واصل شباب عين فكرون وتيرة نتائجه الإيجابية وعاد أول أمس بفوز ثمين من المحمدية بنتيجة (3-2) مكّنه من الانفراد بالريادة برصيد 50 نقطة وبفارق نقطتين عن الملاحق أمل الأربعاء الذي فرض التعادل على ترجي مستغانم.. وبعد تسجيلهم هذه النتيجة الرائعة ضاعف "السلاحف" حظوظهم في الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى إذ لم يعد يفصلهم عن ذلك سوى تحقيق تسع نقاط. فرحة عرامة في عين فكرون ومباشرة بعد نهاية اللقاء عرفت أحياء مدينة عين فكرون لاسيما "كومباطة" و"السطحة" أجواء رائعة كانت من صنع "السلاحف" الذين عاشوا على الأعصاب طيلة المباراة التي كانت مثيرة للغاية إلى غاية نهايتها بإعلان الحكم فوز فريقهم، إذ أعطى ذلك لهم إشارة الاحتفال ببدء العد التنازلي لصعود الشباب إلى حظيرة الكبار. الأنصار يشكرون كل أعضاء الفريق ووصف أنصار الشباب كل أعضاء الفريق الذين تنقلوا إلى المحمدية بالرجال لاسيما اللاعبين الذين كانوا في الموعد على الرغم من صعوبة المقابلة أمام فريق يسعى لضمان بقائه ولعب أمام أنصاره، لكن هذه العوامل التي لم تكن في مصلحتهم وضعوها جانبا وسجلوا فوزا ثمينا للغاية عززوا به مركزهم الريادي الذي أصبحوا يحتلونه بمفردهم، وضاعفوا كذلك حظوظهم في انتزاع إحدى التأشيرات الثلاث المؤدية إلى الرابطة الأولى. اللاعبون تعرّضوا إلى اعتداءات قبل المقابلة وبعدها وعكس الأنصار الذين أسعدهم كثيرا فوز فريقهم سواء الذين كانوا يتابعون المقابلة عبر الإذاعة أو الذين تنقلوا إلى ملعب والي، فإن لاعبي الشباب لم يفرحوا بالفوز الذي سجلوه أمام "الصام" بسبب الاعتداءات التي استهدفتهم قبل المقابلة وبعد نهايتها من طرف الموالين إلى إدارة المحمدية وحتى لاعبي "الصام". إصابات عديدة أخطرها من نصيب بورحلي وكابري ونتج عن هذه الاعتداءات تعرض العديد من لاعبي الشباب إلى إصابات خطيرة في صورة أمير بورحلي وكابري توفيق اللذين وصفت حالتهما بالحرجة جدا خاصة أنّ الأول تعرض إلى إصابة على مستوى العين والثاني على مستوى الفم مما استدعى إخضاعه إلى عملية خياطة في عين المكان، ولم يسلم من هذه الاعتداءات حتى المدافع عبد الله عفوف الذي كان يجري الإحماءات على خط التماس فحسب اللاعبين وجّه له طبيب فريق المحمدية ضربة قوية على مستوى الصدر جعلته لا يقوى على المشي ويجد صعوبة كبيرة في التنفس. نغيز لم يسلم وتلقى إصابة بحجر وبدوره لم يسلم المدرب نبيل نغيز من هذه الاعتداءات إذ تعرض لإصابة على مستوى الكتف بعدما رشقه أحد مناصري "الصام" بحجر من المدرجات، وهو ما جعله لا يقوى على مواصلة تسيير أشباله وغادر الملعب نهائيا لتلقي العلاج تاركا المهمة لمساعده بلشطر محمد وذلك مباشرة مع بداية المرحلة الثانية. الشباب بقي محجوزا ساعتين في غرف حفظ الملابس وفي ظل الأجواء المشحونة التي انتهى عليها اللقاء ورغبة أنصار ولاعبي "الصام" في الانتقام من رفقاء بورحلي