رغم مرور ثلاثة أيام عن اللقاء الأخير الذي لعبته المولودية فوق أرضها أمام “الحواتة”، فضلنا اليوم العودة إلى ما حدث في هذه المواجهة للحديث عن مستوى بعض اللاعبين الذين ظهروا بوجه كارثي.. ولم يقدموا ما كان منتظرا منهم إلى درجة أن الكثيرين لم يصدقوا ما شاهدوه في تلك المواجهة من نقص فادح في مستوى بعض اللاعبين الذين كانوا خارج الإطار، وتسبب بشكل مباشر في النتيجة النهائية للقاء والأكثر من ذلك أنها كادت أن تتسبب في هزيمة المولودية لولا سوء الحظ الذي لازم مهاجمي الترجي. شرايطية كان الأفضل من جانب سعيدة وقبل الحديث عن مستوى بعض العناصر التي كانت خارج الإطار، يجب التنويه بالمستوى الذي قدمه اللاعب شرايطية الذي برز بشكل لافت للانتباه ولعب بإرادة قوية افتقدها العديد من اللاعبين في مواجهتهم ل”الحواتة”، فاللاعب سجل الهدف الأول بعد أول فرصة أتيحت له وأنعش الخط الهجومي للمولودية في أول ربع ساعة، قبل أن يجد نفسه معزولا بسبب انخفاض مستوى عاتق ودلالو وبلحول وبوطابية وزاوي وغيرهم. من جهة أخرى برز اللاعب بلعواد بوجه مغاير عن المباريات السابقة، حيث حاول تدارك مستواه الضعيف أمام سكيكدة وحجوط في لقاء “الحواتة“ وأظهر نوعا من التحسن في الأداء خاصة في الشوط الأول من اللقاء لينخفض مستواه بعدها في الشوط الثاني بسبب ضعف مستوى التشكيلة. عاتق أدهش الأنصار بمردوده الضعيف كان لاعب الوسط الدفاعي عاتق في الماضي القريب أحد أبرز العناصر السعيدية التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث لعب مباريات في المستوى وكان له الفضل في الكثير من الانتصارات التي حققتها المولودية فوق أرضية ميدانها، لكن ما قدّمه اللاعب أمام “الحواتة” أدهش كل من تابع اللقاء، حيث كان عاتق خارج الإطار. فإضافة إلى فشله في استرجاع الكرات، راح يرتكب الكثير من الأخطاء في الوسط وكاد يتسبب في تلقي شباك الحارس شويح أكثر من هدف. ويتمنى الأنصار أن يكون ما حصل أمام “الحواتة“ مجرد سحابة عابرة لعاتق حتى يتدارك مستواه أمام بن طلحة. ... ودلالو كان خارج الإطار ولم يقدّم شيئا لاعب آخر كان في الماضي من بين العناصر المهمة في التشكيلة السعيدية بفضل خبرته التي غالبا ما كانت تصنع الفارق، ويتعلق الأمر بدلالو الذي لم يقدم شيئا في اللقاء وكان وجوده داخل الملعب مثل عدمه، فمعظم تمريرات اللاعب كانت خاطئة وكاد يتسبب بطريقة ساذجة في أن تهتز شباك زميله شويح بعد تضييعه لكرات سهلة على مقربة من منطقة المولودية. يذكر أن دلالو تلاسن مع زميلة بسباس الذي لم يتحمّل الأخطاء التي ارتكبها، خاصة في احدى اللقطات التي كان فيها الترجي على وشك تسجيل الهدف الثالث بسبب خطأ ارتكبه دلالو. ضعف الظهيرين صعّب المهمة على المولودية لاعبان آخران كانا خارج الإطار ويتعلق الأمر ببلحول وبوطابية اللذين أوكلت لهما مهمة تغطية الرواقين الأيمن والأيسر. فالأول كانت تغطيته الدفاعية ضعيفة للغاية، بينما الثاني كان مستواه ضعيفا سواء في الدفاع أو في الهجوم إلى درجة أن الجهة اليسرى كانت تعاني الضعف الفادح طيلة أطوار المباراة، حيث استغل لاعبو “الحواتة“ فرصة ضعف مردود هذين اللاعبين ليشنوا هجمات سريعة على هاتين الجهتين، وكادوا يصلون إلى مرمى الحارس شويح في العديد من المرات خاصة في الشوط الثاني. زاوي لم يجد ضالته في الوسط نقطة أخرى برزت بشكل جلي في لقاء الترجي تتعلق بالمهاجم السعيدي زاوي الذي بدا عاجزا حتى عن ترويض الكرة وتمريرها بسهولة لزملائه، فاللاعب خيّب آمال الأنصار بسبب ضعف مردوده في وسط الميدان، ولعل السبب الأبرز في ذلك يعود لأن زاوي لم يجد ضالته في هذا