صدمة الهزيمة أمام المنتخب السلوفيني كانت شديدة على المدرب الوطني رابح سعدان الذي، رغم محاولته إخفاء آثار هذا التعثر في المباراة الأولى في المونديال وتصريحه إلى وسائل الإعلام أن المنتخب الجزائري.. لازال يتعلّم وأن حضوره في هذا المونديال يعد مكسبا في حد ذاته، إلا أنه لم يتجرع الخسارة وظل يؤكد لمقربيه أنه كان يُعوّل كثيرا على هذه المواجهة. كان يتوقع التعادل على الأقل ورغم أن المدرب الوطني كان يعلم أن المواجهة أمام المنتخب السلوفيني صعبة وكل شيء فيها ممكن، إلا أن سير اللعب في المرحلة الأولى وكذا في بداية الشوط الثاني جعل سعدان يتفاءل بإمكانية عدم الخروج من هذه المواجهة صفر اليدين، لكن الهدف القاتل الذي سُجّل على شاوشي جعله يثأثر كثيرا وهو يرى حلمه بتحقيق نقطة واحدة على الأقل في هذه المباراة يتبخّر. لم يتردّد في القول: “آه لو كان مغني معنا في هذا اللقاء” عقب اللقاء وبعد أن تحدث إلى مختلف وسائل الإعلام، إنعزل المدرب الوطني للحظات في غرف تغيير الملابس وكشف لمقربيه أن النتيجة المسجلة كانت ستختلف لو كان مراد مغني حاضرا، حيث قال سعدان بخصوصه: “آه لو كان عندي مغني أمام سلوفينيا”، وهي إشارة واضحة لافتقاد التعداد خدمات هذا اللاعب الكبير في التعداد ودليل على أن المدرب رابح سعدان كان سيعتمد عليه كثيرا لو كان جاهزا في هذا المونديال. تمريراته وتوغّلاته في دفاع سلوفينيا كانت ستحدث الفارق وبالعودة إلى العبارة التي ردّدها سعدان، نجد أن المدرب الوطني نادم كثيرا على عدم تواجد مراد مغني في المونديال عامة وفي مواجهة سلوفينيا خاصة، بإعتبار أن هذا اللاعب كان بإمكانه أن يصنع الفارق أول أمس خاصة بتوغلاته في دفاع المنافس وتمريراته السحرية التي إفتقدتها العناصر الوطنية طيلة المواجهة، وهو الأمر الذي تأسف عليه المدرب الوطني لأنه يعلم بأن تواجد مغني مع التشكيلة كان سيصنع الفارق في هذا اللقاء. سعدان لم يجد من يخلفه وغيابه كان واضحا في المستوى العالي وواصل سعدان التعبير عن تأسفه على غياب مغني إلى درجة أنه إعتبره أكثر من 50 % من قوة المنتخب في مباراة مثل هذه بالنظر إلى مميزاته مقارنة بنقاط ضعف المنتخب السلوفيني الذي كان سيُواجه مشاكل كبيرة في إيقاف مغني نظرا إلى تمريراته السحرية وتوغلاته في وسط الدفاع، إضافة إلى أن سعدان لم يجد محرّكا للعب في غياب هذا اللاعب الفنان، ما جعل الجزائر لا تتمكن من الظهور بقوة في المستوى العالي. مغني لم يكن بإستطاعته الحضور وسعدان بقي يبكي على الأطلال وبعيدا عن تأسف رابح سعدان على غياب مغني عن المونديال لأن المنتخب الوطني كان بحاجة إليه، فإنه يجب عدم البكاء على الأطلال والبحث عن الحلول، خاصة في المواجهتين المقبلتين أمام إنجلترا وأمريكا لأن مغني أجرى عملية جراحية ولا يُمكن إسترجاعه، ويبقى حديث سعدان عن افتقاد هذا العنصر الذي يعرف الجميع أهميته في التشكيلة مجرد كلام للإستهلاك فقط، إذ على المدرب الوطني أن يبدأ في التحضير لمواجهة إنجلترا بسرعة دون الحديث عن الحلول التي لا يُمكن أن تحقق لأنّ حقيقة الميدان هي التي ستظهر الجمعة المقبل في “كاب تاون“.