بعد انتظار طويل ومعاناة كبيرة استطاع فريق جمعية الشلف العودة إلى سكة الانتصارات من بوابة فريق وفاق سطيف وبهدفين لهدف، في مباراة احتفظت بكل أسرارها إلى غاية الدقائق الأخيرة عندما أهدى المدافع القوي فريد ملولي هدفا غاليا للمحليين جعلهم يحققون الفوز الثاني هذا الموسم ومعلنا عن بدء مرحلة جديدة سيكون من بين تحدياتها إعادة الجمعية إلى الواجهة كأحد أقوى الفرق على الصعيد المحلي. الجمعية أدت أحسن مباراة لها هذا الموسم ويكون كل من تابع لقاء أول أمس، قد لاحظ أن فريق جمعية الشلف لعب أحسن مقابلة له هذا الموسم وعلى جميع المستويات سواء من الناحية الفنية، أين كان انتشار اللاعبين رائعا واستطاعوا غلق المساحات أمام لاعبي الوفاق الذين وجدوا صعوبة كبيرة في تمرير الكرة فيما بينهم، وعادت النسوج الكروية الجميلة إلى طريقة لعب الفريق، كما أن لاعبي الجمعية لعبوا بإرادة حديدية وقد ظهر ذلك جليا من خلال محاولة زملاء المتألق سلامة في محاولة كسب كل الثنائيات، وهو ما جعل الجمعية تنال علامة الامتياز بدليل أن ملعب بومزراڤ عاش فرحة كبيرة لم يعشها منذ المباراة التاريخية أمام الهلال السوداني، والتي تأهل على إثرها إلى دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا. زملاء سلامة كانوا عند وعدهم و"يعطيهم الصحة" لاعبو الجمعية أثبتوا بالأمس أنهم على قدر المسؤولية إذ لعبوا بعقلية المحاربين فوق الميدان وهذا من أجل تشريف ألوان الفريق ورفع راية الجمعية مثلما وعدوا به الأنصار، إذ كان زملاء سلامة عند كلمتهم عندما وعدوا "الجوارح" بتحقيق نتيجة إيجابية أمام الوفاق وهو ما حدث بالفعل، ليخرج الجميع راضيا عن أداء أشبال بن شوية حيث أجتمع الشلفاوة على كلمة واحدة وهي أن اللاعبين "يعطيهم الصحة". الشلفاوة كانوا أفضل بكثير من السطايفية لا يختلف اثنان، على أن فريق جمعية الشلف كان أفضل بكثير من منافسه لأنه استطاع السيطرة على اللعب في أغلب فترات اللقاء واستطاع زملاء الهداف يوسف غزالي أن يقدموا مستوى كبيرا على الصعيدين الفردي والجماعي، وهو ما سيشكل أحد العوامل التي ستجعل الفريق يعود مجددا إلى سابق عهده، لأن قطار الجمعية انطلق من محطة سطيف ولا ينوي التوقف في أي محطة أخرى حسب أنصار الجمعية الذين كانوا حاضرين في المدرجات. غزالي وملولي أهديا الجمعية أحلى انتصار إذا كان من لاعبان يستحقان التنويه في هذا اللقاء، فهما المهاجم الشاب والعائد بقوة يوسف غزالي الذي سجل هدفا على طريقة الكبار وأكد أن بزوغ نجمه سيبدأ مجددا من بوابة فريق جمعية الشلف، لأن الهدف الذي سجله يؤكد أنه قناص حقيقي بعد أن استطاع كسر مصيدة التسلل وتوقيع الهدف بكل برودة أعصاب، أما اللاعب الثاني الذي أمّن فوز فريقه بالنقاط الثلاث فهو المدافع "المنقذ" فريد ملولي الذي كان مرة أخرى في الموعد واستطاع منح فريقه انتصارا غاليا في بطولة هذا الموسم، ليفرض كل من غزال وملولي نفسيهما كنجمين فوق العادة في مباراة أول أمس. الفوز جاء نتيجة تضافر جهود الجميع التنويه بغزالي وملولي لا يجب أن يخفي الدور الكبير الذي لعبه بقية اللاعبين وفي كل الخطوط، كما أن كل العوامل