مثلما أشرنا إليه وانفردنا به في عدد أمس، تمكن اتحاد العاصمة من إنهاء التربص التحضيري بمباراة ودية سجّل فيها نتيجة إيجابية أخرى تضاف إلى النتائج الإيجابية المسجلة في المباريات السابقة. وكان أبناء “سوسطارة“ على وشك تلقي أول هزيمة لهم في فترة التحضيرات الخاصة بالموسم الجديد، إلا أنهم عرفوا كيف ينهون التربص بتعادل ولكنه بطعم الفوز، لأن المنافس اسمه نادي “تروا“ وكان متقدّما في النتيجة بهدفين دون ردّ، قبل أن يعود أصحاب الزي الأحمر والأسود في النتيجة ويحرزوا التعادل، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أن الفريق قام بتحضيرات في المستوى وخاصة من الناحية البدنية، لأن العودة في النتيجة عشر دقائق قبل النهاية وتسجيل هدفين، لدليل على أن المستوى البدني للفريق العاصمي جيد. تعادل على طول الخط في الشوط الأول ووقف رفقاء القائد حسين عشيو أمام رفقاء الجزائري الآخر ياسين بزاز وأنهوا الشوط الأول متعادلين، وهذا دليل آخر على أن الفريق في وضعية جيدة، كيف لا والمنافس أنهى فترة التحضيرات منذ مدة ولعب ما لا يقلّ عن خمس مباريات رسمية في البطولة المحلية، وهو أمر يحسب على أبناء “سوسطارة“ الذين أظهور مستوى مقبولا في المرحلة الأولى، وهدّدوا أكثر من مرّة مرمى المنافس. “تروا“ يأخذ الأسبقية بهدفين وبدأت المعطيات تتغير لصالح رفقاء بزاز، حيث تمكنوا من تسجيل أول أهداف اللقاء بعد أقلّ من ربع ساعة من بداية المرحلة الثانية. ففي الدقيقة (56) تمكن وسط الميدان “أوبادي” من اقتناص كرة مرّرها ناحية بزاز الذي يفتح بدوره على طبق ناحية “بيتيول” الذي لم يترك أيّ مجال ل عبدوني وأمضى الهدف الأول. وحاول أبناء سعدي العودة في النتيجة لكن السيطرة بقيت للمنافس، وفي الوقت الذي كان دحام ورفاقه يبحثون عن التعادل راح وسط الميدان “أوبادي” يسدّد كرة قوية من خارج المنطقة اصطدمت بالمدافع مرباح الذي غيّر مسار الكرة وسكنت شباك الحارس البديل منصوري في الدقيقة (72)، وظن الجميع أن الأمور قد حسمت بعد هذا الهدف. دخول حبّاش وأوزناجي قلب الموازين وواصل المدرب سعدي إجراء بعض التغييرات على التشكيلة ليس من أجل العودة في النتيجة فحسب، بل من أجل الوقوف على مستوى التشكيلة ككل، ومن بين العناصر التي دخلت بعد الهدف الثاني ل “تروا“، نجد وسط الميدان عبد الصمد حباش والمهاجم نوري أوزناجي، وهما التغييران اللذان أتيا بثمارهما. حيث أعطى حباش توازنا لوسط الميدان، في حين حرك أوزناجي القاطرة الأمامية. وتوجّه الفريق نحو الهجوم باحثا عن هدف التقليص على الأقل لحفظ ماء الوجه، وكان لهم ذلك في الدقيقة (79) إذ فتح عوامري كرة على الجهة اليسرى تصل القائم الثاني أين كان أوزناجي في المكان المناسب أوقف الكرة بروية وسدّد كرة بطريقة جميلة سكنت شباك المنافس. هذا الهدف أعطى أجنحة للاعبي الاتحاد من أجل بلوغ التعادل على الأقل، وكان لهم ذلك خمس دقائق قبل نهاية المباراة، فمن فتحة جميلة من سعيدون مباشرة فوق رأس