عقد المدرب الوطني رابح سعدان صبيحة أمس ندوة صحفية بقاعة الندوات بملعب “أوغو” عاد فيها بالتفصيل إلى قضية إقصاء وسط الميدان والقائد في آن واحد يزيد منصوري من التشكيلة الأساسية خلال المباراة الأولى من نهائيات كأس العالم التي ستجمع منتخبنا الوطني بعد غد الأحد بنظيره السلوفيني.. وبذلك يكون سعدان قد أكد الخبر الحصري الذي إنفردت به “الهداف” بالتفصيل في عددها الصادر أمس عندما تطرقت للكيفية التي أُبعد بها وسط ميدان “الخضر” ورد فعله بعدما أبلغه مدربه بالقرار الذي إتخذه رفقة أعضاء طاقمه الفني، كما أكد سعدان ما كشفنا عنه أيضا في العدد ذاته حول إدراج وسط الميدان حسان يبدة في التشكيلة الأساسية. “المهم أننا استرجعنا كافة اللاعبين قبل المونديال” وقبل أن يشرع المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني في الرد على أسئلة الصحفيين إستعرض أهم ما حدث خلال الفترة الأخيرة من التحضيرات وأكد أنه ركز قبل أول ظهور في المونديال أمام سلوفينيا على الجانب التكتيكي، وقال: “نحن هنا في ثالث وآخر تربص تحضيري قبل المونديال وخلال الحصص الأخيرة التي أجريناها ركزنا على العمل التكتيكي من أجل التحضير للقاء الأول من كل النواحي”، وأضاف: “يبقى الأهم بالنسبة لنا أننا إسترجعنا كافة اللاعبين قبل المونديال وقبل اللقاء الأول أمام سلوفينيا بمن فيهم المدافع حبيب بلعيد الذي تماثل نهائيا للشفاء من الإصابة التي كان يعاني منها، وكما لاحظتم فإن الكل حاضر في التدريبات حيث صرنا نتدرب بتعداد مكتمل، كما أننا ومنذ حصتين تدريبيتين عملنا على الفصل في أمر التشكيلة الأساسية وإقتربنا من الحسم فيها بصفة نهائية، حيث لم تتبق لنا سوى بعض اللمسات التي سنحسم في أمرها قبل الموعد الأول الذي ينتظرنا، والحمد لله أن اللاعبين إستعادوا أنفاسهم بعد التعب الذي أنهكهم جراء السفر الشاق من ألمانيا إلى جنوب إفريقيا وهو ما يجعلنا نواصل التحضير لأول تحد ينتظرنا في ظروف جيدة”. “كأس العالم لا تتطلب تغييرات كثيرة” وبخصوص التغييرات التي يعتزم القيام بها تحسبا لمباراة سلوفينيا يوم الأحد المقبل فضّل سعدان أن يعرج على الحديث عن أمور أخرى قبل أن يتحدث عن هذه التغييرات، وفضل أيضا الرجوع إلى الوراء بعض الشيء ليتطرق إلى تربصي سويسرا وألمانيا، وقال: “قبل أن أستعرض الجديد الذي ستعرفه التشكيلة لابد أن أعود ولو قليلا إلى الوراء لأننا وبعدما حضرنا في مرتفعات سويسرا نزلنا من جديد وواجهنا المنتخب الإيرلندي في أول لقاء ودي تحضيري، ومن خلال ذلك قمنا بإعداد تقييمنا الطبي والبدني وبعدها تنقلنا إلى ألمانيا في تربص ثان كان ميدانيا حيث دخلنا في الجانب التكتيكي، ولو تتذكرون أني صرحت لكم بأني بصدد بناء التشكيلة على أساس المعايير التي حددناها، فجاء لقاء الإمارات وخضناه تقريبا بالتشكيلة نفسها التي هزمت مصر في اللقاء الفاصل بالسودان، والآن وبإقتراب موعد اللقاء الأول أمام