بطاقات صفراء للاعبين إلا أن الطاقم الفني والمسيرين خرجوا راضين عن الحكم ومساعديه الذين لم ينحازوا إلى أي فريق حسب ما أكده لنا المسيرون. الأواسط تألقوا في باتنة بثلاثية لم تقتصر العودة بنتيجة إيجابية من باتنة على الأكابر، بل حتى الأواسط بدورهم تألقوا وفازوا على نظرائهم من شباب باتنة بثلاثية، ما جعل الفرحة تكتمل لدى البليدية. عابد خرج مصابا لعب المهاجم عابد هذه المباراة وهو يعاني من آلام في الفخذ لكن رغم ذلك إلا أنه لعب بشجاعة إلى غاية الوقت بدل الضائع، عندما تم تعويضه بالمدافع زموشي، يذكر أن إصابته ليست خطيرة ولن تحرمه من العودة إلى التدريبات مع زملائه أمسية اليوم. اللاعبون لم يشعروا بالملل في طريق العودة لم يشعر اللاعبون بالملل في طريق العودة إلى البليدة رغم أنها كانت برا على متن حافلة الفريق، لأن التشكيلة عادت بنقطة التعادل وطردت شبح النتائج السلبية الذي ظل يلاحقها منذ 8 مباريات متتالية. مواسة على الأعصاب كان المدرب مواسة متوترا خلال هذه المواجهة لأنه كان مطالبا بالعودة بنتيجة إيجابية مهما كان الثمن، خاصة أنه كان أمام عامل الميدان فقط بما أن كل الحلول كانت متوفرة أمامه، في ظل تنقل التشكيلة بكامل عناصرها ماعدا إزيشال الذي لم تتحصل الإدارة على إجازته بعد. وعاش مواسة الدقائق الأخيرة على الأعصاب وظل يقدم النصائح لمدافعيه مطالبا إياهم بالتركيز الجيد إلى غاية صافرة الحكم النهائية، لأن ما حدث في الدقيقة الأخيرة أمام الخروب والمولودية جعل مواسة يستخلص الدرس ويبقى واقفا على خط التماس، يقدم النصائح للاعبيه إلى نهاية اللقاء. أثنى على صمود اللاعبين في نهاية اللقاء أثنى المدرب البليدي على صمود لاعبيه طيلة التسعين دقيقة، رغم صعوبة المهمة خاصة في المرحلة الثانية حيث عاد المنافس بقوة وسيطر على مجريات اللعب. وأضاف مواسة أن لاعبيه طبقوا نصائحه بشكل جيد خاصة في الدفاع الذي لم يترك المساحات أمام مهاجمي شباب باتنة، ولم يفقد المدافعون تركيزهم في اللحظات الأخيرة. وقد اجتمع مواسة بلاعبيه بضع دقائق في غرف حفظ الملابس ،وشكرهم على المجهودات التي بذلوها والنقطة الثمينة التي ترفع معنوياتهم كثيرا. أكد أنهم كانوا يبحثون عن النتيجة وليس الأداء اعترف المدرب البليدي في تصريحه بعد نهاية اللقاء أن المواجهة لم ترق إلى المستوى المطلوب من جانب الفريقين من الناحية الفنية، حيث لم يستمتع الجمهور الحاضر بعروض كروية شيقة لأن كلا الفريقين كانا يبحثان عن النتيجة أكثر من الأداء. وأضاف أن الوضعية التي يمرون بها حاليا جعلته يطلب من لاعبيه البحث عن النتيجة، من أجل العودة إلى واجهة النتائج الإيجابية قبل البحث عن تحسين المردود، بعد خروج التشكيلة من الوضعية التي توجد فيها. مطالب بحل مشكل البطاقات حتى وإن حققت التشكيلة نتيجة إيجابية وعادت بنقطة ثمينة من تنقلها إلى باتنة، إلا أن النقطة السوداء منذ بداية مرحلة