أوزناجي الذي لم يترك أيّ مجال للحارس الذي تابع الكرة وهي تسكن الشباك. ليعلن الحكم نهاية المباراة بتعادل إيجابي هدفين في كل شبكة. سعدي استعمل 17 لاعبا أشرك المدرب نور الدين سعدي خلال مباراة أول أمس 17 لاعبا، وكانت المباراة شبيهة بمباراة رسمية، فقد وجّه الدعوة لهذا العدد من اللاعبين وأبقاهم في مقعد البدلاء، وهو الأمر الذي أحسّ اللاعبون وكأنهم في مباراة رسمية. فاختيار ال 11 لاعبا للتشكيلة الأساسية وإبقاء ستة عناصر في مقعد البدلاء، يشبه إلى حدّ كبير المباراة الرسمية، والمختلف فيه هو إشراك كلّ اللاعبين البدلاء. وقد أقحم وسط الميدان هريات على غير العادة أساسيا رفقة غازي وسعيدون، كما دخل المهاجم شيخ حميدي مكان سايح، أما الحارس منصوري فدخل مكان عبدوني، في حين أن عبد الصمد حباش دخل مكان عشيو وأوزناجي عوّض دحام. أداء لا بأس به للتشكيلة أما فيما يخص الأداء العام للتشكيلة فإنه لم يكن سيئا، حيث أظهرت التشكيلة العاصمية مستوى مقبولا أمام نادي “تروا“، وقد أظهروا أداء متزنا في المرحلة الأولى من المباراة قبل أن يتلقوا هدفين، ولكن هذا لا يعني أن الأداء كان سيئا في بداية الشوط الثاني، وإنما تلقي الهدفين كان من أخطاء فردية، والدليل على أن الفريق كان يؤدّي مستوى مقبولا هي العودة في النتيجة بعد التأخر بهدفين. حيث كان في الربع ساعة الأخير تمريرات قصيرة وسريعة أثمرت بهدفين جميلين من أوزناجي. وقد أقنعوا عموما الطاقم الفني وكذا بعض الأنصار الذين حضروا لمتابعة المباراة. حضور ذهني قوّي فوق الميدان ومن بين أهم النقاط الإيجابية التي خرج بها الطاقم الفني من هذه المباراة، هي الحضور الذهني القوي للاعبين. ففي الوقت الذي كانوا متأخرين في النتيجة عشر دقائق قبل نهاية المباراة، استطاعوا أن يتحكّموا في زمام الأمور ولم يتأثروا وراحوا يُحرجون المنافس بكرات جميلة، والأكثر من ذلك أن الأهداف جاءت من عمل منسق دليل على الانسجام الذي وصل إليه الفريق في بداية الموسم، وهذا من شأنه أن يمنح ثقة للاعبين حتى يتمكنوا من دخول المنافسة الرسمية بقوة دون النظر إلى اسم المنافس. نهاية التربص دون هزيمة ويكون اتحاد العاصمة حقق ما لم يكن في الحسبان، حيث أنهى التربص دون تلقي أيّ هزيمة، فمن بين المباريات الخمس التي خاضها فاز في أربع (إيفري 3 6، تشكيلة إيسون 0 11، نوازي لوساك 0 1، أف سي ليلا 1 3)، وتعادل في واحدة أمام أقوى منافس وهو نادي “تروا“ من الدرجة الثانية الفرنسية. وعليه فإن الاتحاد أبان مستوى يؤهله لدخول المنافسة بقوة، والعمل على إحراز نتائج جيدة في بداية الموسم، خاصة أن أول مباراة على أرضه وبين جماهيره ويتعيّن عليه الفوز بها. حصيلة إيجابية على طول الخط وتعتبر النتائج المسجّلة بالأرقام إيجابية جدا، حيث سجّل الفريق 23 هدفا ولم تدخل شباكه سوى ستة أهداف، وهي حصيلة جيدة، وربما نستطيع إلغاء المواجهة ذات المهرجان من الأهداف أمام تشكيلة “إيسون“، وعندها يصبح الفريق سجل 12 هدفا