سلوفينيا في رأيي أن كأس العالم لا تتطلب إحداث تغييرات كثيرة بل تتطلب أن يكون هناك إستقرار”، ليستطرد قائلا: “بدنيا أعتقد أن اللاعبين تجاوبوا حتى الآن إيجابيا، بقيت بعض السلبيات حول التنسيق بين الخطوط والجانب التكتيكي ككل سنعمل على معالجتها في الساعات المقبلة، وقبل اللقاء سيكون كل شيء مضبوطا كما يجب”. “باسترجاع يبدة لدي خطتان وسأدرج خطة وفقا لطريقة لعب المنافس” وعن الخطة التي قرر إنتهاجها في أول ظهور ل “الخضر” أمام المنتخب السلوفيني أكد سعدان أن عودة وسط الميدان يبدة من الإصابة ستتيح له فرصة الإختيار بين خطتين، مضيفا: “الأمر يمنحني الخيار بين الخطة الهجومية والدفاعية فممكن أن أعتمد على خطة (4-4-2) وممكن أن أنتهج خطة دفاعية أيضا، وفي شتى الأحوال فإني لا يمكنني أن أواجه المنتخب السلوفيني بالأسلوب نفسه الذي واجهت به المنتخب الإماراتي مؤخرا وفضلا عن ذلك فإني سأدرج خطة وفقا لطريقة لعب المنافس السلوفيني”. “نعم أبعدت منصوري دون أن أرضخ لضغط الشارع” بعدها وصل المدرب الوطني إلى قضية الساعة التي أسالت الكثير من حبرنا أمس وستسيل من حبر الزملاء أكثر اليوم، ألا وهي قضية إبعاد وسط الميدان وقائد المنتخب في آن واحد يزيد منصوري عن التشكيل الأساسي في المباراة المقبلة، حيث أكد سعدان في رده على سؤال لأحد الزملاء ما إنفردنا به حصريا أمس وشرح بالتفصيل الأسباب الجوهرية التي جعلته يتخذ قرار كهذا، وقال: “نعم أبعدت منصوري وتأكدوا أني تحدثت معه في هذا الأمر قبل أن أعلمه بالقرار، مثلما تحدثت أيضا مع ڤاواوي وصايفي، ولعلمكم أيضا أني دائما أتخذ القرارات في الوقت المنافس حتى لا أزيد من حدة الضغط، وثقوا أيضا أني لم أرضخ إلى ضغط الشارع ولا ضغط أي أحد وإتخذت القرار وفقا لما أملاه عليّ ضميري ووجهة نظري الميدانية، تذكروا أني قلت من قبل إن الميدان هو الفاصل بالنسبة لي وإن ما سيقدمه اللاعبون من مردود خلال التربصات هو ما يهمني ويتيح لي فرصة الحسم في إختيار اللاعبين الأساسيين، وأعتقد أن منصوري ذهب ضحية إشتداد المنافسة لأننا الآن لم نعد كالسابق حيث صرنا نملك 4 لاعبين يلعبون في وسط الميدان الدفاعي وهو ما خلق منافسة شديدة إخترنا من خلالها الأفضل والأكثر جاهزية”. “مصلحة المنتخب الوطني فوق كل إعتبار” ولم يشأ سعدان أن يقلّل من قيمة منصوري ولا صايفي ولا أي لاعب آخر من لاعبيه، وقال بصريح العبارة: “أحترم منصوري وصايفي وڤاواوي وأقدّر ما قدموه للمنتخب الوطني كما أحترم مسيرتهم الكروية الحافلة، لكن مصلحة المنتخب الوطني تبقى عندي فوق أي إعتبار وفوق الجميع دون إستثناء، ويبقى المهم بالنسبة لي أيضا هو إختيار الأحسن مستوى والأحسن لياقة”. “كان من الصعب على منصوري تقبّل القرار لكن ...” بعدها سألنا المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب الوطني عن رد فعل القائد منصوري بعد أن تقرّر إبعاده من التشكيلة الأساسية، فرد دون