أصدر الإتحاد الدولي لكرة القدم تصنيفا لكل اللاعبين المشاركين في المونديال وتم تحديد ذلك على حسب المستوى وعدد المشاركات مع المنتخب لكن هناك الكثير من اللاعبين تجاوزوا عتبة التسع نقاط من عشر، ولا يوجد أي لاعب جزائري تحصّل على علامة تسعة فما فوق. لكن الأحسن الذي تم إختياره ضمن ال23 لاعبا جزائريا مشارك في المونديال هو آخر من إلتحق ب “الخضر”، ولا غرابة إذا قلنا إنه الحارس وهاب رايس مبولحي الذي فاجأ الجميع بمستواه العالمي، والذي وقف به ندا لكل من نجوم المنتخب الإنجليزي أصحاب الخبرة والتجربة، ناهيك عن وقوفه في وجه خفة وسرعة المنتخب الأمريكي الذي عانى الأمرّين قبل أن يصل إلى شباكه في الوقت بدل الضائع. مبولحي حصل على علامة 8,24، وهي علامة جيدة لحارس لم يلعب سوى 180 دقيقة مع المنتخب الوطني في أول مشاركة وأول مونديال. لو لعب اللقاءات الثلاثة لكان ترتيبه أحسن واحتل الحارس البارع المرتبة 96 ضمن قائمة اللاعبين المشاركين في المونديال والبالغ عددهم 736 لاعبا، ولكن العملية شملت اللاعبين المشاركين في المباريات فقط. فاللاعب الذي لم تطأ قدماه المستطيل الأخضر بشكل رسمي لا يمكن تصنيفه، ولذا فمن الطبيعي أن يعتمد التصنيف على أسس معينة أبرزها الحصول على ثقة المدرب ولعب ولو بضع دقائق مثلما فعل الظهير الأيسر الجديد في صفوف “الخضر” جمال مصباح. وكان بإمكان الحارس مبولحي الحصول على ترتيب أحسن بالنظر إلى المستوى الذي ظهر به، حيث احتل مرتبة مع ال100 الأوائل، وهذا دليل على أنه نال رضا وإعجاب كل المتتبعين، رغم لعبه مبارتين فقط. لحسن الأحسن ضمن اللاعبين وإذا كان اللقب الأغلى وهي الرتبة الأولى قد عادت إلى حارس مرمى، فإنه ضمن اللاعبين نجد لاعبا خاض أولى مبارياته الرسمية مع “الخضر”، إنه مهدي لحسن الذي تمكن من التواجد في المرتبة 151 وبمعدل 7,72 من 10. وهو الآخر كان من بين الأبرز في اللقاءات الثلاثة، خاصة في لقاءي سلوفينيا وإنجلترا، قبل أن يتراجع قليلا في المباراة الثالثة أمام منتخب الولاياتالمتحدة. وعليه فإن لاعب نادي راسينغ سانتاندار الإسباني يكون بمثابة ثاني صفقة ناجحة بعد الحارس مبولحي. قادير وحليش ضمن ال 200 الأحسن ورغم أن المنتخب الجزائري الممثل الوحيد للعرب في المونديال الأسمر لم يتجاوز عتبة الدور الأول، إلا أنه استطاع أن يحصد مراتب مشرفة لمنتخب غاب عن المحفل العالمي لأكثر من عقدين من الزمن. وعليه فقد حصل ثنائي الدفاع فؤاد قادير - رفيق حليش على مرتبتين ضمن أحسن 200 لاعب، فالأول قادير احتل المركز 186 بمعدل نقاط وصل إلى 7,41، في حين احتل حليش المرتبة 196 وغير بعيد بمعدل نقاط وصل إلى 7,32. بوڤرة وبلحاج ضمن قائمة الشرف ويأتي في المراكز الموالية كل من صخرة الدفاع مجيد بوڤرة