المنصب، ففي الشوط الأول وبحكم نزعته الهجومية كان اللاعب السابق لمولودية الحساسنة يلعب الهجوم وتمكن من تسجيل الهدف الثاني، لكن في الشوط الثاني وبعد توصيات مدربه حموش بقي في وسط الميدان تائها وانخفض مستواه بشكل رهيب إلى درجة أن وجوده فوق أرضية الميدان شكّل عبئا على زملائه. شويح يتحمّل مسؤولية الهدف الثاني مما لا شك فيه أن الدفاع السعيدي لم يكن هو الآخر في يومه، حيث تلقى هدفين في شوط واحد وهو ما لم يتلقه في 3 مواجهات كاملة. كما أن الحارس شويح يتحمّل هو الآخر مسؤولية الهدف الثاني لأنه كان من السهل عليه التقاط الكرة أو إخراجها إلى الركنية، لكن سوء تقديره ونقص تركيزه جعلاه يدخل الكرة بيده إلى الشباك في لقطة تؤكد أن لاعبي المولودية دخلهم الشك. مكانة بن طوشة لا نقاش فيها كان لغياب لاعب وسط ميدان المولودية بن طوشة بسبب العقوبة الآلية تأثيره السلبي على التشكيلة السعيدية، حيث برزت مكانة هذا اللاعب بشكل واضح وبسبب غيابه تمكن “الحواتة“ من فرض سيطرتهم المطلقة على وسط الميدان، ثم الانطلاق في شن الهجمات المعاكسة، فاللاعب كان ومنذ انطلاقة الموسم بمثابة صانع الألعاب باعتباره همزة وصل بين الدفاع والوسط من جهة وبين الوسط والهجوم من جهة أخرى. الترجي ضيّع الفوز والمولودية سرقت نقطة وبالنظر إلى كل ما سبق، نلاحظ أن 6 لاعبين من سعيدة كانوا خارج الإطار ولم يقدموا ما كان منتظرا منهم، ومن هذا المنطلق يمكن القول إن نتيجة التعادل غير منطقية للترجي الذي كان بإمكانه الفوز بكل سهولة أمام ضعف أغلبية لاعبي المولودية والتحيز الفادح للحكم حواسنية لفريقهم في الشوط الأول، ف”الحواتة“ ضيّعوا الفوز لأنهم واجهوا فريقا أبرز لاعبيه كانوا تائهين فوق أرضية الميدان وارتكبوا أخطاء كارثية لا يمكن لأي لاعب استقدم من القسم الأول أن يرتكبها. بوادر حرب الكواليس ظهرت أمام “الحواتة“ بتعيين الحكم حواسنية لإدارة لقاء المولودية الأخير، وهو الذي له تاريخ أسود مع السعيديين بحكم تجاربه السابقة، يمكن اعتبار –حسب المسيرين- أن بطولة القسم الثاني دخلت حرب الكواليس وأصبح واضحا أن المولودية ستعاني كثيرا من الأمور غير الرياضية التي ستستعملها الكثير من الفرق من أجل تحقيق الصعود –حسب المسيرين دائما. التفكير في الماضي لا جدوى منه والتدارك مطلوب أمام بن طلحة بمجرد أن أعلن الحكم حواسنية نهاية اللقاء الأخير، ضيعت المولودية صدارة البطولة لكن ذلك لا يعني أي شيء ما دامت البطولة متواصلة، وما دام مصير المولودية بين أرجل لاعبيها، لذلك ينبغي على التشكيلة السعيدية التفكير فيما هو قادم خاصة في اللقاء المصيري أمام بن طلحة الذي سيوضح معالم الصعود. فإذا حققت المولودية الفوز في هذا اللقاء فإن المياه ستعود إلى مجاريها، وستزداد حظوظ “الصادة“ في الصعود أكثر من أي وقت مضى. عاتق: “لم أعرف نفسي في لقاء الترجي وأطلب السماح من الأنصار” صرح لاعب الوسط الدفاعي عاتق عندما سألناه عن الإصابة التي تعرض لها في اللقاء الأخير وعن المردود الضعيف الذي قدمه أمام “الحواتة“: “بالنسبة للإصابة الحمد لله أنا بخير رغم أنني تعرضت لالتواء في الكاحل وسأعمل جاهدا لأعود إلى التحضيرات، أما بالنسبة لمردودي فلا أجد أي تفسير لما حدث. كل ما سأقوله إنني لم أعرف نفسي ولم أصدق أنني لعبت بتلك الطريقة. أطلب السماح من أنصار المولودية وأعدهم أنني سأفعل كل ما في وسعي لتدارك ما فات”. الاستئناف أمس أجرت تشكيلة مولودية سعيدة مساء أمس حصة الاستئناف تحت إشراف المدرب حموش، لتنطلق بذلك التحضيرات الفعلية للقاء الكأس القادم أمام وفاق سطيف الذي سيجري بملعب 8 ماي هذا الجمعة.