بعد فوزهم، لم تجد مصالح قوات الأمن وسيلة لحمايتهم سوى حجزهم في غرف حفظ الملابس لمدة ساعتين، وهو ما زاد من توتر لاعبي الشباب خاصة أنّ الأوضاع في الخارج لم تكن تبشّر بالخير في ظل المواجهات المباشرة بين أنصار "الصام" وقوات الأمن التي تمكنت من استعادة الهدوء بصعوبة قبل إخراج الفريق من الملعب واقتياده إلى مركز الأمن قبل أن تقوم الشرطة باصطحاب حافلة إلى خارج مدينة المحمدية وسط تعزيزات مشددة. اللاعبون لم يبالوا بالاعتداءات وسجّلوا فوزا ثمينا وبالرغم من الضغوطات والاعتداءات التي تعرّضوا لها طيلة المقابلة إلا أن هذا لم يثن عزيمة عناصر الشباب التي كانت في المستوى طيلة التسعين دقيقة وتمكنت من العودة بفوز ثمين للغاية مكّن الفريق من التربع على عرش الريادة بمفرده وقطع خطوة نحو نيل إحدى التأشيرات المؤدية إلى الرابطة المحترفة الأولى. الشباب لم يدخل جيدا في المقابلة بسبب الضغوطات وبالعودة إلى مجريات المقابلة فإن لاعبي الشباب لم يظهروا في بدايتها بمستوى جيد وهذا راجع إلى الضغوط الشديدة التي كانت مفروضة عليهم قبل دخولهم إلى أرضية الميدان مما أثر عليهم كثيرا وجعلهم يتلقون هدفا مبكرا، واستمر هذا الحال إلى غاية منتصف الشوط الأول الذي عرف عودتهم بصفة تدريجية بعد تمكنهم من معادلة النتيجة في الدقيقة 35 عن طريق المدافع صوالح، إذ عزز ذلك ثقتهم ودفع بهم إلى اللعب بإمكاناتهم إيماننا منهم بقدرتهم على تحقيق الفوز. لم يتأثّر بالهدف الثاني وسيّر المرحلة الثانية بذكاء وعلى الرغم من تلقي "السلاحف" الهدف الثاني في الدقيقة 50 من المقابلة إلا أن الأمر الإيجابي أنهم لم يتأثروا وعرفوا كيف يسيّرون المرحلة الثانية لصالحهم وعادلوا النتيجة في الدقيقة 75 بهدف حمل توقيع المهاجم الشاب صاحبي، إذ زاد ذلك من إصرار رفقائه على تحقيق الفوز وكان لهم ذلك بعد تمكن المهاجم سايح من إضافة الهدف الثالث في الدقيقة 88 بعد أن تلقى تمريرة من طبق من طرف زميله العائد إلى المنافسة عمران منير. الدفاع كان في المستوى ويستحقّ الإشادة وقد استحق دفاع الشباب المتكون من صوالح، بن دريدي، طايبي كابري الإشادة في مقابلة "الصام" فرغم تلقيه هدفين في الشوط الأول والثاني بسبب نقص التركيز إلا أنه أدّى مقابلة في القمة على كافة المستويات وساهم بشكل كبير في الفوز الثمين الذي عاد به الشباب من المحمدية، لاسيما أنه عمل على إجهاض كافة هجمات المحليين التي كانت خطيرة للغاية على مرمى الحارس بولطيف. صوالح يحرّر الشباب يواصل المدافع الأيمن صوالح سمير عروضه القوية من مقابلة إلى أخرى إذ ظهر بشكل جيد مرة أخرى في مباراة "الصام" من الناحية الدفاعية والهجومية أيضا وهو ما سمح له بمعادلة النتيجة، إذ كان للهدف الذي سجله وقع إيجابي على نفسية زملائه خاصة أنهم بدوا متحررين بعد ذلك ولعبوا بطريقة رائعة ووقفوا الند للند أمام المحليين بدليل تمكنهم من معادلة النتيجة للمرة