خصصت قناة نسمة التونسية جزءا هاما من حصتها “ناس سبورت” التي بثت سهرة الإثنين للنتائج التي سجلتها المنتخبات المغاربية في الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم افريقيا التي ستحتضنها مناصفة كل الغابون وغينيا الإستوائية سنة (2102)، وهي الحصة التي كان مدرب المنتخب التونسي الفرنسي “بيرتران مارشان” أحد ضيوفها. ورغم أن حضوره كان بغرض الحديث عن النتيجة المخيبة التي حققها نسور قرطاج على أرضية ملعب رادس أمام منتخب مالاوي أين اكتفى رفقاء كريم حقي بالتعادل الإيجابي (2/2)، إلا أن مدرب المنتخب التونسي كان له حديث عن المنتخب الجزائري وبالخصوص حول استقالة المدرب رابح سعدان من العارضة الفنية ل “الخضر“ في أعقاب التعادل المخيب أمام منتخب تانزانيا المغمور، حيث لم يتوان المدرب السابق للنجم الساحلي في الدفاع عن شيخ المدربين معتبرا الحملة التي تعرض لها من قبل الجزائريين بمثابة تجنّ على هذا المدرب الذي أعاد المنتخب الجزائري إلى مصاف المنتخبات العالمية الكبيرة. “سعدان هو من أخرج الكرة الجزائرية من المحنة ولم يكن يستحق هذه النهاية“ وبدا مارشان غير راض عن الطريقة التي ودع بها سعدان “الخضر“، حيث لم يتوان في القول بأن هذا المدرب هو من أخرج الكرة الجزائرية من المأزق من خلال تأهيل “الخضر“ إلى كأسي افريقيا والعالم بعدما كانوا عاجزين عن التأهل حتى إلى المنافسة القارية، وأضاف أن المنطق كان يفرض على الجزائريين احترام وتبجيل هذا المدرب القدير الذي أدخل الفرحة إلى قلوبهم وتحمل كل الضغوط التي عاشها قبل وأثناء وبعد المونديال في سبيل إعلاء راية المنتخب الجزائري ومن ثم الحيلولة دون إخراجه من النافذة لأنه ببساطة يستحق الأحسن على حد تعبير مدرب المنتخب التونسي. “لا أحد كان يتوقع تعادل الجزائر مع تانزانيا بعد الوجه الذي أظهرته في المونديال“ وعن الوجه الذي ظهر به “الخضر“ في الجولة الأولى من تصفيات “الكان” واكتفاؤهم بالتعادل أمام منتخب تانزانيا، أكد مارشان بأن الكل كان يتوقع أن تكون بداية المنتخب الجزائري قوية في هذه التصفيات بعد الوجه المقبول الذي ظهر به في المونديال إلى درجة أن الكل كان يتوقع أن تفوز الجزائر بسهولة على تانزانيا، بيد أن الأمور انقلبت يضيف المدرب الفرنسي في آخر لحظة لأسباب ربما قد تكون على علاقة بالضغط الذي يعيشه اللاعبون الجزائريون وكذا مدربهم سعدان خاصة بعدما أصبح الكل يطالب بنتائج أفضل بل ويتحدث عن ضرورة الفوز بكأس إفريقيا المقبلة وكذا التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي ستحتضنها البرازيل سنة (2014). السليمي: “أحترم بن شيخة لكنه ليس المدرب المناسب ل الخضر“ وقد حظي موضوع المدرب الذي سيخلف سعدان بحظ وافر من الحديث خلال حصة “ناس سبورت” خصوصا من قبل الدولي التونسي السابق سمير السليمي الذي قلل من جهته من وقع هزيمة المنتخب الجزائري أمام تانزانيا مؤكدا بأن كل المنتخبات الإفريقية باتت تبحث عن رأس المنتخب الجزائري وتريد الإطاحة به بأي ثمن بعدما أصبح مقياسا للحكم على قوة هذه المنتخبات عقب مشاركته المشرفة في المونديال، كما تطرق السليمي لخبر تعيين بن شيخة كمدرب مؤقت ل “الخضر“ إلى ما بعد نهاية تصفيات كأس أمم إفريقيا مؤكدا بأنه يحترم كثيرا هذا المدرب الذي يلقب في تونس “بالعمدة” بعد مسيرته الناجحة مع النادي الإفريقي لكنه لا يراه المدرب المناسب لقيادة المنتخب الجزائري خلال المرحلة المقبلة. “الجزائر يلزمها مدرب أوروبي يعرف كيف يتعامل مع عقلية المحترفين“ وفي معرض تبريره لرأيه المعارض لتعيين بن شيخة على رأس “الخضر“، قال السليمي بأن المنتخب الجزائري في حاجة إلى مدرب أوروبي كبير يعرف كيف يتعامل مع عقلية نجوم المنتخب الجزائري الذين يلعبون في أندية أوروبية كبيرة، مضيفا بأن أغلب هؤلاء اللاعبين تكونوا في أوروبا ولهم عقلية أوروبية ومن ثم فإنه لا أحد قادر على ترويضهم سوى مدرب من البيئة نفسها، وهنا تمنى السليمي أن يكون تعيين بن شيخة على رأس “الخضر“ مجرد مرحلة انتقالية إلى حين التعاقد مع مدرب أوروبي يحمل المواصفات التي تحدث عنها. “الجزائر ستعود بقوة في التصفيات ومواجهة لوكسمبورغ لا معنى لها“ وبنبرة متفائلة جدا أكد السليمي بأنه على يقين بأن المنتخب الجزائري سيعود بقوة في التصفيات القارية خصوصا بعد تعادل المنتخب المغربي أمام إفريقيا الوسطى ولو أنه أكد في المقابل بأن “الخضر“ في حاجة لمن يخرجهم من جو كأس العالم الذي لازال يسيطر على عقول الكثير منهم ومن ثم إيجاد الدافع الذي يحمسهم على العودة بقوة إلى تصفيات “الكان”، كما تساءل السليمي عن هوية الجهة التي برمجت المواجهة الودية التي ينتظر أن يجريها “الخضر“ مع منتخب لوكسمبورغ يوم 17 نوفمبر المقبل، مؤكدا بأن المنتخب الجزائري لن يستفيد شيئا من هذا اللقاء لأن طريقة لعب هذا المنتخب تختلف عن طريقة لعب المنتخبات التي تتواجد إلى جانب “الخضر“ في تصفيات كأس أمم إفريقيا ومن ثم فقد كان حري بمسؤولي الإتحادية الجزائرية يقول السليمي الإتفاق مع منتخب إفريقي لمواجهته في التاريخ المذكور حتى تكون الفائدة أكثر خاصة أن “الخضر“ في حاجة الى مواجهات من هذا النوع لتصحيح الاختلالات التي ظهرت في لقاء تانزانيا.