نشرت مجلة”فرانس فوتبال” الفرنسية “بورتريه” رائعا عن اللاعب الدولي الجزائري رياض بودبوز من إنجاز الصحافي”نبيل جليت”، الشيء الذي يؤكد بوضوح أن الدقائق القليلة التي لعبها بودبوز مع”الخضر” كانت كافية لأن تجعل منه اللاعب الذي تعلق عليه الجماهير الجزائرية آمالا عريضة إلى حد أن الكثيرين يعتبرونه أمل الكرة في الجزائر، وقد قارنه كاتب المقال باللاعب الفذ السابق ل“الخضر” مصطفى دحلب. رياض بودبوز... المراوغات بالجسد والخطوات الأولى كاتب المقال أشار إلى أن رياض بودبوز على غرار قدوته زيدان يعتبر كذلك إبن جزائري عامل بسيط لكنه على خلاف “زيزو” فإن القدر قاد بودبوز لأن يختار اللعب في منتخب الجزائر وهو في سن ال20 وهو الابن الأكبر في العائلة. ولد في مدينة “كولمار” وتدرج في مختلف أصناف الفرق التابعة لمدينته إلى أن لفت أنظار المدرب “أوغان باتمان” الذي أعجب كثيرا بفنيات بودبوز ومراوغاته المميزة بتحريك كامل جسده، واللاعب لا يتجاوز سن 12، ليحين موعد مفارقته عائلته وإخوته الأربع وأصدقائه وحيّه، باتجاه نادي “سوشو” وبعد أربع سنوات في هذا الفريق بدأ يسطع نجمه ويشق طريقا طويلا نحو نجومية تنتظره في عالم الكرة. بودبوز: “فضلت البقاء في سوشو على الانتقال إلى”المان يونايتد” في سن 16” بعد بلوغه سن 16، يتذكر بودبوز أن أكبر ناد إنجليزي أصبح مهتما بخدماته: “أتذكر أنني في أحد الأيام نزلت من غرفتي فقرأت في الصحف أن نادي مانشيستر يونايتد الإنجليزي مهتم بي، فتأكدت المعلومة عندما اقترح المكلف بالاستقدامات على والدي انتدابي في مانشستر يونايتد والتعاقد لمدة أربع سنوات. كنت حينها في سن ال16 وفضلت البقاء في سوشو لأن همي الوحيد كان الظفر بعقد احترافي في سوشو” هذا ما صرح به اللاعب للمجلة الفرنسية. وقد نجح بودبوز في فرض مكانته مع الفريق الأول ل “سوشو” وحقق أمنيته في مارس 2008 وأقنع المدرب” فرانسي جيلو” ليخوض بعدها أول موسم في الرابطة الفرنسية الأولى. هدفه الرائع في مرمى موناكو بداية البروز ولفت أنظار سعدان بسرعة البرق تمكن رياض بودبوز من التألق والبروز في سوشو، والبداية كانت من الهدف الرائع والاستثنائي الذي سجله الموسم الماضي في مرمى موناكو في ربع نهائي كأس فرنسا عندما رفع الكرة فوق حارس المنافس بكيفية جميلة جدا من حوالي 50 مترا، فكان هذا الهدف كافيا لأن يلفت أنظار مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان، فهذا الأخير الذي رقّى كريم زياني ليكون أحسن سفير لكنه أراد تدعيم خط الوسط الهجومي بلاعب متميز اسمه رياض بودبوز إلا أن هذا الأخير طلب مهلة للتفكير وفضل مواصلة تكوينه في منتخب فرنسا لأقل من 19 سنة قبل أن يتخذ قرارا حاسما شهر فيفري الماضي: “عرفت زياني في سوشو وكان معادلة مهمة جدا في اختياري اللعب في المنتخب الجزائري” ليكون بودبوز محظوظا وشارك في”المونديال” وعمره 20 سنة، دخل أساسيا أمام إنجلترا(0-0) ورغم خروج “الأفناك” في الدور الأول إلا أنها كانت تجربة مفيدة جدا لبودبوز. “دبزة”يرفض “ب، س، ج” ومارسيليا ويريد لعب 38 مباراة بودبوز أو”دبزة” كما يحلو للبعض تسميته وعلى غرار طموحاته الكثيرة والمتعدّدة مع ناديه سوشو، فإنه يطمح لأن يسجل اسمه مع “الخضر” ويكون له دور مهم في التشكيلة الوطنية، كما لا يزال محل أطماع الكثير من الأندية الفرنسية، وهنا قال: “لا أخف اهتمام باريس سان جيرمان وأولمبيك مارسيليا بخدماتي لكنني باق في سوشو”، فاللاعب طموح جدا وقبل أن يفكر في مستقبله فإنه لاعب تنافسي يحب اللعب والنجاح مع الفريق الذي يحمل ألوانه: “عندما لا ألعب أغضب بشدة وعندما أخسر أغضب بشدّة. هذا الموسم أرغب في لعب 38 مباراة حتى أكون جيدا من الناحية التنافسية وأسجل أهدافا وأمرر كرات حاسمة ليكون مردودي متكاملا في كامل الجوانب”. صرح بودبوز لمجلة “فرانس فوتبال”. أرقام وتواريخ راسخة في ذهنه 74 - هو عدد الدقائق التي لعبها رياض بودبوز في نهائيات كأس العالم، فقد لازم كرسي الاحتياط في مواجهتي سلوفينيا والولايات المتحدةالأمريكية ودخل أساسيا أمام إنجلترا بتاريخ 18 جوان قبل أن يترك مكانه إلى جمال عبدون في ربع الساعة الأخير من المباراة. 1990 - عام ميلاده في يوم 19 فيفري 2007 - 12 ماي تاريخ تتويجه مع سوشو بكأس”غامبارديلا” 2008 - 8 نوفمبر سجل أول هدف له في الرابطة الأولى الفرنسية 2010 - 28 ماي أول مباراة له مع المنتخب الوطني الجزائري في المباراة الودية أمام إيرلندا في”دوبلن” ودخل في د67 من اللقاء. بودبوز يرث مصطفى دحلب بعيدا عن علي بن عربية أو موسى صايب اللذين تركا بصماتهما في فرنسا، فإن رياض بودبوز يشق الطريق نفسه الذي سلكه آخر نجم جزائري بأتم معنى الكلمة في البطولة الفرنسية مصطفى دحلب الذي يتميز بيسرى قاتلة ومراوغات مميزة، لذا لا نجد اختلافا كبيرا بين هذا وذاك والأكثر أنهما من شرق فرنسا ومثل مصطفى فإن رياض اختار الدفاع عن ألوان البلد الأصلي لوالديه. بودبوز له تقريبا المواصفات نفسها التي كان يتمتع بها “موس” والتي تساعده لأن يشق مشوارا كبيرا، ومن يدري فقد يأت يوم نرى فيه رياض أحد نجوم الرابطة الأولى في فرنسا. “يموت على لحم الديك الرومي الذي تطهوه والدته” “أحب كثيرا لحم الديك الرومي “الدند” من طهي والدتي، فأنا معجب بكل ما تطبخه الوالدة، ففي كل مرة أصطحب معي صديقي “مارفين مارتين” إلى بيتي لأنني اعتبره بمثابة أخ”. آخر ما صرح به بودبوز لمجلة “فرانس فوتبال” الفرنسية.