أعلن آلان جيراس مدرب منتخب مالي أنه لم يتفق على تجديد عقده الذي ينتهي يوم 31 ماي الجاري مع النسور، وكان اللّاعب الدولي الفرنسي السابق قد انتقل إلى باماكو الجمعة الماضية.. في محاولة للاتفاق مع مسيري الاتحادية على عقد جديد كان يفترض أن تكون مدته سنة واحدة قابلة للتجديد في حال نجاحه في التأهل إلى مونديال البرازيل 2014، لكن كل شيء سقط في الماء ولم يحصل الاتفاق ليُخلط القرار أوراق الماليين قبل 25 يوما عن أول مواجهة تنتظرهم في البنين في تصفيات كأس العالم قبل مواجهتهم ل "الخضر". الماليون قدّموا له عرضا لكنه رفضه وقدّمت الاتحادية المالية عرضا ل جيراس لكنه رفضه مؤكدا أن الأمر لا علاقة له بالجانب المادي وإنما بأسباب أخرى تتعلق على ما يبدو بخلاف حول بعض بنود العقد، حيث كان جيراس يشترط أن يكون الطاقم الطبي مكوّنا من فرنسيين فقط فيما قال رئيس الإتحادية سيسي حمادون إنه يريد أن يضمّ ماليين أيضا، فضلا عن التدخل في صلاحياته في بعض الأمور الخاصة التي قد تكون من أهم الأسباب التي قطعت علاقة جيراس بالمنتخب المالي بعد عامين من العمل حقق خلالهما نتائج طيبة من خلال حصوله في كأس إفريقيا الأخيرة على المرتبة الثالثة. وكانت المفاوضات أخذت وتيرة بطيئة للغاية وهو ما جعل جيراس يؤكد في كل مرة أنه لم يفهم موقف الماليين ومدى جديتهم في الاحتفاظ بخدماته. يؤكد أنّ الإتحادية المالية لم تحترمه وفي أول تصريح بعد ذلك لموقع "RFI" الفرنسي برّر المدرب جيراس مغادرته تدريب منتخب مالي قائلا إنّ المسألة ليست مالية وإنما تتعلّق بالدرجة الأولى بقلة الاحترام والاعتبار من قبل الإتحاد المالي إضافة إلى أنه لم يتم احترام شروط العمل وحريته في ذلك، كما تأسف كثيرا على أنّ المفاوضات تأخرت كثيرا إلى هذا الوقت في وقت أن منتخب مالي تنتظره مباريات صعبة بداية شهر جوان وكان يمكن أن لا يخسر مسؤولو الإتحادية كل هذا الوقت قبل أن يصلوا إلى اليوم الذي يقرر فيه أن لا يواصل مسيرته. مالي في مفترق الطرق وستلعب لقاءين خارج ديارها بمدرب جديد ويمكن القول إنّ منتخب مالي الذي يعتبر أصعب منافس على الورق ل "الخضر" في تصفيات كأس العالم 2014 يوجد في مفترق الطرق وبدون مدرب في توقيت حساس، حيث ستبدأ الإتحادية بالبحث عن مدرب جديد في وقت أنّ جيراس كان متواجدا ومستعدا للعمل بل وسطّر برنامجا للتحضيرات، في وقت يتعيّن على المدرب القادم أن يبدأ كل شيء من الصفر وبدون أي مباراة ودية وهي مسؤولية ثقيلة، كما أنّ منتخب مالي سيلعب أول لقاءين في التصفيات خارج بلاده وهو الأمر الذي سيجعل أي مدرب يفكّر ألف مرة قبل أن يقبل العرض. جيراس: "مسؤولو الاتحادية أرادوا أن يفرضوا عليّ بعض اللاعبين" وفي حوار له مساء أمس مع موقع "فوت أفريكا 365" قال جيراس في رده على سؤال إن كان سيواصل مع منتخب مالي: "لا، لم أصل إلى أرضية اتفاق مع مسؤولي الإتحادية المالية، لقد قدّموا لي عقدا جديدا لكنني لم أوافق عليه"، أمّا عن سبب رفض هذا العقد الجديد فقال: "أرادوا أن يفرضوا عليّ خيارات على مستوى قائمة اللّاعبين، كما أن المسؤولين وضعوا شروطا بخصوص مسؤوليتي على الطاقم الطبي وهذه الأمور رفضتها". "عدم تجديد عقدي أمر مؤلم ولا علاقة لذلك بما يحصل في البلاد" وبخصوص ما يحصل مع منتخب مالي ثالث إفريقيا حيث حقق نتائج إيجابية على رأسه وما نقص الماليين حتى يضعوه في أفضل الظروف قال جيراس إنه لا يمكنه الإجابة على سؤال كهذا فهو لم يطرحه على نفسه أصلا، وعمّا إذا كانت الإتحادية المالية قد كسرت الثقة التي اكتسبها الماليون بنتائجهم الأخيرة فرد قائلا: "حتى الآن الشروط التي وضعتها غير متوفرة، لا توجد نقاشات أخرى، أنا الآن في وضعية غير المجدد وفي وضعيتي هذه أجد أنّ الأمر مؤلم"، وعما إذا كانت لهذا القرار علاقة بما يحصل في البلاد ردّ: "لا أعتقد ذلك، إنه أمر خارج عن ذلك، من تحاورت معهم أعرفهم وسبق لي أن تعاملت معهم". "أتأسف على ما يحصل للاعبي مالي" وعمّا إذا كان قراره سيؤثر أيضا على اللاعبين قال آلان جيراس: "لقد قمنا بأمور خارقة للعادة، لقد وجدت راحتي مع هذه المجموعة، لا أريد أن أطرح أسئلة بشأن المستقبل لكن صدقوني أنا متأسف على ما يحصل لهؤلاء اللاعبين"، وفي الأخير قال بخصوص ما إذا كانت تجربته في الغابون (غادر المنتخب رغم النتائج الجيدة) وكذا مالي جعلته يشعر بالمرارة بسبب ظروف إفريقيا: "هناك شعور غير مكتمل، للأسف الشديد لا يمكنني أن أتحكّم في كل العناصر الخارجية". نجمو س.