بعيدا عن إشاعة وجود منتخبنا في ثكنة عسكرية بمركز "بافوكينغ"، وبعيدا عن النظام العسكري الذي قيل إنّ البوسني "وحيد حليلوزيتش" فرضه على لاعبيه، إلى غير ذلك من الإشاعات، فإنّ الحديث عن العلاقة بين الناخب الوطني والإعلاميين وطريقة التعامل بين الطرفين خلال التربص فرضتها الأحوال. و"حليلوزيتش" بنفسه يريدها علاقة ودّ بين الطرفين، وعلاقة احترام كل طرف للآخر في آن واحد. فالرجل، ومثلما تعوّد على فعله خلال كل خرجة للمنتخب الوطني، استغل فرصة وجود الإعلاميين ببهو فندق "حياة ريجنسي" سهرة يوم الجمعة، والتقى بجمع من الإعلاميين. ومع انتقاده لكتابات البعض، إلا أنه بدا متفهما لعملنا وأبدى استعدادا كي يكون وأشباله في الخدمة، لكن في الإطار الذي تحدّده الإتحادية الوطنية لكرة القدم، لا بطريقة عشوائية بالحديث مع الإعلاميين هو ولاعبيه في كل مرة. اعترف أنّه يحاول إبعاد لاعبيه عن الإعلام قدر المستطاع ولم يقدر واعترف البوسني في جلسة ودية جمعته بالإعلاميين بأنه حاول قدر المستطاع أن يبعد لاعبيه عن وسائل الإعلام، حتى يوفر لهم كل الظروف المواتية للتركيز للتحدي الذي ينتظرهم في الأيام القليلة المقبلة. واعترف أيضا بأنه فشل في عزل المنتخب عن عدسات المصورين وأعين الإعلاميين، لكنه لم يعتبر الأمر مشكلة، بقدر ما رآى أن المشكلة تكمن في الكتابات المزعجة التي يرى أنها قد تضرب استقرار المنتخب الوطني، وتنعكس سلبا على تركيزه للقاء الأول أمام تونس. وبدا من كلام "حليلوزيتش" أنه يريدها علاقة ودّ واحترام متبادل بين الطرفين، وأن يحترم كل طرف عمل الآخر. من حقّ المدرب أن يبحث عن مصلحة المنتخب ولا يمكننا سوى أن نعطي الحق للمسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب. صحيح أننا بصفتنا إعلاميين نوجد هنا في جنوب إفريقيا، ونقطع قرابة 10 آلاف كلم من أجل البحث عن المعلومة مهما كان نوعها، لكن المهم أن تكون صحيحة من أجل القراء الذين يتلهّفون لمعرفة الصغيرة والكبيرة عن منتخبنا الوطني. وحتى الناخب الوطني يبحث بدوره عن مصلحته ومصلحة المنتخب، لأن هذا ما يهمه، لا أن يحصل الإعلامي عن معلومة. لذلك أقرّ بأنه يريد أن يوفّر لهم الهدوء كي يركزوا جيدا لمباراة تونس التي يعتبرها الأهم بالنسبة ل "الخضر" في هذه النهائيات. ما حدث له يوم درّب باريس سان جرمان لا زال يقلقه والظّاهر أن "حليلوزيتش" لا يريد أن يتكرر معه ما حدث له ما بين 2003 و2005 حين كان مدربا لنادي "باريس سان جرمان" الفرنسي. إذ عرفت تلك المرحلة مشاكل بينه وبين الإعلام الفرنسي الذي لم يرحمه، وكان ينقض عليه انتقادا في كل فرصة تتاح له بسبب أو بدون سبب. والظاهر أن تلك التجربة لا زالت تقلقه ليومنا هذا، بدليل إصراره على انتقاد ما يكتبه الإعلاميون، وتأكيده على ضرورة احترام كل طرف للآخر. جريدة وصفته آنذاك بالمدرّب "الفاشي" وهو ما لم يتقبّله ليومنا هذا البوسني الذي لم يتقبّل أن يصفه الإعلام الجزائري ب "الجنرال" الصارم والعسكري، ولا أن