شدّت مباراة المنتخب الوطني في “دبلن” أمام منتخب إيرلندا أنظار الجمهور الإنجليزي بكل أطيافه، وبنسبة مشاهدة عالية جدا فاقت متابعتهم مباراة المنتخب الأمريكي قبل ذلك، رغم أن رفقاء دونوفان هم المنافس الأول لأشبال كابيلو في المونديال، والسبب حسب الآراء المستقاة من المنتديات الرياضية البريطانية هو جهل جل الإنجليز بمستوى المنتخب الجزائري مقارنة بمنتخب “بلاد العم سام” أو سلوفينيا التي لعبت لقاء وديا في ويمبلي شهر أكتوبر من العام الماضي. وقد جاءت جل الآراء ساخرة مما شاهدوه، بل هناك من وصف رفقاء زياني بأضعف فرق المجموعة، لكن برز رأي آخر ومن شريحة ليست بقليلة تحدثت عن وجود شيء غير مفهوم فيما شاهدوه على ملعب “أر.دي.ا س”. “سعدان وظف ناقصي المنافسة والجدد لأجل رفع معدل اللياقة وزيادة الإنسجام” البحث عن أماكن تجمع الجماهير الإنجليزية على الشبكة العنكبوتية ليس صعبا تماما، فعدد مجموعات الأنصار المساندة لكتيبة كابيلو على “الفايس بوك” لا حصر لها، كما أن المنتديات المعروفة ك”فوتبول.أو كا” أو “أنغلند فانس” تشهد عادة تواجد عدد كبير من مرتاديها في كل الأوقات، ومن هنا وهناك حاولنا أخذ نظرة عن الصورة التي رسمها رفقاء نذير بلحاج عن الجزائر في فكر الإنجليز، ورغم أنّ الغالب هو قتامة هذه الصورة، لكن الرأي الآخر يقول إن الجزائر غطت على حقيقتها، ف سعدان وظف تشكيلة من الجدد في صورة بلعيد، مصباح وڤديورة، ومنقوصي المنافسة ك زياني، وهدف إشراكهم ليس رسم خطة تحضيرية ل المونديال، بل هو زيادة الإنسجام وإدخال الغائبين عن الملاعب إلى المنافسة. بالديني في المدرجات وسعدان لن يفضح نفسه على بعد أمتار من إنجلترا صورة “فرانكو بالديني”، الذراع الأيمن ل كابيلو، في مدرجات ملعب “أر.دي.سي” الإيرلندي كانت حاضرة بقوة في مواضيع حديث الإنجليز، ورغم أن الغالب هو سخريتهم مما قد يكون دوّنه في أجندته، إلا أن البعض أكد أن تواجده كان سببا في ظهور الجزائريين بشكل سيّء مادام الخبير الايطالي يُراقب، وأي نقطة قد يدوّنها تعد سلاحا يُسل في وجه “الخضر”، وكما قال أحد متصفحي “فوتبول.أو كا”: “لن يقدموا كل ما عندهم وهم على بعد أمتار من إنجلترا”، في إشارة إلى قربهم من ايرلندا، كما أن آخر أكد أن سعدان مدرب خبير ولن يقع في فخ كهذا“. الجميع يستدل بضعف مستوى بلحاج وجماهير بورتسموث تؤكد أن في الأمر “إنّ” الحديث عن تخوّف المدرب الجزائري من تدوين ملاحظات من المنافسين تقضي على أسلحته، كان له دليل لدى الإنجليز وجدناه في منتدى “آرم بلو” الخاص بأنصار نادي بورتسموث، والإستغراب الأساسي كان من ضعف مستوى الدولي الجزائري نذير بلحاج الذي خيّب كل الظنون وهو الذي كان في وقت قريب الخطر الأول على الإنجليز بإجماع الصحافة البريطانية وحتى الفنيين هناك، مؤكدين أن سعدان قدم نصائح إلى نجم “البومبي” حتى لا يُظهر كل إمكاناته ويكتفي بالتعوّد على الزملاء فقط. “في 10 دقائق أمام تشيلزي كاد يقلب ويمبلي وفي كامل مستواه كان ظلا لنفسه!“ وكانت الذكرى الأخيرة ل بلحاج على الملاعب الإنجليزية في ملعبهم الأسطورة “ويمبلي” يوم 15 ماي المنتهي، أين دخل بديلا وكاد في ظرف 10 دقائق فقط لعبها أمام العملاق تشيلزي أن يُحّول مجرى المباراة كاملة بتمريرتين حاسمتين كاد من خلالهما نادي بورتسموث أن يُعادل أمام بطل إنجلترا، وهنا أجمع جمهور الفريق أن بلحاج تعمّد الظهور بذلك المستوى، لأن تمريراته وسرعته الفائقة ليستا من النوع المتذبذب، فكيف للاعب تقديم 10 دقائق مذهلة بعد عودته من غياب طويل، لا يستطيع أن يقدم نسقا مشابها أمام