وصول اللاعبين الجزائريين تواصل طيلة نهار أمس، والأمر الغريب أن أي مكان يصل إليه اللاعبون الجزائريون إلا ويجدون فيه أعضاء الجالية الجزائرية في انتظارهم، فحتى في محطة قطار لوزان كانت الأجواء حماسية إذ اكتظت بأعضاء الجالية الذين كانوا ينتظرون وصول لاعبينا المحترفين، ومثلما جرت العادة كانت “الهداف“ حاضرة أيضا لاستقبال هؤلاء اللاعبين وكانت الجريدة الوحيدة في قلب الحدث، وفور وصول لاعبي “الخضر“ “تهولت الدنيا” في لوزان، حيث شهدت محطة القطار حركة كبيرة وتهافتا شديدا على اللاعبين. “1، 2، 3 فيفا لالجيري“ زلزلت لوزان والجزائريون دائما في الموعد ومثل كل الجزائريين صنع أعضاء الجالية المقيمين بسويسرا الذين جاءوا من كل مكان من هذا البلد أجواء كبيرة وحماسية، حيث دوت أهازيج المنتخب الوطني محطة القطار خاصة بعد وصول اللاعبين المغتربين، حيث ردد الجميع وبصوت واحد عبارة “1، 2، 3 فيفا لالجيري“. اللاعبون وصولوا في “التي. جي. في” على 16:37 وصول الدوليين كان وسط حشود كبيرة من الأنصار حيث وصل قطار “التي. جي. في” الذي كان يقلهم والقادم من فرنسا على الساعة 16:37 بتوقيت سويسرا (15:37 بتوقيت الجزائر)، وكان يقل كريم زياني، مجيد بوڤرة، جمال عبدون وعنتر يحيى، القطار الذي كان يقل هذا الرباعي كان يتكون من مقصورتين وهو ما أخلط حسابات الجماهير التي كانت تنتظر رفقاء عنتر يحيى، حيث احتاروا أين ينتظرونهم قبل أن يختاروا الوقوف أمام المقصورة الثانية، لكن اللاعبين نزلوا من الأولى وهو ما جعل الجماهير تتدافع نحوهم. زياني أول النازلين وكان كريم زياني النجم السابق لنادي مرسيليا أول من نزل من القطار، حيث شاهده أعضاء الجالية لتبدأ الهتافات وتوجه الجميع نحوه، وتلاه كل من عنتر يحيى، بوڤرة وفي الأخير عبدون، قبل أن تتم محاصرتهم من طرف الجماهير حيث لم يصبح أمامهم أي مجال للتحرك. الأنصار “شبعو تصاور“ معهم وعادوا فرحين الأمر الذي أفرح كثيرا أعضاء الجالية الجزائرية بسويسرا هو أنهم تمكنوا من الحصول على صور عديدة مع اللاعبين، حيث تمكنوا من الاقتراب منهم بسهولة والوصول إليهم والحديث معهم، وهو الأمر الذي أثلج صدورهم خاصة أنهم كانوا أوفر حظا من أعضاء الجالية الذين كانوا في مطار جنيف الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى لاعبي “الخضر“ كما ينبغي، إضافة إلى أن أغلب النجوم جاؤوا عبر القطار لذلك عاد أعضاء الجالية سعداء إلى منازلهم. اللاعبون كانوا مرتاحين ولبّوا طلبات الجميع من جهتهم كان لاعبو المنتخب الجزائري مرتاحين كثيرا بالتواجد في وسط تلك الأجواء، ورغم الازدحام الشديد بسبب كثرة المشجعين والصعوبة التي وجدها اللاعبون في الوصول إلى السيارة التي كانت تنتظرهم في موقف السيارات إلا أنهم لم يبدوا أي تذمّر بل على العكس حاولوا تلبية طلبات الجميع سواء بأخذ الصور أو بتوقيع الأوتوغرافات. بوڤرة إلتقى أبناء حيه في ديجون أكثر اللاعبين سعادة بالاستقبال كان مجيد بوڤرة الذي تفاجأ بمشاهدة أحد أصدقائه القدامى ينتظره في