وتلقى ستة، وهو ما يعني أن هجوم الاتحاد يبشّر بالخير، وينتظر منه الكثير هذا الموسم في أول تجربة في عالم الاحتراف. مواجهتان في الأفق للاستعداد الجيّد للوفاق وسيكون الاتحاد على موعد مع لقاءين وديين أمام شباب بلوزداد ورائد القبة مباشرة بعد العيد، أي قبل انطلاق المنافسة الرسمية بأسبوع ، حيث ستكونان خاتمة التربص استعدادا للمباراة الأولى أمام الوفاق السطايفي. وإذا كان البعض يرى أن الفريق العاصمي وجّه إنذارا شديد اللهجة لأبناء الهضاب، فإن البعض الآخر يرى العكس لأن الوفاق تقدّم في التحضيرات أكثر من الاتحاد، لأنه عندما تبدأ البطولة يكون حينها قد لعب خمس مباريات رسمية عالية المستوى في أكبر منافسة قارية خاصة بالأندية، ولذا فإن المواجهة ستكون صعبة جدا على الاتحاد خاصة على أرضه وبين جماهيره. سعدي: “إنها نتيجة إيجابية أمام فريق جيّد” لم يخف المدرب نور الدين سعدي رضاه عن الأداء وحتى عن النتيجة التي انتهت عليها المباراة، وقال: “ليس سهلا أن نؤدّي مباراة بهذه القوة ونحن في نهاية التربص وفي الأيام الأخيرة لشهر رمضان. المباراة كانت قوية، تلقينا هدفين في الشوط الثاني إثر هجمات معاكسة، والمنافس يستحق ذلك التقدم، ولكن لاعبينا لم يتأثروا وعادوا في النتيجة مع دخول حباش وأوزناجي اللذين كانت لهما لياقة جيدة. تمكنا من التحكم في المباراة وتسجيل هدفين.. صحيح أننا لم نفز، لكننا لم ننهزم، وهذا مشجع من الناحية المعنوية، لأنه تأكيد على النتائج المسجلة في المباريات السابقة. واليوم رأينا أن اللاعب البديل لا يعني أننا لسنا بحاجة إليه لمّا يجلس على مقعد البدلاء، وإنما هذه إستراتيجية عمل أتت بثمارها، والكلام ينطبق على أوزناجي وحباش اللذين دخلا في الشوط الثاني ومنحا الفريق الإضافة المطلوبة“. عمورة لعب ظهيرا أيمن أقحم الشاب عمورة على اللعب في الجهة اليمنى في منصب لم يتعوّد عليه لخلافة بن عيادة، فهو في الأصل لاعب محوري وتم تحويله مؤقتا إلى ظهير أيسر مكان رابحي المصاب، إلا أن المدرب سعدي رأى أنه يمكنه اللعب في الجهة اليمنى كونه يلعب بالرجلين اليمنى واليسرى، لذا جرّبه في هذا المنصب ولم يكن سيّئا. صايب وسنجاق تابعا المباراة عرفت المواجهة بين “تروا“ واتحاد العاصمة حضور شخصيتين معروفتين وهما المدرب الوطني السابق ناصر سنجاق واللاعب الدولي الأسبق موسى صايب، وقد تحدثا مع الطاقم الفني وبعض اللاعبين. والتقى صايب لاعبيه السابقين فريد شكلام وزيان شريف اللذين كانا في جمعية الشلف، وبعض الأنصار أيضا استغلوا فرصة وجود النجم السابق لنادي “أوكسير“ وأخذوا صورا معه ومع المدرب سنجاق. والد زياني حضر كالعادة ولم يفوّت رابح زياني الفرصة لكي يتابع أحد أقوى مباريات الاتحاد في هذا التربص. والد اللاعب الدولي الجزائري حضر جلّ الحصص التي أقامها الاتحاد في مركز “ليوناردو دافينتشي“، وبصفته مناصرا وفيّا لنادي “سوسطارة“ فإنه لم يفوّت الفرصة لكي يتابع فريقه عن كثب، سواء الحصص التدريبية أو المباريات. لعروسي تعوّد على منصب حكم مساعد تعوّد السكرتير مصطفى لعروسي على شغل منصب حكم مساعد في جلّ المباريات التي لعبها الاتحاد. لعروسي وبقدر ما كان يوجه انتقادات للحكام أثناء المباريات الرسمية، وجد هو الآخر بعض الانتقادات من طرف اللاعبين. وتعتبر هذه المواجهة الرابعة التي يحمل فيها لعروسي راحة الحكم المساعد، ويبدو أنه أجرى تربصا للحكام وسيشتغل في الموسم الداخل. بن عيادة خرج مُصابا خرج الظهير الأيمن عبد القادر بن عيادة مصابا بعد مرور أقل من 20 دقيقة من اللعب، وهذا بعد التحام مع أحد لاعبي المنافس مما عرّضه إلى إصابة لا تبدو خطيرة، لكن اللاعب فضّل طلب التغيير في الدقيقة 18 وعوّضه الشاب سيد علي عمورة. بن عيادة: “رفضت المغامرة” اقتربنا من بن عيادة عقب خروجه مباشرة وحاولنا معرفة سبب الخروج، فقال إن الإصابة ليس خطيرة لكنه فضّل الخروج على مواصلة اللعب لأنه كان لا يزال وقت طويل ولا يمكن المغامرة. وأضاف: “لا أعاني من إصابة خطيرة، لم أرد مواصلة اللعب حتى لا أغامر، لأنني لم أكن أعرف درجة الإصابة حين تلقيت الضربة، لذا طلبت من المدرب استبدالي حتى لا أتعرّض إلى مضاعفات لا تُحمد عقباها”. وبالنسبة ل بن عيادة فقد انتهى التربص لأنه سيركن للعلاج اليوم بعد خوض التدريبات مع الزملاء. ---------------------- بزاز“الاتحاد بإمكانه تأدية مشوار جيّد هذا الموسم” مباراة اليوم كانت خاصة بالنسبة إليك لأنك جزائري، كيف عشت المباراة الجزائرية الخالصة؟ إنه شيء جميل أن تلعب أمام أبناء بلدك في بلاد الغربة، واجهنا اتحاد العاصمة وهذا أعاد بي الذاكرة إلى 2001 حين كنت في صفوف شبيبة القبائل. وبالعودة إلى اللقاء أقول إنه لقاء جيدة، وجرى في ظروف حسنة. كيف وجدت اتحاد العاصمة؟ إنها تشكيلة جيدة تضمّ لاعبين جيّدين وصلوا إلى درجة متقدمة من التحضيرات، وهم بحاجة إلى عدد من المباريات فقط للتحسّن أكثر مقارنة بما وصلنا إليه نحن، حيث لعبنا لحد الآن خمس مباريات رسمية، وهذا دليل على أن فريق اتحاد العاصمة يملك مستوى يؤهله لتأدية مستوى جيّد في البطولة. الاتحاد عاد في النتيجة بعد أن كان متأخرا بهدفين، هل من تعليق؟ شيء جميل، وهذا دليل على أنهم فريق متماسك ويملك ذهنية الفريق المحترف الذي لا يعرف المستحيل، حيث آمنوا بقدراتهم إلى غاية نهاية المباراة ومكنهم ذلك من تسجيل هدفين عادلوا بهما النتيجة. وصراحة أرى أنهم سيقولون كلمتهم في البطولة هذا الموسم. بعد غياب طويل عدت إلى الملاعب، فكيف تجد نفسك؟ صحيح أنني كنت بعيدا عن الملاعب مدّة سبعة أشهر كاملة.. اليوم الحمد لله عدت إلى المنافسة، وأرى أنه بعد ثلاث مباريات على أكثر تقدير سأكون جاهزا بالشكل الذي ينبغي أن أكون عليه. أنا الآن في صحة جيدة، ولكن ينتظرني عمل كبير حتى أستعيد مستواي الحقيقي. بالحديث عن المنتخب الوطني، هل يبقى هدفك الأول دائما؟ بالتأكيد، عليّ أولا أن أستعيد مستواي مع فريقي، وبعدها أنتظر دعوة من طرف مدرب المنتخب الوطني