ساهمت في هذا الفوز، فحنكة الطاقم الفني ساهمت في إيصال الفريق إلى بر الأمان خلال اللقاء وكذا إرادة اللاعبين، يضاف إليها وقوف الإدارة بقيادة الثنائي صبايحية مدوار، دون أن ننسى الدور الجوهري الذي قام به جمهور الجمعية لأنه كان بالفعل اللاعب رقم 12 في المدرجات وهو ما جعل الجميع يشارك في انتصار أول أمس. "الجوارح" يستحقون العلامة الكاملة أثبت أول أمس جمهور جمعية الشلف أنه جمهور من ذهب، بعد أن عاد إلى المدرجات بقوة ووقف مع فريق القلب في هذه الظروف الصعبة، إذ صنع "الجوارح" صورا رائعة وهو ما جعل ملعب بومزراڤ يستعيد هيبته من جديد، كما استطاعوا القيام بدورهم على أكمل وجه وفرضوا ضغطا رهيبا على الوفاق ورفعوا معنويات لاعبيهم بعد هدف التعادل من عودية ولذلك استحق جمهور الجمعية العلامة الكاملة. بن زكري: "هذا الفوز سيحرر اللاعبين مستقبلا" وبعد اللقاء، قال المدرب الجديد نور بن زكري: "أولا، أنا سعيد جدا بهذا الفوز الذي حققه الفريق اليوم وهو ما سيجعل اللاعبين يستردون ثقتهم في أنفسهم وهو ما سينعكس بالإيجاب علينا مستقبلا، إذ كان الجميع في المستوى من لاعبين وطاقم فني وهو مؤشر إيجابي ويزيد من رغبتنا في العمل على تطوير هذا الفريق". بن شوية: "مررنا بظروف صعبة والفوز أنسانا في كل شيء" ومن جهته، قال المدرب محمد بن شوية الذي قاد الفريق في مباراة أول أمس: "أولا، الحمد لله على هذا الفوز الذي جاء في وقته تماما، إذ استطعنا اليوم الفوز لأن كل الظروف كانت مهيأة لذلك، وأعتقد أن هذا الفوز له طعم خاص لأنه جاء بعد أن مررنا بفترة صعبة جدا وشكرا للجميع". ---------------------------------------------------- سلامة أدى مباراة بطولية أدى لاعب الوسط خير الدين سلامة مباراة في القمة، إذ تلقى الإشادة من الجميع بفضل الإرادة التي لعب بها وكذلك تنسيقه المحكم مع بقية زملائه في الاسترجاع وهما زاوش وكذلك بن طوشة، ليؤكد سلامة عودته الموفقة والقوية مؤخرا. لاعبو الجمعية احتفلوا في غرف تغيير الملابس بعد الضغط الذي فرض عليهم خلال الأسابيع الماضية عادت الحيوية مجددا لغرف تغيير الملابس، بدليل أن اللاعبين احتفلوا بعد اللقاء وبطريقة تحمل في طياتها العديد من الأمور وهو ما يؤكد أن الفريق عازم على العودة من جديد الى الواجهة. غزالي قام ب "سجدة شكر" بعد تسجيله للهدف يبدو أن الهدف الذي سجله المتألق يوسف غزالي كان له وقع خاص على اللاعب، الذي توجه مباشرة الى عمود الركنية وقام ب"سجدة شكر" لأن هذا الهدف جاء في وقته بالنسبة له، إذ يعتبر الأول له وأمام فريق السابق وهو ما يؤكد أن غزالي سيحتفظ بذكرى هذا الهدف طويلا. خرج تحت تصفيقات "الشلفاوة" الأداء الكبير الذي قدمه غزالي وتوقيعه للهدف الأول، جعله يخرج تحت تصفيقات حارة من الشلفاوة وهو ما أدهش حتى غزالي الذي بادلهم التحية بحرارة، وهو ما يؤكد أن "الشلفاوة" عازمون على الوقوف مع هذا اللاعب لاستعادة مستواه المعهود ولما العودة الى المنتخب الوطني، لأنه مازال في ريعان شبابه وقادر على تطوير مستواه. دموع بن شوية أثرت في الجميع الفوز الذي حققه فريق جمعية الشلف أثر كثيرا في المدرب محمد