كتب حفيظ دراجي في العمود الأسبوعي الذي ينشره على موقع مجلة “سوبر”، أن مردود “الخضر” والأداء والروح أمام سلوفينيا وإنجلترا وما سيفعله المنتخب الوطني - بإذن الله- أمام أمريكا “ هو أمر غريب وجديد بالنسبة للبعض الذين كانوا متشائمين من الظروف الصعبة التي يمرّ بها المنتخب “من إصابات لعديد اللاعبين، وتشكيك في قدراتهم، وتعثرات في المباريات الودية، وانتقاص من قيمة المنتخب من قبل وسائل الإعلام الجزائرية والعربية، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أيضا انعدام الخبرة والتجربة لدى لاعبينا وغياب الجزائر عن مثل هذه المحافل الكبرى منذ أكثر من عقدين من الزمن، حتى اعتقد الجيل الجديد في هذا العالم بأن لا مكان للجزائر في الخريطة الكروية“، على حدّ قول دراجي. “تشاؤم العرب من الجزائر يعكس حال الإحباط وفقدان الأمل ومركب النقص” وقال دراجي إن تشاؤم جميع العرب بهذه الطريقة وحتى بعض الجزائريين بشأن ممثل العرب الوحيد “يعكس حالة الإحباط وفقدان الأمل ومركب النقص الذي يميّز الشارع العربي، ومشاعر الحسد والغيرة والحقد التي يعاني منها شبابنا وإعلامنا، وحتى صفوة المجتمعات العربية من المثقفين وصناع الرأي، وكذا انعدام الثقة في نفوسنا وأبنائنا وفي بعضنا البعض، ويدلّ أيضا على جهلنا بطبيعة الجزائري وقدرته على رفع التحدّيات وتجاوز الاستفزازات، وقدرته على تحمّل الضغوطات الداخلية والخارجية“، قال دراجي الذي أشار إلى أن لاعبي “الخضر” وصل بهم الأمر إلى حدّ نسيان المكافآت والتركيز على ما ينتظرهم من خلال رفضهم الحديث عنها لأنهم سيقدّمون للجزائر التي منحت لهم فرصة إثبات أنفسهم. وواصل دراجي أن الجزائريين “أثبتوا أنهم رجال مواعيد كبرى جيل بعد جيل بعد أن توارثوا هذه الروح من أجدادهم المجاهدين أثناء الثورة التحريرية، ومن أبائهم الذين حاربوا الجهل والأمية والظلم والإرهاب الأعمى“. “عندما يُواجهنا الأمريكيون سيعرفون أننا نختلف عن غيرنا” وأشاد دراجي باللاعبين رغم حداثة تجربة أغلبهم في المنتخب، وقال إنهم اكتسبوا وعيا وطنيا وفنيا غاب عن كثير من المنتخبات، مشيرا إلى أن هذا النقص عوّضوه بما أسماه “روح أم درمان التي تسكن قلب كل جزائري، مدعمين من أبناء جلدتهم من العرب والأمازيع وحتى الأفارقة الذين يحترمون فينا إخلاصنا ووفاءنا وصدقنا وتضحياتنا“، على حدّ قوله. وأشار دراجي بالمقابل ورغم كل شيء إلى أنه يخشى الغرور الذي قد يصيب اللاعبين من أنهم قد وصلوا أو بشكل يجعلهم يكتفون بما قدّموه أمام سلوفينيا وإنجلترا، باعتبار أن مباراة أمريكا هي الأصعب أمام فريق قال أنه أظهر قدرات ومهارات بعد أن فهم الأمريكان أنه لا بد من التفوّق في كرة القدم لمواكبة تطوّرهم السياسي والعسكري والاقتصادي. وختم يقول دراجي: “نخاف من الغرور ولا نخاف على أبنائنا من عقدة الشعور بمركب النقص الذي يعاني منه للأسف الكثير من الناس، ونخاف من لاعبينا أن يعتقدوا بأنهم وصلوا، ولا نخاف عليهم من الأمريكان لأنهم بشر مثلنا، وعندما كنا نلعب الكرة كانوا لا يسمعون عنها، وعندما نواجههم سيدركون بأننا نختلف عن غيرنا“، في إشارة واضحة إلى المنتخب المصري الذي كان تلقى هزيمة ساحقة أمام أمريكا في كأس العالم للقارات العام الماضي بنتيجة (3-0).