ضيعت مولودية وهران ظهر أول أمس فرصة ضمان البقاء بشكل رسمي في بطولة القسم الوطني الأول، بعد تواصل سلسلة نتائجها المخيبة للآمال داخل الديار، وهذه المرة أمام شباب باتنة الذي عرف كيف يفتك نقطة التعادل من هذه المواجهة الهامة التي سيرها بطريقة جيدة. وينتظر أن تكون مهمة “الحمراوة” أكثر صعوبة في الجولات القادمة التي سيشتد فيها الصراع بين أغلب الفرق، سواء الموجودة في المقدمة أو تلك الموجودة في المؤخرة. المولودية لم تقدم أي شيء في المباراة والمتتبع لمباراة مولودية وهران الأخيرة يلاحظ أن زملاء المهاجم بحاري لم يقدموا أي شيء حتى يحققوا الانتصار الذي كان سيخرجهم من دائرة الحسابات، فقد ظهر الفريق بمستوى باهت طيلة التسعين دقيقة وخاصة في المرحلة الثانية التي لم يصنع فيها “الحمراوة“ أي فرصة حقيقية للتسجيل، عكس الضيوف الذين كان بإمكانهم التسجيل، عن طريق قلب الهجوم بتومي الذي كاد يمنح فريقه النقاط كاملة. مستوى التشكيلة يتراجع ولعل الأمر الذي لم يهضمه أنصار المولودية في هذه المواجهة، هو المستوى الضعيف الذي ظهرت به تشكيلة المدرب عبد القادر معطى الله والتي لم تقنع بأدائها في هذه المواجهة، وقد لاحظنا أن مستوى التشكيلة تراجع بشكل كبير، في وقت كان يظن الجميع أن زملاء مداحي سينتفضون في هذه الجولة بعد سلسلة من النتائج السلبية داخل الديار وخارجها، لاسيما أن كل الظروف كانت مهيأة لذلك من اكتمال التعداد ووجود التحفيزات المالية. الهجوم خارج مجال التغطية وكان الخط الأمامي لمولودية وهران بعيدا كل البعد عن مستواه، ولم يقدم ما كان منتظرا منه أمام دفاع شباب باتنة الذي لم يجد صعوبات كبيرة في الحفاظ على نظافة شباكه، وحتى الحارس بابوش لم تصله فرص حقيقية، ويمكن القول إنه كان في راحة خلال هذه المواجهة التي لم يسجل فيها أي تدخل حاسم. وقد صدم أنصار المولودية بالأداء الباهت لمهاجمي فريقهم، لاسيما في الشوط الثاني الذي لم تسجل فيه أي فرصة حقيقية للتهديف للمولودية التي اكتفت بالكرات الطويلة العشوائية. بحاري بعيد عن مستواه ولم يقدم قلب هجوم المولودية نصر الدين بحاري ما كان منتظرا منه أمام “الكاب”، وهو الذي كان يعلق عليه الجميع في المولودية أمالا عريضة لهز شباك المنافس بعد الوجه القوي الذي ظهر به في الأيام الماضية واسترجاعه لحس التهديف في الجولة السابقة أمام نصر حسين داي. بحاري كان بعيدا عن مستواه الحقيقي وكان ظلا لنفسه طيلة المباراة التي لعبها أساسيا وعجز فيها عن الوصول إلى شباك “الكاب“. كان من الأفضل لو أقحم في الشوط الثاني ومعروف عن اللاعب نصر الدين بحاري أنه يسجل كثيرا عندما يقحم في الأشواط الثانية، كما فعل في عدة مناسبات آخرها أمام النصرية عندما أقحمه المدرب في نصف الساعة الأخير وتمكن من تسجيل هدف التعادل، لكن هذه المرة اعتمد عليه المدرب منذ البداية، وهو ما لم يساعد اللاعب على الظهور بمستواه الحقيقي والوصول إلى شباك المنافس. وكان على معطى الله أن يعتمد على بحاري ك “جوكير“ في المرحلة الثانية لإعطاء الإضافة اللازمة للتشكيلة، إلا أن المدرب كان له رأي آخر وأراد أن يستغل لياقة اللاعب