غادر الحارس الدولي محمد أمين زماموش سويسرا عائدا إلى الجزائر، وهو ما كنا قد أشرنا إليه في عددنا الصادر أول أمس.. حيث كانت الأجواء حزينة للغاية لأن عائلة المنتخب فقدت عنصرا آخر اجتهد كثيرا في التدريبات وكان معهم لمدة قاربت الأسبوعين، لكن تم تصنيفه في المركز الرابع ضمن قائمة حراس المنتخب، بالتالي لم يكن بإمكانه السفر مع “الخضر“ إلى جنوب إفريقيا وهو القرار الذي كانت كل العيون والآذان تترقبه وكان صعبا للغاية. دخل القاعة ووجّهه مصفر إنتظر المدرب سعدان طويلا حتى يعلم الحارس زماموش بالقرار، ففي آخر ليلة ب”كرانس مونتانا“ استدعاه وأدخله القاعة المخصصة للإجتماعات وتحدث معه. حارس المولودية علم أن القرار تم إتخاذه ووقع عليه الإختيار ولا يتنقل إلى جنوب إفريقيا، حينها دخل القاعة ووجه مصفر وعلامات التوتر بادية على محياه. سعدان: “دير روحك في بلاصتي، لا بد من خيار نهائي” أول ما قاله سعدان ل زماموش كان تبريرا منه حتى لا يلومه الحارس على هذا القرار، حيث قال له بالحرف الواحد: “شوف يا وليدي، ضع نفسك مكاني، واعلم أنني لم أكن أريد إبعادك لو كان القرار يسمح لي بأخذك، لكن هذه هي قوانين كرة القدم، لا بد من إختيار عدد محدود من اللاعبين لا يُمكن تجاوزه. أعرف أنه صعب عليك أن تتقبّل القرار ومن غير المعقول أن تمضي كل هذه المدة معنا واليوم تجد نفسك خارج التعداد، كان لا بد من إتخاذ هذا القرار ولم يكن لدينا أي خيار آخر”. “ما زالك صغير وقد تلعب أكبر المنافسات العالمية” وحتى يُخفّف عنه الصدمة، حاول المدرب الوطني أن يوصل له الرسالة بأنه لازال صغيرا وكل المستقبل أمامه للعب في المستوى العالي ولعب أكبر المنافسات، خاصة أن مشوار الحراس عادة ما يبقى لمدة طويلة ومنهم من لعب المونديال في سن الأربعين، حيث قال المدرب الوطني في هذا الشأن: “يا وليدي، أنت شاب صغير في منتصف العشرينيات ويُمكنك العمل من أجل لعب أكبر المنافسات، وجودك ضمن الحراس الأربعة الذين واصلوا الإستعدادات ل المونديال دليل على أنك حارس له إمكانات، عليك أن تواصل العمل جاهدا لكي تعود وتبقى مع المنتخب مدة طويلة”. “كل شيء ممكن وآمال حضورك المونديال ممكنة” وواصل سعدان الحديث مع زماموش وأكد له أن حلم المشاركة في المونديال لم ينته بالنسبة إليه، لأن أسبوعين لا زالا يفصلان عن إنطلاق كأس العالم، وكل شيء ممكن فيهما وأعطى له مثالا لما حدث مع الحارس ڤاواوي قبل إنطلاق كأس إفريقيا للأمم حين أصيب وعوّضه أوسرير، وأوضح في هذه النقطة: “لا تفقد الأمل، فكل شيء وارد... ما حدث في كأس إفريقيا مع ڤاواوي يؤكد لنا أن الأيام قد تخبئ أمورا سارة للبعض ومحزنة للبعض الآخر، بالتالي عليك أن تبقى جاهزا لأنه في أي وقت قد تجد نفسك معنا”. خرج وعيناه مغرورقتان بالدموع خرج زماموش من قاعة الإجتماعات وعيناه مغرورقتان بالدموع، حيث لم يكن قد إستفاق بعد من الصدمة، رغم أنه كان يعلم أنه المرشح رقم واحد ليكون خارج القائمة، وتوجه إلى زملائه وراح ينظر إليهم بنظرات حزينة لأن الجميع كان يعلم أنه تم إبلاغه بقرار الإبعاد، وهو الأمر الذي جعل الأجواء غير عادية لأن الكل كان يتخيّل نفسه لو كان مكان زماموش وتم إبلاغه بقرار مغادرة التربص. حليش، صايفي، ڤاواوي والعيفاوي صبروه وبحكم أن اللاعبين المحليين هم أقرب إلى فهم عقلية اللاعب المحلي، فإن كل من الحارس ڤاواوي والمدافع العيفاوي، بالإضافة