إنتظرت وسائل الإعلام المصرية نهاية مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره السلوفيني على أحر من الجمر لتخرج سمومها وتؤكد أنها مازلت حاقدة على كل ما هو جزائري ولا تتمنى لمنتخبنا الخير، رغم أن بعض الإعلاميين حاولوا أن يلبسوا أمامنا هذا الزي المزيف حتى يظهروا للعالم أن المصري “قلبه أبيض” وينسى الماضي بسرعة، حيث لم تمر إلا دقائق قليلة عن خسارة أشبال المدرب الوطني رابح سعدان أمام سلوفينيا بهدف يتيم حتى راحت بعض المواقع المصرية تحلل الأمور بطريقة فيها الكثير من التشفي والسخرية رغم أننا الآن في المونديال وبعيدون عنهم بعد الأرض عن السماء. لا تحمل في قلبها بطل أم درمان الذي حرمها من المونديال ففي الوقت الذي كانت معظم تحليلات النقاد وقدماء اللاعبين منطقية إلى حد بعيد وحتى مدرب أرسنال أرسين فينڤر أكد أن “الخضر“ كانوا أحسن في كل شيء من السلوفينيين وأن الحظ فقط هو الذي هزم أشبال سعدان، إلا أن المصريين حللوا الأمور بطريقة تؤكد غيرتهم وهم يشاهدون جيل زياني يشارك في المونديال بعدما هزمهم شر هزيمة في أم درمان، حيث أكدوا أن المنتخب الجزائري لا يستحق أن يكون في المونديال وأن الحارس شاوشي مازال يتمادى في إخطائه ويقدم الهدايا للمنافسين وهو ما يؤكد أن بطل ملحمة أمام درمان غير مرغوب فيه لدى أحفاد الفراعنة الذين ينتظرونه دائما في المنعرج لينقضوا عليه ويحاولوا الإنقاص من قيمته. اليوم السابع: “سعدان يُفكّر في إبعاد شاوشي أمام إنجلترا” ورغم أن المدرب سعدان أكد عقب مباراة سلوفينيا في الندوة الصحفية أن شاوشي لا يتحمل مسؤولية الهدف ودافع عنه بشدة مؤكدا أنه سيجدد فيه ثقته الجمعة القادم في المباراة الثانية أمام إنجلترا، إلا أن الصحف المصرية مارست هوايتها المفضلة وغرّدت لوحدها خارج السرب حيث نشرت صحيفة “اليوم السابع“ أمس خبرا ليس له أي قيمة مفاده أن سعدان سيرضخ لمطالب الجماهير الجزائرية التي أصبحت لا تحتمل أخطاء شاوشي المتكررة وسيبعده أمام إنجلترا، وادّعت أن سعدان صرح على هامش الندوة الصحفية بأنه لا يهنّئ شاوشي بل يحاول أن يساعده على تجاوز صدمة الإخفاق. الجمهورية: “شاوشي هزم الخضر أمام سلوفينيا” ولم تخرج يومية “الجمهورية“ عن خط بقية الصحف المصرية وحمّلت شاوشي مسؤولية الخسارة، حيث عنون أحد الصحفيين مقاله ب “شاوشي هزم الخضر وأهدى سلوفينيا الفوز” وأكد أنّ مهمة “الخضر“ تعقّدت وأن سعدان وأشباله أصبحوا مطالبين بالفوز على أمريكا وإنجلترا في المباراتين المتبقيتين لبلوغ الدور ثمن النهائي، كما تطرق إلى سيناريو المباراة وأكد أن الجزائر خسرت كل شيء في ست دقائق فقط بعدما توالت الأحداث وفقا لما لم تكن تتمناه جماهير “الخضر“ بعد طرد غزال والخطأ الفادح الذي ارتكبه شاوشي، والغريب في الأمر أن صحيفة “الجمهورية“ لم تتحدث ولو بالإشارة عن الأداء الجيد ل “الخضر“ الذين كانوا أحسن بكثير من سلوفينيا. “المصري اليوم“: “الجماهير الجزائرية تُحدث طوارئ وسط قوات الأمن الجنوب إفريقية” رغم أن العالم العربي شاهد عبر قناة الجزيرة الرياضية إقتحام حوالي أربعة أو خمسة مناصرين أرضية الميدان قبل بداية المباراة عند وصول لاعبي المنتخب الوطني إلى الملعب من أجل أخذ صور تذكارية مع هؤلاء كأجمل ذكرى في بلاد العم مانديلا، إلا أن وسائل الإعلام المصرية لم تغيّر طباعها وحاولت أن تضخم الأمور وتعطي الموضوع أكثر من حقه رغم أنه لا يهمها لا من قريب ولا من بعيد، كما حدث مع يومية “المصري اليوم“ التي عنونت مقالها بالبنط العريض “الجماهير الجزائرية تقتحم الملعب وتحدث طوارئ”، وكتب صاحب المقال الذي شاهد المباراة من كوكب آخر: “اقتحمت الجماهير الجزائرية التى حضرت مباراة فريقها أمس أمام سلوفينيا، ضمن مباريات المجموعة الثالثة بكأس العالم، أرض ملعب يتر موكابا بمدينة بولوكواني بعد الخسارة بهدف نظيف، وعبرت الجماهير عن غضبها إزاء خسارة فريقها وقامت قوات الأمن بملاحقة الجماهير الجزائرية إلى أن سيطرت على الوضع ووضعتهم تحت طوق أمني مكثف خوفا من أحداث شغب متوقعة من الجماهير الجزائرية“.