بدأ المنتخب الوطني السنة الميلادية 2010 بمشاركة جدّ مشرّفة في منافسة كأس إفريقيا للأمم التي جرت بأنغولا حيث أنهاها في الدور قبل النهائي قبل أن يتحول إلى جنوب إفريقيا للمشاركة في المونديال الإفريقي أين سجل نتائج متباينة ووصفت مشاركته بالمشرّفة رغم خروجه من الدور الأول ليدخل بعدها في دوامة عصفت بالمدرب سعدان وحل محله بن شيخة مسجلا تراجعا رهيبا في المستوى انعكس سلبا على تصنيفه لدى »الفيفا« فالمنتخب الوطني كان ضمن المجموعة الأولى التي ضمت كل من المنتخب المالي ومالاوي والبلد المنظم أنغولا، وقد إستهل منتخبنا المنافسة بمباراة إفتتاحية مع مالاوي في توقيت غير مناسب أي عند منتصف النهار وفي درجة حرارة عالية والرطوبة أعلى فكانت المفاجآة من العيار الثقيل للخضر الذين خسروا أمام هذا الفريق المعمور بنتيجة ثقيلة 3 0 على ملعب 11 نو فمبر بلوندا حيث كانت هذه المباراة ثأرية لملاوي التي انتظرت 26 عاما لترد الإعتبار لنفسها أمام الجزائر هذه الأخيرة كانت قد تغلبت عليها في نهائيات كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار سنة 1984. أما المباراة الثانية في هذه المجموعة بالنسبة للمنتخب الوطني فكانت ضد منتخب مالي الذي تعادل في مباراته الأولى أمام أنغولا وبعد الخسارة الكبيرة للخضر أمام مالاوي أحرز المدافع حليش هدف بضربة رأس قبل نهاية الشوط الأول ليقود الجزائر لتحقيق أول إنتصار في هذه البطولة باعثا بذلك حظوظ »الخضر« في التأهل إلى الدور القادم، وكان على أبناء سعدان أن يلعبوا بحذر أمام صاحب البلد المضيف وهو أنغولا في المواجهة الثالثة والتي إنتهت بدون فائز، حيث إقتسم المنتخب الوطني نقاطها مع أنغولا وبذلك ضمن تأشيرة التأهل إلى الدور القادم رفقة هذا المنتخب وأقصيت مالي ومالاوي. مواجهة »كوت ديفوار« الأروع والأجمل في مشوار الخضر« وقد وقع المنتخب الوطني بعد تأهله إلى ربع النهائي مع منتخب »كوت ديفوار« في مباراة كانت الأجمل والأروع في هذه البطولة على الإطلاق فقد كذب أبطال الجزائر كل التوقعات التي رشحت الفيلة للمرور إلى نصف النهائي وأثبتوا أنهم فريق التحديات الكبرى. بعدما تمكنوا من تخطي عتبة رفاق الهدف التاريخي »لتشيلسي الإنجليزي« ديدي دروڤبا في مباراة امتدت إلى غاية الوقت الإضافي وتأهل الخضر بفضل رأسية عامر بوعزة الذي ترجمت السيطرة الكبيرة التي فرضوها في هذه المواجهة الصعبة التي أهلتهم إلى الدور نصف النهائي لأول مرة بعد 20 سنة وهي المواجهة التي سحرت عشاق الفريق الوطني ، وأدى خلالها الماجيك بوڤرة دورا كبيرا في قيادة سفينة الخضر نحو الدور القادم، بفضل الآداء المثالي والرائع الذي كسر كل التوقعات وتمكن محاربو الصحراء من ترويض الفيلة في مقابلة تعد مرجعية ذات خصوصية ستبقى محفوظة في سجل الكرة الجزائرية. المؤامرة المفضوحة لكوفي كوجيا بعد مشوار طيّب قدمه المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا بغض النظر عن الهزيمة الأولى أمام مالاوي كان الحلم كبيرا بالنسبة للجزائريين للعب الدور نصف النهائي أمام المنتخب المصري في لقاء يعد تأكيديا للخضر وثأريا لمصر من إقصائيات المونديال وكانت هذه المواجهة مشؤومة للشعب الجزائري التي كان كل شيء فيها ضد الجزائر سواء الأخطاء المرتكبة بداية من خطأ الحكم »كوفي كوجيا« الذي منح حليش البطاقة الصفراء ثم ارتكاب هذا اللاعب لخطإ الذي منح متعب عماد ضربة جزاء مجانية وبعدها توالت الأخطاء والأهداف دخلت مرمى الخضر الواحدة تلو الأخرى» ما جعل أشبال سعدان ينهزمون برباعية، وتبقى هذه المباراة أسوأ ذكريات الكرة الجزائرية في سنة 2010. الجزائر في المركز الرابع بعد خسارة أمام نيجيريا وقد إختتم منتخبنا الوطني المنافسة بإجراء المباراة