من سيء لأسوء.. تسير وضعية الدولي الجزائري كريم زياني مع ناديه الألماني فولفسبورغ، خاصة بعد الذي حدث أمس في مباراة ناديه الأخيرة التي استقبل من خلالها نادي شالك. ولم يكن زياني في القائمة الأساسية ولا حتى على مقعد البدلاء، والمبرّر لم يكن الإصابة أو الحالة البدنية وإنما لأن مدرب الفريق “ڨونتر كوستنر“ رفض توجيه الدعوة ضمن قائمة الفريق التي كانت معنية بالمباراة، لأسباب مجهولة لا يعلمها سوى المدرب الجديد الذي يبدو أنه ماض في تجاهل المستقدمين الجدد ومن ضمنهم زياني، والدفع باللاعبين المكوّنين في الفريق الإحتياطي والذي كان يشرف عليه “كوستنر“ قبل أن يخلف المدرب المقال والذي كان وراء انضمام زياني إلى فولفسبورغ “أرمين فيه“. ولا تبدو الأيام المقبلة وردية بالنسبة لزياني خاصة بعد أن تجاوز مدربه الجديد إمتحان البارحة أمام “شالك“ بامتياز بعد أن قلب تأخره بهدف لفوز بهدفين وهو أول فوز للفريق بعد 13 مباراة دون ذلك، وبعد أيام فقط من تعادل بطعم الفوز أمام فياريال على أرض هذا الأخير في ذهاب الرابطة الأوربية. وهي نتائج ستجعل المدرب الجديد في موقف قوة وتجعل خياراته ومنها إبعاد زياني غير قابلة للنقاش. لم يلعب مع ناديه منذ 18 ديسمبر وبدأ الخطر يهدّد مستقبل كريم زياني مع “الخضر“ وصار الدور الذي قد يلعبه مع المنتخب في “المونديال“ المقبل في ظلّ نقص المنافسة الذي يعاني منه محلّ علامة استفهام كبيرة، وهو الذي لم تتعدّ مشاركاته مع ناديه منذ بداية الموسم العشرة في مختلف المنافسات التي دخلها فولفسبورغ هذا الموسم، وهي الدوري والكأس ورابطة الأبطال الأوربية نصفها لعبها بديلا وإذا كان زياني تجاوز مشكل نقص المنافسة في نهائيات أمم إفريقيا بإرادته، إلا أن الإرادة قد لا تكفيه في الفترة المقبلة وهو الذي لم يخض أي مباراة مع ناديه منذ تاريخ 18 ديسمبر الماضي لمّا شارك أساسيا في المباراة التي تعادل فيها ناديه على أرض إنتراخت فرانكفورت بهدفين في كل شبكة، ومن يومها لم يشارك زياني ولو لدقيقة واحدة. فبعد العودة من كأس أمم إفريقيا وقبل مباراة أمس، خاض فريقه ثلاث مباريات الأولى أمام البايرن ولم يستدع لها وهو ما بدا منطقيا لأنه عاد مرهقا من أنغولا، لكن الذي يبقى غير منطقي هو استبعاده تماما عن قائمة مباراة أمس بعد أن كان في القائمة الإحتياطية في آخر مبارتين أمام ليفركوزن في البطولة المحلية وفياريال في رابطة الأبطال الأوربية. ويمكن القول أن ما يحدث مع زياني يعدّ سابقة لم يعرفها منذ موسم 2004/2005 لما قضى موسما شبه أبيض بسبب مشاكله مع ناديه الأول “تروا“ وإصراره على الرحيل للاحتراف في إيطاليا برغم رفض إدارة “تروا“ تسريحه. ضحية خلافات مع بعض اللاعبين القدامى!؟ وإذا كان البعض يتصوّر أن وضعية زياني الصعبة مع ناديه الألماني هي ضريبة حتمية تعوّد اللاعبون الأفارقة والجزائريون على وجه خاص دفعها مقابل مشاركتهم في الكؤوس الإفريقية، إلا أن الحقيقية قد تكون غير ذلك، وقد يكون هذا التهميش الذي يعاني منه صاحب الكرة الذهبية الجزائرية سنة 2006 و2007 مقصودا وبفعل فاعل، وهم مجموعة من زملائه في النادي الذي تمتاز علاقتهم به بالفتور والبرود، خاصة أن لاعبنا لا يتواصل معهم لكونه لا يجيد اللغة الألمانية، والأكثر من هذا تقول مصادرنا إن هؤلاء اللاعبين لم يتقبلوا أبدا الإمتيازات المالية الكبيرة التي استفاد منها اللاعبون الجدد مثل النيجيري مارتينز، السويدي كالمبارغ وزياني أيضا، متصوّرين أنهم أحق بهما مادام أنهم كانوا أصحاب الفضل الأكبر في تتويج النادي بلقب “البندسليغا“ الموسم الفارط. ولا تستبعد مصادرنا تواطؤ من المدرب الألماني مع مجموعة اللاعبين القدامى لإقصاء المستقدمين هذا الموسم والذين صاروا خارج الحسابات تماما في الفترة الأخيرة، بدليل أن الثلاثي المذكور كان خارج التشكيل الأساسي الذي خاض مباراة البارحة. زياني: “لست مصابا ولا مريضا ولم أفهم شيئا في قرار المدرب” وفي الوقت الذي كان فولفسبورغ يعاني الأمرّين أمس أمام نادي شالك، كان زياني في بيته بعيدا عما يحدث وفي حالة نفسيه منزعجة جدا، لأنه وكما صرّح لنا لم يفهم شيئا في قرار مدربه وفي الوضعية الصعبة التي يمرّ بها مع ناديه، حيث قال لدى اتصالنا به أمسية البارحة: “أنا في البيت، لم ألعب المباراة ولم توجّه لي الدعوة أصلا، أنا لست مصابا ولا مريضا وفي كامل لياقتي البدنية ولا أجد أي مبرّر منطقي لاستبعادي”. ولمّا سألناه عن الأسباب التي حالت دون تواجده في قائمة ناديه التي واجهت شالك، ردّ: “لم أفهم شيئا، لكني لم أناقش قرار المدرب، لم أجد اسمي في القائمة فغادرت إلى منزلي”. ولن يكون كريم زياني لوحده المنشغل بوضعه الصعب مع ناديه، بل سيقاسمه جميع الجزائريين هذا الهاجس بالنظر لوزن اللاعب الكبير في تشكيلة المدرب سعدان، والكلّ يتمنى أن تدفع الهزيمة الجديدة ل فولفسبورغ والذي يواصل سقوطه الحرّ المسؤولين عن النادي لإعادة الاعتبار ل زياني ومنحه حقه في اللعب مع الفريق.