إلى حليش وصايفي بما أنهما لاعبان محليان في السابق، اقتربوا من زماموش وتحدثوا معه وحاولوا رفع معنوياته، وأكدوا له أنه حارس شاب ويجب أن لا يفقد الأمل ومن غير المعقول أن يغضب إلى هذه الدرجة، كما أكدوا له أنه يجب التشبث بخيط الأمل رغم أن الأمر يتعلق بكأس العالم التي قد لا يتكرّر التأهّل إليها إلاّ بعد مدة، لكن المستقبل أمامه. حديث زملائه جعله ينفجر بالبكاء وكان الجميع ينتظر أن ترتفع معنويات اللاعب مباشرة بعد حديثهم إليه، لكن العكس هو الذي حدث، حيث إنفجر باكيا بعد كلام زملائه معه، إذ تأثر أكثر وعرف أن الجميع متعاطف معه، لا سيما الأمر يتعلق بتضييع حلم عاشه مدة من الزمن بدأت منذ المباراة الفاصلة في السودان، قبل أن يتبخر في لحظة من الزمن وقد لا يتكرّر مستقبلا لأن تأهل الجزائر إلى النهائيات المقبلة لا يعني بالضرورة حضوره فيها، بالتالي كان يأمل أن لا تضيع الفرصة منه هذه المرة. الصور مؤثرة واللاعبون بكوا وزاد بكاء زماموش على وضعيته تأثيرا في كل اللاعبين الذين كانوا حاضرين في تلك اللحظة، حيث لم يستطيعوا هم أيضا تحمّل تلك الأجواء وراح الجميع يبكي على حال زماموش الذي كان مؤثرا للغاية لأن اللاعبين يعرفون قيمة تلك اللحظات ويعرفون معنى الخروج من قائمة المنتخب الوطني المتوجهة إلى المشاركة في المونديال، فحاولوا رفع معنوياته، لكنهم وجدوا أنفسهم هم كلهم يبكون. صورة أخرى مماثلة في الصباح عند المغادرة وإذا كان القرار قد تم إتخاذه ليلا، فإن الحارس زماموش ولما كان يتأهب إلى المغادرة صباحا توجّه إلى التشكيلة وعانق كل واحد على حدة في صورة معبرة للغاية، لأن اللاعب كان يذرف الدموع ويُعانق كل اللاعبين والطاقمين الفني والطبي وحتى المسيرين، وكان غالبية أفراد التشكيلة الوطنية يذرفون الدموع، أو العينين مغرورقتين بالدموع على الأقل. لماذا لم يأخذه سعدان إلى إيرلندا!؟ تساءل الكثير من اللاعبين وكذا الجماهير الرياضية عن سبب عدم أخذ المدرب الوطني الحارس زماموش ضمن سفرية إيرلندا، حيث كان بإمكانه أن يضمه إلى المجموعة مثلما فعل مع مراد مغني، والذي رغم إبعاده من القائمة إلا أنه لا يزال ضمن التشكيلة الوطنية ومتواجد حاليا في العاصمة دبلن، بالتالي يرى الكثير منهم أن زماموش كانت معنوياته ربما ترتفع أكثر لو كان متواجدا ضمن المجموعة. البعض فسّر ذلك بلعب مباراة “الداربي“ بالمقابل يرى بعض المتتبعين أن رحيل زماموش من التربص كان مدروسا، وهذا من أجل السماح له بالمشاركة في مباراة “الداربي“ اليوم والذي يجمع ناديه مولودية الجزائر أمام غريمه التقليدي شباب بلوزداد، فعاد زماموش إلى أرض الوطن ظهيرة أمس، ويبدأ التفكير فيما بقي من مباريات البطولة. ---------------------------------------------------- زماموش: “أتمنّى أن يُنسيني التتويج باللقب مع المولودية صدمة الإبعاد عن المونديال” بودنا أن تكشف لنا عن ما تشعر به وأنت تتأهب للعودة إلى الجزائر بعدما تم إبعادك؟ أشعر بالمرارة وأنا متأثر جدا لأني وبعد 15 يوما من التحضير والتركيز مع المنتخب كنت أتوقع أن أكون ضمن القائمة التي ستمثل الجزائر في المونديال، لكني في آخر لحظة وجدت نفسي خارجها وخارج المونديال الذي تمنيت أن أشارك فيه. هل كنت تتوقع أن يتم إبعادك؟ صراحة لا، لقد كنت مركزا في العمل والتدريبات وفي ذهني أني سأكون رفقة زملائي في جنوب إفريقيا، لكن المدرب كان له رأي آخر وهو أدرى بعمله وأدرى بمصلحة المنتخب وأنا أحترم خياره، واعذرني ولا تنتظر مني أن أقول لك كلاما أكثر من هذا حول المدرب لأني ورغم كل شيء أحترم قراراته وخياراته. من تكفّل بإخبارك بقرار الإبعاد؟ لا يهم من أخبرني، المهم أني تحدثت مع المدرب وشرح لي الأسباب التي جعلته يتخلّى عني. أكيد أنّ تسريحك مبكرا سيسمح لك بالمشاركة في اللقاء الهام الذي سيجمع فريقك مولودية الجزائر بشباب بلوزداد؟ لا أدري، عندما أصل إلى أرض الوطن سأرى، ثم أن القرار الأول والأخير يعود إلى المدرب والمسؤولين، فإذا رأوا أنه من الضروري أن أشارك فسأشارك وإذا كان لهم رأي آخر فلا حرج. إقتراب المولودية من نيل اللقب سينسيك صدمة الإبعاد من المنتخب؟ أتمنى ذلك، ولو أن تضييع فرصة المشاركة في المونديال لا يُعوّضها أي شيء، من الصعب عليّ أن أتجاوز هذه المرحلة لأني كنت أعلّق آمالا عريضة على المشاركة في محفل كروي عالمي من هذا الحجم، لكن قدّر اللّه ألا أحضر وصدقني أن ما أشعر به الآن لا يُمكن لأحد سواي أن يشعر به. ------------------------------------------------------ الجميع في المولودية متذمر من قرار حرمانه من “المونديال”... زماموش يعود، استقبل أمس في المطار بالورد وسيحظى باستقبال الأبطال اليوم في 5 جويلية بعد تأكد خبر إبعاد محمد لمين زماموش من قائمة اللاعبين المشاركين في كأس العالم، أبدى الكثير من عشاق المولودية استياء عميقا من المدرب الوطني رابح سعدان بحجة أنه حرم “العميد” من خدمات “زيما” في اللقاءات المصيرية من البطولة دون أن يعتمد عليه في “المونديال”.. ذلك أن “الشناوة” أجمعوا في مختلف تعاليقهم أنه كان ظاهرا منذ البداية أن زماموش هو الذي سيكون الضحية من بين الحراس الأربعة المتواجدين مع “الخضر” في تربص سويسرا، رغم أنه كان يستحق مكانا في “المونديال” دون الدخول في التفاصيل، كما كشف عن إمكانات جيدة في تربص سويسرا، لذا لم يفهم محبو “العميد” لماذا قرّر الطاقم الفني للمنتخب الوطني نقل “زيما” لإجراء تربص فقط مع “الخضر” حارما بذلك المولودية من خدماته وهو الذي يعتبر 50 من المائة من التشكيلة العاصمية. الكل في المولودية يؤكد أنه ظلم وفور انتشار خبر إبعاد زماموش من قائمة المشاركين في كأس العالم، استاء الكثير من مناصري المولودية وحتى اللاعبين، الطاقم الفني والمسيرين والكل اعتبر قرار الاستغناء عنه بالظلم وأن الحراس الثلاثة الذين سيكونون حاضرين في دورة جنوب افريقيا لن يقلوا شأنا عنه، كما أجمعوا أن المدرب الوطني تخلى عنه لأسباب غير تقنية وأنه كان بإمكانه على الأقل أن يكون الحارس الثالث مقارنة بالآخرين دون الدخول في التفاصيل. روراوة وسعدان سرّحاه أمس ليكون تحت تصرف المولودية هذا، وبما أنه شطب إضافة إلى مغني من القائمة التي ستمثل الجزائر في “المونديال”، فقد قرّر زماموش بالتشاور مع الطاقم الفني ورئيس “الفاف” أن لا يرافق المنتخب إلى إيرلندا كما كان مبرمجا في بادئ الأمر ورأى أنه من الأفضل العودة إلى الجزائر لأن فريقه المولودية في حاجة إلى خدماته في المباراتين الأخيرتين الحاسمتين نحو اللقب، لذا فإن سعدان وروراوة لم يجدا أي مانع في تسهيل مهمته وتسريحه إلى المولودية بما أنه لن يلعب لا مباراة إيرلندا ولا “المونديال” كما انفردت به “الهدّاف” في عدد أول أمس، حيث ودّع صبيحة الأمس رفاقه في المنتخب وهم متوجهين إلى دبلن