الثانية وإضافة الهدف الثالث والفوز قبل نهاية اللقاء بلحظات فقط. صاحبي يؤكد مستواه العالي من جولة إلى أخرى وبدوره أدّى المهاجم صليح صاحبي مقابلة في القمة من الناحية الهجومية مؤكدا بذلك أنه من بين العناصر التي سيكون لها شأن كبير في المستقبل، إذ أقلق كثيرا دفاع المحليين بتحركاته السريعة وتوغلاته، وما زاد من سطوع نجمه هو تمكنه من معادلة النتيجة بمجهود فردي رائع بعدما استغل خطأ فادحا في دفاع المحليين، مؤكدا بذلك أن أنه لم يخيّب الثقة التي وضعت فيه من طرف المدرب نبيل نغيز ومستعد للعب بكامل إمكاناته في سبيل منح الإضافة المرجوة منه للشباب مهما تكن صعوبة المقابلات. سجّل هدفه الخامس منذ بداية البطولة وبالرغم من لعبه لأول مرة في الرابطة المحترفة الثانية قادما في بداية الموسم من إتحاد الشاوية المنتمي إلى القسم الثاني هواة إلا أن هذا الأمر لم يكن عائقا أمام صاحبي لفرض نفسه في الشباب وتأدية مقابلات في القمة بشهادة الجميع، وقد تمكن من تسجيل خمسة أهداف منذ بداية البطولة وهي حصيلة إيجابية بالنسبة للاعب الذي يعدّ اكتشاف الشباب. سايح يضع الفريق في الريادة بمفرده ومن بين اللاعبين الذي تألقوا في مباراة "الصام" المهاجم سايح الذي بدوره لعب مقابلة في المستوى من الناحية الهجومية ولم يخيّب الثقة التي وضعت فيه من طرف المدرب نبيل نغيز مؤكدا بذلك أنه منح الإضافة لفريقه منذ التحاقه في فترة "الميركاتو" الشتوي قادما من وداد تلمسان، إذ تمكن من تسجيل الهدف الثالث منحا ثلاث نقاط من ذهب للشباب وواضعا إياه في كرسي الريادة بمفرده وعلى بعد نقطتين عن أقرب ملاحقه أمل أربعاء. بكوش فرح كثيرا بالفوز أسعد الفوز الذي سجله الشباب بالمحمدية الرئيس حسان بكوش إلى درجة لا توصف بما أن هذا الأخير عاش على الأعصاب طيلة الأسبوع الماضي وحتى أثناء المقابلة، وهو ما جعله لا يظهر إعلاميا ويفضّل عدم التصريح بخصوصها طيلة الفترة الماضية، ومباشرة بعد نهايتها بفوز فريقه أكد المحيطون به أنه فرح كثيرا بالفوز. شكر لاعبيه ووصفهم بالرجال وفي تصريح خصنا به أعرب لنا الرئيس حسان بكوش عن سعادته الشديدة بفوز فريقه في المحمدية وقال: "بالرغم من صعوبة المقابلة أمام منافس يلعب من أجل ضمان البقاء وفوق أرضية ميدانه إلا أن اللاعبين كانوا في الموعد وأثبتوا أنهم رجال في أرضية الميدان، وأشكرهم كثيرا على ذلك". بكوش: "فريقنا تعرّض إلى اعتداءات غير مفهومة" كما استغرب الرئيس حسان بكوش تصرف المحليين الذين ضربوا عرض الحائط حسن الضيافة وقاموا بالاعتداء على لاعبي فريقه، واعتبر هذه التصرفات غير مفهومة لاسيما أنها جاءت من طرف فريق استُقبل أحسن استقبال في عين مليلة وتكفلت به الإدارة بالأخذ على عاتقها مصاريف إيوائه وأكله إلى غاية مغادرته إلى دياره. "لولا محافظ اللقاء ومصالح الأمن لحدثت الكارثة" وأشاد حسان بكوش بالدور الذي لعبه محافظ اللقاء بغدادي نصر الدين