يبدو أن التخوفات الشديدة التي أبداها العديد من الأشخاص من مختلف الدول حول الجانب الأمني في جنوب إفريقيا وعمليات السطو التي تطال ممتلكات الأشخاص لم تكن كلاما فقط وإنما تجسدت على أرض الواقع حتى قبل إفتتاح مباريات كأس العالم، حيث سجلنا إلى حد الآن خمس عمليات تتعلق بالسرقة، الأولى كان أحد مبعوثي الهدّاف عرضة لها لدى نزوله بمطار جوهانسبورغ حيث أخذت منه حقيبته التي تحمل جميع وثائقه وأمواله ولوازم عمله الصحفي والثانية كان منتخب كولومبيا عرضة لها في أحد فنادق جنوب إفريقيا والثالثة كان ضحيتها أمسية البارحة ثلاثة من لاعبي المنتخب اليوناني، كما لم ينج ثلاثة صحفيين (اثنان من البرتغال والآخر من إسبانيا) من السرقة أيضا، قبل أن يتعرض بعض الصحفيين من الصين إلى عملية سطو أمسية البارحة أيضا. لاعبو منتخب كولومبيا فقدوا 2000 دولار كان المنتخب الكولومبي أول المنتخبات التي كانت ضحية السرقة في الفندق، حيث كان قد واجه قبل أيام منتخب جنوب إفريقيا وديا بالعاصمة جوهانسبورغ وبعد الحصة التدريبية الأخيرة التي سبقت اللقاء تفاجأ بعض اللاعبين باختفاء مبلغ مالي من حقائبهم الخاصة يقدر بمبلغ 2000 دولار في فندق “هايد بارك ساوثرن” الذي يقيم فيه منتخب سلوفينيا حاليا، كما فقدوا بعض الأشياء الثمينة وساعات اليد. صحفيان من البرتغال وآخر من إسبانيا الضحية الثانية الضحية الثالثة في جنوب إفريقيا صحفيان من البرتغال وآخر من إسبانيا حيث تعرّض هؤلاء إلى عملية سطو مسلحة من طرف عصابة إقتحمت ليلة الثلاثاء فندق “ماغاليسبورغ” الذي كانوا يقيمون فيه وقامت بسرقة معداتهم وعندما تستيقظ أحدهم صوبت العصابة السلاح نحوه وأمرته بالتزام الصمت، وقال الصحفي البرتغالي “أنتونيو فيمويش” في تصريح لوكالة “فرانس برس”: “صوّب أحد رجال العصابة المسدس باتجاه رأسي وطلب مني إلتزام الصمت، في حين بدأ الآخر يفتش في أغراضنا الخاصة، وقد ذهبوا ومعهم الأموال التي وجدوها والملابس إضافة إلى جوازات السفر والكاميرات، أما في الغرف الأخرى التي لم يفق فيها زملائي من نومهم فقد أخذوا كل ما وجدوه أمامهم”. 4 صحفيين صينيين تمت سرقتهم أمس ولم تقتصر عمليات السطو على الإعلاميين على البرتغاليين والإسباني ومبعوث “الهداف” فقط وإنما تعرض أمس 4 صحفيين من الصين إلى عملية سطو في وضح النهار من طرف عصابة إقتحمت السيارة التي كانوا على متنها وهددتهم بالسلاح قبل أن تسرق منهم الأموال التي كان بحوزتهم إضافة إلى كاميرا تبلغ قيمتها 1500 دولار. ثلاثة لاعبين يونانيين يضافون إلى الضحايا رغم الحراسة الأمنية المشددة التي فرضتها شرطة جنوب إفريقيا على المنتخبات المشاركة في المونديال إلا أن ذلك لم يمنع اللصوص من سرقة بعض اللاعبين، على غرار ما حدث أمسية البارحة حيث تعرض ثلاثة لاعبين من بعثة المنتخب اليوناني إلى سرقة مبالغ هامة من الفندق الذي يقيمون فيه بمدينة “دوربان” إذ تفاجأ اللاعبون الثلاثة بعد عودتهم من الحصة التدريبية التي أجروها أمسية البارحة باختفاء مبالغ مالية من حقائبهم الشخصية وبعض ملابسهم الخاصة. الخطر الأكبر سيكون على الأنصار وإذا كان الإعلاميون يملكون التجربة اللازمة من خلال سفرياتهم المختلفة واللاعبون الذين لم يسلموا من السرقة رغم الإجراءات الأمنية المشددة المفروضة عليهم، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح كيف سيكون حال الأنصار مع عصابات السرقة ومافيا السلاح أثناء المونديال؟ خصوصا إذا علمنا بأن الأنصار لا يتمتعون بأي حماية من طرف قوات الأمن في جنوب إفريقيا، وإذا كانت البلاد قد عرفت كل هذه عمليات السطو قبل إنطلاق المونديال فكيف سيكون الحال بعد شهر من الآن؟ ومن المؤكد أن عمليات السرقة والسطو ستطال الكثير من الأنصار والوفود المشاركة في الأيام القليلة المقبلة، ولا غرابة في أن نسمع في يوم من الأيام باختطاف أشخاص وليس أغراضهم الشخصية فقط في بلد يعتبر الأكبر والأخطر من حيث الجريمة في العالم ويسمح فيه بحمل السلاح بصفة عادية. مخاوف “الفيفا” تشتد أكثر والمونديال مهدّد بالفشل ورغم التطمنيات التي قدمتها جنوب إفريقيا بشأن قدرتها على التحكم في الجانب الأمني وضمان سلامة الوفود المشاركة وإعلامييها وكذا أنصارها، إلا أن ما حدث إلى حد الآن جعل مخاوف “الفيفا” تزداد بشكل كبير بشأن قدرة جنوب إفريقيا على تحمل عبء إحتضان تظاهرة كبيرة مثل كأس العالم من الجانب الأمني الذي كان وسيظل نقطة الضعف الكبرى لهذا البلد الإفريقي.