أحرز بيتر كراوتش أهدافا أكثر من أي لاعب آخر في تشكيلة المدرب العالمي “فابيو كابيلو“ ل المونديال المقبل، ما عدا واين روني. وبينما يتلهف المهاجم طويل القامة للإنضمام إلى طائرة المنتخب إلى جنوب إفريقيا، تحدث في حوار مع نجم الكرة الإنجليزية السابق والكاتب في صحيفة “ديلي ميل“ الإنجليزية “ڤاري لاينكر”، حيث تناول اللاعب فرص تشكيلة كابيلو في مونديال 2010 وكيف أن مدرب توتنهام “هاري ريدناب“ أنقذ مسيرته، ولماذا سيفكر في والدته إذا كان عليه المشاركة في ركلات ترجيح في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، إلى جانب مواضيع شيقة أخرى نكتشفها في هذا الحوار. ---------------- “سأؤدي رقصة جديدة إذا سجّلت في كأس العالم“ “أوافق على حرمان النساء من مرافقتنا إلى جنوب إفريقيا“ “هذا ما سيحدث ل والدتي إذا تقدمت إلى تنفيذ ركلة ترجيح في المونديال” --------- سجلت 20 هدفا مع المنتخب في 37 مباراة، لذا هل تشعر بشيء من الإحباط لأنك رغم ذلك لست لاعبا أساسيا ولم تضمن مكانتك بصورة أكيدة في تشكيلة المنتخب؟ نعم في بعض الأحيان، لكن كل ما بيدي هو نيل فرصتي عندما تسنح. أتمنى أن أكون قد لعبت بصورة جيدة في الفترة الأخيرة، فقد سجلت مرتين في المباراة الماضية أمام المنتخب المصري وأتمنى أن المباراة الودية القادمة أمام المنتخب المكسيكي للسفر مع الفريق إلى المونديال. نحن جميعا في خدمة المنتخب وفي النهاية فوز الفريق هو الأهم. يبدو أن كابيلو يُفضّل أن يقحم مهاجما كبيرا إلى جانب واين روني، وهو ما يأتي في صالحك خاصة أن “هيسكي“ لا يلعب بصورة منتظمة مع أستون فيلا يعجبني أن المدرب يفضّل أن يقحم مهاجما كبيرا رغم أن لديه عدة خيارات. الحقيقة هي أن هناك الكثير من الذين يفضّلون اللعب إلى جانب روني في الهجوم وأنا واحد منهم. هل يأتيك إحساس أن كابيلو يفضّل مشاركتك، أم أنه شخص تصعب قراءة مشاعره وأفكاره؟ نعم هو شخص تصعب قراءة أفكاره، صراحة نادرا ما يأخذ أحد اللاعبين على جنب. اللاعبون يعرفون أن الأمر لا يهم لدى كابيلو سواء كان لديك مئة مباراة مع المنتخب أو أنك تشارك بانتظام مع منتخبك، لا تعرف ما يفكر فيه تجاهك. بعض اللاعبين يضمنون مكانتهم تحت إشراف مدربين آخرين، لكن هنا مع المنتخب إذا أخفقت في مباراتين أو ما إلى ذلك فإن كابيلو لا يخشى إستبعادك مهما تكن، وهو ما يجعل الجميع في صف واحد. ما هو التغيير الأهم الذي أحدثه كابيلو؟ النتائج... نتائجنا في التصفيات الأخيرة إلى أمم أوروبا (تحت إشراف ستيف ماكلارين) كانت كارثية وجاء كابيلو وغرس عقلية الفوز في اللاعبين. في السابق كنا نتوجه إلى المباراة ونحن نأمل في الفوز، والآن نحن نتوجه إلى المباراة ونحن نتوقع الفوز، حتى في المباريات الودية نعلم أن المدرب يريدنا أن نحقق فوزا مقنعا ونحافظ على نظافة شباكنا. هل هو مخيف؟ إنه إحدى تلك الشخصيات المخيفة، إذا كان يسير في غرفة فأنت تعلم بأنه يسير في هذه الغرفة. لاعبو مانشستر يونايتد يقولون إن أليكس فيرڤسون أيضا لديه هذه الشخصية. ما هي طموحاتك الشخصية في كأس العالم؟ أن أشارك أساسيا في المباراة الأولى، بالتأكيد أحتاج لأن أكون مشاركا بصورة أساسية لأني أحتاج لأن أكون جزءا أساسيا من تشكيلة فائزة، الأمر يعود إلى المدرب لكني بالتأكيد تركت إنطباعا جيدا عن نفسي كلما لعبت للمنتخب الانجليزي، وأنا فخور بسجلي التهديفي وأتمنى أن يكون كافيا. أتذكر كيف كنت متحمسا وأنا أتابع مونديال إيطاليا 1990، أحببت أداء “بول ڤاسكوين“ وبالتأكيد لا زلت أتذكر هدفيك يا ڤاري (الصحفي المحاور) من ركلتي جزاء أمام الكامرون، أنا كنت متوترا عندما تقدمت لتنفيذ الركلتين ولا أتخيّل كيف كان شعورك. يجيبه الصحفي واللاعب السابق ڤاري: لقد كنت منفذ ركلات الجزاء للمنتخب لأربعة أعوام ولم نحصل على أي ركلة، لتأتي تلك المباراة ومع تبقي سبعة دقائق وتأخرنا بنتيجة (2/1) أمام الكامرون، فصرخت ركلة جزاء عندما وجه الحكم إشارته ناحية نقطة تنفيذ ركلة الجزاء، في تفكيري قلت نعم ثم عندما تذكرت منافسي قلت لا، تقدم “ديفيد بلات“ نحوي وقال إنه سينفذها لو لم أكن أرغب، فدفعته جانبا وفكرت في شقيقي لأنني عرفت أنه سيترجف حتى قدميه وأنا أتقدم لتنفيذ الركلة. حالة شقيقك كانت ستحدث لوالدتي، أتذكر عندما خضنا ركلات ترجيح أمام ويستهام في نهائي كأس الاتحاد الانجليزي 2006، ورغم أنه تم استبدالي قبل نهاية المباراة، إلا أنني سمعت والدتي تصرخ: “لن ينفذ إحدى الركلات، أليس كذلك؟“ (يضحك). ماذا لو إضطررت إلى تنفيذ إحدى ركلات الترجيح في المونديال المقبل، فلا بد أن إنجلترا ستواجه مثل هذه الحالة مرة على الأقل إذا كان عليها بلوغ النهائي؟ دائما يجب عليك تنفيذ إحدى الركلات خاصة عندما تكون مهاجما، لن أستطيع النظر إلى عينيك إذا لم أقبل تنفيذ ركلة. أعتقد أن الأولوية في تسديد الركلات ستكون لفرانك لامبارد، ستفين جيرارد وواين روني، لكن سأكون مستعدا لتنفيذ ركلة أخرى. يجب على اللاعبين التدرب على تنفيذ ركلات الجزاء، كما يتدرب لاعبو الغولف على وضع الكرات، فلماذا يجدها اللاعبون صعبة؟ دون شك، نحن كنا نتدرب على ركلات الترجيح في توتنهام قبل مباريات كأس الإتحاد الإنجليزي، وأعرف أن فرانك لامبارد يتدرب على الركلات خلال كل حصص التدريب، لقد رأيت ذلك. لقد لعبت تحت إشراف عدد من المدربين بإختلافهم، مثل رافاييل بينيتيز وهاري ريدناب وفابيو كابيلو، كيف وجدتهم؟ إنهم يختلفون في أساليبهم، هاري قد يتحدث إليك طوال الوقت ويضع يده على كتفك، يناقشك حول مستوى أدائك ويساندك إذا لم تلعب بصورة جيدة ويؤكد ثقته في قدراتك وأن المباراة القادمة ستكون مختلفة، كما يفسر لك قراراته ويشاركك الرأي، والأمر يختلف في المنتخب الإنجليزي لأن كابيلو بعيد نوعا ما عن اللاعبين وأسلوبه قريب من أسلوب بينيتيز في ليفربول في عدة جوانب. هاري ريدناب لديه دور مهم في مسيرتك، فقد أشرف على تدريبك في ثلاثة أندية مختلفة، أليس كذلك؟ نعم فترتنا في نادي “ساوثامبتون“ كانت نقطة تحوّل بالنسبة إليّ، عندما جاء للإشراف على تدريب الفريق إستغرب عدم وجودي في التشكيلة الأساسية، طلب مني اللعب في مقدمة الهجوم رفقة “كيفن فليبس“ لبقية الموسم، وهو ما منحني دفعة معنوية عالية، فقد أحرزت 16 هدفا في الفترة ما بعد بداية العام الجديد وهي فترة حاسمة من الموسم الكروي، وبعدها حجزت خانتي في صفوف المنتخب الإنجليزي ثم إنتقلت إلى صفوف ليفربول. هل ترى فريقك الحالي توتنهام قوياّ مثل ليفربول الذي لعبت معه عندما فزتم بلقب كأس الإتحاد الإنجليزي وبلغتم نهائي رابطة أبطال أوروبا؟ التشكيلة الأساسية لليفربول تضم مجموعة من اللاعبين أصحاب المهارات العالية، لكن أعتقد أن توتنهام يتمتع بالمستوى نفسه ويكوّن مجموعة وليس فرديات، لدينا في توتنهام خيارات جيدة وإذا تعرض لاعب للإصابة فإن هناك لاعب دولي آخر يكون مستعدا لشغل منصبه. هل تعتقد أن زميليك “أرون لينون“ و“ليدلي كينغ“ سيتجاوزان مرحلة الإصابة ويكملان إستعدادهما للمشاركة في المونديال؟ ربما تفكّر في المغامرة بإقحام لاعب مثل “أرون لينون“ إذا لعب مباراتين بعد العودة من الإصابة، أعرفه منذ سن 12 وهو بالتأكيد لاعب بمستوى عالمي، لقد غاب لفترة بسبب الإصابة وتبقى مشاركته في المونديال نوعا من المغامرة، ولهذا لست المدرب وأترك مثل هذه الأمور لكابيلو، لكن لا تنسوا أن هناك “ميكايل داوسون“ قضى موسما رائعا في “البريمرليغ”. الجميع يريد الذهاب إلى كأس العالم، ربما لا تعرف ما يعنيه ذلك لبقية الناس، لأنه وقتها تكون في عالم آخر ما بين الملعب وغرف اللاعبين والتدريبات وأجواء التنافس، هل تشعر بذلك؟ لقد عايشت ذلك في ألمانيا، نكون في الفندق بعيدين عن الناس ويكون وقتها من الجنون التفكير حول ما يحدث في الخارج، فعليك أن تبقي كل تركيزك فقط على المباريات التنافسية. ما رأيك في من يريد من اللاعبين نقل زوجاتهم وصديقاتهم معهم إلى المونديال، هل هو أمر مفيد في رأيك؟ أتوقع من المدرب أن يبعد اللاعبين عن كل ما من شأنه تشتيت تركيزهم، وهو التصرف الصحيح بالنسبة إليّ. عندما يكون أمامك هدفا بإمكانك الوصول إليه خلال فترة أربعة أسابيع، أعتقد أنك لن تتردد في التضحية بكل شيء خلال هذه الفترة من أجل الوصول إلى الهدف الذي سيبقى معك طوال حياتك، أنا الآن بعمر 29 عاما وربما تكون هذه آخر فرصة أمامي للعب في بطولة كأس العالم، لذا أفضّل أن أبقى في قمة تركيزي حتى أصل إلى هدفي. ربما يقترحون دعوة زوجات وصديقات اللاعبين للإنضمام إليكم في جولة بحافلة مكشوفة إذا فزتم باللقب؟ هذا رائع ويناسبني (يبتسم). المنتخب الإنجليزي يأتي ضمن مجموعة جيدة، وربما تكون الأجواء التي ستصادف أيام البطولة ملائمة لأنها ستكون خريفية في جنوب إفريقيا وهو ما يضاعف الحظوظ، أليس كذلك؟ حتى في البطولة الأخيرة قالوا إن أمامنا فرصة جيدة عند الحديث عن الجيل الذهبي وما شابه ذلك لكن في النهاية لم نصل إلى مبتغانا، لذا أعتقد أن الأفضل هو الكف عن الحديث حول ملاءمة الأجواء وأن الفرصة مواتية، علينا التركيز فقط على القيام بما مطلوب منا في المباريات. جلست على مقعد الاحتياط في مباراة ربع النهائي أمام المنتخب البرتغالي في مونديال ألمانيا، وشارك روني، هل كنت غاضبا لذلك؟ نعم، لقد كان ذلك محبطا بالنسبة إليّ، أحرزت هدفا في مرمى منتخب ترينيداد وتوباڤو واعتقدت أني سأقدم الكثير في البطولة، لكن إنتهي بي الأمر لاعبا بديلا خاصة أن الخسارة بركلات الترجيح أمر مؤلم، لقد كنا في الدور ربع النهائي وأعتقدنا أننا سنتقدم حتى تحقيق اللقب. لقد تبث مرة أخرى أننا غير محظوظين في ركلات الترجيح سواء أمام البرتغال أو أي منتخب آخر، لذلك لا أتمنى أن نصل إلى هذه العملية مرة أخرى في المونديال ويجب أن نعمل على حسم كل اللقاءات في 120 دقيقة على الأكثر ما دام أن إنجلترا لها عقدة تاريخية مع ركلات الترجيح. ليس هناك شعور أسوأ من خسارة لقب كأس العالم، حيث لا يكون أمامك إلا الإنتظار لأربعة أعوام ثم المحاولة مرة أخرى، هل شعرت بهذا؟ كما قد تكون تلك المباراة هي الأخيرة لك في الموسم وأمامك أشهر قبل العودة إلى المباريات ومحاولة تناسي الأمر، إنه أمر يشعرك باليأس والإحباط. وهل أنت مستعد لتجريب هذا الشعور مجددا، أو ستعود حاملا للكأس ولحلم الشعب الإنجليزي؟ (يضحك)... لن أجرب هذا بالتأكيد، لأننا ذاهبون للفوز باللقب وأتمنى أن تسير الأمور كما هو مخطط لها. إننا نمتلك حاليا واحدة من أحسن التشكيلات في العالم وربما في تاريخ إنجلترا، ولست أدري متى ستفوز إنجلترا بكأس العالم إذا لم تحرزها بهذا الجيل الذهبي.