خيرة بوعمرة يتعاون المخرج الجزائري محمد حميدي مع الممثل المغربي جمال دبوز في تصوير أحدث أفلامه السينمائية من نوع أفلام الطريق، وكتب سيناريو الفيلم وحواره المخرج محمد حميدي بالاشتراك مع كاتب السيناريو الآن ميشال بلانك. واختار محمد حميدي لفيلمه عنوان "البقرة" والذي يتم تصوير مشاهده الأولى في مدينة مارسيليا الفرنسية. وسيستمر تصوير مشاهد الفيلم إلى غاية نهاية شهر ماي القادم، وذلك لتعدد أماكن التصوير التي اختار المخرج أن تكون خارج الأستوديو موجها كاميراته إلى الأماكن الطبيعية. ولذلك ينتقل طاقم الفيلم بعد انتهاء التصوير من مرسليا إلى باريس ثم إلى بوردو وأخيراً إلى المغرب رفقة الممثل الجزائري الأصل فتاح بوي أحمد، والفرنسي لامبرت ويلسون. وينتمي الفيلم لنوعية أفلام الطريق، حيث يسافر البطل متنقلاً من بلدة إلى أخرى على امتداد عمر الفيلم الذي تتراوح مشاهده بين الكوميدية والدرامية الاجتماعية. تحرك أحداث الفيلم الشاب "فتاح" الذي يجسد دوره جمال دبوز، الذي يتقمص شخصية الشاب الطيب والبسيط، بالضبط كما كان والده، وهو ما يجر عليه الكثير من المشاكل والمعاناة بسبب سخرية أهل قريته بالجزائر. وبالرغم من حبه العميق والبالغ لزوجته وابنتيه، لكن الكائن الوحيد الذي يشعر بالفعل أنه رفيقه في الحياة والذي يفهمه ويحس به فعلاً هو بقرته جاكلين وهي من أجمل الأبقار في القرية والأكثر تميزاً، وفتاح لا يحلم سوى بشيء واحد فقط، اصطحابها كي تنافس في المعرض الزراعي بباريس. ولاقتناعه بحلمه، ينطلق فتاح في رحلة طويلة إلى فرنسا جاراً بقرته معه، حتى يصل مارسيليا وهناك يقطع رحلة طويلة شاقة إلى باريس سيراً على الأقدام مع بقرته يمر فيها بحقول ودروب مختلف القرى الفرنسية ويلتقي العديد من البشر، في حالة بحث من جانبه عن المعاملة اللائقة والقلوب الطيبة والخير داخل النفوس البشرية. ومحمد حميدي مخرج جزائري فرنسي المعيشة والإقامة، في الثانية والأربعين من عمره، وهذا هو ثاني أفلامه الروائية الطويلة، بعد فيلمه الأول "الوطن" (2013) الذي اختير وقتها للاشتراك في دورة مهرجان "كان" لذاك العام، وتم عرضه ضمن قسم "العروض الخاصة" وتناول الفيلم قصة والد المخرج ورحلة عودته إلى وطنه الجزائر.