مرت أمس سنتان عن لقاء “أم درمان” الشهير، والذي عرف تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم 24 سنة بعد غيابه عنها، الآمال كانت كبيرة وقتها على جيل زياني، عنتر يحيى، بوڤرة. وغيرهم لأجل قيادة “الخضر” إلى تحقيق أفضل النتائج وتمثيل الجزائر أفضل تمثيل، خاصة في “مونديال” جنوب إفريقيا، لكن الواقع جاء مرا وكانت النتائج منذ تاريخ 18 نوفمبر 2009 إلى اليوم هزيلة وغير مشرّفة تماما، إذ عرف المنتخب سقوطا حرا ومدويا وأصبح لقمة سائغة عند منافسيه الذين أصبحوا يذلونه حتى بميدانه، مثلما حدث مع صربيا وخاصة الغابون، ولو أن الأمور بدأت تتحسن قليلا في المدة الأخيرة منذ تولي “حليلوزيتش” العارضة الفنية. 3 مدربين في ظرف سنتين “وحليلوزيتش” الأفضل إرتأينا أن نقوم بحصيلة المنتخب الوطني في السنتين الأخيرتين وتحديدا منذ إنجاز “أم درمان”، وأولى النقاط التي نستوقف عندها هي أن المنتخب الوطني في ظرف سنتين تعاقب عليه 3 مدربين، بداية ب سعدان الذي أشرف على الخضر في 14 لقاء (3 إنتصارات، 3 تعادلات و8 هزائم)، قبل أن يخلفه بن شيخة في 34 لقاءات (هزيمتين، تعادل وإنتصار)، وأخيرا “حليلوزيتش” الذي تبقى حصيلته الأفضل، كونه في 3 لقاءات مازال لم يتذوق مرارة الهزيمة بعد فوزين أمام إفريقيا الوسطى وتونس وتعادل أمام تانزانيا. 10 هزائم، 5 تعادلات و6 إنتصارات الحصيلة في 21 لقاء وفي ظرف السنتين، كانت نتائج التشكيلة الوطنية سيّئة رغم تمكنه من بلوغ الدور نصف النهائي من كأس أمم إفريقيا 2010 التي جرت في “أنغولا” ومشاركته في “المونديال”، ففي 21 لقاء لعبها طيلة هذه الفترة بين اللقاءات الرسمية والودية، أفلح في تذوق الفوز 6 مرات فقط (مالي، كوت ديفوار، الإمارات، المغرب، إفريقيا الوسطى وتونس)، مقابل تذوقه مرارة الهزيمة في 10 لقاءات (مالاوي، مصر، نيجيريا، صربيا، إرلندا، سلوفينيا، أمريكا، الغابون، إفريقيا الوسطى، المغرب)، مكتفيا بتحقيق التعادل في 5 لقاءات (أنغولا، إنجلترا، لوكسموبرغ وتانزانيا في مناسبتين). الهجوم سجل 12 هدفا والدفاع تلقى 28 هدفا ومن بين أكبر المشاكل التي عانى منها المنتخب منذ مباراته في “أم درمان”، هو عقم هجومه الذي لم يتمكن من تسجيل إلاّ 12 هدفا في 21 مباراة، وقد سجلت ثلاثية منها أمام كوت ديفوار، ووجب التأكيد أن زملاء بلحاج سجلوا هدفين عن طريق ركلتي جزاء (زياني أمام الإمارات ويبدة أمام المغرب). ومقابل هذه الحصيلة الهزيلة من الأهداف، فإن خط الدفاع تألق بتلقي أهداف عديدة إذ وصلت الحصيلة إلى 28 هدفا، وهو الذي لم يصمد إلا في 8 لقاءات (مالي، أنغولا، الإمارات، إنجلترا، لوكسومبورغ، المغرب، إفريقيا الوسطى وتونس). خسائر مذلّة أمام مالاوي، مصر، صربيا، إرلندا، المغرب وخلال هذه الفترة سجل “الخضر” هزائم مذلة وبنتائج فاقت كل التوقعات، كانت بدايتها أمام مالاوي في “كان” أنغولا بثلاثية نظيفة، قبل أن تسجل مصر رباعية أخرى في مرمى شاوشي دائما في ذات المنافسة. التحضير ل“المونديال” كان بتلقي المنتخب الوطني هزيمتين بثلاثية نظيفة أمام صربيا ثم إرلندا، لتكون الخاتمة شهر جوان الفارط في “مراكش” أمام المغرب، أين اهتزت شباك مبولحي أربع مرات كاملة. وبلغة الأرقام نجد أن “الخضر” في اللقاءات الخمسة هذه دخل شباكهم 17 هدفا، دون أن يتمكن اللاعبين من تسجل ولو هدف واحد. 50 لاعبا أستعملوا... 32 مع سعدان و30 مع “حليلوزيتش” ومن بين الأسباب التي جعلت المنتخب الوطني تتراجع نتائجه بهذا الشكل الرهيب في السنتين الأخيرتين، هو إنعدام الإستقرار في تركيبته البشرية لما نعلم أن طيلة هذه الفترة تم إشراك 50 لاعبا كاملا (لا يحتسب فغولي وبوشوك لأنهما أقحما في لقاء تطبيقي). وهنا وجب الإشارة أن سعدان أشرك 32 لاعبا (شاقوري وسدريك استدعاهما دون أن يشركا)، ووجب التوضيح أن “حليلوزيتش” أشرك 30 لاعبا في 3 لقاءات منذ أن تقلد العارضة الفنية ل “الخضر”. تراجع في ترتيب “الفيفا” .. من المرتبة 28 إلى 35 عالميا تراجع المنتخب الوطني في نتائجه صاحبه أيضا تراجعه في ترتيب العالمي للمنتخبات الذي تصدره “الفيفا” عند نهاية كل شهر، بدليل أنه في الترتيب الذي سبق لقاء “أم درمان” والصادر يوم 20 نوفمبر 2009 جاء “الخضر” في المركز 28 عالميا، في وقت أنهم حاليا بعد الترتيب الأخير الصادر يوم 19 أكتوبر الفارط يوجدون في المركز 35 عالميا، وهو ترتيب جاء بعد أن قفز رفقاء “الماجيك” ب 11 مركزا كاملا مقارنة بالشهر الذي سبق، إذ كان في المركز 46 عالميا ووصل به الأمر بسبب نتائجه السلبية لبلوغ المركز 55 عالميا (ترتيب شهر أوت الفارط) بعد أن وصلوا في ديسمبر 2009 إلى المركز 26 عالميا.