آمنة بولعلوة كشف البوفيسور مصطفى خياطي في تصريح ل "الحوار" عشية اليوم العالمي لمكافحة السل، أن هذا الأخير يشهد ارتفاعا في الجزائر مقارنة بسنوات الثمانينات والتسعينات، مرجعا ذلك إلى عدة عوامل، أهمها المقاومة الشديدة التي أصبحت تبديها البكتيريا اتجاه المضادات الحيوية المستعملة، مشيرا إلى أن 50 بالمِئة من البكتيريا باتت تقاوم الأدوية، كما أشار إلى أن برامج مقاومة السل تعرف تراخيا في العديد من دول العالم على غرار الجزائر، وهذا التراخي الذي تشهده البرامج المسطرة من طرف وزارة الصحة ضاعف من عدد مرضى السل اليوم، مشيرا إلى إشكالية توزيع أدوية السل التي تعرفها البلاد والراجعة إلى نقص التنسيق بين المستشفيات ومصالح مكافحة مرض السل المسئولة على توزيع الأدوية، الشيء الذي جعل المرضى يعانون في هذا الجانب. و أوضح البروفيسور مصطفى خياطي بأن ظهور "السيدا" كان حافزا لتفشي داء السل أيضا، فنقص المناعة المكتسبة لدى مرضى الإيدز جعلتهم لا يقاومون داء السل، مؤكدا أنه أولى مسببات الوفاة لدى مرضى السيدا بإفريقيا. أما عن العدد الحقيقي لمرضى السل في الجزائر، فأشار البروفيسور مصطفى خياطي إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة، لكنه أكد أن نسبة إصابة الأطفال تمثل 16 إصابة لكل 100 ألف طفل بالجزائر، وأرجع المتحدث ذاته أسباب ارتفاع داء السل إلى الفقر وتردي ظروف المعيشة وسوء التغذية، بالإضافة إلى ضيق السكنات الذي يُسهم بشكل مباشر في انتشار العدوى بين أفراد الأسرة الواحدة والتي تنتقل عن طريق الرذاذ المتطاير الذي يحمل ميكروب الدرن، أو المأكولات والمشروبات الملوثة خصوصاً اللبن غير المبستر، لافتاً إلى أن أهم أعراض المرض فقدان الشهية، ونقص الوزن وارتفاع درجة الحرارة والتعرق أثناء الليل وسعال شديد لمدة تزيد على الأسبوعين، كما أن أحد مصادر العدوي البصاق لشخص مصاب بالميكروب. سفيان علي حنفة مكلف ببرنامج مكافحة السل بوزارة الصحة: علاج السل فعال 100 بالمائة ولا يتجاوز 6 أشهر أكد سفيان علي حنفة طبيب مختص في الأمراض الصدرية ومكلف بالبرنامج الوطني لمكافحة مرض السل في تصريح ل "الحوار" أن الجزائر سجلت 22 ألف إصابة بمرض السل، منها 13 ألف حالة سل خارج الرئة و8400 حالة سل رئوي، مؤكدا أن نسبة الإصابة به تتناقص منذ سنة 2003 إلى يومنا هذا، حيث انخفضت نسبة الإصابة من 65 إصابة لكل 100ألف نسمة سنة ال 2003 إلى 57 إصابة لكل 100 ألف نسمة في السنة الجارية. وأشار المتحدث ذاته إلى أن العوامل التي تجعل عدوى السل تنتقل بين الناس أكثر هي ارتفاع الكثافة السكانية وضيق المساكن، فإذا أصيب شخص بالسل تنتقل العدوى بسرعة بين باقي أفراد الأسرة، كما أشار إلى الدور الذي تلعبه بعض العوامل في إضعاف الجهاز المناعي، الشيء الذي يسمح للمرض بالتطور بسهولة كسوء التغذية وقلة تناول البروتينات، فضلا عن الإصابة ببعض الأمراض كالإيدز والسكري، بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية التي تضعف مناعة الجسم، وأشار الدكتور علي حنفة بأن المرأة الحامل أيضا تصاب بعدوى السل بسهولة. أما عن العلاج، فقد أكد الدكتور سفيان علي حفنة بأن العلاج المعتمد للقضاء على السل فعال 100 بالمئة ويدوم 6 أشهر، مشيرا إلى أن المرضى يتلقون الدواء من طرف مصالح مكافحة مرض السل كل 10 أيام.