الأرقام الهجومية التي سجلها “الخضر” في العام الحالي 2010 تبقى متواضعة للغاية، حيث لا يختلف اثنان على أن الأمر يتعلق بمشكل عويص، وعقدة حقيقية لمنتخب مونديالي لا يسجل إلا ب “ضيقة الروح”، بل ولا يصل لاعبوه في مبارياتهم إلى تحقيق فرص سانحة للتهديف كما تفعل كل المنتخبات، كما وقع أمام منتخب تنزانيا المتواضع أين كان هناك عجز في بناء الهجمات واعتمد “الخضر” يومها على الكرات الثابتة ولا شيء غير ذلك، في ظل غياب أسلحة أخرى، يحصل هذا بالرغم من امتلاك المنتخب مهاجمين يشاركون في فرقهم ويسجلون بانتظام. زياية وجبور 4 أهداف في 5 لقاءات... وماذا مع المنتخب؟ في الإطار ذاته، جدد زياية مهاجم اتحاد جدة قبل أيام قليلة تألقه وسجل مرة أخرى في مرمى أهلي جدة في داربي واعد، سجل بالرأس هدفا ثمينا وجميلا، ومنح آخر هو الثاني لفريقه موقعا في المجموع 4 أهداف في 5 مباريات خلال بداية الموسم (بعد 28 هدفا في كل المنافسات العام الماضي)، والأول له بالرأس هذا الموسم في وقت أن زياية خلال مشاركته مع “الخضر” أساسيا أمام تنزانيا كان بعيدا عن مستواه مع “الإتي”، فيما سجل جبور من جديد قبل 3 أيام دائما في شباك هايدوك سبليت وهو الهدف الرابع له في 5 لقاءات أيضا، 3 في البطولة وهدفان في منافسة “أوربا ليغ”، في وقت أن اللاعبين صائمان مع المنتخب ولم يسجلا حتى في شباك منتخب تنزانيا المتواضع. لم يجدا معالمهما مع “الخضر” وغزال لم يسجل منذ 11 شهرا ولم يجد اللاعبان معالمهما تماما في المنتخب حيث أن جبور اكتفى بهدف واحد في شباك الغابون، وما عدا ذلك كان صائما طيلة سنة، في حين أن زياية لم يستفد منه “الخضر” بسبب خيارات سعدان وحتى الدقائق التي وظف فيها لم تكن كافيا له للوصول إلى مرمى المنافسين، يضاف إلى هؤلاء غزال الذي لم يسجل مع المنتخب الوطني منذ 11 أكتوبر من العام الماضي، ورغم ذلك خلال 11 شهرا من الصيام مع المنتخب كان يسجل مع فريقه سيينا الموسم الماضي رغم تواضع مستواه وسقوطه في النهاية، وهو ما يطرح السؤال عما إذا كان الأمر يتعلق بمشكل في طريقة اللعب السابقة، أو الخطة التي تعتمد غالبا على التكثيف الدفاعي مع مشكل كبير يتعلق بغياب المساندة بالنسبة للمهاجمين المعزولين دائما. بودبوز سجل هدفه الثامن في الاحتراف، وخطة بن شيخة تلائمه أكثر وحتى الصغير بودبوز الذي يلعب في سوشو، في الفريق المحترف للموسم الثالث على التوالي سجل هذا الموسم، في مرمى سانت اتيان بقذفة صاروخية من 40 م وأضاف هدفه الثاني سهرة أول أمس بطريقة سحرية وعلى الطائر بعد أن وصلته فتحة عرضية أسكنها بروعة شباك حارس نيس، وهو الهدف الثالث في مسيرته مع حاملي الزي الأصفر وهو لم يتجاوز 20 سنة، حيث قد يكون لرحيل سعدان وقدوم بن شيخة دوره في تمكينه من بلوغ الشباك، باعتبار أن بن شيخة يعتمد كثيرا على التنشيط الهجومي ويطالب دوما بمساندة المهاجمين، مع تحقيق زيادة عددية أمام مرمى المنافسين، إذ يضع لاعبو الوسط دائما في وضعيات سانحة للتسجيل، فضلا عن الثقة المطلقة التي سيحظى بها إذا ما أخذنا بعين الاعتبار إصابة زياني. زياية ضحية سعدان وبسببه رفض كأس العالم يعرف الجميع أن زياية قد رفض المنتخب الوطني قبل كأس العالم لإحساسه بالظلم وأن الناخب الوطني السابق لم يمنحه حقه في كأس إفريقيا حتى في مباراة نيجيريا التي كانت من دون قيمة، ما جعله يقاطع قبل أن يعود مجبرا بحكم الضغوط وعدم إمكانية تجديده الرفض، فيما يتصور كثيرون أن يكون رحيل سعدان السبب في تحريره، خاصة إن وجد خطة هجومية تساعده، بالإضافة إلى مدرب يعرف قيمة إمكاناته ما قد يكون كافيا لتفجير قدراته لأنه باختلاف تقييم البعض لقدراته الفنية، فإن الأكيد ومما لا يختلف فيه اثنان فإنه يبقى مهاجما متمكنا وقادرا على زيارة شباك أي فريق أو منتخب. الشعور بثقة بن شيخة، ورغبته في الرد قد تجعله ينفجر ويعرف بن شيخة جيدا زياية وقدراته الهجومية بحكم أنه لاعب محلي، انطلق من البطولة الجزائرية أين تألق في الوفاق قبل تنقله إلى السعودية فضلا عن كونه استدعاه إلى التربص مع منتخب المحليين (لم يشارك معه في أي لقاء رسمي)، ولن يكون غريبا تماما عن الناخب الوطني الجديد لو يمنح ثقته المطلقة إلى هذا اللاعب الذي طالما أحس ب “الحڤرة” مع سعدان، خاصة أن المدرب المغادر اجتهد في تفضيل لاعبين عليه، وحتى غزال منحه الفرصة في العديد من المرات وواصل منحه إياها رغم أنه لم يثبت شيئا، حيث سيكون الشعور بالثقة عند زياية من طرف مدرب جديد والبحث عن الرد على سعدان فرصة له لتأكيد نفسه وإمكاناته. بن شيخة قد تخدمه الظروف ويكون المستفيد الأكبر ولأنه في بعض الأحيان في كرة القدم من المطلوب أن يغادر المدرب مهما كانت قدراته من أجل أن يحصل تحرر اللاعبين والفريق ككل خاصة إذا كانت النتائج سيئة مثلما وقع مع المنتخب، فإن هذا ما يدفع إلى طرح التساؤل عما إذا كانت مغادرة سعدان هي الحل للمشاكل الهجومية التي يعاني منها المنتخب، وهل سيكون بن شيخة الرجل الذي تساعده الظروف على إعادة بريق المنتخب بتحرر المهاجمين وعودة الأمور إلى مجاريها بهذا التغيير على مستوى العارضة الفنية والذي نادى به الجزائريون؟