تخوض جمعية وهران اليوم مباراة في غاية الصعوبة عندما تحل ضيفة على مولودية قسنطينة برسم الجولة 24 من بطولة الرابطة المحترفة الثانية... وما يجعل المهمة صعبة أنّ المنافس يعيش ظروفا غير عادية بما أنه مهدد بالسقوط إلى القسم الثاني هواة لذلك سيفعل المستحيل من أجل عدم التفريط في أي نقطة داخل ميدانه وبين جماهيره التي ستكون حاضرة بقوة لمساندته. الجمعية عنيدة خارج ميدانها وتشير المعطيات والأرقام إلى أنّ جمعية وهران تعدّ منافسا عنيدا بعيدا عن قواعدها إذ تمكّن أشبال المدرب مواسة من تحصيل 4 نقاط خارج الديار منذ انطلاق مرحلة العودة بالفوز على نصر حسين داي بهدف دون رد وتعادل بهدف لمثله عندما حلوا ضيوفا على الجار سريع المحمدية، وباستثناء الخسارة القاسية بثلاثية على يد شباب عين فكرون في أول جولة من مرحلة العودة فإنّ الهزيمة على يد اتحاد البليدة كانت بشق الأنفس لأبناء المدينةالجديدة الذين سيطروا وضيّعوا العديد من الفرص السانحة للتهديف، وهو ما يوضح أنّ جمعية وهران قادرة على إحراج "الموك" عبر الاستثمار في حالة الضغط والمشاكل التي يمرّ بها أبناء مدينة الجسور المعلقة. الانتصار سيعني البقاء في الرابطة الثانية وعلى بعد 6 جولات من نهاية الموسم الحالي دون احتساب مباراة قسنطينة فإنّ الانتصار في مواجهة اليوم سيرفع رصيد "لازمو" إلى 37 نقطة وهو الحد الأدنى المطلوب لأي ناد من أجل ضمان بقائه، لذلك فإنّ المدرب مواسة كان صارما في آخر حصة تدريبية يوم الأربعاء الماضي حين شدّد على ضرورة اللعب بكل قوة لأجل العودة بالنقاط الثلاث التي ستجعل الفريق في راحة قبل التنقل في الجولة الموالية لملاقاة أمل الأربعاء. نقص الفعالية وفقدان التركيز أبرز نقاط الضعف وحتى إن كانت جمعية وهران من بين أحسن الأندية في بطولة الرابطة المحترفة الثانية بجمعها 16 نقطة من 5 انتصارات، تعادل وهزيمتين إلا أنّ بعض نقاط الضعف لا تزال تؤرق الطاقم الفني في مقدمتها نقص الفعالية الهجومية، إذ لا يجد وسط ميدان "لازمو" أي مشاكل في صنع فرص للتهديف لكن المهاجمين لا يترجمون معظمها إلى أهداف، وما ظهر في المباراة الماضية لخير دليل على ذلك إذ لاحت عدة فرص لكل من بن شعبان، بالغ، عامر يحيى والبقية لكنهم أضاعوها وهو ما تسبّب في غضب المدرب كمال مواسة الذي حذّر من مغبة التراجع والتهاون بمجرد أن تكون النتيجة لمصلحة الجمعية. التشكيلة الأساسية لن تختلف عن اللقاء الماضي ويُنتظر أن لا يقوم المدرب كمال مواسة بإحداث تغييرات على التشكيلة الأساسية التي خاضت مواجهة مولودية باتنة بالنظر إلى نتائج الفريق المرضية في الجولات الأخيرة، ويتضح ذلك عبر اعتماد التقني الڤالمي على نفس التعداد في قائمة 18 باستثناء استبدال لاعب الآمال ثابتي بزميله خلوفي العائد من العقوبة. بوعمرية، بن عيادة، سعداوي وبن عوامر في الدفاع وإذا كان تواجد الحارس المخضرم هشام مزاير متواصلا فإنّ الطاقم الفني سيعتمد على خط الدفاع الذي لعب به في لقاء باتنة والمتكون من بوعمرية، بن عيادة، سعداوي وبن عوامر الذي خرج مصابا وحلّ مكانه زميله يوسف ياسين لكن إصابته لم تكن خطيرة وبات جاهزا للمشاركة من جديد. الطاهر، برملة وبودومي لقيادة الوسط وسيتولى صانع الألعاب الطيب برملة وزميله الطاهر بالإضافة إلى بودومي مهمة قيادة خط الوسط، مع احتمال إحداث تغيير واحد فقط بإشراك شريف الوزاني عبد النور الذي دخل بديلا ل بودومي في المباراة السابقة. بن شعبان، بالغ وعامر يحيى في الهجوم ومن المحتمل أن يواصل بن شعبان، بالغ وعامر يحيى تواجدهم في هجوم جمعية وهران، علما أنّ المدرب مواسة يملك خيارات أخرى قد يوظفها وفق مجريات اللعب على غرار خلوفي ولاعب الآمال بن معزيز. --------------------------------- عامر يحيى: "نقاط الموك هامّة لنا والظفر بها ممكن" ستواجهون غدا خارج الديار مولودية قسنطينة التي تبحث عن تفادي السقوط، فكيف ستدخلون هذا اللقاء (الحوار أجري أمس)؟ هذه المواجهة عادية للغاية ولم نحضّر لها بشكل خاص فنحن نعلم أن فريقنا يوجد في منحى تصاعدي ونحاول أن ننهي موسمنا بقوة وبأفضل طريقة ممكنة لذلك لا ننظر إلى المنافسين بقدر ما نركّز على تصحيح أخطائنا وتطوير مستوانا، أما بالنسبة لمباراة الغد فهي صعبة مثل باقي المواجهات لأنّ المنافسة مع اقتراب نهاية البطولة تبلغ أشدها بين من يريد الصعود وبين من يبحث عن ضمن البقاء. إذن المباراة تبدو لك في المتناول بالنظر إلى الحالة السيئة للمنافس... لا أنا لم أقل هذا، فمولودية قسنطينة ناد عريق وكبير وما يعيشه في الظرف الحالي أمر مؤسف، لكن الجمعية كما تعلمون لا تزال بحاجة إلى المزيد من النقاط حتى تضمن بقاءها بشكل رسمي وفي وقت مبكر وبعدها التفكير في أمور أخرى، ومن هذا المنطلق فإننا نسعى إلى تسجيل الانتصار الثاني على التوالي لكننا واعون بصعوبة المهمة التي تنتظرنا في مدينة الجسور المعلقة لأنّ "الموك" محفزة بشكل كبير لضمان الانتصار داخل ديارها والإبقاء على فرصة البقاء قائمة. المدرب كمال مواسة شدّد على ضرورة الانتصار أو العودة بالتعادل على الأقل، هل ترى أنّ المباراة هامة إلى هذا الحد؟ المدرب كمال مواسة معروف بحبه للانتصارات حتى عندما كان يدرّب فرقا أخرى فهو يبحث دائما عن الأفضل وهذا السبب وراء مطالبته بنتيجة إيجابية، فنحن لم ننهزم في اللقاءات الثلاثة الأخيرة وهذا دليل على أننا نسير في الطريق الصحيح، والطاقم الفني طلب منا التركيز واللعب بكل قوة لعلمه بصعوبة المباريات الأخيرة من الموسم التي تتدخّل عدة عوامل حاسمة في تحديد نتائجها، وكما تعلمون فإنّ "لازمو" هذه المرة ستلعب مقابلتين متتاليتين خارج الديار لذا فإنّ جمع أكبر عدد من النقاط يبقى هامّا للغاية. دخلت كأساسي في مباراة مولودية باتنة وسجّلت هدفا لكن المدرب فضّل إخراجك في الشوط الثاني، ما السبب في ذلك؟ لقد كنت سعيدا للغاية بتسجيلي أحد الأهداف الثلاثة لفريقي في مرمى مولودية باتنة خاصة أنني لعبت كأساسي وحاولت تقديم كل ما لدي، وكما تعرفون فإنني عائد منذ أيام فقط من إصابة أبعدتني طويلا وفقدت بسببها الكثير من إمكاناتي البدنية التي أنا بصدد استرجاعها تدريجيا، والمدرب مواسة يلاحظ تطوري خلال التدريبات وسبق أن صرّح بأنني لست قادرا على إكمال 90 دقيقة وهذا أمر صحيح، لذا أنا أعمل على المواصلة بنفس الوتيرة وسأكون جاهزا بشكل تام بعد مباراتين أو ثلاث. هل تطمح لأن تشارك أساسيا في مباراة "الموك"؟ أنا أتطلع للعب باستمرار لكن لعنة الإصابات لاحقتني ومنعتني من ذلك، وإذا أراد المدرب الاعتماد عليّ في مباراة مولودية قسنطينة فأنا مستعد لتشريف ثقة الطاقم الفني، وحتى بقائي احتياطيا لن يحبطني أبدا فالمنافسة في خط الهجوم حاليا على أشدّها بوجود كل من بن شعبان، بالغ وخلوفي وليس من السهل أن تظفر بمكانة أساسية معهم، دون أن ننسى لاعب الآمال بن معزيز. ألن يؤثر عليكم السفر لمسافة طويلة من الناحية البدنية؟ لا أعتقد ذلك فنحن متعوّدون طوال الموسم على التنقل إلى المدن البعيدة خاصة في الشرق الجزائري، ونظرا لعلم الإدارة بطول المسافة فقد قسّمت السفر إلى شطرين الأول من وهران نحو العلمة والثاني من العلمة صوب قسنطينة وهذا ما سيجعلنا في راحة ولن ينال منا التعب والإرهاق من وجهة نظري.