بعد الإنتهاء من المشاركة خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا والخروج بإيجابيات وسلبيات في هذه الدورة، يُعد حل العقم الهجومي أولى أوليات الطاقم الفني للمنتخب الوطني، حيث عجز الخط الأمامي عن تسجيل الأهداف في الدورة وناب المدافعون مجددا عن المهاجمين، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مستوى لاعبي الخط الأمامي ل”الخضر”، لكن الأمر الذي لا يعرفه الكثيرون أنّ الجزائر تفتقد للاعبين ينشطون في منصب مهاجم صريح، فجبور، بن يمينة، غيلاس، سلطاني وحتى غزال يلعبون على الأطراف أو وراء المهاجمين مع أنديتهم الأوروبية، ولا يُوجد بينهم هداف حقيقي يعرف كيف يقتنص أنصاف الفرص وهو ما يحتاج إليه رابح سعدان في الفترة القادمة. الجزائر تملك من يصنع الأهداف وتفتقد من يُسجلها! وبالنظر إلى تعداد النخبة الوطنية، نلاحظ الكم الهائل من اللاعبين الممتازين الذين ينشطون وراء المهاجمين سواء على الأطراف أو في مركز صناعة اللعب، فالجزائر تملك جيلا رائعا من نجوم يلعبون لأندية أوروبية كبيرة، من بينهم زياني ومغني صانعي ألعاب، بالإضافة إلى تواجد لاعبي أروقة قادرين على المساهمة في صناعة الأهداف للمهاجمين، على شاكلة عامر بوعزة، كريم مطمور، عمري شادلي، جمال مصباح، كريم سلطاني وغيرهم، فيما نفتقد إلى المهاجم الصريح القادر على إنهاء الفرصة، وهو ما اتضح جليا خلال المشاركة في كأس إفريقيا الأخيرة. فرغم أنّ الجميع وضع الثقة في لاعب وفاق سطيف السابق عبد المالك زياية، إلاّ أنّه خيّب أمل رابح سعدان قبلنا وكان أقل اللاعبين الجزائريين مشاركة في الدورة. بن يمينة ليس من كنا ننتظره... إختفاء غيلاس... وحتى أكرور أصبح يحلم بالعودة أصبح اقتراح اسم أي لاعب جزائري ينشط في الخارج على طاولة “الخضر” أمرا عاديا إذا تعلق برأس الحربة الذي يبحث عنه سعدان، وظن البعض أنّ الأمر قد انتهى ببروز لاعب يونيون برلين الألماني كريم بن يمينة مُسجل أربعة أهداف عند انطلاقة بطولة الدرجة الثانية هناك، لكن ما فتئ أن انطفأ بريق بن يمينة الصائم عن زيارة الشباك منذ 4 أشهر. والأكثر من ذلك أنّ ابن “لاڤلاسيير“ لا يلعب في منصب رأس حربة صريح، فغالبا ما يُشارك على الجهة اليمنى، خاصة أنّ طوله الذي لا يتعدى 1.78 سم يؤكد أنه ليس الهداف الذي نبحث عنه. ومن جانبه، تراجع مستوى كمال فتحي غيلاس كثيرا في الآونة الأخيرة بعدما أصبح ملازما لمقاعد البدلاء مع ناديه “هال سيتي” الإنجليزي، ما يجعل أمر استدعائه مجددا مستبعدا في الفترة الحالية على الأقل. والطريف أيضا أنّ الدولي السابق نسيم أكرور أبدى استعداده للعودة إلى التشكيلة الوطنية وحل عقدة الهجوم التي تلازمها. فبعد تسجيله لثنائيته الأولى هذا الموسم مع ڤرونوبل نادت بعض الأصوات بضم المهاجم صاحب 35 عاما، وهو حق مشروع لجميع اللاعبين الجزائريين ما دام سعدان فتح الأبواب لأي لاعب قادر على تقديم الإضافة. أفول نجم كروش... وشرّاد ليس حلا؟! من النادر إيجاد لاعب جزائري يلعب في منصب رأس حربة صريح في البطولات الأوروبية حاليا، ويُعتبر عبد المالك شراد أبرز الهدافين الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية في الفترة الأخيرة، لكن سلوك وتصرفات لاعب نادي “نيس” السابق أثرت كثيرا في مشواره الكروي. ولا يزال شراد يأمل في العودة إلى صفوف المنتخب، وهو الذي صرح في الأيام الأخيرة أنه سيُحل عقدة التهديف إذا استدعاه سعدان للعب بجوار عبد القادر غزال. ويبدو أنّ صاحب هدف “الخضر” في مرمى المغرب قبل 6 سنوات في كأس إفريقيا 2004 بتونس بدأ في العمل جديا لتحقيق حُلمه بالمشاركة في المونديال القادم، حيث قرّر الانضمام إلى نادي من الدرجة الأولى واستقر به الحال في “ماريتيمو فونشال” البرتغالي، الفريق الذي يؤدي مشوارا رائعا هذا الموسم في البطولة البرتغالية الممتازة. وقد تكون الفرصة مواتية لشراد في حال أقنع وعاد إلى هوايته في تسجيل الأهداف، والأيام كفيلة بتوضيح الرؤية أكثر. ومن جانب آخر، لم نعد نسمع أي شيء عن مهدي كروش المحترف في “نافال” البرتغالي، إذ غابت أخبار مهاجم اتحاد الجزائر السابق والذي أبعد حتى عن التشكيلة الأساسية لفريقه بسبب تراجع مستواه، وهو الذي سجل 5 أهداف في فترة وجيزة وربط اسمه بعض الأحيان بالمنتخب الوطني. جبور الوحيد القادرعلى تقديم الإضافة في الوقت الحالي وبالنظر إلى المعطيات السابقة، فإنّ المدرب رابح سعدان كان صائبا في قراره بإعادة رفيق زهير جبور إلى التشكيلة الوطنية ابتداء من مباراة صربيا الودية، حيث لن يجد أفضل من مهاجم أيك أثينا اليوناني لإشراكه إلى جانب عبد القادر غزال في خط المقدمة، وربما سيكون على سعدان البحث أكثر عن الانسجام بين جميع الخطوط خاصة بين المهاجمين (غزال وجبور) لضمان عودة الفعالية التهديفية ل”الخضر”. وقد يُحدث هذا الثنائي ثورة جديدة في أداء المنتخب الوطني موازاة مع تواجد وسط ميدان قوي بقيادة كريم زياني، حسان يبدة، مراد مغني، عامر بوعزة وحتى كريم مطمور والبقية. ----------------- وحيد بوعبد الله يكشف في ندوة صحفية “نيلسون مانديلا يمنح الجزائر ضمانات بشأن الأنصار الراغبين في التنقل إلى جنوب افريقيا” عقد الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية وحيد بوعبد الله أمس ندوة صحفية في مبنى“جنان الميثاق” بالعاصمة كشف من خلالها أن “الزعيم الإفريقي “نيلسون مانديلا” منح شخصيا ضمانات للجزائر بمناسبة نهائيات كأس العالم شهر جوان القادم في جنوب افريقيا”. وأضاف بوعبد الله أن “مانديلا” طمأن الجمهور الجزائري الذي يرغب في التنقل “جوهانسبورغ” لحضور هذا الحدث الكروي الكبير بأنه “سيجد كل التسهيلات من سلطات جنوب افريقيا”. وواصل بوعبد الله يقول:” مانديلا منحنا ضمانات بأن الأنصار الجزائريين سيجدون كل الظروف مهيأة لهم بما في ذلك تحرّكاتهم وتنقلاتهم في جنوب افريقيا”. يذكر أن الدولة الجزائرية تنسق مع العديد من الشركاء من أجل التكفّل بملف نقل الأنصار الجزائريين إلى جنوب إفريقيا في أحسن الظروف. وقد أكد الرجل الأول في الخطوط الجوية الجزائرية أمام جمع من الصحفيين أن “نيلسون مانديلا” صديق قديم للجزائر ويكفي التذكير بأنه أجرى تدريباته العسكرية في الماضي تحت لواء جيش التحرير الوطني، وذلك عندما كان يستعد لمقاومة نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا.