كنّا نعتقد بانطلاق تربص ألمانيا بأنّ وتيرة العمل سوف ترتفع بعض الشيء مقارنة بالنسق الذي كانت عليه هناك في “كرانس مونتانا” بسويسرا، غير أنّ لا شيء من هذا القبيل شاهدناه منذ وصولنا إلى مركز “هارزوغ بارك”، حيث لا زلنا نحضر حصصا خفيفة للمنتخب الوطني الذي لا زال يكتفي في تدريباته الصباحية بالمربع و “تنس بالون”، بعد فترة قصيرة لإحماء العضلات تحت إشراف المحضّر البدني..وذلك أياما قليلة قبيل انطلاق الموعد العالمي، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كان حجم العمل الذي يقوم به المنتخب كافيا للتحضير لمنافسة عالمية من حجم كأس العالم ؟ أو ما إذا كان هذا العمل كافيا أيضا لكي يكون الجميع جاهزا لمسايرة نسق المنتخبات العالمية التي سنواجهها في صورة منتخب إنجلترا مثلا أو حتى منتخبي الولاياتالمتحدةالأمريكية وسلوفينيا أيضا؟ حصة صبيحة أمس مثلا عبارة عن “تنس كرة” وحتى نسلّط الضوء على ما يقوم به منتخبنا الوطني من تحضير، فلا بدّ أن نؤكد أن الحصص الصباحية هي عبارة عن حصص خفيفة لا يطبق خلالها أي عمل خاص، فيما تستغرق الحصص المسائية فترة أطول، ويخوض خلالها اللاعبون مباريات تطبيقية وبعض التمارين، على غرار ما حصل أمس مثلا خلال الحصة الصباحية التي كنا نعتقد أن ناخبنا الوطني سيضبط للاعبيه برنامجا خاصا بحكم أنهم ضيعوا حصة تدريبية أول أمس الأربعاء عندما حلوا ضيوفا على مقر “بيما”، لكن الحصة كانت خفيفة للغاية، حيث لم يتخللها سوى تمرين صار تقليدا في المنتخب الوطني، حيث اكتفى اللاعبون بلعب “تنس بالون” فيما بينهم بعدما أجروا عملية إحماء العضلات تحت إشراف المحضر البدني. عدد من اللاعبين اكتفوا بالجري وغادروا وإذا كانت الأغلبية قد فضلت أن تشارك في هذا التمرين الذي صار اختصاصا من اختصاصات المنتخب الوطني، فإن عددا لا بأس به من اللاعبين لم يشاركوا في ذلك التمرين، حيث اكتفوا بإحماء العضلات والركض حول الملعب فقط، قبل أن يعودوا مجددا إلى الفندق، على غرار مطمور ويحيى عنتر اللذين التحقا بقاعة تقوية العضلات، وحليش، بوڤرة وقادير الذين فضلوا ألا يشاركوا في ذلك التمرين، بالإضافة طبعا إلى اللاعب المصاب بلعيد الذي يواصل التدريبات على إنفراد، والعلاج في آن واحد تحت إشراف الطاقم الطبي. حليش: “المدرب أعفانا لأن العمل الخاص في المساء” خروج اللاعبين الواحد تلو الآخر مباشرة عقب انطلاق حصة “تنس بالون”، وتحوّلهم على جناح السرعة إلى الفندق جعلنا نعتقد أن شبح الإصابات قد طال عددا آخر من اللاعبين، فسارعنا على جناح السرعة إلى استفسار صخرة الدفاع الجزائري رفيق حليش في الأمر عندما كان يهمّ بالمغادرة، لكنه طمأننا على الفور وقال : “المدرب سمح لنا بأن نستريح بعض الشيء، وأعفانا من الحصة التدريبية بعدما ركضنا قليلا، هذا كل ما في الأمر.. لا نعاني من أي إصابة وأتمنى أن يبتعد شبح الإصابات عن الجميع، ثم إن عملا خاصا ينتظرنا في المساء ولذلك لا داعي للقلق“. حصص المساء فيها نوع من الحيوية وعكس الحصص الصباحية، فإن الحصص المسائية فيها نوع من النشاط والحيوية في العمل، حيث يقوم اللاعبون بإجراء مباريات تطبيقية فيما بينهم، مباريات تعرف تنافسا شديدا بين اللاعبين، وتتطلب بذل مجهودات أكبر من تلك التي يبذلونها في الصباح، كما أنها تستغرق وقتا طويلا، على غرار حصة أول أمس لدى عودة المنتخب من مقر “بيما”، حيث دامت الحصة ساعتين ونصف، وعلى غرار حصة أمس أيضا والتي دامت ساعتين، ما يؤكد أن سعدان يرفع من وتيرة العمل في المساء، ويقوم بتخفيضها صباحا في اليوم الموالي. هل سيكون هذا كافيًا للتحضير للمونديال؟ وإن كنا ندرك أن “أهل مكة أدرى بشعابها” كما يقال، وندرك بأن سعدان أدرى من أي شخص آخر منا بالعمل الذي هو بصدد القيام به، وأدرى من أي واحد منا متى يخفّض وتيرة العمل، ومتى يرفعها، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هل سيكون هذا العمل كافيا للتحضير لمحفل كروي عالمي بحجم نهائيات كأس العالم طالما أننا وإلى حدّ الآن لم نحضر حصصا يكون فيها العمل شاقا ومضنيا، ويكون فيها إجهاد للاعبين؟ هل سيسمح العمل لزياني ومن يعانون بتدارك نقص المنافسة؟ ثم إن هناك سؤال يطرح نفسه بشدة بالنظر إلى الظروف الصعبة والعصيبة التي مر بها لاعبون عدّة من تعدادنا مع أنديتهم، في صورة زياني الذي لم يلعب سوى بضع دقائق مع ناديه الألماني “فولفسبورغ” طيلة موسم كامل، وأيضا المدافع يحيى عنتر الذي عانى من الجلوس على كرسي الاحتياط طيلة موسم كامل، وآخرون ممن غابوا عن أجواء المنافسة بسبب الإصابات التي أبعدتهم لفترة طويلة دامت شهرا وشهرين وأكثر من ذلك، فهل ستكون وتيرة العمل التي يعمل بها المنتخب كافية لهم كي يتداركوا النقص البدني الذي عانوا منه ؟؟ لاسيما أن الأمر يتعلق بمنافسة عالمية ستدخل كافة المنتخبات غمارها وهي محضّرة من كل النواحي، أسئلة نطرحها بعدما لمسنا وبكل وضوح أن تحضيرات المنتخب الوطني هنا في ألمانيا خفيفة وخفيفة جدا وتبدو غير كافية. سعدان : “لا يمكنني أن أشرح لكم ما أنا بصدد القيام به” تقريبا كل هذه التساؤلات طرحناها على المدرب سعدان عقب نهاية الحصة التدريبية، لكنه رفض أن يخوض في أي ملف من الملفات التي كنا نرغب في التطرق لها، حيث قال لنا بصريح العبارة : “ضبطنا برنامجا مدروسا قبل مجيئنا، ونحن بصدد تطبيقه بحذافيره، ولا يمكنني أن أشرح لكم ما أنا بصدد القيام به، لأني أدرى من أي شخص آخر بما يجب القيام به وما لا يجب القيام به“. “تشاهدون كل شيء بأعينكم ولم أُخف عنكم شيئا” وحول ما إذا كان يخفي أمورا رفض الكشف عنها، أكّد سعدان قائلا : “كل شيء يسير في شفافية أمام أعينكم، ولم نخف عنكم شيئا، أنتم حاضرون معنا وترون طريقة سير التدريبات صباحا ومساء، لم نخف شيئا على أحد”. “أي مدرب في العالم لديه ثلاثة أسابيع لتحضير منافسة” وختم سعدان حديثه مؤكدا أن البرنامج الذي ضبطه وشرع في القيام به منذ أول يوم للتربص الأول هناك في “كرانس مونتانا” هو نفس البرنامج الذي يحضّر به كافة المدربين في العالم لأي منافسة، مضيفا : “أي مدرب لديه ثلاثة أسابيع لتحضير أي منافسة ما، لذلك نحن في الطريق الصحيح”، ونتمنى أن تكون توضيحات سعدان صائبة، ونتمنى حقا أن يكون العمل الذي هو بصدد القيام به مثمرا، لأننا وحتى الآن لم نلمس ولم نشعر بإجهاد اللاعبين في التدريبات. ------------------------- الحصة التدريبية تأخرت عن موعدها بنصف ساعة عرف البرنامج التدريبي تغييرا طفيفا أمس، فبعدما كان مقرّرا أن تنطلق الحصة التدريبية الصباحية في حدود الساعة الحادية عشرة، تأخرت بنصف ساعة، وانطلقت في حدود