– قال في مقال تحت عنوان:" حقوق الأمة الجزائرية التي تطالبها من الأمة الفرنسية" مطالبا بترسيم اللغة العربية: (( تعتبر اللغة العربية رسمية مثل اللغة الفرنسية وتكتب بها مع الفرنسية في جميع المناشير الرسمية، وتعامل صحافتنا مثل الصحافة الفرنسية وتعطي الحرية في تعليمها في المدارس الحرة مثل اللغة الفرنسية)) الآثار 3/307 – وقال مؤكدا على أولوية المطالب "الهوية". قال: ((مطالب الأمة الجزائرية كانت معروفة قبل اليوم، وقد قدمت للحكومات المتعددة غير مرة وكان منها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وكان من أولها محافظة الأمة على شخصيتها ولسانها وديانتها، وقد كانت الأمة تخشى دائما أن تمس في شخصيتها وأن يتساهل بها المتساهلون فيها)) الآثار 3/516 -وقال أيضا: ((إن كل محاولة لحمل الجزائريين على ترك جنسهم، أو لغتهم، أو دينهم، أو تاريخهم، أو شئ من مقوماتهم فهي محاولة فاشلة مقضي عليها بالخيبة، والواقع دال على هذا)). الآثار 6/50 – وقال متحديا ومحذرا فرنسا: ((فحذار من أن ترتكبي غلطة فادحة بمحو الشخصية الإسلامية لا يسوء أثرها في الأمة الجزائرية وحدها بل يسوء في العالم الإسلامي كله، وتعتبر في نظر الجميع بحق- بترا لعضو من أعضاء الإسلام)). الآثار 6/87 3/ بداية المعرضة و تذكيرها أنها مستعمرة – قال: ((ولأننا مستعمرة من مستعمرات الجمهورية الفرنسية نسعى لربط أواصر المودة بيننا وبين الأمة الفرنسوية)) الآثار 3/264 – وقال في مقال: "الاستعمار يحاول قطع الصلة بين الإخوان" الاثار 3/354 – وقال في مقال: "إذا طالبنا حقوقنا نكون أضداد فرنسا" ((تأبى الأحزاب الاستعمارية ومن إليها الاعتراف بهذه الحقوق للجزائريين – يقصد الحقوق السياسية-)). 5/301 4/ التأكيد بأن الجزائر ليست فرنسا – قال: (( أين أنتم أيها السادة: نحن الجزائر، وما الجزائر إلا للجزائريين، فإذا كنتم تريدون المحافظة على الجزائر فحافظوا على قلوبنا)). الآثار 3/359 – وقال أيضا: ((أم هذه الأمة الجزائرية الإسلامية ليست فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تستطيع أن تكون فرنسا ولو أرادت، بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد في لغتها ولا تستطيع في أخلاقها وفي عنصر دينها، لا تريد أن تندمج ولها وطن محدود معين وهو القطر الجزائري بحدوده الحالية المعروفة…. فجلينا بهذه الحقيقة مكشوفة في واضح النهار وقطعنا الطريق على كل متقول بالباطل وأرحنا كل باحث ومتردد من بحثه وتردده)). الآثار 3/361 5/ التخطيط للثورة قال الأستاذ حمزة بُكوشة:((أيام اشتعال الحرب العالمية الثانية اجتمعت والشيخ عبد الحميد لآخر مرة بنادي الترقي، وكان حاضر الاجتماع تلميذه محمد بن مُرة الصادق الملياني ليس غير، وبعدما تحادثنا معه في مواضيع خاصة وعامة، انتفض رحمه الله- وقال:هل لكم أن تعاهدوني؟ فقال الشيخ محمد الصادق:لا أستطيع قبل أن أعرف. ثم توجه إلي وقال: وأنت. فقلت: إذا كان على شيء أنت فيه معي فإني أعاهدك.قال: طبعا، فأنا لا أكلف غيري بما لا أكلف به نفسي. فمددت يدي وصافحته وقلت: إني أعاهدك ولكن على ماذا؟. قال: إني سأعلن الثورة على فرنسا عندما تشهر عليها إيطاليا الحرب)). وقال أيضا في اجتماع خاص بمبنى جمعية التربية والتعليم الإسلامية بحضور الأستاذ علي مرحوم والأستاذ عبد الحفيظ جنان: ((لو وجدت عشرة من عقلاء الأمة الجزائرية يوافقني على إعلان الثورة -ضد فرنسا- لأعلنتها)). وقال محمد الصالح رمضان: أن الشيخ ابن باديس منذ سنة 1937م وهو يخطط لها، وأكد ذلك الشيح أحمد حماني بأنه سمع الشيخ ابن باديس بأذنيه في مجلس التربية والتعليم خريف سنة1939م بل اعتبر نشيد ابن باديس (شعب الجزائر مسلم) دعوة الى الثورة. قلت: وبهذا يتبين بوضوح أن عقلية ابن باديس السياسية كانت تمشي تدريجيا بخطوات محكمة وحكيمة تراعي في ذلك موطن القوة والضعف الذي يقتضيه سياق الزمان والمكان.