كتب حفيظ دراجي في عموده في مجلة “السوبر” الإماراتية يوم أمس يتحدث عن ردود الفعل الجزائرية، الأجنبية وحتى العربية عقب إنهزام “الخضر” في أول لقاء من كأس العالم أمام سلوفينيا، مشيرا إلى أنه لم يتفاجأ بها رغم تباينها مثلما لم يستغرب لما لاحظ ردود فعل اللاعبين الجزائريين الذين لم يخيّبوننا - على حد تعبيره - في أدائهم ولم يبكوا حظهم ولم ييأسوا، وخرجوا مرفوعي الرأس، ثم عادوا ليطلوا علينا بكل شجاعة ومسؤولية يعتذرون ويعدون بعدم الاستسلام وبالمزيد من الجهد والعطاء كعادتهم دون مركب نقص أمام انجلترا وأمريكا، وأمام كل العالم. “ردود فعل الحُسّاد والمنافقين لم تفاجئني” كما قال دراجي إن ردود فعل الحُسّاد والمنافقين لم تفاجئه ولم تفاجئ حتى الصحافة الأمريكية التي تحدثت عن غرابة كرة القدم في العالم العربي التي تجمع وتفرق. وأضاف المعلق الشهير أن الجزائريين بكل روح رياضية تقبّلوا الهزيمة رغم أن فريقهم كان الأفضل وقريبا من تحقيق فوز منطقي وأن إنتقاداتهم جاءت عادية لبعض اللاعبين والمدرب خالية من الغلو، مشيرا إلى أن هذا حصل في وقت كانت “ملامح الشماتة والغل والحقد والكراهية التي قرأناها في بعض الصحف وسمعناها من بعض الأفواه، ورغم الانتقادات المسمومة التي صدرت عن البعض الآخر، إلا أن كل هذا لن يؤخر ولن يقدم شيئا، ولن يغير من قناعتنا أن الحقد والنفاق والحسد والغيرة هي خصال الكثير منا، ومن يزرعها يحصدها يوما، ولكن الأمر الغريب أن الأمر يحدث لأول مرة في التاريخ، ولأول مرة نسمع ونقرأ عن عرب يطرحون مسألة التشجيع والمناصرة لمنتخب عربي على الطاولة للمزايدة والمساومة“. “نحن نتصرف مثل الرجال، عندما نخسر لا نبكي ولا نتحسّر” وواصل دراجي أن مسألة المناصرة صارت محورا للنقاش والمزايدة رغم أن ذلك لا يؤثر في الجزائريين لأن التشجيع لم يكن سينفعهم أمام سلوفينيا ولا في اللقاءين القادمين، مواصلا الكتابة في إشارة واضحة الى مصر وردود فعل اللاعبين وحتى الفنانين عقب الإقصاء من التأهل الى كأس العالم: “الجزائريون مثل الكثير من إخوانهم من العرب الشرفاء يتصرفون مثل الرجال عندما يفوزون، ومثل الرجال بشهامة عندما يخسرون، ولا يبكون ولا يتحسرون ولا يستسلمون مثلما لم يستسلموا لكل المآسي والأزمات والصعوبات، ويعرفون جيدا من يحبهم ويناصرهم ويحترمهم ويفرح لهم، ويعرفون أيضا بحدسهم وحسهم ومشاعرهم من يخلص لهم القول والفعل ومن يصدقهم ومن يكذب عليهم”. “فرحوا بهدف سلوفينيا أكثر من فرحتهم عندما يسجل منتخب بلادهم” وقال معلق باقة “الجزيرة” أن الهدف الذي سجلته سلوفينيا اهتزت له مشاعر وقلوب من لا يعرفون أين تقع هذه الدولة على الخارطة “وفرحوا له أكثر مما يفرحون عندما يسجل منتخب بلادهم ويفوز، ومن يقول غير ذلك مع نفسه فهو كاذب، ومن يقول إنه يناصر الجزائر ويفعل غير ذلك فهو منافق، أما من يقول إنه لا يناصر الجزائر مهما كان السبب فله مني ألف تحية وكل الاحترام والتقدير لأنه صادق مع نفسه ومعنا”. وقال دراجي إن غدا يوم آخر ستربح أو تخسر فيه الجزائر، ستفرح وتتأسف وتتعلم من الأخطاء وأشار إلى أن “الخضر” حتى لو فازوا بكأس العالم فإنهم سيواصلون مسيرتهم نحو التألق والعودة الى الواجهة “بكل شموخ ورجولة ودون شماتة في أحد لأنها ليست من شيمنا ولا من خصالنا. وفي حياتنا لم نطرح مسألة مناصرة منتخب عربي في المزاد ولم نتاجر بها، ولن نفعل ذلك في المستقبل مهما حصل لأن أبناءنا تربوا على الصدق مع النفس ومع الغير، وتعوّدوا على عدم الاستسلام واليأس”.