يتم وصف مركز تحضيرات "الخضر" ب "الثكنة العسكرية"، لا يزال يتذكر جيّدا وصف إحدى الصحف الفرنسية له خلال تجربته مع "باريس سان جرمان" يوم وصف بالمدرّب "الفاشي"، لا لسبب سوى أنه مدرب صارم في عمله وصارم في تعامله مع الآخرين، وهو الوصف الذي لا زال يقلقه ليومنا هذا على حدّ قوله. دعا البعض لقراءة كتاب "دومينيك" الذي تطرّق فيه إلى الإعلام ومنتخب "الديكة" الجلسة الودّية التي جمعت "حليلوزيتش" بالإعلاميين سهرة أول أمس الجمعة، جعلته يدعو الزملاء إلى الإطلاع على الكتاب الذي أصدره مدرب منتخب فرنسا السابق "ريمون دومينيك" الذي عرّج في جزء من أجزائه للحديث عن علاقة المدرب بالإعلاميين. وكتب "دومينيك" في الكتاب أن الإعلامي بتقرير من تقاريره قد يتسبّب في إقالة المدرب، إلى غير ذلك من الأمثلة التي استدل بها "حليلوزيتش" أثناء إعرابه عن تذمّره بطريقة ذكية مما يكتب. موقع "الفاف" الرّسمي سيحاور لاعبا كل يوم وينشره عبر الموقع لتسهيل المهمة وفي إطار السعي من أجل تنظيم طريقة التعامل بين الصحفيين الموجودين في جنوب إفريقيا من أجل تغطية تربص "الخضر" وتغطية نهائيات كأس إفريقيا، علمت "الهدّاف" أن موقع "الفاف" توصّل إلى حلّ لتسهيل مهمة الإعلاميين في الأيام المغلقة في أوجههم خلال التربص. وذلك بمحاورة لاعب واحد من اللاعبين يوميا، ونشر الحوار المفصل عبر الموقع كي يطّلع الإعلاميون عليه، بالإضافة إلى التقارير التي اعتاد الموقع على نشرها. وإن كان هذا الحلّ سيسمح بالحصول على تصريحات لاعب على الأقل يوميا، غير أنّ ذلك قد لا يكون كافيا، لأن لكل إعلامي لاعب يفضل محاورته ولكل إعلامي الأسئلة التي يودّ طرحها. ----------------- حوارات موقع "الفاف" مع اللاعبين تنطلق بداية من اليوم مثلما أكّدنا عليه، فإن موقع "الفاف" سيشرع في نشر حوارات للاعبين يوميا عبر الموقع، وهي الحوارات التي ستنشر في الأيام المغلقة في أوجه الإعلاميين، بنشر حوار واحد للاعب واحد يوميا. أما خلال الأيام الأخر التي تخصص فيها ندوات صحفية مع اللاعبين والمدرب الوطني، فسيكون بإمكان الصحفيين الذين هم بصدد تغطية الحدث عدم الإلتزام بحوار واحد ينشره الموقع. حليلوزيتش حضر مباراة الجزائر - مالي جاسوسا في أنغولا في دردشة حميمية سهرة أول أمس مع النّاخب الوطني "وحيد حليلوزيتش"، كشف لنا أنه حضر مباراة الجزائر - مالي في كأس إفريقيا 2010 للتجسس ومعاينة قدرات أحد المنتخبين اللذين كان يتوقع أن يواجههما منتخب كوت ديفوار في ربع النهائي، وقد أكد أن هذه المباراة لم تحمل الكثير في طياتها على الصعيد الفني، الأمر الذي جعله يتوقّع أن يتأهل بسهولة. يقرأ هذه الأيّام كتاب مدرّب فرنسا السّابق دومينيك وكشف الناخب الوطني "وحيد حليلوزيتش" أنه يعكف هذه الأيام على قراءة الكتاب الذي أعده مدرب المنتخب الفرنسي السّابق "ريمون دومينيك"، وهو كتاب مثير للجدل كان خلاله قد فضح العديد من الأسرار داخل المنتخب الفرنسي، وهو ما دعاه لقراءته حتى يزيل الفضول.