لا زال الدولي الجزائري رياض بودبوز يصنع الحدث في فرنسا وفي الجزائر منذ المباراة الكبيرة التي لعبها ضدّ نادي "باريس سان جرمان"، والتي قاد فيها ناديه "سوشو" صاحب المؤخرة إلى تحقيق انتصار ثمين بثلاثية مقابل هدفين جعلته يُغادر منطقة الخطر ولو مؤقتا، وجعلته يبعث حظوظه في البقاء ضمن دوري الأضواء من جديد، وناهيك عن شهادات أهل الاختصاص في فرنسا عقب المباراة، في صورة "مينيز" المُحلل الرياضي الشهير في فرنسا، فإن عبارات الثناء والإشادة ببودبوز لا زالت تتهاطل عليه من كل صوب وحدب، ليس لأنه تألق أمام "باريس سان جرمان" فقط، بل لأنه ردّ بطريقته الخاصة على منتقديه، وأثبت من جديد أنه موهبة كروية على الجزائر أن تستفيد منها عوض أن تضيعها هكذا من دون سبب مُقنع. "هو رائد وقائد هذه المجموعة في سوشو" وثمّن "إيريك هيلي" مدرب نادي "سوشو" الفوز الكبير الذي حققه أشباله ضدّ نادي "باريس سان جرمان"، وأشاد بالدّور الكبير الذي لعبه مهاجم المنتخب الوطني في التغلب على نجوم كبار من طينة "إبرا، لافيتزي وباستوري" وغيرهم، وإن لم يدهشه ما قدمه بودبوز بما أنه أكد على أنه يعرف قيمته وما هو قادر على تقديمه، إلا أن الرجل الأول على رأس العارضة الفنية لنادي "سوشو" قال عن بروزه سهرة يوم الأحد: "بودبوز متألق معنا هذا الموسم منذ بدايته ولم يتألق فقط في لقاء باريس سان جرمان، وهذا التألق يخدمه كثيرا في مسيرته ويخدمنا نحن أيضا في سوشو، نحن لا نتحدث عن مجرد لاعب، بل الأمر يتعلق بلاعب مهم في تعدادنا، إنه رائد وقائد هذه المجموعة فوق الميدان، إنه بالأحرى اللاعب الأفضل فنيا في تشكيلتنا". "لم أسمع برحيله عقب نهاية الموسم وهو من سيقودنا للبقاء" وبخصوص الأخبار الرائجة حول إمكانية رحيل بودبوز عقب نهاية الموسم نحو ناد آخر أكثر طموحا، ردّ المسؤول الأول على العارضة الفنية لنادي "سوشو" قائلا: "بالنسبة لي لم أسمع بمثل هذه الأخبار، وحتى بودبوز لم يقل لي أنه سيرحل أو أنه يريد الرحيل، علاقتي به جيدة ومُميّزة، إنه اللاعب الذي سيقودنا إلى ضمان البقاء ضمن مصاف الكبار، والحديث عن تحويله لا يهم كثيرا في الوقت الحالي لأنه من شأن المسؤولين وليس ضمن اهتماماتي، أنا ما يهمني أن بودبوز يتألق ويُساهم في نتائجنا الجيدة التي ستضمن بقاءنا في الليغ 1" ثناؤه على رياض يُورّط البوسني إن أبعده ومن المؤكّد أن تألق بودبوز مؤخرا وانتفاضته أمام "باريس سان جرمان" جاء كما كشفنا عنه أمس في "الهدّاف" في وقت حساس للغاية، وبالضبط خلال فترة كثر فيها الحديث عن إبعاده ومعاقبته من طرف البوسني "وحيد حليلوزيتش"، لا لسبب سوى لأن اللاعب متهم بتجاوز حدوده وخرق القانون الداخلي للمنتخب خلال تواجد الأخير في جنوب إفريقيا، وهو ما يشكل ضغطا على "حليلوزيتش" الذي وفي ظل تألق بودبوز وما يقدمه في الدوري الفرنسي، وفي ظل ثناء أهل الاختصاص عليه سواء "مينيز" وغيره بما فيهم مدربه في "سوشو"، سيكون من المُجحف إبعاده عن المنتخب في لقاء البينين المقبل. 