في المركز 208 بمعدل 7,22، وبعده الجناح الطائر نذير بلحاج الذي يأتي عقبه برتبتين فقط، أي 210 بمعدل قريب منه بلغ 7,20، وعليه فإن الدفاع الجزائري احتل مراتب مشرفة تجعل من الجزائر تفتخر بأداء لاعبيها من الناحية الفردية. وهو مؤشر إيجابي للمستقبل حتى يتمكن الفريق من التواجد ضمن لائحة الدول المشاركة بقوة في المناسبات المقبلة، أي عندما يتحسن الأداء الجماعي. عنتر خطف مركزا لا بأس به ووسط ميدان هجومي مشرّف وجاء خلف هؤلاء وسط الميدان حسان يبدة الذي جاء في المركز ال 241 بمعدل 6,95، وبعده عنتر يحيى في المركز 250 بمعدل 6,87، أما كريم مطمور وكريم زياني فحجزا مركزين ضمن لائحة 300، فالأول احتل المركز 256 بمعدل 6,82، والثاني في المركز 280 بمعدل 6,63، وهو دليل آخر على أن وسط ميدان المنتخب الجزائري كانت له كلمة خاصة على المستوى الدفاعي. بودبوز وجبور فوق المتوسط، رغم أنهما لم يلعبا كثيرا وجاء معشوق الجماهير الجديد رياض بودبوز ضمن لائحة اللاعبين ال 500 الأحسن، واحتل المركز 416 بمعدل فوق المتوسط بلغ 5,51، رغم أنه لم يلعب كثيرا، فهو لعب نصف مباراة أمام منتخب إنجلترا وبقي على مقعد البدلاء في مبارتي سلوفينيا والولاياتالمتحدةالأمريكية. وبعده يأتي رفيق جبور صاحب المستوى المتواضع، لكن المشرفين على التنقيط رأوا أن اللاعب كان يتحرك كثيرا وأقلق دفاع المنافسين، بالتالي منحوه معدل 5,50 احتل بفضله رتبة مباشرة بعد بودبوز وهي ال 417. ستة عناصر فوق ال 500 منهم خمسة بأدنى رصيد ستة عناصر من الذين شاركوا وجدناهم احتلوا مراكز فوق ال500 وهم عدلان ڤديورة الذي احتل المركز 513 في بمعدل قريب من المتوسط وهو 4,97، وعليه فهو آخر لاعب ضمن قائمة اللاعبين الذين يمكن القول إنهم قدموا مردودا مقبولا، وبعد الرتبة التي احتلها بقليل تبدأ المرتبة التي تعتبر الأخيرة في التصنيف وهي الرتبة 518 وأصحابها بمعدلات لا تتعدى 4,51، والتي تواجد فيها خمسة لاعبين من الجزائر وهم رفيق صايفي، عبد القادر غزال، جمال عبدون، جمال مصباح، وفوزي شاوشي، هذا الأخير لم تشفع له المكانة الأساسية مع سلوفينيا للتواجد في مرتبة أحسن ويبدو أن خطأ الهدف هو الذي كلفه ذلك، ونعتبر هذه المرتبة هي الأخيرة لأنها تضم بقية اللاعبين الذين شاركوا ولو دقيقة واحدة وبلغ عددهم 76 لاعبا كلهم حصلوا على فرصة. خمسة لاعبين ليسوا مصنفين ولم ترد ضمن اللائحة أسماء اللاعبين الذين لم يشاركوا في ولو دقيقة وبلغ عددهم 142، ومن بين هؤلاء نجد العناصر الخمسة المتبقية من الجزائر وهم القائد السابق يزيد منصوري، الحارس الوناس ڤاواوي، عبد القادر العيفاوي، وإلى جانبهم كل من حبيب بلعيد وكارل مجاني، وهؤلاء تواجدوا ضمن القائمة التي لم تحظ ولو بنصف فرصة في هذا المونديال.