وهو يذرف الدموع ليشد هو الرحال من مطار جنيف إلى الجزائر في الرحلة التي كانت مبرمجة في منتصف نهار أمس. الأنصار تنقلوا إلى مطار هواري بومدين واستقبلوه بالورد بعدما وصل مسامع عدة مناصرين خبر مغادرة زماموش تربص “الخضر” وأنه شد الرحال من سويسرا في منتصف النهار ليكون في الجزائر في حدود الثانية بعد الزوال (رحلة ساعتين)، فضّل عدد من أنصار المولودية التوجه إلى مطار هواري بومدين عشية أمس، حيث قرّروا القيام بهذه المبادرة تجاه حارس فريقهم المتألق بشكل ملفت للانتباه حتى يرفعوا من معنوياته التي انحطت بعد خسارته حلم حضور “المونديال” لأول مرة في مشواره. كما حملوا باقات من الورد استقبلوا بها حارسهم المدّلل وهو أبسط شيء اعترافا له بما قدّمه للفريق هذا الموسم إضافة إلى أخلاقه العالية وانضباطه الشديد. يصنع الحدث وسيكون حاضرا اليوم أمام بلوزداد ومن شأن هذا المبادرة أن ترفع معنويات ابن ميلة الذي من الممكن جدا أن يكون حاضرا في “داربي” اليوم أمام شباب بلوزداد ليصنع الحدث والمفاجأة التي لم يكن يتوقعها أحد، فالكثيرون يتساءلون عن حقيقة مشاركة “زيما” مع المولودية اليوم في “الداربي” بما أنه جاهز بدنيا وكان يتدرب بانتظام مع “الخضرّ لكن براتشي يفضّل التقاء زماموش والتحدث معه على انفراد حتى يتخذ القرار الأخير بإشراكه في المباراة بعدما يكتشف حالته النفسية أولا وإن كان مهيئا معنويا للعب بعدما أبعد من “الخضر”. من المطار إلى الفندق وبراتشي سيعتمد عليه لخبرته مقارنة ب “سليماني” ونظرا لوصوله المتأخر، فقد تنقل زماموش بعد عودته إلى أرض الوطن إلى فندق “المهدي”، أين التقى زملائه وسلّم عليهم وعلى الطاقم الفني والمسيرين. كما توحي كل المؤشرات إلى أنه سيكون الحارس الأساسي اليوم أمام بلوزداد بالنظر إلى خبرته مقارنة بالشاب سليماني، أضف إلى ذلك أن “داربي” اليوم مصيري للمولودية. وعليه فإن براتشي لن يفوّت الفرصة للاعتماد على كل أوراقه الرابحة بما في ذلك زماموش الذي سيكون له دور هام في هذا اللقاء وعودته جاءت في الوقت المناسب. سيحظى باستقبال حافل من “الشناوة” في 5 جويلية ومعنوياته سترتفع إذا كان براتشي قد قرّر عن قناعة بأن زماموش يجب أن يلعب رغم أنه يريد أن يقف على حالته النفسية، إلا أن المعلومات التي بحوزتنا تؤكد أن “الشناوة” يحضّرون له استقبالا حافلا اليوم في 5 جويلية ودفعت ببراتشي إلى الاعتماد عليه في التشكيلة الأساسية، ذلك أن زماموش دون شك سترتفع معنوياته لما يجد نفسه في بيته ويرى استقبال الأبطال الذي سيحظى به اليوم في 5 جويلية. وبالنظر على خبرته سيتمكن من تجاوز هذه الفترة بسرعة ويدخل الميدان بكامل قواه الفنية والمعنوية لمساعدة فريقه على تحقيق نتيجة إيجابية والتتويج باللقب. بن عامر: “متأكد أن زماموش لم يبعد لأسباب تقنية” صرح مدرب حراس “العميد” مراد بن عامر أنه تفاجأ لقرار الطاقم الفني ل”الخضر” بإبعاد زماموش من المنتخب وشطب اسمه من قائمة “المونديال”، حيث قال: “الكل يعترف أن زيما أحسن حارس في بطولة هذا الموسم وبصراحة مستواه لا يقل عن مستوى الحراس الثلاثة الآخرين رغم احترامي الشديد لهم، لكنني متأكد أن زماموش أبعد لأسباب لا تتعلق أبدا بالجانب التقني. كما أنه يستحق أن يكون الحارس الثاني أو الثالث في المونديال. لكن رغم كل هذا نتمنى كل التوفيق لمنتخبنا الوطني وأن يشرّفنا في المونديال وكلنا خلفه”.