منذ البداية، لكن بحاري عجز عن فك رموز نقص الفعالية أمام المرمى. شعيب وبالغ لم يقدما الإضافة ومجاهد لم يقحم ورغم دخول اللاعب شعيب توفيق في (د65) مكان اللاعب برملة، إلا أنه لم يقدم المستوى المنتظر منه وبدا متأثرا بما حدث له في الآونة الأخيرة بعد تضييعه لركلة الجزاء أمام البليدة، خاصة أن بعض الأنصار تهجموا عليه قبل دخوله أرضية الميدان، وهو ما يكون قد أثر على اللاعب معنويا. وحتى المهاجم بالغ لم يظهر بالمستوى المنتظر منه، وربما الإصابة التي كان يعاني منها في الفترة الأخيرة أثرت عليه، فقد تدرب هذا الأسبوع في حصتين تدريبيتين فقط ودخل أمام “الكاب” في الشوط الثاني مكان مداحي الذي لم يظهر هو الآخر بمستواه المعهود. من جهته وجد المهاجم سفيان مجاهد الذي شارك في المباراة الأخيرة أمام النصرية أساسيا، نفسه بعيدا عن التشكيلة، ولم يقحم حتى في المرحلة الثانية رغم أنه حضر كل الحصص التدريبية الأخيرة للفريق. واسطي بكى بحرقة بعد المباراة من بين اللاعبين الذين تأثروا كثيرا بعد النتيجة السلبية التي سجلها “الحمراوة“ أمام شباب باتنة والتي جعلت المولودية تقترب شيئا فشيئا من دائرة الخطر، نجد اللاعب زوبير واسطي الذي لم يتحمل النتيجة التي انتهت عليها المواجهة، وقد ذرف الدموع في غرف تغيير الملابس وأحس بإحباط شديد لأنه كان يتمنى أن يخرج فريقه من دائرة الحسابات، لكن برودة بعض اللاعبين والمستوى الضعيف الذي ظهروا به جعلهم يضيعون نقطتين ثمينتين في هذه الجولة، وقد لام مدافع الحمراوة بقية زملائه في غرف تغيير الملابس بعد المباراة على هذا الأداء ووصفه بالكارثة الحقيقية، حيث اتهم البعض بالتّخاذل وأكد عدم وجود الإرادة وروح المسؤولية داخل المجموعة. كان من بين أحسن العناصر رفقة بن عطية و كشاملي وأنقذ زوبير واسطي فريقه من عدة هجمات خطيرة وكان في المستوى في الدفاع رفقة القائد قادة كشاملي، إضافة إلى اللاعب مجيد بن عطية الذي لعب بإرادة قوية سواء في وسط الميدان أو كمدافع أيسر بعد خروج اللاعب مجيد جمال في المرحلة الثانية متأثرا بإصابة على مستوى الرجل، فقد بذل ابن حي الصنوبر جهودا معتبرة وحاول تقديم الإضافة اللازمة لكن النتيجة بقيت على حالها طيلة ال90 دقيقة، كما أن دخول قايد في وسط الميدان أعطى الإضافة رغم أن اللاعب كان يعاني من إصابة ما جعله يبقى على دكة الإحتياط واستعان به المدرب معطى عند الحاجة كما أشرنا إليه في وقت سابق. بن حمو أنقذ المولودية من هدف محقق من جهته أدى الحارس محمد بن حمو مباراة في المستوى رغم أنه كان في راحة في بعض فترات اللعب، وقد كانت للشباب هجمات معاكسة خطيرة كما حدث مع بداية المرحلة الثانية عندما انفرد المهاجم السابق للمولودية والحالي ل “الكاب“ بتومي توفيق بالحارس الدولي السابق الذي أنقذ الموقف ببراعة وأخرج كرة كانت متجهة إلى الشباك بصعوبة كبيرة من على خط المرمى إلى الركنية. براعة بن حمو ساهمت في إبقاء النتيجة على حالها، وعدا الخطأ الذي ارتكبه مع بداية اللقاء عندما اصطدمت كرته ببتومي، فإن الحارس أدى ما عليه. ... وبتومي أكد أن حارس “الحمراوة” كان في المستوى أوضح