تردد قائلا: “الأمر كان صعبا عليه لأنه لا يتعلّق بمنافسة عادية بل بنهائيات كأس العالم، حيث لم يهضم القرار بسهولة لكنه أثبت لي أنه لاعب كبير ومحترف وسيبقى في نظري قائدا للمجموعة”. “هناك حالات مشابهة له مثل تيري هنري” وقبل أن يختم سعدان حديثه عن قضية إبعاد منصوري أبى إلا أن يستدل بإحدى الحالات المشابهة لحالة وسط ميدان المنتخب الجزائري، وقال: “حالة منصوري ليست فريدة من نوعها ولا تعد في نظري حالة إستثنائية، فهناك الكثير من الحالات المشابهة لحالته مثل اللاعب الفرنسي تيري هنري الذي ظل لسنوات عدة قائدا لمنتخب فرنسا لكنه الآن صار إحتياطيا”. “وفقا لهذا عنتر يحيى سيكون القائد أمام سلوفينيا“ ورغم أننا كنا نعرف مسبقا أن شارة القائد ستعود الآن إلى صخرة الدفاع عنتر يحيى في اللقاء القادم أمام سلوفينيا بعد أن أبعد منصوري عن التركيبة المثلى، إلا أننا أبينا إلا أن نسمع ذلك من المدرب الوطني فأكد قائلا: “في المرة الأخيرة كنت قد كشفت لكم عن التصنيف النهائي لحاملي شارات القائد وقلت لكم إن منصوري هو القائد الأول يليه صايفي ويحيى عنتر ثم زياني، والآن وبما أن منصوري وصايفي سيكونان في الإحتياط فإن عنتر يحيى سيكون القائد في لقاء سلوفينيا”. “لو خضعت حقا لضغوط لما أبقيت على من تعدّوا سن الثلاثين” وفي السياق ذاته ودائما بخصوص قضية منصوري أضاف سعدان بنبرة حادة نوعا ما: “لست هنا من أجل إبعاد اللاعبين وإخراجهم من الباب الضيق، ولو كنت أرغب في ذلك ولو خضعت حقا لضغوطات من أي طرف كان لما أبقيت على اللاعبين الذين تعدوا سن الثلاثين ولجدّدت التشكيلة كلية وقمت بالمراهنة على ورقة الشباب، قلت من قبل إن الميدان هو الفاصل ولم أكن أتحدث يومها من فراغ، لأني اليوم جسدت ما سطرته ووعدت به وقمت بإبعاد من لم يقنعوا وبالإحتفاظ بمن أقنعوا من خلال الحصص التدريبية التي أجريناها حتى الآن، حيث إخترت الأحسن هجوميا والأحسن من حيث اللياقة البدنية وفضلت أن أحافظ على الإستقرار والإنسجام بين الخطوط الثلاثة“. “يبدة سيكون رفقة لحسن في الإسترجاع” وبخصوص اللاعب الذي قرر الإعتماد عليه في التشكيلة الأساسية من أجل تعويض منصوري في لقاء سلوفينيا، أكد سعدان ما كشفناه أمس وقال: “تعلمون أننا إسترجعنا يبدة في الوقت المناسب بعد تماثله للشفاء من الإصابة التي كان يعاني منها، لذلك فإن يبدة هو من سيكون في التشكيلة الأساسية رفقة لحسن في منصب وسط الميدان الدفاعي، هذا ما قرّرته رسميا حتى الآن رفقة طاقمي الفني ومن اليوم إلى يوم المباراة لا ندري ما الذي سيحدث فقد تكون هناك إصابات قد تجبرنا على إحداث تغييرات أخرى، والمهم أني حتى الآن حددت التشكيلة الأساسية التي ستلعب ولم يتبق لي سوى منصب وحيد لم أفصل فيه بعد”. “في السابق تشكيلتنا كانت محدودة والآن التنافس هو السائد” وركّز سعدان بعدها على إشتداد التنافس بين كافة العناصر بعد الإنتدابات الأخيرة، وقال: “في السابق