تنقل مبعوث "الهداف" إلى إيطاليا وإجراؤه حوارا حصريا مع إسحاق بلفوضيل هو الأول منذ استدعائه إلى "الخضر" جعل الصورة تتضح أكثر وتتجلى من خلالها معطيات أخرى تتعلق بتلهف النّاخب الوطني وحيد حليلوزيتش إلى استدعاء اللاعب الفرانكو- جزائري على وجه السرعة، حتى مع تجاهل خطوات هامة وضرورية كان من الإجباري المرور عليها مثل أخذ موافقة نهائية من اللاعب وجس نبض ناديه... لكن ما حصل كان حرقا لكل الإجراءات بدليل أن اللاعب قال: "بصراحة تفاجأت بتوقيت الدعوة"، وهو الأمر الذي يكشف أن اللاعب كان آخر من يعلم كما يقال رغم أنه كان يفترض أن يكون على علم قبل الجميع. لم يتحدث معه وأرسل إليه سيريل موان عكس ما حصل مع كادامورو ولم تتعوّد "الفاف" التي صارت تمشي بطريقة احترافية على تجاهل هذه الأمور، حيث لم يكن كافيا إرسال المحضّر البدني سيريل موان لمعاينته ولقائه عند نهاية مباراة ودية ليقول حليلوزيتش في الندوة الصحفية الأخيرة التي عقدها: "ذهبنا إليه وعايناه وشاهدنا الإمكانات التي يملكها"، في وقت أنه أرسل محضرا بدنيا ولم يسافر بنفسه رغم أن المسافة قصيرة وكان يمكنه أن يفعل ذلك، مثلما سبق أن حصل مع كادامورو حيث سافر إلى إسبانيا وشاهده في مباراة أوساسونا التي صرّح بعدها أنه يملك رغبة فعلية في المجيء إلى "الخضر" وعلى ضوء ذلك تم استدعاؤه إلى مباراة غامبيا في بانجول، حيث كان اللاعب يعلم باستدعائه مسبقا وحضّر نفسه عكس بلفوضيل الذي استغرب كيف أن الناخب الوطني وضعه في قائمته في هذا الوقت. لهفة حليلوزيتش جعلت بارما واللاعب آخر من يعلمان بالاستدعاء وإضافة إلى ذلك تتضح لهفة حليلوزيتش واستعجاله في ضم بلفوضيل من أن "الفاف" لم تجس حتى نبض فريقه من خلال الدخول في إتصالات مع مسؤولي نادي بارما وإشراكهم في موضوع استدعائه بما أن اللاعب يقبض أجره من عندهم، فأن يصل استدعاء هكذا مباشرة من الإتحادية الجزائرية إلى فريق بارما فذلك تقليل من الاحترام للنادي الإيطالي المحترف الذي كان مسؤولوه يعتقدون أنه استدعاء من منتخب فرنسا للآمال كما هي العادة، ليجده خاصا بالمنتخب الجزائري دون ترتيبات أو تسبيق حتى لا نتكلم عن اتصال، لأن الأمر كان مفاجئا للغاية وبطريقة أربكت اللاعب وإدارة فريقه اللذين كانا آخر من يعلم. موقع "الفاف" يشير إلى أن حليلوزيتش من أراده قبل أن يؤهلسوء تفاهم روراوة – حليلوزيتش وكان موقع "الفاف" قد أشار ضمنيا إلى وجود سوء تفاهم بين روراوة وحليلوزيتيش في موضوع بلفوضيل وذلك في بيانه يوم 26 أوت الماضي، حيث جاء أنه "بناء على رغبة حليلوزيتش في استقدام بلفوضيل"، في تأكيد صريح على أن "الكوتش وحيد" هو من أراده وكأنّ "الفاف" لا تعلم بذلك أو كأنه منح القائمة بدون أن يُعلم رئيس الإتحادية بأن اللاعب متواجد فيها، خاصة أن ما جاء في بقية البيان يؤكد ذلك من خلال الحديث عن الشروع في الإجراءات الإدارية لتأهيل بلفوضيل على مستوى "الفيفا" حيث لا نعرف حالة سابقة للاعب مهما كان اسمه استدعي وهو غير مؤهل إداريا أو فقط لأنه تحدث مع المحضر البدني للمنتخب في إيطاليا، وربما جمعته إتصالات هاتفية بمسؤولي "الفاف" وهي أمور غير كافية. بلفوضيل لازال لم يكتب التعهد إلى "الفيفا" والاستدعاء أربكه كثيرا من جهته من الطبيعي أن يكون اللاعب مربكا وهو الذي وصله استدعاء في وقت لم ينتظره، لأنه ليس سهلا على شاب يبلغ من العمر 20 سنة لعب في كل أصناف منتخب فرنسا ولا يزال في منتخب الآمال أن يغيّر المنتخب بهذه الطريقة وفي وقت لم يكن يريده ربما، لأنه وإذا كان فعلا مهتما بالمنتخب فمن يدري أنه كان يريد الإلتحاق به الآن، لأننا من نبرة كلامه نفهم أنه كان يريد المجيء على ما يبدو بعد كأس إفريقيا 2013 حتى يتفادى كل المشاكل التي يمكن أن يسببها التحاقه الآن، وكدليل على أن حساباته اختلطت أنه لم يكتب حتى الآن تعهدا بأنه يريد اللعب ل "الخضر" ليوضع ذلك ضمن ملفه لدى "الفيفا" قبل دراسته من قبل لجنة مختصة وهو ما كشفه في حواره ل "الهدّاف". بحرق هذه المراحل سيضطرب ويفكر من الآن في بارما وكأس إفريقيا وبالسرعة التي سار بها حليلوزيتش إلى ضم اللاعب بلفوضيل فإنه أربكه وجعله يفكر في مستقبله وهو اللاعب الجديد في بارما، فعوض التركيز على إقناع مدربه دونادوني بما أنه ليس أساسيا فإنه يفكر في تأهيله على مستوى "الفيفا" وما يمكن أن ينجر عن ذلك من مشاكل مع فريقه الذي لن يسرحه لمدة شهر كامل إذا تأهل المنتخب الوطني إلى كأس إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا على حساب ليبيا في الدور التصفوي الثالث والأخير، وهي أمور تؤكد أن حرق المراحل والتهلف بهذه الطريقة للاعب ليس أساسيا حتى في فريقه أخلط الأوراق أكثر مما رتبها، ولو أنّ اللاعب لخّص المشكلة بالقول: "إلى غاية ذلك الوقت سأرى ما الذي أفعله بعد أن أتحدث مع حليلوزيتش".