أكد المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار، أمس، نجاح الاعتصامات الولائية التي نظمتها فروعها الولائية، معتبرا استجابة الأساتذة لهذه الوقفات أمام مديريات التربية الخمسين رسالة قوية إلى مسؤولي القطاع بأن سياسة التهديد والوعيد لن تثنيهم عن المطالبة بحقوقهم المشروعة، ضاربا موعدا لاعتصام وطني سيحدد تاريخه لاحقا. خرج أمس على مستوى مدريريات التربية الخمسون من أساتذة التعليم الثانوي في اعتصامات، رفعوا خلالها شعارات تندد بخطوة وزيرة التربية نحو اعتماد القروص المضغوطة لتلاميذ الأقسام النهائية، على مثيل "العلوم الغبريطية لتلاميذ الأقسام النهائية محتوى القرص المضغوط"، "قم للقرص وفه التبجيلا .. كاد القرص أن يكون رسولا"، "لا تلمسوا كرامة المعلم"، "توقفوا عن تغليط الرأي العام"، وغيرها.. وسجّلت "الحوار" أثناء تواجدها على مستوى مديرية التربية للجزائر وسط، اعتصام قرابة 20 أستاذا منضويا تحت لواء النقابة، وقفوا في هدوء قرابة الساعتين رافعين شعارات أرادوا بها إيصال صوتهم إلى وزيرة التربية، وأكدوا بالمناسبة أن القرص المضغوط الذي لجأت إليه الوصاية لا يمكن أن يعوض الأستاذ، خاصة وأن أغلبية التلاميذ لا يملكون حواسيب بمنازلهم، وتساءل الأساتذة كيف انقلب وضع القطاع من الجاهلية إلى الرقمنة في ظرف أسبوع فقط. وفي هذا الصدد، كشف المنسق الولائي عويسي في تصريح ل "الحوار" عن اكتشاف الأساتذة لقرص مضغوط "فارغ المحتوى" بثانوية عمر راسم بالعاصمة، متسائلا عن الكفاءات التي صاغت هذه الدروس في أقراص مضغوطة، في حين دعا الوصاية إلى الكف عن التلاعب بالتلاميذ قائلا " كفانا تلاعبا بالأطفال، شهر من الإضراب كثير، ويكفينا من جلسات الحوار العقيم التي لا تسمن من جوع"، مشيرا بالمناسبة إلى تراجع مستوى الحوار بين الشريك الاجتماعي ووزارة التربية، مشيرا إلى أنه مع الوزير السابق بن بوزيد اقتربت النقابات من الحاور الجاد والمسؤول عكس الوزارة الحالية التي تصيغ محاضر مشتركة فارغة. وفي رده على سؤال حول مدى استعداد الأساتذة لتعويض الدروس الضائعة على رغم الخصم من الأجور، فقد أكد المتحدث بأن الوزارة قد طبقت الخصم فعلا وتراوح من 9 آلاف دينار إلى 15 ألف دينار عند أساتذة التعليم الثانوي، واعتبر هذه الخطوة غير قانونية إذ لا يمكن خصم أكثر من 3 أيام في الشهر للمضربين، بينما أكد في شق آخر استعداد الأساتذة والتزامهم الخلقي والمهني قبل كل شيء لتعويض الدروس الضائعة بأكبر قدر ممكن حين يتوقف الإضراب المفتوح. من جهته، أفاد مسعود بوديبة المكلف بالإعلام على مستوى نقابة "الكنابست" بأن مديرية التربية للجزائر شرق شهدت اعتصام قرابة 500 أستاذ، أما الجزائر غرب فتجمع قرابة 600 أستاذ، مسجلا أكبر اعتصام على مستوى مديرية التربية لولاية بومرداس بحوالي ألف معتصم، مضيفا بأن الاعتصامات شملت جميع مديريات التربية على المستوى الوطني. وقال بوديبة في تصريح ل "الحوار" بأن المنسقين الولائيين للنقابة لم يسجلوا أي تجاوزات، مؤكدا أن الأساتذة قدموا من خلال هذه الاعتصامات رسالة إلى الوصاية تفيد بأنهم لن يرضوا ممثلا آخر سوى نقابة "الكنابست"، مجددا بالمناسبة دعوته إلى السلطات العليا في البلاد ممثلة في رئيس الجمهورية والوزير الأول للتدخل الصراع مع الوصاية، حتى لا تهان كرامة الأستاذ أكثر.