إيرلندا وهو في كامل مستواه. غياب يبدة والمدافعين أثّر في “الخضر” إلى جانب الحديث عن بلحاج، دار حديث أنصار بورتسموث أيضا عن مواطنه يبدة، والذي غاب عن اللقاء، مؤكدين أن وجوده كان سيغيّر الكثير في شكل المنتخب الجزائري، ومعه النجم بوڤرة المدافع الصلب أو “الماجيك” كما لقبوه، إلى جانب زميله عنتر يحيى مرافقه الدائم في محور الدفاع الجزائري، وكما جاء في رد أحد المتصفحين الإنجليز الذي ظهر ملما جدا بتشكيلة المنتخب الجزائري: “تخيلوا معي لو لعبنا من دون جون تيري وريو فرديناند في محور الدفاع، ذلك ما حدث مع الجزائر التي لعبت من دون محور دفاعها المعتاد”. في الأخير... الجزائر ضعيفة إلى أن يثبت العكس ما يدور في المنتديات الرياضية الإنجليزية حول “الخضر” هو في مجمله الإنقاص من مستواهم، فما نقلناه هو الرأي الآخر الذي تبنته عينة متوسطة، حاولت إظهار أمر بإمكانه أن يكون واقعا بمُداراة سعدان لخطته، ولكنها أكدت أيضا أن هذا لا يعني الهزيمة بثلاثية نظيفة، فالمنتخب الوطني الجزائري ظهر ضعيفا، خاصة في خط هجومه –حسب الإنجليز دائما-، وهذا إلى أن يثبت العكس في قادم الأيام، وليس في مباراة الإمارات الودية، بل أمام سلوفينيا في أول رهانات المونديال. ----------------------------------- مهاجم إيرلندا وزميل ڤديورة في ولفرهامبتون... كيفين دويل: “لا حاجة للإنجليز لأن يقلقوا بخصوص لقاء الجزائر” قلّل المهاجم الأيرلندي “كيفين دويل”، زميل عدلان ڤديورة في نادي “ولفرهامبتون”، من شأن المنتخب الجزائري الذي انهزم أمام منتخب بلاده في العاصمة “دبلن” يوم الجمعة الماضي بثلاثية نظيفة، إذ أدلى بتصريحات صحفية لجريدة “دايلي ستار” البريطانية، وقال: “بعد تفوّقنا على الجزائريين بثلاثية نظيفة ودون عناء يمكنني أن أقول للإنجليز إن الجزائر لن تسبّب لهم وجع الرأس، كما أنّ المنتخب الإنجليزي لو يكون في يومه قادر على الإطاحة بأي فريق مهما كانت مميزاته حتى ولو كان البرازيل”، وأضاف دويل: “أعلم بأن المنتخب الجزائري لم يلعب بكامل تعداده ولا يمكن الحكم عليه بشكل نهائي من خلال المواجهة الماضية، لكن أرى أنه لا حاجة للإنجليز بأن يقلقوا بخصوص مواجهة الجزائر، فإنجلترا تملك أحد أقوى المنتخبات العالمية”. ----------------------- قناة إسكتلندية تُشيد بالمنتخب الجزائري stv: “الجزائر قادرة على جمع النقاط اللازمة في مجموعتها لأجل المرور إلى الدور الثاني” نشرت القناة الاسكتلندية المشهورة stv في موقعها الرسمي على شبكة الأنترنت تقريرا كاملا حول حظوظ المنتخبات المشاركة في كأس العالم، خاصة المجموعة الثالثة التي تضم بلدا بريطانيا وآخر ناطقا بالإنجليزية وهما إنجلترا وأمريكا، لكن القناة لم تعط الأفضلية إلى هذين المنتخبين المرشحين للتأهل إلى ثمن النهائي، بل أكدت على قدرات سلوفينيا، وخاصة الجزائر، إذ جاء في التقرير أن الجزائر تمكنت من “تفجير” مباراة مصر الفاصلة بفضل هدف عنتر يحيى القوي. “دم الجزائريين حار جدا وإنجلترا معرضة إلى سقوط حر” وأكدت القناة أنّ “الخضر“ قادرون على تجاوز أي عقبة في طريقهم بفضل العزيمة والحب الشديد للعبة، كما ركز التقرير على ذكر لاعبي المنتخب المحترفين في بريطانيا وقدراتهم الكبيرة مثل بلحاج وبوڤرة، وفي نهاية التقرير أكدت القناة أن المنتخب الإنجليزي معرض إلى سقوط حر لو فشل أمام أمريكا والجزائر في أول مبارتين له في المونديال، كما أن للجزائر إمكانات عظيمة تسمح لها بجمع عدد النقاط اللازمة للمرور إلى الدور الثاني لأن دم الجزائريين حار جدا عندما يتعلق الأمر بكرة القدم.