الدكتورة ليلى حداد أستاذة التعليم العالي فقه وأصولفتاوي نسائية * بعض النساء يحضرن أطفالهن معهن إلى صلاة الجمعة والتراويح ولكن لا يقمن بمراقبتهم فيعبثون داخل المسجد ويشوشون على المصلين والمصليات، فما الحكم في ذلك وماذا يقال للنساء اللواتي يدخلن المسجد في صلاة التراويح؟ الجواب : ينبغي على المسلمين أن يحرصوا على صلاة التراويح مع الإمام حتى يكتب لهم قيام رمضان ، عن أبي هريرة (رضي الله عنه)، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" وحرمة المسجد عظيمة كونه بيت الله، فيه يعبد المؤمنون ربهم ويذكرونه وينسون بداخله هموم الدنيا وحطامها الزائل فلا يتحدثون فيه عن بيع أو شراء ولا يسمع لهم فيه مراء أو جدال، قال الله تعالى:" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ*رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ*لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ "سورة النور:36-37-38. ومن المؤسف أن يتهاون المسلمون في شأن المسجد فتراهم ربما رفعوا فيه أصواتهم بالضحك واللغو والجدال غير المؤسس على العلم الصحيح. وإحضار الأطفال إلى المسجد وتركهم يعبثون فيه ويلهون ويقولون كلاما يزعج المصلين يعتبر من قبيل ما ذكرنا وعلى كل أمّ أحضرت طفلها معها إلى المسجد أن تضعه بجنبها حتى تراقبه وتذكره بحرمة بيت الله فيتربى وينشأ على ذلك أما أن تحضر الأم أو الأب الأطفال ليتركوا في مؤخرة المسجد ويتخذها فسحة للعب والمبارزة بقبيح الكلام فهذا ممنوع شرعا وإن اضطر جماعة من المصلين لطردهم فليفعلوا ذلك حتى يكون ردعا وزجرا لهم ومحرك الضمائر وقلوب أوليائهم وهذا ما ذهب إليه ابن تيمية-رحمه الله-
* هل يجوز للمرأة أن تؤم النساء؟ الجواب :نعم يجوز للمرأة أن تؤم النساء في بيت إحداهن أو في مكان بعيد عن الرجال سواء أكان ذلك في صلاة التراويح أو غيرها من الصلوات المفروضة،لما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لأم ورقة أن تصلي بأهل بيتها من النساء إمامة لهن وقد روي ذلك أيضا عن عائشة رضي الله عنه وعن أم سلمة رضي الله عنه وعن ابن عباس رضي الله عنه،وصفة ذلك أن تقف وسطهن في صف واحد وأن تجهر في الصلاة الجهرية،غير أننا نؤكد أنه يجوز ذلك عند انعدام وجود ذكر عاقل بالغ مكلف يصلي بهن صلاة المريض.