العودة تبقى في البطاقات الكثيرة التي يتلقاها اللاعبون، حيث من غير المعقول أن تتحصل التشكيلة على 13 بطاقة صفراء وبطاقة حمراء في ثلاث مباريات إذا احتسبنا 5 بطاقات صفراء أشهرها الحكم في هذا اللقاء في وجه شبيرة، دفنون، كرايمية، عابد وجمعوني. لذلك فإن الطاقم الفني مطالب بتحضير لاعبيه نفسيا بطريقة جيدة لتفادي البطاقات، حتى يستفيد الفريق من كامل عناصره الأساسية في أكبر عدد ممكن من المباريات. ------------ حريزي: “ليس من السهل العودة بنقطة أمام الكاب” ماذا تقول عن تعادل اليوم أمام شباب باتنة (الحوار أجري بعد نهاية اللقاء)؟ تعتبر نقطة التعادل التي عدنا بها ثمينة للغاية، بل أغلى نقطة في مرحلة العودة لأنها سمحت لنا بطرد شبح النتائج السلبية الذي لازمنا عدة جولات من جهة، ومن جهة أخرى استعدنا الثقة في أنفسنا بعد المرحلة الصعبة التي مررنا بها، وحتى إن لم نحسن وضعيتنا في الترتيب كثيرا إلا أن هذه النقطة قد يكون لها شأن كبير في نهاية الموسم. كيف بدت لكم المباراة؟ كانت المباراة صعبة للغاية مثلما كنا ننتظرها، نظرا لوضعية الفريقين في الترتيب، أما عن المستوى الفني فلم يقدم الفريقان مردودا كبيرا لأنهما كانا يبحثان عن النتيجة بالدرجة الأولى، من جهتنا وضعنا صوب أعيننا العودة بنتيجة إيجابية بغض النظر عن المردود، حيث سبق لنا أن قدمنا مباريات في المستوى وخسرنا النقاط. لكن كان بمقدوركم الفوز خاصة في المرحلة الأولى، التي أتيحت لكم فيها بعض الفرص، أليس كذلك؟ هذا صحيح، في المرحلة الأولى لعبنا الهجوم من أجل التسجيل وأتيحت لنا بعض الفرص، لكننا لم نستغلها، وفي الشوط الثاني أتيحت لنا فرصتان أيضا لم نجسدهما، قبل أن نعمل في ربع الساعة الأخير على تسيير اللقاء، من أجل الحفاظ على نتيجة التعادل لأن نقطة أحسن من الخسارة. وماذا عن المنافس؟ لم يظهر المنافس الشيء الكثير في المرحلة الأولى قبل أن يرمي بكل ثقله في الشوط الثاني، من أجل الوصول إلى شباكنا لكننا كنا أكثر تنظيما وإصرارا على العودة بنتيجة إيجابية، وهذا لا يعني أن شباب باتنة سهل من مهمتنا بل شكل لنا متاعب كثيرة، لذلك أقول إنه ليس من السهل العودة بنقطة التعادل من باتنة التي أطاحت بالعديد من الفرق القوية على ميدانها. كيف تقيم مردودك في مباراتك الثانية مع البليدة؟ أديت ما علي في هذا اللقاء وحاولت مساعدة الهجوم في المرحلة الأولى، لكن في الشوط الثاني سعينا إلى الضغط على المنافس في وسط الميدان، قبل أن أعود في الدقائق الأخيرة لمساعدة الدفاع حفاظا على نتيجة التعادل. بعد هذا التعادل كيف ترى بقية المشوار؟ هذا التعادل يجعلنا نتخلص قليلا من الضغط الذي كان مفروضا علينا نتيجة النتائج السلبية المتتالية، وسنعود إلى التدريبات بمعنويات مرتفعة من أجل تحضير اللقاء القادم أمام شبيبة بجاية في ظروف جيدة، لأنه سيكون أصعب من هذه المباراة وسنكون مطالبين بتأكيد هذا التعادل.