يبدو أن صيف التحويلات الخاص باللاعبين الجزائريين سيكون حارّا جدا والترقب الذي بدأ فصوله مع المنتهية عقودهم أو الذين يريدون تغيير الأجواء إلى أندية أخرى لن ينتهي، وسيكون مصير حليش عنتر يحيى وبوڤرة مدعاة فعلا للتساؤل حول وجهاتهم وبالرغم من أن لا أحد من لاعبينا انضمّ إلى نادٍ يتمتع بصيت عالمي يُثلج به صدر الكثير ممن توقع انضمامهم إلى أندية قوية ومعروفة بعد الوجه الذي أبان عليه العديد منهم في كأس الأمم الإفريقية في أنغولا أو حتى في “المونديال”، لكن لا هذا ولا ذاك من هذه الأمور تحققت، والدليل على ذلك انضمام بلحاج إلى نادي السدّ القطري الذي لا يتناسب وطوحاته. وآخر ما طلّ به علينا لاعبونا، هي خرجة الحارس رايس وهاب مبولحي، الذي تشير العديد من المصادر إلى أنه يسير بخطى ثابتة للانضمام إلى نادي “سيفاس سبور” التركي. وارتأينا من خلال هذا الموضوع أن نبيّن الأسباب التي قد تعجّل بالتحاق مبولحي بتركيا. البطولة التركية قوية مقارنة بالقطرية وأول الأسباب التي قد تكون وراء اختيار مبولحي للالتحاق بالبطولة التركية، هو إدراكه الشديد أن الأضواء ستكون مسلّطة عليه أكثر من أي وقت مضى، والبطولة التي يوجد فيها “ڤالاتا ساراي” و”فينرباشه” و”بيسيكتاش”، من ذاع صيتهم على الصعيد الأوروبي من خلال النجوم التي لعبت لها أو النتائج الباهرة التي حققوها، قد يجعل إجراء مقارنة بينها وبين الدوري القطري أمرا صعبا. ولهذا فإن كل المؤشرات تدل على أن مبولحي قد يستفيد من تجربته بالرغم من أن نادي “سيفاس سبور” التركي لا يملك نفس عراقة وقوة الأندية التي تم ذكرها سابقا. اختيار مبولحي يجب أن يكون مدروسا وعلى هذا الأساس، فمن الضروري جدا أن يكون اختيار مبولحي للنادي التركي، وإن تم فعلا، أن يكون مستندا إلى معايير وأسس منطقية حتى لا يكون هناك أيّ سبب يجعله يندم على اختياره اللعب في الدوري التركي، ومن بينها استفادته من فرص لعب كثيرة، واحتكاكه مع أندية كبيرة في صورة “ڤالاتا ساراي” أو “فينرباشه” و”بيسيكتاس” التركي (والتي يبقى لقب البطولة محصورا بينها منذ نشأة بطولة هذا البلد سنة 1957)، بالرغم من معارضة رئيس ناديه سلافيا صوفيا لقراره. “سيفاس سبور” التركي يريد لعب الأدوار الأولى وتشير مختلف التقارير الصحفية في تركيا، إلى أن اهتمام نادي “سيفاس سبور” التركي (نائب بطل تركيا موسم 2008/2009) بالحارس مبولحي راجع إلى سياسة رئيس النادي الذي يريد أن يمنح لفريقه بُعدا عالميا، لأن اسم الحارس الدولي الجزائري ليس الوحيد الذي يريد المسيّرون تدعيم الفريق به، بل هناك العديد من الأسماء الأخرى التي يريدها النادي للعب الأدوار الأولى الموسم القادم، وهو ما قد يجعل من الانضمام المحتمل ل مبولحي لهذا الفريق صفقة ناجحة إن هي تمت، وسيكون بذلك تحت مجهر الأندية الأوروبية أكثر من أي وقت مضى بالرغم من استحقاقه، وهو ما يتفق عليه الجميع مكانة مع أي نادٍ في أوروبا بعد الذي أبان عليه في “المونديال” الأخير. تهديدات “ستيفانوف” قد تؤثر في اختيار مبولحي ويبقى كلام رئيس نادي “سلافيا صوفيا” البلغاري وردّ فعله بعد الانضمام الوشيك للحارس مبولحي إلى نادي “سيفا سبور التركي” أمرا منطقيا لو أخذنا بعين الاعتبار قيمة ومكانة نادي “ويست هام” -الذي منحه ستيفانوف موافقته- مقارنة بنادي “سيفا س سبور” التركي، ما يجعل تغيير مبولحي رأيه وارد في أيّ لحظة، بما أنه مرتبط بعقد مع النادي البلغاري وليس له الحق في اختيار وجهته دون الحصول على موافقة النادي. المهمّ أن لا يتأثر مستواه وفي كلّ هذا وذاك، ومع “الخلعة” التي أصابت الجزائريين من إمكانية انخفاض مستوى اللاعب نذير بلحاج بعد انضمامه إلى نادي السدّ القطري، فإن مطلب أنصار “الخضر” هو أن يحافظ مبولحي على كامل إمكاناته الفنية والبدنية، ولا يهم النادي الذي يتواجد فيه. فمهما يكن فإن مستواه سيرتفع نوعا ما مقارنة بالبطولة البلغارية التي كان فيها، واحتكاكه بأندية قوية في تركيا ستجعله يكتسب خبرة أكبر، ولو أن الشيء الذي تمناه جميع الجزائريين هو رؤية مبولحي يتقمص ألوان أعرق الأندية الأوروبية وخاصة منها الإنجليزية التي كانت تصر ّ عليه.