لوزان، وهو صديق الصغر وسيم الذي جلبه معه في حفل الكرة الذهبية، وكان وسيم يقطن في الحي نفسه مع بوڤرة في مدينة ديجون الفرنسية وتحدث معه بوڤرة ومع أصدقائه الآخرين ووقّع لهم على العديد من الأوتوغرافات، من جهته أكد له وسيم أنه سيزوره أيضا في “كرانس مونتانا“ لو يكون الأمر متاحا. سويسرية لم تفهم شيئا في شعبية مطور لم تفهم إحدى المسافرات وهي سويسرية من أصول ألمانية سبب الحركة الكثيرة التي كانت في هذه الطائرة خاصة أن الجميع حاول الاقتراب من كريم مطمور قبل إقلاع الطائرة، حيث بقيت تسأل عن هوية هذا الشخص الذي يأخذ الجميع صورا معه قبل أن يخبرها أحد المسافرين بأن الأمر يتعلق بنجم من نجوم المنتخب الجزائري ينشط بألمانيا. إجراءات الدخول كانت سهلة وصول طائرة الخطوط الجوية الجزائرية إلى مطار جنيف كان بعد حوالي ساعتين من انطلاق الرحلة، وكانت إجراءات الدخول سهلة بالنسبة للاعبينا الدوليين حيث تم تسهيل مهمتهم وهو ما جعلهم يغادرون المطار بسرعة ودون أي إشكال. حتى أعضاء السفارة حضروا كان في استقبال الوفد القادم من الجزائر عضو الاتحادية وليد صادي الذي كان قد حضر كل شيء قبل وصول هذا الثلاثي، وكانت في انتظارهم حافلة كبيرة نقلتهم إلى مقر إقامة “الخضر“ بفندق “ڤولف أند بالاس” بكرانس مونتانا، وتجدر الإشارة إلى أن أعضاء السفارة الجزائريةبجنيف كانوا حاضرين في المطار لاستقبال اللاعبين. رغم الصعوبات التي وجدها لأجل التنقل... حليش وصل مع الأوائل ودخل مع المجموعة رغم أن رفيق حليش وجد صعوبة في التنقل إلى سويسرا بسبب سحابة بركان أيسلندا التي أوقفت جميع الرحلات الجوية في البرتغال، إلا أنه تمكن أخيرا من الوصول إلى سويسرا وكان حاضرا مع الأوائل في تربص المنتخب الوطني. حشود كبيرة في انتظار “الخضر“ في “كرانس مونتانا“ أعضاء الجالية الجزائرية المقيمين بسويسرا كانوا في الموعد وأينما حل رفقاء زياني وجدوا جموعا في انتظارهم، آخرها كان في مدينة “كرانس مونتانا“ حيث تجمعت حشود كبيرة أمام فندق “ڤولف أند بالاس” المتواجد به “الخضر” وانتظروا قدوم أشبال سعدان واحدا تلو الآخر من أجل استقبالهم وتحيتهم. ---------- مبولحي:“لم أكن أنتظر أبدا أن أجد كل هذا الإستقبال الرائع وسأفرض نفسي” “مادام أن سعدان وجّه إلي الدعوة فهذا يعني أنه يحتاجني” “أعتز بجزائريتي 100 بالمائة والفضل يعود إلى تربية والدتي وجدتي وأصلي من مغنية من نفس منطقة عمري الشاذلي” استغللنا فرصة تواجد الوجه الجديد في “الخضر” رايس مبولحي في مطار جنيف رفقة مجاني لكي نحاوره، حيث أردنا التعرف عن شعوره وهو يستعد لإجراء أول تربص مع المنتخب وكيف عاش تجربته القصيرة جدا في مانشيستر يونايتد وغيرها من الأمور التي تكتشفونها في هذا الحوار... بداية كيف كان رد فعلك وأنت تجد كل هذا الاستقبال الكبير في مطار جنيف؟ صدقني لم أكن أنتظر أن أحظى بهذا الاستقبال الرائع من أنصار “الخضر” في مطار جنيف، فباعتباري وجها جديدا في المنتخب الوطني الجزائري كنت أتخيل وجودي هنا سيكون لا حدث ولكن العكس من ذلك هو الذي حدث. وكيف كانت ظروف الوصول إلى جنيف؟ طبيعية جدا ولو أن وصولي المبكر إلى مطار جنيف قبل التحاق عناصر المنتخب الوطني كان فرصة مناسبة لي للالتقاء باللاعب كارل مجاني الذي وصل هو الآخر مبكرا إلى المطار، لذا فقد استغللنا الفرصة لنتجاذب أطراف الحديث ونتعارف على بعض لاسيما وأن كلانا في نفس الوضعية وسيلتحق ب“الخضر” لأول مرة مثلي. هل لنا أن نتعرف على شعورك وأنت تستعد لخوض أول تربص لك مع المنتخب الوطني الجزائري؟ لا يمكنك أن تتصور اعتزازي وفرحتي بهذا الاستدعاء لاسيما أن والدتي كانت فخورة جدا وهي تحقق حلما طالما راودها، حيث كانت تنتظر منذ مدة طويلة أن يأتي يوما تشاهدني فيه أحمل القميص الوطني، وهو الذي سيحدث مثلما هو الأمر بالنسبة لي لأنني جزائري 100 بالمائة وحلمت مثل كل لاعب جزائري بأن أحظى يوما باللعب ل “الخضر” والدفاع عن الألوان الوطنية لمنتخب بلدي. البعض انتقد استدعاءك من طرف الطاقم الفني بحجة أنه لم يسبق لك أن زرت يوما الجزائر. ما هو تعليقك؟ صحيح أنني لم أزر الجزائر إلى يومنا هذا لكن صدقني أشعر دائما بجزائريتي وحبي للجزائر ليس له حدود، فالفضل الكبير يعود إلى والدتي وجدتي وهما من ربياني منذ صغري على حب الجزائر، وتعلمت منهما عادات وتقاليد بلدي وأنا سعيد جدا لأن الحظ حالفني وتلقيت استدعاء من المنتخب الوطني الذي أتشوّق لحمل قميصه لأول مرة. والدتي كانت تشجعني وتحفّزني منذ صغري على العمل والمثابرة لكي أصل إلى المنتخب الجزائري وهو ما فعلته لكي أحقق أمنيتها وأمنيتي أنا كذلك. هل تعرف المجموعة وبعض لاعبي “الخضر”؟ لا أعرف جيدا المجموعة واللاعبين ماعدا بلعيد الذي سبق أن لعبت معه، لكن الفرصة كانت لي للحديث مع بعض اللاعبين هاتفيا. ألا تعتقد بأن عدم معرفتك لجل اللاعبين سيصعّب من مهمتك في الاندماج بسرعة في المجموعة؟ عدم معرفتي للاعبين ليس مشكلا بالنسبة إلي ولن يؤثر أبدا على تأقلمي في المجموعة خاصة أنه وصلتني أخبار جيدة عن المجموعة المشكلة للمنتخب الجزائري، حيث تساعد أي لاعب على الاندماج بسرعة ويجد ضالته وراحته مع لاعبين يسهّلون على الجدد التأقلم من دون أي عائق، ومن هذه الناحية لست قلقا وواثق من قدرتي على الدخول مباشرة في جو المنتخب في هذا التربص. إذن أنت قادم إلى “الخضر” وكلك ثقة في فرض نفسك، أليس كذلك؟ بصراحة لا ينتابني أي قلق أو خوف، بالعكس أنا متحمس جدا لاكتشاف أجواء المنتخب في تربص سويسرا الذي يعتبر الأول لي. هذا التربص سيكون فرصة مواتية لنتعارف على بعضنا البعض ونخلق جوا عائليا وانسجاما وتفاهما بين اللاعبين القدامى والجدد، وأظن أن هذا هو الهدف الأول من وراء برمجة هذا التربص. بصراحة هل كنت تنتظر هذا الاستدعاء لاسيما أنك صرّحت من قبل بأنك بدأت تفقد الأمل في لعب “المونديال”، خاصة أن الطاقم الفني لم يعاينك ولم تكن لديه معلومات وافية عنك ؟ سأكون معك صريحا.. عندما وصلتني دعوة الطاقم الفني ل “الخضر” تفاجأت لأنني ببساطة لم أكن انتظرها قبل كأس العالم، وكنت أضع في ذهني أن التحاقي بالمنتخب سيكون بعد “المونديال”، فالأحداث تسارعت ولكن في الاتجاه الإيجابي ولا يمكنك أن تتصور سعادتي وافتخاري بثقة الطاقم الفني. ولكن بالنسبة إلى حارس أجرى تجارب في فريق كبير مثل مانشيستر يونايتد لابد أن يكون طموحا إلى أبعد الحدود... أنا لست نجما بعد، فكل ما في الأمر أنني تدربت لثلاثة أيام مع نادي مانشيستر يونايتد الإنجليزي وبالنسبة لي كانت فرصة جيدة للاحتكاك بلاعبين كبار ونجوم عالميين ومدرب قدير وكبير مثل آليكس فرغيسون. على ذكر مانشيستر من هم اللاعبون الذين تحدثت معهم كثيرا؟ باتريس إيفرا كنت أتحدث معه باستمرار وعمل على مساعدتي في أول يوم التحقت به بنادي “مانشيستر”. الكثيرون يترقبون بشغف نتائج التجارب التي أجريتها وما سيقرّره فرغيسون بشأنك. ماذا تقول؟ يبقى أملي أن ألعب لنادٍ أوروبي كبير مثل مانشيستر أو نادٍ آخر من حجمه. على كل حال الأمور لم تتضح بعد وبدوري أنتظر جديد المحادثات التي تجمع بين إدارة مانشستر ورئيس فريقي سلافيا صوفيا. نعود إلى المنتخب، كيف تتوقع المنافسة في وجود أربعة حراس مرمى في وقت سيكون الطاقم الفني مضطرا فيه إلى اختيار ثلاثة يشاركون في “المونديال”؟ هناك ثلاثة حراس سبقوني إلى المنتخب ما دام أن رابح سعدان جدّد فيهم ثقته فهذا يعني أنهم يملكون مستوى لا بأس به وجديرون بالاحترام، وبالمقابل ما دام أن سعدان استدعاني فهذا دليل أنه يحتاجني. المهم أن المنافسة شيء جميل ومن جهتي سأسعى جاهدا لكي أفرض نفسي وأبرهن عن إمكاناتي خلال هذا التربص. هناك من يرى بأن بنيتك الجسدية تساعد كثيرا في مواجهة منتخبي إنجلترا والولايات المتحدة اللذين يعتمدان أكثر على اللياقة البدنية. ما هو رأيك؟ لا أريد استباق الأحداث وقبل الحديث عن هذه المواجهات أنا مطالب قبل ذلك بإقناع الطاقم الفني وتأكد بأن كل تركيزي ومهمتي الأساسية هي أن أكون ضمن قائمة 23 لاعبا المعنية ب“المونديال”، حيث أنا مرغم على المثابرة والجدية لكي أصل إلى هذا الهدف قبل الحديث عن منافسينا في “المونديال”. وهل أنت جاهز للعب أساسيًا ضد إيرلندا؟ أنا جاهز للعمل والتحضير في التربص والكلمة الأولى والأخيرة في مباراة إيرلندا الودية تعود إلى الطاقم الفني. ألا تشعر بالضغط؟ بالعكس شرف كبير لي العمل مع مجموعة رائعة ولاعبين ممتازين، كما أعتز بحمل القميص الوطني وهذا كاف لكي يكون محفّزا لي لأبذل كل ما في وسعي حتى أبرهن أني استحق هذه الدعوة. فيليب تروسييه صرّح بأنه يعرفك جيدا وأنك حارس كبير. ما هو تعليقك؟ أعرف تروسييه في أولمبيك مارسيليا أين عملت تحت إشرافه كما عملت معه في اليابان. على كل أتشرّف كثيرا بأن أحظى بشهادة واعتراف من مدرب كبير مثل تروسييه وأتأسف لانقطاع اتصالاتي به منذ مدة لكنني سأحاول تجديدها عن قريب. وهل سبق لك الحديث مع سعدان؟ لا لم يحدث هذا بعد ولكنني متشوّق لملاقاته لأول مرة والحديث معه. هل لنا أن نعرف من أي منطقة تنحدر؟ نعم أصلي من مدينة مغنية ومن نفس المنطقة التي ينحدر منها اللاعب عمر الشاذلي.