سيكون لقاء اليوم أمام المنتخب التونسي في غاية الأهمية لعناصرنا الوطنية، إذ أن نتيجته قد تحدد بنسبة كبيرة مصير «الخضر» في هذه الدورة ومدى قدرتهم على التأهل إلى الدور الربع النهائي... خاصة أنه في مثل هذه الدورات فإن نتيجة اللقاء الأول يكون لها تأثير سواء في رفع أو انحطاط معنويات اللاعبين، وهو الأمر الذي يعيه جيدا أشبال «حليلوزيتش»، خاصة أن المنتخب الوطني لديه قصة سوداء مع لقاءاته الإفتتاحية في نهائيات كأس أمم إفريقيا حتى تولدت لديه عقدة حقيقية، بعد أن عجز عن الفوز في أول لقاءاته في «الكان» منذ دورة سنة 1990. 3 إنتصارات فقط في 14 لقاء وهزائم أمام منتخبات مجهرية وستكون دورة «جنوب إفريقيا» 2013 هي رقم 15 التي ستشارك فيها الجزائر في نهائيات كأس أمم إفريقيا والملاحظ أنه في اللقاءات الإفتتاحية التي لعبها «الخضر» في كل لقاء فإنهم سجلوا 3 انتصارات فقط أولها كان في دورة 1982 ب «ليبيا» أمام «زامبيا» بهدف وقعه مرزقان، وفي دورة 1984 في دورة «كوت ديفوار» أمام «مالاوي» بثلاثية نظيفة تداول على تسجيلها كل من بويش، بلومي وفرڤاني، ويعود أخر فوز إلى دورة 1990 التي احتضنتها الجزائر أمام «نيجيريا» بنتيجة (5/1)، إذ سجل كل من ماجر ومناد ثنائية وعماني هدف، وتجرع المنتخب الوطني 5 هزائم مقابل 6 تعادلات في اللقاءات الافتتاحية وكانت غالبية الهزائم التي تكبدها أمام منتخبات لا باع ولا تاريخ لها في كرة القدم الإفريقية مثل هزيمة «غينيا» في دورة 1998 وهزيمة «مالاوي» سنة 2010. الخسارة في أول لقاء كانت تعني الإقصاء والإستثناء في 2010 وكان المنتخب الوطني في الإنتصارات الثلاثة التي حققها في تاريخه خلال مباراته الإفتتاحية قد حقق مشوارا طيبا في تلك الدورة، إذ أنه سنة 1982 بلغ الدور النصف النهائي وأحتل المركز الرابع وفي الدورة الموالية وصل إلى ذات الدور لكنه فاز باللقاء الترتيبي وأنهى المشوار في المركز الثالث، في وقت أنه توج بالكأس سنة 1990، وعلى العكس من ذلك فإن المنتخب الوطني كان يقصى في غالب الأحيان من الدور الأولى حين تجرعه للهزيمة في لقاءه الأول وهو ما حصل في 4 مناسبات خلال دوارت 1968، 1992، 1998 و2002، وقد حدث الإستثناء سوى في مشاركته الأخيرة سنة 2010، إذ استطاع بعد خسارته أمام «مالاوي» من بلوغ الدور النصف النهائي. تجدر الإشارة أن «الخضر» خسروا ثلاث مرات مبارياتهم الإفتتاحية بثلاثية نظيفة، إذ إلى جانب هزيمة «مالاوي»، فقد حدث هذا الأمر أمام «كوت ديفوار» سنتي 1968 و1992. الفرصة مواتية اليوم أمام تونس للفوز وتأكيد النيات المنتخب الوطني الذي عجز عن تحقيق الفوز في مباراته الإفتتاحية في 7 دورات الأخيرة التي شارك فيها سنوات 1992، 1996، 1998، 2000، 2002، 2004 و2010، سيكون اليوم أمام موعد لطرد النحس الذي لازمه في مشاركاته الأخيرة في «الكان»، إذ أن الفوز إن حدث أمام «نسور قرطاج» سيؤكد بالحق النيات الجيدة للناخب «حليلوزيتش» وأشباله وسيعني بنسبة كبيرة بلوغ الدور الربع النهائي، حتى إن كان مازال لقاءين بعدها أمام «الطوغو» و»كوت ديفوار»، وإن كان سابق لأوانه الحديث الآن عن التأهل، فإن الإحصائيات والأرقام مثلما أكدناه أعلاه تؤكد أن «الخضر» لم يسبق لهم أن أقصيوا بعد فوزهم في لقاءهم الإفتتاحي.