"أتمنى وأتوقع نهائي بين بلوزداد والحراش" "حاليا لا أفكر في العودة إلى الدوري الجزائري، لكني سأعود يوما ما ولو لمباراة واحدة" الظاهر أنّك بدأت تتأقلم في فريقك السعودي "نجران" بعد الهدف الذي وقّعته في مرمى "النصر" مؤخرا؟ صراحة استفاقتي جاءت متأخرة بعض الشيء لأني لم أتأقلم سريعا في الدوري السعودي، فقد غيرت الأجواء كليا في "الميركاتو" السابق وتحوّلت من اللعب في الدوري الجزائري إلى الدوري السعودي، غيرت البلد ككل فتغير عليّ كل شيء، ناهيك عن الضغط الرهيب الذي فرض علي أنا وبلحاج... "كانو تاكلين" علينا كثيرا، لذلك جاءت الإستفاقة متأخرة بعض الشيء. في الجزائر كنت تسجّل كثيرا سواء مع الحراش أو مع بلوزداد، لكنك في الدوري السعودي اكتفيت بهدفين فقط حتى الآن، وهو ما قد يعود إلى صعوبة التأقلم، أليس كذلك؟ والله حتى أنا لم أفهم شيئا، فأنا ألعب جيدا وتتاح لي الفرص بالجملة، لكني أعجز عن تحويلها إلى أهداف، مؤخرا فقط وفي إحدى المباريات أعتقد أمام الفيصلي الكرة كانت متجهة نحو قدمي وضربتها أمام شباك شاغرة، لكن العشب حوّلها خارج الإطار رغم الأرضية الجيدة، فالفعالية خانتني لكن أتمنى أن يكون هدفي في مرمى النصر بمثابة الإنطلاقة. وكيف كان رد فعل الأنصار والمسؤولين في نجران بعد هدفك في مرمى النصر؟ لقد صبروا علي منذ البداية وكانوا يرفعون معنوياتي كثيرا عندما لا أسجل، ويقولون لي سيأتي اليوم الذي تطرد فيه هذا النحس، والحمد لله جاء الهدف أمام النصر، ومثلما قال لي أحد زملائي السوريين "هذه هي انطلاقتك رمزي"، كما فرح المسؤولين كثيرا لي وشجعوني لأنني سجلت في مرمى فريق كبير من حجم النصر، ولأن هذا الفوز جعلنا نضمن البقاء. وماذا عن بوڨش الذي تغلبتم عليه أنت، شكلام وبلحاج؟ لقد توجه إلي عقب نهاية اللقاء وهنأني على الفوز والهدف الذي سجلته. هل شعرت أن اللقاء يكتسي حلة جزائرية في ظل تواجد عدد من الجزائريين في الميدان؟ بطبيعة الحال، لاسيما أننا كنا حاسمين في الميدان، ف بوڨش سجّل هدف النصر وأنا سجلت هدفا، وشخصيا تذكرت مباريات بلوزداد أمام مولودية الجزائر. ما الفرق الذي لمسته حتى الآن بين البطولتين الجزائرية والسعودية؟ من حيث المستوى، فمستوى البطولة السعودية أفضل بكثير صراحة... كرة القدم تطورت هنا ووجدت الإحتراف الحقيقي، لكن من حيث الحضور الجماهيري، أعتقد أن البطولة في الجزائر أكثر حماسا، لأن الجماهير تحضرها بقوة عكس الجمهور السعودي الذي يعزف عن حضور اللقاءات، لكن هنا في نجران صراحة لدينا جمهور لا بأس به. إذن أنت تفتقد أنصار بلوزداد، الكواسر، والقبائل؟ أفتقدهم كثيرا، وأفتقد كثيرا الجماهير الجزائرية، أفتقد "الفيميجان" ومختلف الألعاب النارية، أفتقد الأهازيج التي تعودت على سماعها في الملاعب الجزائرية. بلغنا أن الصحافة السعودية كانت قاسية معكم أنتم اللاعبون الجزائريون، فكيف تعاملتم معها؟ لم أتحدث كثيرا للإعلاميين، وعن الإنتقادات فالأمر لا يستحق التهويل، فنحن نتقبل الإنتقادات إن كانت موضوعية، لاسيما عندما يمرّ اللاعب جانبا... لست قلقا من هذا الجانب لأن الإنتقادات الكثيرة كانت عبر المنتديات وليس عبر وسائل الإعلام. لاعب المنتخب عنتر يحيى عانى كثيرا من ذلك إلى أن غادر الدوري السعودي عائدا إلى الدوري الألماني... نعم، عنتر يحيى لاعب محترف أتى من أوروبا وانتقدوه، فما بالك نحن من أتينا من الجزائر؟، لكن صراحة الإنتقادات لم تزعجني لأنها لم تخرج عن إطارها الرياضي. وما صحّة الأخبار التي تتردد عن عدم تلقيكم مستحقاتكم المالية في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها نجران؟ لا صحة لهذا الخبر، وما يمكنني أن أؤكده أننا من هذا الجانب أننا لا نعاني، فالإدارة قامت بواجبها تجاهنا والحمد لله على كل شيء. ألم تخدمكم شعبية الجزائري مالك زياية في السعودية، لاسيما أنه كان محبوبا عند جماهير الإتحاد؟ صحيح أن زياية كان محبوبا هنا، إلاّ أن الشعب السعودي يحب الجزائريين كثيرا، وصدقني أننا نشعر وكأننا في بلدنا الثاني، فالكل يحترمنا ويحبّنا، وهو السبب الذي جعل بوڨش مثلا ينجح حتى الآن، وجعلنا نجد معالمنا وراحتنا مع مرور الوقت. هل يوجد جزائريون تقضون معهم أوقاتكم في مدينة نجران؟ هناك جزائري واحد مدرب في رياضة القوى نلتقيه من حين لآخر، وهناك أنا، شكلام وبلحاج (يضحك)، وشخصيا قبل أن أجلب عائلتي الصغيرة هنا، كنت أقضي وقتي أنا ورضا في "الأنترنيت"، لكن منذ أن جلبت عائلتي الصغيرة ارتحت وتفرغت لعائلتي، وربما لذلك جاءت الإستفاقة وصرت أسجل. ألم تندم على مغادرة شباب بلوزداد؟ لا لم أندم، بل أنا مرتاح لأني أخوض تجربة احترافية في السعودية بعدما أعطيت للشباب كل ما استطعت تقديمه. لنعد إلى الوراء كي نعرف السبب الذي جعلك تغادر الشباب... في تلك الفترة "كرهت"، فقد مررت بفترة عصيبة، أحيانا ألعب وأحيانا أخرى لا ألعب، لذا قررت الرحيل وحينها جاءني عرض من السماء، فقبلت به دون تردد أو تفكير، لاسيما أنه كان من الخليج. إذن لا يوجد سبب معين وراء رحيلك المفاجئ. لا مشكلة لي مع أي شخص في بلوزداد أين تركت مكاني نظيفا صراحة. وهل تفكر في العودة مجددا إلى الجزائر؟ كل شيء بالمكتوب، حاليا أريد أن أفرض نفسي في البطولة السعودية وبعدها سنرى، لكن الأكيد أني وقبل الإعتزال سألعب مجددا في الجزائر ولول لمباراة واحدة (يضحك). زميلك سليماني يتألق باستمرار مع الشباب إلى درجة أنه صار ضمن حسابات المدرب الوطني حليلوزيتش في إحدى التربصات، أكيد أنه أمر يسعدك؟ فرحت له كثيرا لأنه هو الآخر كان يفرح لي لما كنت أسجل في الشباب، على كل حال هو لاعب كبير يستحق اللعب في المنتخب مستقبلا إن شاء الله، وأتمنى له النجاح والتوفيق وتسجيل المزيد من الأهداف. لو صبرت قليلا وواصلت مع الشباب لربما استدعاك حليلوزيتش الذي أعطى الفرصة لعودية وعدد من المحليين، ألا ترى ذلك ممكنا؟ هذه قضية "مكتوب"، قلت لك أن العرض وصلني في آخر لحظة، ودون تردد قررت التوجه للعب في الدوري السعودي ولست نادما على قراري. هل تتابع أخبار البطولة الجزائرية؟ بطبيعة الحال، أتابع أخبار جميع الفرق وخاصة التي لعبت لها، فالشباب فاز مؤخرا على نصر حسين داي، والصفراء فازت على شبيبة القبائل، أنا ملم بكل شيء لأني أدخل يوميا الأنترنيت. قرعة الكأس أوقعت شباب بلوزداد أمام جمعية الشلف، فهل بدأ اللقاء بينك وبين شكلام؟ لم ينطلق بعد، بل سينطلق هذه الأمسية (الحوار أجري أمس)، سنتراهن... والكلمة ستعود لي لأني أتوقع تأهل الشباب رغم صعوبة المهمة أمام جمعية الشلف التي تعدّ فريقا كبيرا. وما رأيك في قمة إتحاد الحراش أمام إتحاد العاصمة؟ مثلما سأكون بلوزداديا أمام الشلف، سأكون حراشيا أمام إتحاد العاصمة وأتمنى التأهل للصفراء أيضا لتعويض ما فاتها الموسم الفارط عندما ضاعت الكأس منها، وأتمنى أيضا نهائيا جميلا بين شباب بلوزداد وإتحاد الحراش، ولا تسألني من سأناصر في النهائي لو يصلا، لأني لن أجد الإجابة بما أن الأمر يتعلق بالفريقين الأقرب إلى قلبي. كلمة أخيرة... أحيي أنصار الفرق التي لعبت لها، أنصار شبيبة القبائل و"الكواسر" الذين اشتقت إليهم كثيرا، إضافة إلى أنصار العقيبة الذين اشتقت إلى أجوائهم هم كذلك، وأتمنى أن أشرّف رفقة بلحاج، شكلام وبوڨش الكرة الجزائرية هنا في الدوري السعودي.