بن شوية، هذا الأخير الذي ذرف الدموع بعد اللقاء لأنه تحمل عبئا ثقيلا طيلة الأسابيع الماضية، إذ كان وقع هذه الدموع كبيرا لدى الجميع الذي التف حول بن شوية وشكره كثيرا على وقوفه مع الجمعية في تلك المرحلة العصيبة، كما علمنا من مصادرنا الخاصة أن بن شوية تلقى مكالمة من المدرب السابق للفريق رشيد بلحوت هنأه فيها الفوز وتمنى له حظا موفقا وهو ما أثر كثيرا في بن شوية حسب ذات المصادر. عوامري وعودية مباراة داخل مباراة مباراة أول أمس كانت قوية جدا وظهر الصراع جليا بين المدافع المتألق في صفوف الجمعية محمد الأمين عوامري والمهاجم أمين عودية، هذا الأخير الذي عانى كثيرا من مراقبة مدافع الجمعية إذ كان مهاجم الوفاق ظلا لنفسه ولم يستطيع التسجيل إلا من ركلة جزاء، ليواصل عوامري تألقه ووقوفه في وجه أغلب مهاجمي الفرق الوطنية. ملولي أصر على إهداء الهدف لبن شوية وصديقه "طنو" بعد أن سجل هدف الفوز لفريقه، اتجه فريد ملولي إلى مقعد البدلاء إذ أهدى الهدف لمدربه بن شوية، كما أن ملولي أصر على إهداء هدفه لشخص آخر وهو صديقه من سطيف "طنو عز الدين" الذي قال بأنه سانده كثيرا في المرحلة السابقة وكان دائما ما يرفع من معنوياته وهو ما جعله يهدي الهدف الغالي لمدربه وصديقه. صبايحية "خرج يضحك من عينيه" أسعد الناس بعد اللقاء كان رئيس مجلس إدارة شركة "أسود الشلف" نور الدين صبايحية الذي خرج من المباراة وعلامات السعادة بادية على وجهه، خصوصا بعد الكم الكبير من التهاني الذي تهاطل عليه عقب اللقاء من الجميع، وهذا من أجل مساندته خصوصا بعد وقفته الشجاعة والتاريخية مع جمعية الشلف خلال الفترة القاتمة التي مر بها الفريق مؤخرا. الشلف استعادة ذكريات الليالي الملاح عاشت مدينة الشلف أول أمس ليلة استثنائية لم تشهدها منذ مباراة الهلال السوداني، إذ خرج "الجوارح" في مواكب سيارة احتفالا بهذا الفوز الذي لم يكن مجرد 3 نقاط فحسب، وإنما عودة الفريق إلى سكة الانتصارات وطريقة لعبه وهو ما جعل الجميع يستبشر خيرا بمستقبل "أسود الونشريس". الشلفاوة والسطايفية إفترقوا بالأحضان إذا كانت مباراة أمس قد انتهت بفوز الجمعية على الوفاق، إلا أن الأجواء التي شهدها ملعب بومزراڤ بين الفريقين وأنصارهما أكدت أن علاقة الوفاق والجمعية أكبر بكثير من مجرد مباراة في كرة القدم، إذ افترق جميع اللاعبين بالأحضان وكذا إدارتي الفريقين، ليتأكد الجميع أن العلاقة الناديين أصبحت مثلا يقتدى به. ---------------------------- ملولي: "فزنا أمام سطيف لأننا كنا الأفضل والجمعية فريق كبير وستبقى كذلك" "الجوارح يستحقون لقب رجل اللقاء أمام الوفاق" أخيرا تمكنتم من الفوز بعد 10 جولات، ما تعليقك؟(الحوار أجري مباشرة بعد اللقاء) أولا الحمد لله على انتصار اليوم الذي جاء بفضل الجميع ولم يكن سهلا، لكننا كنا رجالا فوق الميدان وهو ما مكننا من الفوز في الأخير ورغم أن الوفاق عدل النتيجة في وقت حساس جدا، إلا أننا لم نستسلم واندفعنا في الهجوم وتمكنا من تسجيل هدف الفوز الذي انتظرناه طويلا والحمد لله استطعنا إبقاء النقاط الثلاث بملعبنا وأفرحنا الجمهور الذي يستحق الشكر، لأنه كان سندا حقيقيا لنا في مباراة اليوم أمام متصدر البطولة. ظهرتم اليوم بوجه مغاير وكنتم أفضل بكثير من المقابلات السابق، فما سبب ذلك؟ بالفعل، فقد أظهرنا اليوم الوجه الحقيقي لفريق جمعية الشلف، إذ كنا الأحسن تنظيما وانتشارا فوق المستطيل الأخضر كما لعبنا بإرادة كبيرة طيلة عمر اللقاء واستطعنا الحفاظ على معنوياتنا وهو الوجه الحقيقي لنا لأننا في الجمعية نملك عناصرا بارزة كانت تحتاج فقط لتحقيق الوثبة النفسية، والحمد لله أنها تحققت اليوم ولذلك أؤكد للجميع أن هذا هو الوجه الحقيق لجمعية الشلف الذي يعد فريقا كبيرا وسيبقى كذلك. واجهتم فريقا قويا وهو الوفاق ورغم ذلك استطعتم الفوز، هل هذا مؤشر على عودة الجمعية إلى سابق عهدها؟ أعتقد أن كل من شاهد اللقاء يدرك فعلا أن الوفاق يستحق فعلا المكانة التي يحتلها في ريادة الترتيب، إذ لعبوا أمامنا اليوم بكل قوة لأنهم يملكون عناصر لها إمكانات كبيرة وسيكون لهم مستقبل كبير، ولكنهم اصطدموا اليوم برغبتنا وعزيمتنا على اقتناص النقاط الثلاث، لأننا دخلنا اللقاء وأنظارنا مصوبة فقط لزاد المباراة كاملا وأعتقد أن هذه هي الانطلاقة الحقيقية للجمعية، لأننا استعدنا الروح التي افتقدناها في الجولات السابقة ولذلك أطمئن "الجوارح" أن الجمعية ستعود أقوى مما كانت عليه. الفريق ككل لعب مباراة كبيرة، وهو ما جعلكم تفوزون. أليس كذلك؟ هذا هو سر قوة الجمعية في اتحاد المجموعة والجميع يلعب من أجل المجموعة، وهي ميزة نادرة قلما نجدها في الفرق الأخرى، الجميع كان اليوم في المستوى، فالدفاع لعب بقوة واستطاع صد هجمات وفاق ووسط الميدان لعب بإرادة كبيرة والهجوم استطاع القيام بدوره على أكمل وجه، دون أن ننسى الخطة الذكية التي استعان بها الطاقم الفني ولذلك فإن الجميع كان في المستوى اليوم والحمد لله أن مجهوداتنا لم تذهب أدراج الرياح واستطعنا الفوز في مباراة تعني لنا الكثير. تمكنت من إحراز هدف الفوز وأهديت فريقك 3 نقاط غالية، ما تعليقك؟ أنا أحرزت هدفا ولكن الفوز حققه الجميع، لأنه كما قلت لكم سابقا سر قوتنا المجموعة عندما نفوز، فالفضل يعود للجميع وعند تحقيق النتائج السلبية فإننا نتحمل المسؤولية بكل شجاعة، ولكن هذا لا يخفي فرحتي بالهدف الذي منحنا الفوز والذي أهديه لكل الشلفاوة ومحبي الفريق أينما وجدوا وأهديه، خاصة للشيخ بن شوية الذي تحمل عبئا ثقيلا ولكنه صبر من أجل الفريق، كما أهدي هذا الهدف إلى صديقي العزيز "طنو عز الدين" الذي كان فأل خير علي. بعد أن تخلصتم الآن من عقدة النتائج السلبية ستعملون بكل تأكيد على تحقيق نتائج أفضل، ما رأيك؟ يا أخي دعنا الآن نفرح قليلا بهذا الفوز ثم نوجه أنظارنا الى المباريات السابقة (يضحك)، صحيح مرحلة الذهاب لم يبق على نهايتها الكثير ولهذا سنسعى بكل جهد إلى مواصلة على نفس المنوال، لأن الفريق عاد إلى أجواء الاستقرار بفضل تعيين المدرب نور بن زكري الذي نرحب به ونحن سعيدون جدا للعمل معه، كما أن الاستقرار عاد إلى الإدارة والأمور بدأت تتحسن على جميع المستويات وهو ما سيدفعنا للعمل أكثر من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلا. ما رأيك في