بعيدا عن التشاؤم بعد مباراة سهرة أول أمس، فإن لا شيء حسم حتى الآن في المجموعة الرابعة وإن كان يمتلك منتخبا تونس وكوت ديفوار أفضلية على حساب الجزائر والطوغو، وقد عوّدتنا التجارب على أن من يفوز بالمباراة الأولى لا يعني أنه سيتأهل ومن يخسرها لا يعني ذلك أنه أقصي بما أن 6 نقاط لا تزال متبقية للجميع يمكن التفاوض فيها جيداً خاصة إذا كانت أول مباراة درسا يؤخذ به لمن ينهزم، وبالنسبة إلى "الخضر" فإنهم متعودون على البدايات السيئة في كأس إفريقيا وهذا منذ 1990. الجزائر لا تفوز بمباراتها الأولى في كأس إفريقيا للمرة الثامنة على التوالي! فشل المنتخب الوطني في تحقيق الفوز أول أمس على حساب تونس ليس جديداً لأن "الخضر" تعوّدوا على هذه السيناريوهات وتحديدا على الدخول بطريقة سيئة في "الكان"، فمنذ كأس إفريقيا 1990 وانتصار رفقاء ماجر بمباراة الافتتاح (5-1) كان كل ما جاء بعد ذلك نتائج سلبية في أول مباراة خلال دورات 1992، 1996، 1998، 2000، 2002، 2004، 2010 وأخيرا 2013 وقد خسر المنتخب بعض المباريات الافتتاحية له أمام منتخبات أقل مستوى كما حصل في دورة 1998 من خلال الهزيمة أمام غينيا وفي 2010 من خلال الخسارة أمام مالاوي، ورغم ذلك كان قد وصل إلى نصف النّهائي في هذه الدورة. تونس لم تتأهل، روسيا قصفت التشيك برباعية في "الأورو" الأخير وأقصيت وتأهلت التشيك وبالمقابل، فإن الانتصار الذي حققه "نسور قرطاج" والذي لم يقنع كثيراً الجمهور التونسي وكذلك الإعلاميين المتواجدين هنا، لا يعني أن أشبال الطرابلسي تأهلوا، بل يعني أنهم يملكون أفضلية من البداية، وقد عودتنا العديد من السيناريوهات أن الانتصار بأول لقاء لا يعني التأهل كما حصل مع المنتخب الروسي في كأس أوروبا الأخيرة الصيف الماضي حيث فاز بمباراته الأولى أمام المنتخب التشيكي بنتيجة ثقيلة (4-1) ومن خلال أداء ممتاز لرفقاء ارشفين، ولكن في الأخير أقصي الروس وتأهل منتخب التشيك رغم خسارته الثقيلة في أول مباراة. المنتخب الإسباني خسر أمام سويسرا في الافتتاح لكنه توج بطلاً للعالم وما دمنا بصدد إعطاء أمثلة لتأكيد أن المنتخب الوطني لم يقص وأن أمامه 180 دقيقة ليؤكد ذلك على الميدان، فإن المنتخب الإسباني في كأس العالم 2010 والتي توّج بها حقق بداية سيئة من خلال هزيمته أمام سويسرا (1-0) في مباراة أثارت الكثير من الشكوك حول مستوى استعدادات رفقاء تشافي لكن هؤلاء عادوا بقوة وتوجوا باللّقب العالمي الأغلى، بينما المنتخب السويسري لم يسجل سوى هدف واحدا خلال الدور الأولى ذلك الذي فازوا به على إسبانيا وأقصي أشبال هيتزفيلد في مباراتهم أمام هندوراس (انتهت بالتعادل)، ما يؤكد دائما أن مباريات البداية ليست المعيار الحقيقي للحكم على استعداد أي منتخب. المباريات الأولى خادعة، البدايات صعبة وحتى منتخب كوت ديفوار ظهر متواضعاً وما يتمناه كل الجمهور الجزائري هو أن يثأر "الخضر" لأنفسهم ويعودوا بقوة في اللقاءين المقبلين، حيث ولأجل التأهل يبقى رفقاء قادير بحاجة إلى مجهودات جبارة ليؤكدوا للجميع أن البداية عادة ما تكون خادعة ولا تعطي الحكم الحقيقي عن مستوى استعداد أي منتخب، وفي حكم العادة أن المنتخبات التي تمر إلى الأدوار الأخيرة تجد صعوبة في أول لقاء، كما أن حتى مباريات الدور الأول في "الكان" تعكس ذلك بدليل انهيار المنتخب الغاني أمام الكونغو (المباراة انتهت ب 2-2 بعد أن كان الغانيون فائزين ب 2-0) وحتى لو أخذنا مستوى المنتخب الإيفواري المرشح الأول للتتويج بالدورة في لقائه الأول، فقد كان مستواه متواضعاً أمام الطوغو قياساً بإمكاناته الحقيقية وكان يمكن للمباراة أن تنتهي بالتعادل لولا هدف جرفينيو في الدقائق الأخيرة من المباراة.