حققت جمعية الخروب أول أمس الأربعاء فوزا ثمينا أمام جمعية الشلف، في مباراة لعب فيها الخروبية بالنار وكاد أداء بعض اللاعبين غير المقنع يكلف فريقهم غاليا، وهو ما جعل آيت جودي يخرج غاضبا مع نهاية اللقاء، إذ لم يتقبل طريقة لاعبيه الناتجة عن حالة التسيب والإهمال الإداري حسبه... وعلق أحد الحاضرين بقوله "جمعية الخروب هي من جاءت من السودان ولعبت المباراة وليس العكس"، في إشارة إلى التعب الذهني والبدني الذي ميز معظم لاعبي الحمراء الخروبية فوق أرضية الميدان. ورغم كل ما حدث أول أمس، إلا أن الفوز الذي حققه الخروبية أمام منافس قوي يعد أكبر إنجاز ويسمح للفريق بقطع شوط مهم نحو ضمان البقاء في حظيرة الكبار، في انتظار التأكيد في الجولات الصعبة القادمة والبداية بمواجهة الغد أمام إتحاد الحراش. آيت جودي وقف على الإهمال الإداري وقد وقف مدرب "لايسكا" آيت جودي على حقيقة الوضع داخل بيت الجمعية، والمتمثل في الإهمال الإداري للفريق حيث وجد المدرب ومساعده حمناد أنفسهم يسيرون الأمور بمفردهم، في غياب أدنى التحفيزات من الإدارة التي فضلت عدم الاقتراب من اللاعبين قبل المباراة لتحفيزهم. وأكد الطاقم الفني أن الإهمال الإداري أثر بشكل كبير على أداء اللاعبين في مباراة أول أمس، بعدما وجدوا أنفسهم يتخبطون في المشاكل مع مدربهم فقط، وأضاف أنه في مباراة أول أمس لو لم يكن فريق الشلف مرهقا لاستغل الأمور وعاد بفوز مضمون، وهو اعتراف شجاع من مدرب سيّر المباراة وهو يعاني من آلام شديدة على مستوى الظهر. ملاسنات بين اللاعبين والإدارة بعد اللقاء وفي السياق ذاته وكما أشرنا إليه في عدد أمس، فقد عبر لاعبو الخروب في غرف الملابس عن غضبهم من الرئيس قيتوني، الذي لم يف بوعده المتمثل في تسديد منحة الفوز ومنحة سوسطارة العالقة بعد اللقاء، كما وجه كلاما للاعبين لم يعجبهم حيث قال لهم: "أنتم سبب وصول الفريق إلى هذه الوضعية، ولن تتحصلوا على أي سنتيم إلا في حال إنقاذ الفريق، وإذا أردتم وضع عقودكم في الرابطة ففعلوا لأنني ما يهمني والو". وهو ما جعل بعض اللاعبين يدخلون في ملاسنات مع الرئيس وجماعته، انتهت برفض اللاعبين التنقل إلى عين مليلة للدخول في تربص هناك، قبل شد الرحال اليوم إلى الحراش (اللاعبون تنقلوا إلى مقر إقامتهم)، كما أقسموا بعدم التدرب إلا في حال الحصول على مستحقاتهم العالقة، بعدما وصل الأمر إلى المحاسبة حسبهم. الأمور عرفت منحى آخر بعد وقوف آيت جودي مع لاعبيه وكما هو معلوم فإن آيت جودي خرج لم يتجه إلى غرف الملابس بعد نهاية اللقاء بسبب ما وقف عليه من أداء هزيل، ولكن بعد الملاسنات التي حدثت أكد وقوفه إلى جانب اللاعبين وما أغضب الرئيس قيتوني. يذكر أن مدرب "لايسكا" يدين بدوره للإدارة بمستحقاته ويحملها من الآن مسؤولية تهديم برنامجه، وفكر بعد اللقاء في الانسحاب في حال عدم تحسن الأمور الإدارية، إلا أنه كذب كل من تداول في حقه أنه طالب بعد اللقاء بمستحقاته وهو ما نفاه جملة وتفصيلا. الوالي سمع بما حدث ووبخ قيتوني وجماعته وعلم الوالي بدوي بكل ما حدث داخل غرف الملابس، وعبر عن غضبه الشديد على ما بدر من رئيس النادي قيتوني وجماعته، ولامهم بشدة على هذه التصرفات. وكان الوالي حسب