يختلف جوزي مورينيو و بيب غوارديولا، مدربا ريال مدريد وبرشلونة، في عدة أوجه، كاختلاف الليل والنهار، ولكنهما على الأقل يتفقان على أمر واحد: إحاطة الناديين بقانون الصمت.وفي عصر التواصل المفرط، قرر ناديا القمة في إسبانيا المضي قدماً في عملية "فرض الصمت"... فقد بدأ الاثنان بحرمان الجماهير والصحفيين من حضور التدريبات، ثم حرمان وسائل الإعلام من التحدث إلى اللاعبين عقب التدريبات. وأخيراً قرر الناديان منع لاعبيهما من إجراء أي حوارات أو مقابلات مع وسائل الإعلام. يعتبر مدربا الفريقين هما المسؤولان المباشران عن هذه القرارات.. فقد بدأها غوارديولا في برشلونة ثم سار مورينيو على نهجه في ريال مدريد. وقالت مصادر بالقسم الصحفي بنادي ريال مدريد: "إنه قرار مفتوح، ربما يستمر لنهاية الموسم". و نجح مورينيو وغوارديولا في الوصول إلى أعلى مستويات السلطة والنفوذ داخل ناديهما، ولكنهما لا يستطيعان التقدم لما هو ابعد من ذلك.. فهناك دائما حد لكل شيء. وأصبح الحصول على تصريحات من اللاعبين هذه الأيام عن طريق الممولين الرسميين لهم أسهل كثيرا من الحصول عليها عن طريق الأندية، فمثلا صار مصنع شهير لأدوات الحلاقة، الآن أفضل وسيط بين بعض اللاعبين مثل كاسياس وتشابي ألونسو وبين الجماهير. و يبقى غوارديولا مختلفا عن مورينيو الذي يختار المؤتمرات الصحفية التي سيحضرها وعادة ما يرسل مساعده آيتور كارانكا لمواجهة الصحفيين بديلا عنه في المؤتمرات الصحفية السابقة للمباريات. ولا يحب ساندرو روسيل رئيس برشلونة التصريحات الإعلامية هو الآخر كما أنه لا يجيدها، ولكنه لم يتمكن هذا الأسبوع من رفض إجراء مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية امتدت لساعة كاملة، حيث يرتبط برشلونة بعقد رعاية مربح مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع "قطر فاونديشن" التي تربطها في المقابل صلات وثيقة مع "الجزيرة". ويستغل ريال مدريد وبرشلونة صمتهما الإعلامي الاختياري لتدعيم قنواتهما الإعلامية الخاصة عن طريق نشر مقابلات خاصة لمدربي ولاعبي فريقهم على المواقع الرسمية للناديين على الإنترنت وقنواتهما التليفزيونية، ولكن ليس من الغريب أن تفشل هذه المقابلات في تحقيق الصدى المتوقع منها، أو في الوصول إلى الجماهير كلها.