مليكة.ي رغم التعليمات الصارمة التي أصدرتها الوزارة المعنية ومديرياتها بعدم استعمال الحافلات القديمة والمهترئة حفاظا على سلامة المسافرين، إلا أن الناقلين الخواص لا يأبهون لمثل هذه التعليمات ولا يسعون لتطبيقها بقدرما يسعون لتحقيق أرباح واسعة ولو على حساب أرواح المسافرين. " نحن مجبرون على ركوب هذه الحافلات، فليس لدينا بديل أمام صمت الجهات الوصية ورفض الناقلين الخواص تطبيق القانون"، هذا ما قاله لنا أحد المسافرين من مستعملي حافلات"الموت" المهترئة عن آخرها على طول خط الحراش العاصمة، وغيرها من الخطوط على غرار العاصمة درقانة و الكاليتوس الحراش و عين البنيان ساحة شهداء، كلها حافلات تهدد حياة المسافرين المغلوبين على أمرهم والراكبين لها كرها لعدم وجود بديل ولتأخر المسؤولين عن أداء واجبهم واتخاذ قرار حاسم وحازم يضرب بيد من حديد تجاوزات الناقلين الخواص، بإيقاف رخصة استغلال الخط، كأقصى عقاب لهم وكطريقة لإجبارهم على تغيير الحافلة، مثلما اقترح أحد المسافرين. ويبرز مسافر آخر "عندما نركب الحافلة ينتابني شعور غريب باقتراب الموت، فلا كراسي مهيئة ولا أبواب محكمة ولا أرضية آمنة، كلها مليئة بثقوب ومصدعة والأمّر عندما تسير في الطريق تروح يمينا وشمالا وتميل أحيانا حتى يهيأ لنا أنها ستسقط، مع هذا نجد أنفسها مجبرين على ركوبها، فلا خيار لنا لأنه لا بديل لنا"، ليضيف مسافر آخر "خلال فصل الشتاء بعضنا يفتح مطريته بسبب تسرب المياه لأن سقف الحافلة مثقوب". نفس الانطباع سجلناه على مستوى محطة نقل المسافرين بساحة 1 ماي، أين تساءل بعض محدثينا عن دور رقابة مديرية النقل لتجاوزات الناقلين وضربهم بعرض الحائط التعليمات، وحول ما إذا كانت فعلا هناك عقوبات وحمل على محمل الجد أي شكاوى من قبل مستعملي الحافلات، لافتين إلى أن الأمر لم يعد يحتمل لأن حياة الناس باتت على كف عفريت. عبد القادر بوشريط ل"الحوار":
من جهته، أكد "عبد القادر بوشريط" رئيس فيدرالية الناقلين الخواص، أن توقيف استعمال هذه الحافلات القديمة التي تهدد حياة المسافرين من مهام مكتب المراقبة التقنية، حيث أن هذا المكتب هو المخول الوحيد لاتخاذ قرار توقيف هذه المركبات، وذلك بعد الفحص. وكشف بوشريط، أنهم طالبوا عدة مرات من الوزارة توزيع حافلات جديدة أو حافلات يقل عمرها عن خمس سنوات حماية للمسافرين والناقلين على حد سواء إلا أنها لم تستجب لنداءاتنا، ملفتا إلى أن بعض الناقلين الخواص يستبدلون حافلاتهم القديمة بمركبات قديمة ما يشكل خطرا حقيقيا على المسافرين.