مهاجم “الكاب” توفيق بتومي الذي تخلت عنه إدارة المولودية في مرحلة الميركاتو أنه أاراد أن يسجل في الفرصة التي أتيحت له مع بداية المرحلة الثانية، وأضاف: “وجدت أمامي حارسا بارعا أنقذ الموقف في آخر لحظة وساهم في بقاء النتيجة على حالها، فقد كانت الكرة متجهة نحو الشباك لكن بن حمو أخرجها من الخط ما يؤكد براعة هذا الحارس الذي يعود له الفضل في الحفاظ على نظافة شباكه وليس أنا من ضيع هذه الفرصة لأني ضربت الكرة بطريقة جيدة وإنما الحارس هو من أنقذ الموقف وكان في المكان والتوقيت المناسبين“. اللاعبون بقوا في غرف تغيير الملابس بقت عناصر مولودية وهران لمدة طويلة داخل غرف تغيير الملابس بعد نهاية مواجهة “الكاب”، لأنها لم تهضم التعثر وكانت أثار الحسرة بادية على وجوه بعض اللاعبين، فعدا خروج الحارس بن حمو ثم واسطي الذي رفض الإدلاء بأي تصريح بالنظر إلى الحالة التي كان فيها، فإن البقية غادرت غرف تغيير الملابس بعد أكثر من ساعة لتجنب الأنصار الذين لم يهضموا هذا الإخفاق. العودة إلى التدريبات تؤجل ليوم الأحد بما أن البطولة الوطنية ستتوقف في لأكثر من أسبوعين، وستلعب الجولة القادمة يوم 20 أفريل المقبل والتي ستواجه فيها مولودية وهران، إتحاد الحراش بملعبه، فقد قرر الطاقم الفني للمولودية العودة إلى التدريبات يوم الأحد القادم بملعب أحمد زبانة بداية من الساعة العاشرة، وسيستفيد اللاعبون من أربعة أيام راحة حتى يتمكنوا من استرجاع أنفاسهم والعودة في أحسن الظروف لأجواء التدريبات. بن حمو طلب الإذن للتوجه لفرنسا وزميت للعاصمة وبما أن المولودية ستستفيد من راحة خلال هذه الأيام ولن تلعب أية مباراة حتى تاريخ 20 أفريل الجاري، فقد طلب الحارس محمد بن حمو الإذن من إدارة الفريق حتى يتجه إلى فرنسا للبقاء مع عائلته لأيام قبل العودة إلى أجواء التحضيرات مع “الحمراوة“ بحر الأسبوع القادم. وحتى اللاعب زميت تنقل مباشرة بعد نهاية المباراة التي جمعت فريقه بشباب باتنة، إلى العاصمة وبالضبط إلى الأربعاء مسقط رأسه على أن يعود إلى وهران يوم الأحد لمباشرة التدريبات مع بقية المجموعة والتحضير للمواعيد القادمة التي تنتظر المولودية. -------- بن حمو: “كنا متسرعين وسنتدارك الموقف في الجولات القادمة” كيف تقيم أداء فريقك في هذه المواجهة؟ على كل حال لقد حاولنا تحقيق الفوز في هذه المواجهة ودخلنا بعزيمة قوية قصد افتكاك النقاط الثلاث واستغلال عاملي الأرض والجمهور لكننا وجدنا أمامنا فريقا منظما أبطل كل تحركاتنا خلال هذه المواجهة التي كنا ننتظر أن تكون صعبة لنا خاصة أن المنافس يلعب هو الآخر من أجل ضمان البقاء والخروج من منطقة الخطر وهو الهدف نفسه الذي لعبنا من أجله كذلك، وقد صادفنا عدة متاعب في هذه المواجهة التي لم ندخر فيها أي جهد للعودة إلى سلسلة النتائج الإيجابية، لكننا لم نتمكن من الفوز، وهذا لا يعني نهاية العالم وسنواصل التحضير للمواعيد القادمة. وما هي الأسباب التي جعلتكم تتعثرون في هذه الخرجة؟ أعتقد أن “الكاب” عرف كيف يسير المباراة وامتص الحرارة التي دخلنا بها قصد العودة إلى سلسلة النتائج الإيجابية بعد أن سجلنا في الجولات الماضية سلسلة من التعثرات، وقد لعبنا ببعض التسرع ما جعلنا نعجز عن الوصول إلى شباك المنافس، فقد كنا نريد أن نصل إلى هذا الهدف في أقرب فرصة وهو ما جعلنا نضيع النقاط الثلاث ولا نتمكن من الخروج من منطقة الحسابات، كما أن الطريقة التي لعب بها شباب باتنة صعبت من مأموريتنا باعتماده على اللعب الدفاعي والهجمات المعاكسة السريعة، فبقاء عدد كبير من لاعبيه في الخط الخلفي جعلنا لا نتمكن من هز شباكه. كيف ترى هذه النتيجة التي حققتموها؟ في الحقيقة نحن متأسفون لعدم قدرتنا على تحقيق الفوز في هذه المواجهة، فقد كنا نريد الفوز وحصد النقاط الثلاث لكن باتنة عرفت كيف تسير المباراة لصالحها وتفرض علينا التعادل...هذه هي كرة القدم، لا تصل في كل مرة لهدفك، سنحاول تدارك الموقف في المواعيد القادمة وسنواصل استعداداتنا للجولات المتبقية وسنحاول العودة إلى سلسلة النتائج الإيجابية. لكن ألا تعتقد أن هذه المواجهة تعتبر أسهل من المواجهات المتبقية؟ لا على الإطلاق وأنا متفائل بمستقبل النادي في بقية المباريات الموجودة في البرنامج وأريد أن أؤكد أن مولودية وهران تلعب بطريقة جيدة أمام الفرق القوية والتي تلعب على الأدوار الأولى، وهو ما يجعلني متفائلا بخصوص بقية المواجهات التي تنتظرنا وهذا مع كل احترامي لشباب باتنة، ويجب علينا أن لا نفقد الأمل، فالبطولة مازالت طويلة والبرنامج في صالحنا، وسنواصل استعداداتنا للمواعيد المقبلة، ورغم أننا سنواجه فرق قوية لكنني لست متخوفا من هذه المباريات، فمولودية وهران صاحبة المواعيد الكبيرة وهو ما يجعلنا نركز على المقابلات القادمة، حيث سنواجه فوق ملعبنا مولودية الجزائر صاحبة الصف الأول وشبيبة بجاية. تبدو متفائلا، ألا تظن أن المأمورية أصبحت صعبة لضمان البقاء؟ نحن في وضعية جيدة في ترتيب البطولة الوطنية والبرنامج القادم في صالحنا، فكما قلت فإن مولودية وهران صاحبة المواعيد الكبيرة كما فعلنا أمام سطيف التي فرضنا عليها التعادل بعشرة لاعبين وقبلها إتحاد عنابة بملعبه، وهو ما يجعلني متفائلا بمستقبل الفريق. نحن نلعب بطريقة جيدة عندما نواجه الفرق المرشحة للفوز علينا، لكن عندما نلعب أمام فرق تحتل المؤخرة كما حدث مع باتنة، نضيع نقاطا تبدو في متناولنا على الورق...لا خوف على المولودية وسنحاول استدراك الموقف في الجولات القادمة. وماذا عن المستوى الذي ظهرت به واللقطة التي أنقذت فيها فريقك من هدف؟ أحاول دائما أن أقدم كل ما أملك داخل المستطيل الأخضر حتى أساهم رفقة زملائي في تحقيق نتائج إيجابية في المواجهات التي نلعبها، وأحاول دائما أن أكون عند حسن ظن من وضع في ثقته وتشريف عقدي مع مولودية وهران، أما عن مستواي فأنا أحاول العودة إليه تدريجيا من خلال الاجتهاد في الحصص التدريبية التي أعمل فيها بجد. وفي لقطة الكرة الخطيرة التي تصديت لها، أعتقد أني قمت بدوري فقط ومن واجبي الدفاع عن مرماي والسعي لأن تبقى شباكي نظيفة، وقد وفقت في هذا التدخل لا أكثر ولا أقل وسأحاول أن أحافظ دائما على عذرية شباكي والمساهمة ومن ثمة في تحقيق النتائج الإيجابية حتى نحقق هدف النادي هذا الموسم.