الترتيبية أمام نسور نيجيريا للظفر بالمركز الثالث لسوء الحظ أن الخضر لم يحسنوا التفاوض في هذه المواجهة أيضا تاركين المبادرة للنيجيريين الذين تمكنوا من إنهاء اللقاء لصالحهم بنتيجة 1 0 وبالتالي فقد خرج المنتخب الوطني من هذه المنافسة في المركز الرابع وهي نتيجة مشجعة بالنظر إلى عودته إلى البطولة بعد غياب دام لدورتين. وقبل أحداث المونديال وبعد كأس إفريقيا بحوالي شهرين واجه المنتخب الوطني في لقاء ودي بملعب 5 جويلية نظيره الصربي وهو اللقاء الذي انتهى صربيا بنتيجة 3 0 وعرفت هذه المواجهة إشراك الشيخ سعدان للعديد من اللاعبين المحليين الذين ظهروا بوجه شاحب وبعدها مباشرة أبعد الجهاز الفني للخضر 6 عناصر من التشكيلة سبق لها المشاركة في كأس إفريقيا للأمم ، وكلهم محليون عدا المغترب بوعزة الذي كان الإسم السابع الذي أبعد لأسباب صحية، ولكن بالعودة لتلك المواجهة نجد أن الهزيمة بثلاثية كانت قاسية جدا على منتخب مقبل على المشاركة في المونديال، وبقيت الخسارة راسخة في أذهان الجزائريين لتصنف بذلك ضمن أسوأ أحداث في كرة القدم الجزائرية سنة 2010 علما أن مهدي لحسن لعب أول مباراة له مع الخضر ضد صربيا. إصابة مغني وغيابه الأليم عن المونديال بمجرّد الحديث عن سنة 2010 تقودنا الذاكرة للحديث عن الغياب المؤلم للمايسترو مراد مغني عن مونديال جنوب إفريقيا ، فهذا اللاعب الذ ي إلتحق بالمنتخب الجزائري مستفيدا من قانون »باهاماس« مارس 2009 أمام منتخب الأوروغواي ، شارك في المرحلة الثانية من تصفيات المنتخب الوطني قبل أن يتعرّض إلى إصابة جعلته مترددا في إتخاذ قرار اللعب لنهائيات مونديال 2010 وجاء القرار المشؤوم الذي جعل مراد مغني يلعب كأس إفريقيا بأنغولا ليضيع بعدها المونديال، بعدما تفاقمت إصابته أكثر بسبب رفضه إجراء العملية الجراحية ويتنقل إلى مصلحة »اسبيتار« بقطر ثم مع المنتخب بكرانس مونتانا بسويسرا ، لتأتي لحظة الحقيقة التي أعلن فيها عن غيابه عن كأس العالم وسط بكاء سعدان وكل مساعديه وطاقمه الطبي وهي ذكرى سيئة للكرة الجزائرية عام2010. إخفاق أمام إيرلندا وفوز محتشم على الإمارات قبل دخول مونديال جنوب إفريقيا خاض المنتخب الوطني مبارتين وديتين جمعته الأولى بمنتخب إيرلندا الجنوبية على أرضية ميدانه وإنتهت مع الأسف بخسارة مذلة للخضر أمام أبناء المدرب الإيطالي تراباطوني وبعدها وفي شهر ماي 2010 واجه منتخبنا فريق الإمارات العربية المتحدة وتمكن من إنهاء المباراة لصلاحه بنتيجة 0/1 من تسجيل زياني عن طريق ضربة جزاء في لقاء إتسم بمستوى دون المتوسط. تدشين المونديال بهزيمة أمام سلوفينيا يوم الأحد 12 جوان كان الموعد للمنتخب الوطني مع أول ظهور له في مونديال جنوب إفريقيا حيث واجه نظيره السلوفيني حيث أن وصول الخضر إلى هذه التظاهرة كان وراءه أمل كبير لتحقيق نتائج تبهر العالم، مثلما كان عليه الحال في مونديال إسبانيا 1982 بالنظر إلى أن أرمادة من اللاعبين المحترفين الذين كانوا ينشطون في التركيبة الوطنية لكن الآمال تبخرت بعدما إرتكب شاوشي خطأ كبيرا في المواجهة الأولى أمام سلوفينيا وهو الخطر الذي يمكن القول أنه ساهم بقسط وافر في هزيمة الخضر من الدور الأول، وكان الحظ بجانب السلوفينيين الذين تمكنوا من تسجيل هدف سيبقى في تاريخ أحزان الكرة الجزائرية. التعادل مع إنجلترا يحفظ ماء الوجه في المباراة الثانية للمنتخب الوطني في هذا المونديال والتي جمعته بنظيره الإنجليزي والتي كانت محل متابعة من قبل أغلب المتتبعين عشية يوم السبت 18 جوان إستطاع سعدان وأشباله أن يقفوا الند للند في وجه منتخب الأسود الثلاثة، حيث دافع أبناء الجزائر ببسالة أمام منتخب يضم لاعبين كبار يلعبون في أقوى البطولات العالمية لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي أرضى المنتخب الوطني كثيرا ودعمت هذه النتيجة الإنجازات التاريخية للنخبة الوطنية. هدف الأمريكي برادلي ينهي المسيرة بعد التعادل التاريخي أمام المنتخب الإنجليزي في كاب تاون، عاد الأمل من جديد للمنتخب الوطني في تحقيق حلم الملايين والمرور إلى الدور الثاني من كأس العالم، فكان يلزمنا تسجيل هدفين أمام أمريكا دون إنتظار نتيجة المواجهة الأخرى بين إنجلترا وسلوفينيا، لكن عدم تمكن الخضر من التسجيل جعلهم يتلقون هدفا في الدقائق الأخيرة والذي كان قاتلا من قبل المهاجم الأمريكي برادلي حيث يبقى ذلك الهدف وتلك اللحظة مخيبة لكل آمال الجزائريين راسخة في أذهانهم. صايفي يعتدي على صحفية ويعتزل رفقة منصوري الإقصاء المر للمنتخب الوطني من المونديال إنعكس سلبا على معنويات بعض اللاعبين الذين لم يهضموا الإنتقادات التي وجهت إليهم منهم صايفي الذي إعتدى على إحدى الصحفيات الجزائريات وهذه الأخيرة إشتكته للفيفا قبل أن يتخذ الجهاز الفني للخضر قرار بإنهاء مسيرة صايفي ومنصوري في المنتخب الوطني بعد تقدمهما في السن وتراجع مردودهما. وبعد المونديال برمج المنتخب الوطني مباراة ودية في شهر أوت 2010 والتي لم يكن لاعبينا محضرين لها بالشكل الجيد لأن أغلبهم عاد من العطلة وكانت الهزيمة الثقيلة مستحقة من قبل الغابونيين الذين تلاعبوا بالمنتخب الوطني على أرضية ميدان 5 جويلية منذرين الجميع بأن الخضر ليسوا على ما يرام. بداية تصفيات "كان 2012" بتعثر أمام تنزانيا لا يختلف إثنان أن المرحلة الأصعب للمنتخبات الشمال الإفريقية وحتى الأوروبية هي بداية الموسم في شهري أوت وسبتمبر وهو ما تجسد بالنسبة للمنتخب الوطني الذي حقق تعادلا مخيبا للآمال أمام تنزانيا ما جعله يدخل التصفيات بمعنويات منحطة والشيء الذي حز في نفوس الأنصار كثيرا خلال تلك المواجهة هي الفرص الضائعة أثناء اللقاء والطريقة الجيدة التي لعب بها الخضر دون فائدة لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي 1/1 بعد تعديل قديورة النتيجة. سعدان يرمي المنشفة مباشرة بعد التعادل أمام تنزانيا إزداد الضغط على المدرب الوطني رابح سعدان الذي لم يجد بدا من تقديم إستقالته يوم السبت 04 سبتمبر 2010 بعد مشوار طويل ورائع مع المنتخب كانت إنطلاقته في ديسمبر 2007 وقاد الجزائر للتأهل إلى كأس إفريقيا والعالم 2010 . خيبة أمل بن شيخة أمام إفريقيا الوسطى المنتخب الوطني الذي غادر كأس إفريقيا في نصف النهائي ثم غادر المونديال بشرف رغم الخروج من الدور الأول تفاجأ به الجميع بعد أشهر فقط عقب هزيمته في بانغي أمام أضعف منتخب إفريقي وعدم تمكن المدرب الجديد بن شيخة الذي خلف سعدان على رأس العارضة الفنية من تدشين دخوله بنتيجة مرضية وهي ضربة موجعة للخضر الذين إنهزموا ب 0/2 أمام منتخب ضعيف تكتيكيا، ماديا، وحتى بشريا لتبقى هذه الخسارة حدثا بارزا في هذه السنة. لقاء لوكسمبورغ بتعداد نصفه جديد. هزيمة الخضر أمام إفريقيا الوسطى التي تأثر لها كثيرا المدرب الجديد بن شيخة كانت نتائجها وخيمة على بعض اللاعبين في التشكيلة حيث أقدم بن شيخة على الإستغناء عن عدد كبير منهم على غرار بلحاج وغزال وعبدون وبلعيد وجلب عناصر جديدة كبن يمينة مهاجم برلين الألماني ومهدي مصطفى مدافع نيم الفرنسي ومسلوب من لوهافر وجابو وعودة لموشية الذين خاض بهم المباراة الودية أمام لوكسمبورغ في بداية نوفمبر الفارط وإنتهت النتيجة بالتعادل السلبي. الخضر ينهون السنة في المركز 35 عالميا هذا وقد تراجع المنتخب الوطني إلى الصف 35 حسب التصنيف الأخير للفيفا الخاص بشهر ديسمبر وهو الذي كان مع بداية السنة في المركز ال 26 عالميا الأمر الذي يؤكد أن المنتخب في سقوط حر.