150 لقاء في "اللّيغ 1" أبدع فيها وفرص ضئيلة في المنتخب نعم، قلناها أمس ونعيدها، تبقى الفرص التي تحصل عليها بودبوز في المنتخب الوطني ضئيلة وضئيلة للاعب موهوب مثله، فإلى متى نبقى نتحسر على ضياع المواهب من منتخبنا دون أن يستفيد منها، فمثلما قد نضيع موهبة مثل جابو الذي ترك فراغا كبيرا في جنوب إفريقيا، قد نضيع بودبوز أيضا، وهي خسارة لمنتخبنا، خاصة أن الأرقام تنصف الأخير وتثبت أنه يملك من الخبرة الآن في المستوى العالي ما يسمح له بإعطاء الكثير ل"الخضر"، فاللاعب خاض أمام "باريس سان جرمان" مباراته رقم 150 في "الليغ 1" وهو رقم كبير لشاب مثله. بدايته في الرابع من أكتوبر 2008 وحصيلته 21 هدفا و20 تمريرة وكانت بداية بودبوز في المستوى العالي مع "سوشو" سنة 2008 وبالضبط في الرابع من شهر أكتوبر، إذ خاض أول مباراة له مع تشكيلة الأكابر، وها هو يصل اليوم إلى لعب 150 مباراة مع تسجيل 21 هدفا في "الليغ1"، دون أن ننسى قيامه ب20 تمريرة حاسمة مكّنت فريقه من الوصول إلى مرمى المنافسين، وإن كانت حصيلة الأهداف ليست كبيرة إلا أنها جيدة للاعب ينشط على الرواق الأيمن لفريقه، وينشط غالبا في الوسط شاغلا منصب محرك وصانع ألعاب للفريق. الجماهير الجزائرية تعتبره مستقبل "الخضر" وتُطالب بمنحه الفرصة ولا يصنع بودبوز الحدث وسط الفرنسيين فقط، بل إنّ اللاعب يصنع منذ سهرة السبت الحدث هنا لدى الجزائريين، لأنهم متيقنون من أنه لاعب موهوب يتمتع بإمكانات هائلة، غير أن مكوثه في الاحتياط مع المنتخب الوطني هو من أنساهم في بودبوز، قبل أن يتذكّروه من جديد بمناسبة لقاء "باريس سان جرمان"، وهو اللقاء الذي تابعه كثيرون باهتمام كبير لتواجد بودبوز طرفا فيه من جهة، وتواجد نجوم فريق العاصمة الفرنسية باريس من جهة ثانية، والمفاجأة كانت بروز بودبوز من جديد وردّه على كل منتقديه ومن حكموا بأفول نجمه قبل الأوان، ما جعل الجماهير المُهتمة بشؤون "الخضر" تُطالب بمنحه الفرصة التي طالما بحث عنها في المنتخب دون أن يحصل عليها بشكل منتظم كسائر اللاعبين الآخرين. الغريب أن بوعزة لعب أكثر من بودبوز ولعل ما يُثير الجدل فيما يحدث لبودبوز في المنتخب الوطني منذ إشراف البوسني "وحيد حليلوزيتش" على العارضة الفنية للمنتخب خلال صائفة 2011، أن لاعبا كبوعزة بحوزته دقائق أكثر مع المنتخب الوطني مقارنة بتلك التي بحوزة بودبوز، وهي حصيلة غير منطقية بما أن بوعزة لا يعطي الإضافة التي يبحث عنها منتخبنا في كل مرة يستنجد به البوسني، في وقت أن بودبوز يحتاج إلى تلك الفرص التي مُنحت لفغولي وقادير وغيرهم كي يستفيد منه المنتخب الوطني، وتصبح طريقة لعبه أكثر جمالية مثلما علّق المحلل الفرنسي "مينيز" سهرة يوم الأحد عن تألق بودبوز: "لو يتوفر في البطولة الفرنسية لاعبون من طينة بودبوز، ستصبح بطولتنا أكثر جمالا".