في حماية فريقه بالملعب إذ عمل كل ما بوسعه لكي يقلّل من الاعتداءات على الشباب لاسيما أنّ المحليين حاولوا ذلك أكثر بهدف ترهيب لاعبيه لكي يتنازلوا عن نقاط المقابلة، ولم ينس بكوش شكر مصالح الأمن لدائرة المحمدية التي حسبه جنّبت وقوع كارثة كانت ستحدث في حق فريقه بعد نهاية اللقاء. صاحبي: "عشنا الجحيم في المحمدية وفوزنا أهديه إلى السلاحف" حققتم فوزا في المحمدية كيف تعلّق عليه؟ فوزنا في المحمدية كان مستحقا فرغم أننا لم ندخل جيدا في بداية المقابلة بسبب الضغوطات التي كانت مفروضة علينا إلا أننا تمكنا من العودة من بعيد وعادلنا النتيجة مرتين قبل أن يسجّل زميلنا سايح هدف الفوز في اللحظات الأخيرة وعملنا على الحفاظ عليه إلى غاية نهاية المباراة. وكيف كانت المقابلة؟ أقولها وأعيدها إننا لم نلعب كرة قدم في المحمدية بل تعرّضنا إلى اعتداءات خطيرة وهو ما جعلنا لا نظهر بكامل إمكاناتنا في البداية خاصة أنّ الأجواء كانت مكهربة منذ دخولنا إلى أرضية الميدان، لكن شجاعة الجميع صنعت الفارق وتمكّنا من تحقيق فوز صعب للغاية أسعدنا كثيرا خاصة أنه وضع الشباب في المرتبة الأولى بمفرده. تمكّنت من قيادة الشباب إلى معادلة النتيجة لثاني مرة في المقابلة، كيف كان وقع الهدف عليك؟ لقد أثر على إمكاناتي بالإيجاب وحاولت أن أضيف من خلاله الدفع القوي لفريقي من أجل إضافة الهدف الثالث خاصة أنّ جميع زملائي كانوا يؤمنون بأنّه بمقدورنا العودة بالنقاط الثلاث وهو ما تمكّنا من تحقيقه بعد أن سجّلنا الهدف الثالث، وقد أسعدتنا هذه النتيجة الرائعة بما أنها ضاعفت حظوظنا في انتزاع إحدى التأشيرات الثلاث المؤدية إلى الرابطة المحترفة الأولى. تبدو متأكدا بأنّ الشباب وضع قدما أولى في الرابطة الأولى... بالرغم من صعوبة المهمة التي تنتظرنا في المباريات المقبلة إلا أنني أؤكد لكم أنّ فريقنا خطى خطوة عملاقة نحو نيل إحدى التأشيرات المؤدية إلى الرابطة الأولى، إذ يجب علينا فقط أن نلعب المباريات المقبلة بنفس العزيمة لحصد المزيد من النقاط التي ترسّم صعودناونُدخل بذلك الشباب التاريخ بما أن هذا الصعود سيكون الرابع له على التوالي. وكيف ترى المباريات المقبلة؟ لن تكون سهلة على الإطلاق خاصة أنّ فريقنا سيلعب أمام منافسين يلعبون بدورهم على انتزاع إحدى التأشيرات المؤدية إلى الرابطة المحترفة الأولى في صورة إتحاد البليدة وترجي مستغانم، لكن هذا لن يمنعنا من لعبها بإمكانات مضاعفة من أجل حصد نقاط إضافية ترسّم صعودنا بصفة نهائية. هل من إضافة في الأخير؟ أتمنّى الشفاء لكل زملائي الذين تعرّضوا لاعتداءات خطيرة في المحمدية وأرجوا أن لا تؤثر عليهم وأن يكونوا مع الفريق في المباريات المقبلة بما أنه محتاج كثيرا إلى خدماتهم، كما لا يفوتني أن أهدي هذا الفوز لكل "السلاحف" وأؤكد لهم أنّ ما حققناه من نتائج إيجابية يعود الفضل فيه إليهم دون أن أنسى الطاقمين الإداري والفني.