بعد انتظار طويل، انتعشت خزينة أهلي برج بوعريريج بمبلغ مليار ونصف مليار سنتيم، وهي قيمة المساعدة التي كانت قد وعدت بها مصالح الولاية وعلى رأسها الوالي قبل مدة طويلة، لكن المشاكل الإدارية في الفريق والاختلاف بين الرئيس صالح بودة ونائبه يحيى أكتوف... جعل الوالي –حسب بعض المصادر- يتردد في منح هذه المساعدة حتى مساء أول أمس الإثنين، وتعتبر هذه هي الدفعة الأخيرة من المساعدات الكبيرة التي منحتها الولاية للفريق هذا الموسم، في انتظار عقد الجمعية العامة المنتظرة من طرف الجميع وخاصة الأنصار. الإدارة في حرج... “واش تسلك واش تخلي” وبعد دخول هذه الإعانة خزينة الأهلي، ستجد الإدارة نفسها في حرج مع المتعاملين الدائنين وكذا اللاعبين، حيث لا يشكل مبلغ مليار ونصف سوى جزء صغير جدا من الديون التي قدرها نائب الرئيس يحيى أكتوف ب 17 مليار سنتيم، منها حوالي 5 ملايير تشكل ما تبقى من مستحقات وقيم إمضاء اللاعبين، فيما يقول أكتوف إنه يدين للفريق بأكثر من 7 ملايير سنتيم، هذا وسيكون على إدارة بودة المستقيلة تسوية ديون اللاعبين كأضعف الإيمان، حتى لا يمنع الفريق من الاستقدامات للموسم الجديد، لكن الأمر يبدو صعبا نوعا ما بما أن إعانة الولاية لن تكفي إلا لدفع ما تأخر من مستحقات خمسة أو ستة لاعبين على أقصى تقدير. فندق “الترڤي” أول من سيسحب أمواله هذا وكان مالك فندق “الترڤي” قد جمد رصيد الفريق في وقت سابق، حيث يدين بدوره بمبلغ 210 ملايين سنتيم، حيث سيكون أول من يقتطع من إعانة الولاية التي ستتقلص إلى مليار و290 مليون سنتيم، هذا إذا لم يظهر أي متعامل آخر خاصة وأن الأهلي متعود على المفاجآت كلما انتعشت خزينته ولو بالقليل، هذا ويتوقع أن يقوم رئيس الفريق المستقيل صالح بودة بسحب هذا المبلغ، وإيجاد مبالغ أخرى للإسراع في وضع حد للمهزلة التي تطال الأهلي، والمتعلقة أساسا بالنزيف الحاد الذي تعرفه التشكيلة البرايجية، وهو الأمر الذي لا يبشر بالخير إذا استمر لفترة أطول. “الفاف” وجهت آخر إعذار ولن ترحم الأهلي في السياق نفسه، كانت الرابطة الوطنية لكرة القدم قد وجهت قبل أيام آخر إعذار لإدارة الأهلي، من أجل تسوية مشكلة الصكوك القديمة والتي دفع بها بعض اللاعبين السابقين للأهلي للمحاكم، حيث شددت الرابطة هذه المرة من تحذيراتها وهددت بمنع الفريق من الاستقدامات كمرحلة أولية، في حين قد تصل العقوبة لمنع الأهلي من دخول الاحتراف، أو حتى الانخراط في البطولة الهاوية بالطريقة العادية، هذا وتبلغ قيمة هذه الصكوك مجتمعة حوالي 500 مليون سنتيم، وهي خاصة فقط باللاعبين السابقين للأهلي، فماذا سيكون موقف الأهلي إذا انضم اللاعبون الحاليون لزملائهم السابقين؟... “ربي يجيب الخير”. لا أحد يفكر في الفريق “واللي يسال دورو يروح للفاف” في خضم هذه المعطيات وهذه العوائق والمشاكل العويصة، علق الكثير من الأنصار على قضية ديون اللاعبين، حيث أجمعوا على أن الإدارة أعطت الفرصة للجميع من أجل إذلال الأهلي، خاصة اللاعبين الذين تناسوا خير الأهلي عليهم ولم ينتظروا كثيرا حتى وضعوا عقودهم على مستوى “الفاف”، وهي خطوة واضحة لعرقلة مسيرة الأهلي في حال عدم تسديد مستحقاتهم، كما أكد البعض الآخر من الأنصار أن على الإدارة أن تحفظ الدرس، خاصة وأن بعض اللاعبين ونظرا لمردودهم السيء كان من المفترض أن يقتطع من منح إمضائهم، لكنهم الآن أول من وضعوا عقودهم في قصر دالي إبراهيم. تجدر الإشارة إلى أن بعض المصادر أكدت أن دراحي، بوشتة وبوناب وضعوا عقودهم بصفة رسمية على مستوى “الفاف”. الأهلي مازال في انتظار الرجال والأموال ورغم هذه المشاكل الكثيرة، إلا أن أنصار الأهلي لا يريدون فقدان الأمل، حيث تحدث الكثير منهم عن أن أبناء المدينة سيتدخلون في الوقت المناسب لإنقاذ الفريق، خاصة وأن العديد من المواقف التي مر بها الأهلي جعلت أنصار الأهلي يكتشفون قوة رجال المدينة وحبهم للفريق، وفي انتظار هذا يطالب عشاق “الكابا” من الإدارة الحالية السعي لتسوية ديون اللاعبين وعقد الجمعية العامة بسرعة، حتى تتضح الرؤية لكل من يريد التقدم لمسك زمام الأمور في النادي العريق، خاصة وأن دخول الأهلي الاحتراف يحمس الكثير من رجال الأعمال على مستوى المدينة. بيطام تنقل إلى العاصمة وتفاوض مع فريقي “سوسطارة” والبليدة تنقل صباح أمس صانع ألعاب الأهلي عبد المالك بيطام إلى الجزائر العاصمة، حيث تفاوض مع اتحاد العاصمة الذي طلب خدماته، وأيضا اتحاد البليدة الذي كان يريد “لولو” منذ الموسم الماضي، لكن بيطام وفي حديثه ل “الهداف” أكد أن الأولوية دائما للأهلي، وهو في انتظار اتصال أحد الأطراف به لمباشرة المفاوضات حول تجديد العقد، حيث لم يخف نيته في البقاء مع الأهلي إلا إذا لم تتصل به الإدارة، وكان ابن مدينة باتنة قد تلقى في وقت سابق عرضا رسميا من شبيبة بجاية، وهو ما يعني أن اللاعب الموهوب لن ينتظر كثيرا رغم أنه يؤكد في كل مرة رغبته في البقاء مع الأهلي للموسم الرابع على التوالي.