وبالضبط خلال نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة كانت تشكيلتنا محدودة وكنا نعتمد فقط على 14 لاعبا في جميع المباريات تقريبا، لكن الآن وبعد الانتدابات التي قمنا به صارت التشكيلة أكثر ثراء وخلقنا تنافسا شديدا بين اللاعبين وهذا الأمر مفيد للمنتخب”، قبل أن يستطرد قائلا: “خلال الأسابيع الثلاثة التي قمنا فيها بالتحضير لهذا الموعد وجدت صعوبات كبيرة في القيام بهذه الخيارات حتى أصل إلى التشكيلة الأساسية وأضع التشكيلة في السكة الصحيحة”. “أنا متردّد فقط بخصوص توظيف المهاجمين في المقدمة والجهة اليمنى“ وبخصوص المنصب الذي لا زال لم يحسم في أمره بعد أكد سعدان أنه لا زال متردّدا فقط بخصوص منصب رأس الحربة والجهة اليمنى من الهجوم، ولم يقصد تردّده بين غزال وجبور أو واحدا منهما ومطمور بل كان يقصد طريقة توظيف الخطة، وإن كان سيعتمد على رأسي حربة مع بعضهما في الأمام أو إدراج مهاجم منهما على الجهة اليمنى وآخر في المقدمة كرأس حربة. “لا نخشى أي منتخب ونحن معروفون بروحنا القتالية في المواعيد الكبرى” بعدها ترك سعدان التغييرات والخيارات التي قرر القيام بها خلال مباراة سلوفينيا وعرّج للحديث عن مستقبل “الخضر“ في المونديال، وتحدث قائلا: “هدفنا هو رجوع الجزائر إلى الساحة العالمية بعد غياب دام 24 سنة، صحيح أننا نعاني من نقائص من حيث الإنسجام بين الخطوط الثلاثة لكننا منتخب معروف بروحه القتالية العالية في المواعيد الكبرى، وبالروح التي تحدونا من أجل تشريف الكرة الجزائرية فلن نخشى أي منتخب وسنواجه الجميع دون عقدة، وهذا مهما كانت قيمة المنافسين الذين سنواجههم، سنلعب لقاءات كأس حقيقية ولن نتراجع إلى الخلف”. “سلوفينيا بلد صغير لكنه يملك منتخبا كبيرا“ ووصل بعد ذلك سعدان للحديث عن منافس المنتخب الوطني في الجولة الأولى المنتخب السلوفيني وأكد أن المباراة أمامه ستكون صعبة للغاية بالنظر إلى الإمكانات البشرية والفنية التي يتمتع بها هذا المنتخب، مضيفا: “صحيح أنّ سلوفينيا بلد صغير لكنها في الحقيقة تملك منتخبا كبيرا ومتناسق الخطوط ومنسجما في طريق لعبه ومتكاملا في تعداده ومن حظه أنه لم يعرف في الفترة الأخيرة إصابات أو غيابات مثلما حدث لنا وهو ما جعله يحضّر لهذا الموعد في ظروف أفضل منا من حيث التعداد، هجومه قوي وفعال للغاية ودفاعه صلب ومتماسك، لذلك فإن اللقاء سيكون صعبا علينا وعليهم في آن واحد لأننا سنكون حاضرين أيضا في الميدان من كل النواحي”. “إلى حد الآن لم نقرّر تغيير مكان الإقامة واللقاء الثالث حاسم” وقبل أن يختم حديثه سُئل سعدان عمّا إذا كان مع المسؤولين قد حسموا في أمر تغيير مكان الإقامة قبل آخر مباراة أمام المنتخب الأمريكي، وتحدث قائلا: “إلى حد الآن لم نقرر تغيير مكان الإقامة لأن قوانين الفيفا لا تسمح بالتغيير، لكننا من اليوم إلى يوم المباراة سنرى لاسيما أن اللقاء الثالث سيكون حاسما بالنسبة لنا”.