الساعة الحادية عشرة ونصف. وكان سعدان وراء تغيير البرنامج حتى يسمح للاعبين بالخلود إلى النوم براحتهم في الصبيحة بعدما استغرقت الحصة التدريبية المسائية ليوم الثلاثاء ساعتين ونصف. جرت تحت أجواء ماطرة وجرت الحصة التدريبية الصباحية ليوم أمس تحت أجواء ماطرة، وهو ما جعل اللاعبين يلجؤون إلى ارتداء البدلات الرياضية الشتوية، إذ أن الأجواء هنا لا زالت باردة بعض الشيء وماطرة في آن واحد، وهو حال كافة البلدان الأوروبية في الوقت الحالي. 23 لاعبا فوق الميدان في البداية 23 لاعبا هو عدد الذين التحقوا صبحية أمس بأرضية الميدان من أجل خوض الحصة التدريبية، وهو أمر أسعدنا كثيرا لأننا اعتقدنا أنّ الجميع صار جاهزا للاندماج داخل المجموعة، على غرار مطمور وعنتر يحيى اللذين نزلا رفقة رفاقهم، بالإضافة إلى اللاعب المصاب بلعيد. بعدها بدؤوا يغادرون الواحد تلو الآخر لكننا بعد ذلك بقليل اكتشفنا بأن اجتماع كافة اللاعبين ال 23 كان من أجل الركض والقيام بتحمية العضلات وفقط، لأن العديد من اللاعبين بعدها انسحبوا، ولم يشاركوا رفاقهم في الحصة التدريبية، حيث التحق عنتر يحيى ومطمور بقاعة تقوية العضلات، فيما انفرد بلعيد بالمحضر البدني للخضوع لعمل خاص يسمح له بالتماثل للشفاء من الإصابة التي يعاني منها على مستوى العضلة المقربة، فيما انسحب حليش، بوڤرة وقادير وآخرين، بحجة أن المدرب أراحهم وسمح لأي لاعب يرغب في الاستفادة الراحة أن يغادر الحصة التدريبية. بلعيد يواصل العمل والعلاج يواصل الوافد الجديد حبيب بلعيد التدرّب بمفرده خلال الحصة التدريبية، حيث لا زال وإلى حدّ الآن لم يتلق الضوء الأخضر من طرف الطاقم الطبي كي يندمج مع المجموعة، والظاهر أن اللاعب لا زال يعاني من آلام حادة على مستوى العضلة المقربة، وهي الآلام التي كان تعرّض لها خلال الحصة التدريبية الصباحية ليوم الثلاثاء. ظل يجري على انفراد في الحصة المسائية وواصل بلعيد العمل على انفراد في الحصّة التدريبية لمساء أمس، بسبب استمرار معاناته من الإصابة التي ترجع إلى أوّل حصّة تدريبية في الأراضي الألمانية. ويخضع المدافع المغترب بلعيد إلى عمل خاص تحت إشراف الطاقم الطبّي، حتى يتماثل بأسرع وقت إلى الشّفاء. راحة اليوم صباحا منح الطاقم الفنّي صبيحة اليوم نصف يوم راحة للاعبين يفعلون فيه ما يشاءون، إذ ينتظر أن تبقى بعض العناصر في الفندق لأخذ قسط من الرّاحة، فيما يرتقب أن تستغلّ بعض العناصر نصف اليوم هذا في التسوّق لنسيان قساوة العمل، على أن يواصل اللاعبون العمل خلال الفترة المسائية. حصّة مساء اليوم في “فورث” وستتدرّب العناصر الوطنية مساء اليوم في ملعب “فورث” الذي يحتضن مباراة الغد أمام المنتخب الإماراتي والتي ستكون آخر مباراة تحضيرية، قبل دخول المونديال. وينتظر أن يظهر اللاعبون كلّ إمكاناتهم في هذه المباراة لزرع الاطمئنان في نفوس الجزائريين الذين يتوقون لمشوار مشرّف. ستقام في غياب الجمهور وستقام الحصّة التدريبية المسائية لنهار اليوم والتي ستكون الأخيرة قبل مباراة الغد أمام الإمارات في غيّاب الجمهور. وسيضع النّاخب الوطني في هذه الحصّة آخر اللّمسات قبل مباراة الغد ومن ذلك خطّة اللّعب، كما ستتضح فيها أكثر هويّة العناصر التي ستشارك من البداية. سعدان سيعقد ندوة صحفية بعد مباراة