مصادرنا الموثوقة شديد اللهجة مع الإدارة هذه المرة، بعدما خالف قيتوني وجماعته أوامره التي أعلن عنها خلال مأدبة العشاء الأخيرة، لما طلب بتسديد منحة الفوز على الشلف بعد المباراة مباشرة. كما طالب الوالي بدوي الإدارة بتوفير السيولة التي تسمح لها بتسليم اللاعبين مستحقاتهم قبل التنقل إلى الحراش، وأكد حسب مصادرنا للإدارة إن لم تكن قادرة على تسير الوضع فما عليها سوى ترك الفريق. كلف بدالة بالحديث مع اللاعبين وكان الوالي بدوي قد تابع مباراة أول أمس من خلال الاتصال ببدالة عبر الهاتف، ولم يهدأ باله حتى صافرة النهاية التي أعلنت فوز "لايسكا". وقد اتصل الوالي بعدما علم بما حدث في غرف الملابس، ببدالة وكلفه بالاتصال بجميع اللاعبين وإقناعهم بضرورة التدرب (في حصة أمس) وأن منحة الشلف سيتلقونها قبل التنقل إلى الحراش (بنسبة كبيرة ستسلم اليوم إن لم تكن قد سلمت أمس)، وهو ما قام به بدالة الذي أقنع اللاعبين بالعودة إلى جو التدريبات أمس. الإدارة طرقت جميع الأبواب أول أمس وموغو رفض إمضاء الصك وأمام القرار الذي صدر من الوالي والقاضي بضرورة توفير منحة الفوز على الشلف قبل التنقل إلى الحراش، فإن الإدارة سابقت الزمن وطرقت جميع الأبواب قصد توفير المبلغ المطلوب، كما عاودت الاتصال بالمساهم "موغو" عبد العالي لإمضاء الصك الخاص بالشركة، لسحب القيمة الموجودة في الرصيد والمقدرة حسب مصادرنا بأزيد من 250 مليون وهي قيمة كافية لتسوية منحة الشلف، إلا أن هذا المساهم رفض المقترح مرة ثانية، ما جعل قيتوني يغضب ويحمل مسؤولي الشركة مسؤولية ما يحدث وما سيحدث مستقبلا. موغو احتج بديون بعض المتعاملين وبعدم توجيه له الدعوة لمأدبة الوالي وحسب مصادرنا، فإن "موغو" احتج بأن القيمة المطلوبة ستمنح لبعض الدائنين من التجار، والذين تعامل معهم لما أشرف على الفريق بعدما وعد بتسوية أمورهم، كما أن المساهم رفض إمضاء الصك لغضبه من الإدارة التي لم توجه له دعوة حضور لمأدبة عشاء الوالي بدوي المقامة قبل أيام رفقة ذيب. جفال يتدخل والأمور تكون قد سوت أمس وعلمت "الهداف" من مصادرها الخاصة، أن الرئيس الشرفي جفال ابراهيم تدخل ليلة أول أمس رفقة رجال الخروب القاطنين بالعاصمة وتوسط للإدارة الحالية مع مساهمين الشركة لحل هذا الإشكال، وتكون جميع الأمور قد حلت وسويت أمس. ودعا الرئيس الشرفي جفال إلى ضرورة وضع اليد في اليد لأن القضية حاليا قضية جميع الخروبية ومصلحة الفريق فوق كل اعتبار. اللاعبون اجتمعوا فيما بينهم بحضور آيت جودي أمس وكما كان منتظرا لم يتدرب لاعبو "لايسكا" صبيحة أمس في الوقت المحدد للحصة، حيث قرروا الاجتماع فيما بينهم في حضور مدربهم آيت جودي (الاجتماع دام أكثر من ساعة) قبل مزاولة التدريبات، وبعد التطمينات التي تلقوها من الوالي وكذا من الرئيس الشرفي جفال إبراهيم ومدربهم آيت جودي الذي تحدث هاتفيا مع الوالي، قرروا التدرب وأصروا على رفع التحدي مهما كانت اتهامات الإدارة لهم. يذكر أن حصة أمس جرت في غياب الإدارة، التي شرحت انشغالاتها للمدرب آيت جودي الذي أكد وقوفه إلى جانب لاعبيه في هذه الفترة، كما لعب دورا كبيرا في إقناعهم بالتدرب والتنقل اليوم إلى العاصمة لمواجهة اتحاد الحراش.