ليلة صعبة تلك التي عاشها يزيد منصوري أول أمس الأربعاء عندما كشف المدرب الوطني رابح سعدان عن التشكيلة الأساسية التي سيواجه بها منتخب سلوفينيا وهي التشكيلة التي خلت من وسط ميدان “لوريون” الذي سيكون كما انفردنا بنشره في عدد أمس في مقعد البدلاء في أول مباراة ل “الخضر“ في المونديال الأحد القادم، وذلك بسبب نقص مردوده حسب ما أكده سعدان في الندوة الصحفية التي عقدها صبيحة أمس في المركز الإعلامي لملعب “أوغو”. وقد تأثر أقدم لاعب في المنتخب كثيرا من القرار الذي كان بالنسبة له مفاجئا وقاسيا ولم يهضمه بعدما كان قطعة أساسية في تعداد “الخضر“ خلال التصفيات وفي كأس أمم إفريقيا الأخيرة التي نظمت في أنغولا. مكالمة روراوة هدّأت من روعه وهدّد منصوري بعدما أبلغه الطاقم الفني بقرار إبعاده من التعداد الأساسي الذي سيواجه سلوفينيا بمغادرة التربص والعودة إلى الديار، حيث أكد لبعض زملائه الذين واسوه في غرفته أنه لم ينتظر أن يتم إبعاده بهذه الطريقة وهو الذي كان متحمسا للعب مواجهة كبيرة أمام سلوفينيا للرد على منتقديه الذي صفّروا عليه مطولا عقب تعويضه في مباراة الإمارات، وقد كانت الأجواء غير عادية ليلة الثلاثاء الماضي في فندق “موندازور بسبب قائد المنتخب الذي تدهورت معنوياته كثيرا إلى حد أنه هدد بأعلى صوته بأنه سيغادر التربص صبيحة أمس وأنه لن يشارك في المونديال مادام المدرب ليس بحاجة إلى خدماته، وبعدما علم رئيس “الفاف“ بالحالة التي كان عليها منصوري تحدث معه عبر الهاتف وأقنعه بالبقاء وعدم ضرب استقرار التشكيلة قبل موعد أول مباراة، مؤكدا له أنه يبقى دائما القائد حتى لو يبقيه المدرب الوطني في مقعد البدلاء، وهو الكلام الذي هدّأ من روع منصوري الذي تراجع عن قرار مغادرة التربص وتجنّب حدوث قضية مشابهة لما حدث للموشية في دورة أنغولا. منصوري يرفض التصريح إلى وسائل الإعلام وكانت الأنظار موجهة قبل انطلاق الحصة التدريبية صبيحة أمس إلى منصوري الذي حضر بصفة طبيعية إلى الحصة بعدما تمكن روراوة من إقناعه بالبقاء وعدم زعزعة استقرار المنتخب، لكن اللاعب بدا متأثرا جدا نفسيا ورغم إلحاح الصحفيين عليه لأخذ انطباعاته قبل انطلاق الحصة في المنطقة الخاصة بوسائل الإعلام إلا أنه رفض الحديث مع رجال الإعلام، والتصريح الخاص الذي أجراه منصوري كان ليلة أول أمس في قناة “الجزيرة“ ثم مساء أمس مع القناة نفسها، وجاء ذلك بناء على طلب المكلف بالإعلام الذي دعاه لإجراء تصريح دبلوماسي حتى يؤكد للرأي العام أنه تقبّل القرار وأنه ليست هناك أزمة داخل المنتخب. ظل منعزلا ولم يتحدث مع زملائه وبدا منصوري متأثرا جدا في حصة صبيحة أمس من وضعيته الجديدة حيث على غير العادة لم يتحدث مع زملائه واللاعب الوحيد الذي كان يتحدث معه هو الحارس الجديد رايس مبولحي الذي أصبح من المقربين منه، وفضّل منصوري التدرب ولم نشاهد ذلك اللاعب الذي يمازح الجميع وكان له دور كبير في اندماج اللاعبين الجدد في التربص الذي يسبق المونديال، لكن من شاهد منصوري في حصة أمس كان يعتقد أنه الوافد الجديد في التعداد. حصة باردة برودة الطقس بسبب القائد وما شد انتباهنا في حصة صبيحة أمس هي البرودة الذي ميزت الأجواء بين اللاعبين وكأن “الخضر“ خسروا مباراة رسمية، وقد ظهر جليا تأثّر بعض اللاعبين لوضعية منصوري التي أثرت بشكل ملحوظ على الأجواء التي كانت تميز تدريبات “الخضر“ منذ تربص سويسرا، وجرت التدريبات والمواجهة التطبيقية في أجواء باردة برودة الطقس الذي جرت فيه حصة صبيحة الخميس التي كانت الأصعب والأطول في مشواره الكروي لأحد أقدم اللاعبين في التعداد الحالي. “البالون تلفلو” ولم يحتمل الصدرية الصفراء وتميزت المواجهة التطبيقية لصبيحة أمس بإشراك سعدان للاعب منصوري في التشكيلة الاحتياطية التي كان لاعبوها يرتدون صدريات صفراء، وهو الموقف الذي لم يحتمله منصوري الذي لم يتفاعل تماما مع اللقطات بل كان في عدة مناسبات يضيع الكرة وبدا غير متحمّس للعب بعدما أدرك أنه لم يعد يدخل في حسابات المدرب الوطني ولم يحتمل وضعيته الجديدة داخل المستطيل الأخضر وهو الذي كان ورقة أساسية في التعداد إلى غاية مباراة الإمارات. غادر بمفرده وعلامات القلق بادية عليه وغادر منصوري الملعب بمفرده ولم يكن مرفوقا بأي زميل بسبب معنوياته المنهارة، وقد توجه إلى مقعد بجانب النافذة وشاهدناه “يعض يديه” من شدة القلق ووضع بعد ذلك سماعات للاستماع للموسيقى، وهي أساليب أراد من ورائها تجنّب الضغط والحديث مع أي شخص بسبب تأثره من قرار إبعاده الذي كان بمثابة ضربة موجعة له. قد يُغادر في أي مناسبة وكشفت مصادر مقربة من منصوري أن هذا اللاعب كان في قمة الغضب عقب عودة “الخضر“ إلى الفندق وكان له حديث مع زملائه كشف لهم خلاله أنه لم يقتنع بقرار إبعاده وأنه يفكر في المغادرة لأنه لم يتقبّل وضعيته الحالية وخروجه من الباب الضيق في هذا المونديال، لكن منصوري يفضّل التريث وانتظار ما ستسفر عنه المواجهة الأولى حتى لا يؤثر في استقرار المنتخب عشية هذه المواجهة التي سيتكفي قائد “الخضر“ بمشاهدتها من على مقعد البدلاء لأول مرة بعد عشر سنوات من العطاء ل “الخضر“.