الإمارات سيعقد المدرّب الوطني رابح سعدان ندوة صحفية مباشرة بعد نهاية مباراة الإمارات الودّية المقرّرة غدا السّبت، سيتطرّق خلالها إلى العمل المنجز خلال تربّص سويسرا وكذا إلى العمل الذي تواصل في ألمانيا. كما سيتحدّث دون شكّ عن المونديال والمباراة الأولى التي تنتظر منتخبنا أمام سلوفينيا. جمهور غفير أمس لأوّل مرّة شهدت الحصّة التدريبية لمساء أمس الخميس حضورا مكثّفا للأنصار من الجالية الجزائرية، وهذا لأوّل مرّة منذ قدوم المنتخب إلى ألمانيا، حيث حضر ما لا يقل عن 50 مناصرا يضاف إليهم العائلات. وقد خلق هؤلاء جوّا رائعا على بعد 24 ساعة عن آخر مباراة تحضيرية أمام الإمارات. بعضهم لجأ إلى الغابة لمشاهدة الحصّة ولأنّ حصّة أمس لم يسمح فيها للأنصار بمتابعتها تماما مثلما سيحدث في حصّة اليوم، فإنّ عددا هاما من هؤلاء الأنصار لجأوا إلى إحدى الغابات المجاورة لمشاهدتها والتي تقع على ارتفاع يتيح لهم المشاهدة الجيّدة.. وتمنّى هؤلاء الأنصار في أحاديث بينهم التوفيق للمنتخب الوطني في مباراته اليوم أمام الإمارات. بوڤرة: “نعم، تحدثت مع جابو عبر الهاتف” كان لنا صبيحة أمس حديث مع صخرة دفاع المنتخب الوطني مجيد بوڤرة، الذي أجلنا الخوض معه حول شؤون المنتخب الوطني إلى المساء تلبية لرغبته بعدما تحاشى الحديث في الصبيحة ذاتها عن “الخضر، لكننا فضلنا أن نسأله عما إذا كان يعرف صانع أفراح اتحاد الحراش عبد المومن جابو، الذي أدلى مؤخرا إلى وسائل الإعلام المحلية في الجزائر بحوار أكد فيه أنه تحدث مع بوڤرة، فردّ علينا قائلا: “نعم أعرفه، وتحدثت معه في العديد من المناسبات عبر الهاتف”، وعن الأسباب التي جعلته يتحدث معه، وإن كانت تلك الأسباب تتعلق حقا بتحويله إلى إحدى الأندية الفرنسية، أجاب بوڤرة قائلا: “لا علاقة لحديثي معه بتحويله إلى فرنسا، إنه لاعب جيد أعرفه وتحدثت معه وكفى”، وهو تصريح تحاشى بوڤرة من خلاله الحديث عن ما دار بينه وبين جابو بالضبط. سعدان: “المهم هو المونديال وليس المباريات الودية” كان لنا حديث مع المدرب الوطني رابح سعدان وقد أكد لنا أنه يثق كثيرًا في إمكانيات لاعبيه وقدرتهم على أن يكونوا على أتم الاستعداد في المباراة الأولى أمام سلوفينيا وأضاف : “نحن بصدد القيام بعمل كبير واللاعبون يساعدوننا بطريقتهم لأنهم يطبّقون التعليمات بحذافيرها وقد خفّضنا من حجم العمل البدني، وها نحن نركز على الجانب الفني وكلنا نفكر في يوم 13 جوان عندما سنواجه سلوفينيا في اللقاء الأول، وكما ترون فإن اللاعبين وجدوا راحة كبيرة في الآونة الأخيرة من جميع النواحي وسيجدون لياقتهم العالية في الساعات القليلة المقبلة، وهو ما أراحني كثيرا حتى تكون لدي خيارات عديدة، صحيح أننا نسيّر المجموعة قدر المستطاع ونكثّف من حجم العمل حسب الملفات الطبية وحسب الحالة، وأنا متأكد أنهم سيجهزون أمام سلوفينيا، ولا أريد الحديث عن الأمور الدقيقة والحيثيات، عند مواجهة الإمارات سأقف حقا على العمل الذي قمنا به وسنرى ماذا سنفعل حينها لأنه تفصلنا أيام قليلة جدا عن المونديال، وكما يعلم الجميع فإن كل المنتخبات التي ستشارك في المونديال بصدد التحضير ولن تقول كلمتها إلا في المنافسة الرسمية، وعليه فلا تهمنا نتائج المقابلات الودية التحضيرية وسنكون في الموعد بحول الله”.